Wednesday, June 24, 2020

"الوهم الكورونى"

  • منذ اطل علينا فيروس كورونا بطلته البهية من الصين وحتى غزا كل اقطار الأرض وفى ظل اجواء العزل الصحى المفروضة على اغلب المجتمعات بلا استثناء فإن الظروف النفسية للجميع اصبحت سيئة واصبحنا اخيرا نفهم لماذا لا تحب حيوانات البرية الاسر واصبحنا الآن فى بيوتنا نعيش فيها كاقفاص الحيوانات وليس لدينا شئ نفعله سوى معارك السوشيال ميديا او التليفزيون او التأملات السرمدية فى الاشياء مع الرحلات المكوكية داخل الشقة من الصالة للبلكونة للأسرة للكنب وتبديل الاماكن!
  • لكن المشكلة أن الشخص اصبح نفسيا تحت تأثير الكورونا سواء بمتابعة الاحصاءات المحلية والعالمية من خلال الاصدقاء جبرا وربما من خلال نفسك ان كنت مغرم بعلم الاحصاء ومتابعا لكافة النصائح المختلفة للوقاية لكن فى كل هذا انت تشعر أنك تحت حصار بالكورونا مرضيا ووقائيا واحصائيا وتربتيتيا كمان.
  • وكل اوقات كثيرة تشعر أن جسدك سخن وتهرع إلى الترمومتر لتقيس الحرارة ، او حينما تنام فى البلكونة متأملا للنجوم تجد لديك صباحا رشحا وتبدأ فى التفكير هل هى كورونا ام نزلة برد عادية وتتجاهل تماما ما فعلته ليلا وتظن ان فلان الذى سلمت عليه او ذلك الشخص الذى يعطس فى البلكونة فى اخر الشارع هو من نقل لك المرض ! او ربما الرجل الذى حدف لك الجريدة من البلكونة هذا الصباح ، وتبدأ فى أن تفكر فى ان تعزل نفسك عن الاسرة اكثر ما انت معزول اصلا بين موبايلاك واصدقائك.
  • ويا حبذا كمان لو عضلات صدرك وجعتك شوية من شوية الهواء يبقى انت خلاص على وشك الالتهاب الرئوى الكورونى وتفكر فى مفارقة الاهل والاحباء وتفكر هل تنتهى حياتك بهذه البساطة!
  • الناس اصبح لديها خوف مرضى من الناس ومن بعضهم البعض ويتصرفون بعدوانية شديدة ليس لها اي مبرر مع الاشخاص الذى ربما يكونوا اصيبوا بالمرض او حتى الذى يشكون انهم مصابيين لمجرد العطس او حتى فى التعامل مع من يخالطوهم.
  • حفيدة لنا من كثرة جلوسها فى المنزل وعدم ذهابها إلى المدرسة ترسم الاشخاص خلف اسوار وحينما تسأله ماذا رسمتى تقول لك انها حديقة الحيوان ! بخلاف كم ما ترسمه من كمامات بالوان مخلتفة.
  • يبدو أن وهم الكورونا النفسى لم يؤثر على الاطفال فقط لكنه اصبح يؤثر علينا نفسيا ترى كيف نخرج من هذا الوهم الكورونى الذى من الممكن ان يقتلنا اكثر من المرض نفسه على نعكس الاحصاءات ونقراءها بشكل اخر ونقول أنه رغم انه مرض مميت فان من اصيب به فى العالم اقل من 1 فى الالف ! ام نصبر انفسنا ان هناك اكثر من 30 دولة اعلنت خلوها من المرض رغم انها جزر صغيرة فى اغلبها .. ترى متى نخرج من هذا الوهم ونعود للحياة!

No comments: