Tuesday, February 28, 2017

الاستمتاع بكونك كائن فضائى


  • كان درس اللغة الفرنسية التى حاولت اختى ان تشرحه لى منذ سنوات طويلة عن ولد غريب الطباع كان هذا هو منهج الثانوى التى درسته كل اخواتى وحينما كنت فى المرحلة الثانوية اخترت اللغة الالمانية لانى لم احب الدرس ولم احب الفرنساوى بشكل عام ، لكن والدى كان دائما يقول اننى غريب الطباع كان يظننى احب القذافى ولكنى كنت احب ان اسمع الاذاعة الليبية ليلا لانها ببساطة كانت تجعلنى اضحك من كل قلبى على عالمنا العربى وعلى القائد المفدى الذى يخطب كل يوم او حينما استمع الى البرنامج التى مازلت اذكر اسمه جيدا " شروح الكتاب الاخضر " !! فى الواقع كنت اتذكر السعدنى حينما كان يقول كيف ان سفارات الدول العربية مشغولة ببيع كتب الزعيم المفدى دوما الى كل محلات اللب على مستوى العالم حيث هذا هو المكان الوحيد الذى من الممكن ان تباع فيه كتب الزعيم حيث يتم وضع الكتاب فى فراطيس محكمة.
  • على ايه حال حينما يرانى البعض الآن غريبا فليس لدى وقت للشرح ، لست قلقا من ان تكون مشروباتى الروحية هى الحلبة والنعناع اعتبر هذا الامر شيئا شوفينا واضيف لهم الليمون سواء ساخنا او باردا.
  • ان استمتع بقضاء يوم ثقافى رياضى بطريقتى الخاصة أن اتريض من روض الفرج الى السبتية لانهاء بعض المصالح ثم عرجت على منزل خالى فى بولاق ثم تمشيت مرة اخرى الى معشوقتى مكتبة القاهرة ، ثم عرجت على ساقية الصاوى استمتعت بقراءة البرنامج الشهرى ثم اكملت رحلتى مشيا بالطبع الى دار الاوبرا لكى احضر مهرجان الفيلم اليابانى الذى احضره منذ مايزيد عن 16 عاما واستمتع بمنمات الحياة اليابانية سواء انواع الاكل او اللعبات اليابانية او حتى فن تصميم الزهور يقولون انه كوكب مختلف ، ربما مرة اخرى شوفينيتى هى من تحكمنى فقد كان جمال حمدان يرى ان مصر منعزلة بالصحراء مثل اليابان منعزلة فى البحر رغم انها عكس اليابان فى انها تم غزوها كثيرا لكن المدهش ان المصريين هم دوما من غيروا المحتل.
  • الاغرب اننى كنت صائما فى كل هذا المشوار والفيلم يبدأ فى الخامسة والنصف وحيث ان المصريين طبعوا اليابانيين ايضا فلم يبدأ الفيلم الا فى السادسة وكان هذا لطيفا لانه اتاح لى ان اصلى المغرب لكن ان تصلى المغرب فى مركز الابداع فى حدث ثقافى بذقنك الطويلة وشعرك الاطول فذلك مقلق فى ظل تلك الظروف الأمنية وأن اصلى وافطر على قطعة الشيكولاتة فقط لكى اشاهد فيلم سينمائى وكمان يابانى ، اللطيف فى هذا الأمر ربما انه سوف يحير اخيك الاكبر فى اجهزة الامن الذى يتابعك ليل نهار هل انت داعشى ام يسارى اعتقد انه اصبح يصنفنى ككائن فضائى!
  • ربما تكون مختلفا او عاديا لكن على ايه على ايه حال كل انسان نسيج وحده فكن انت ذلك النسيج الذى يحلو لك عيش كما تحب لا كما يحب ان يراك الناس حتى ولو كنت كائن فضائى واستمتع بكونك كائن فضائى يعيش على كوكب الارض.

Saturday, February 25, 2017

العمارة والعمران



  • اصبح لدينا مظاهر حضارية ولم يصبح لدينا إنتاج حضارى نستعمل المحمول والدش واحدث ما وصلت إليه تقنيات الحياة الحديثة ، بالطبع نستورد كل ذلك من الخارج  وإن وكان ولابد فسوف نجمع بعض الأجزاء التى تأتى مفككة من الخارج.
  • لكن العقول مازالت هناك ... لم تتحرك قيد أنملة .... ربما تستهلك ذكائها الفطرى فى ما يطلق عليه "الفهلوة المصرية"فلا يبقى لها وقت للإبداع والتفكير ...وتهلك الباقى فى ترف الاستهلاك أن كان هناك إمكانيات لهذا الاستهلاك ...
  • يكفى أن تتطالع مبنى حكومى حديث مظاهر أبهة وفخفخة ورخام من الخارج ... وتبحث فى الداخل عن قضاء مصلحة سوف تندهش .. سوف تبحر فى غيابات روتين ليس ورائها طائل وسوف تعود مرات دون جدوى إذا فهناك بنيان ولكن مخوخ أى أنك تجد البنيان ولن تجد العمران ...تتمنى لو انهم انفقوا جزء من هذا العمران على عمارة نفوس الموظفين وكيفية معاملة البشر اتذكر انك ببساطة حينما تنضم لهذه المنظومة فأنت جزء ممن اطلق عليه جورج اوريل مزرعة الحيوان اجتهدت من قبل وكتبت حلم البطيخة وكنت جزءا منها لسنوات ولكنى احسست فى النهاية اننى جزء من هذا الوحل!
  • ترى لماذا تلك المتاهة التى نعيش بها منذ سنوات،سوف تجد العبارات الحكومية الاثيرة لدى كل الحكومات المتعاقبة انه اول مرة فى الشرق الاوسط وافريقيا وفى النهاية تعيش مأساة اوراقك التى تتحرك السلحفاة اسرع منها!
  • فى مجتمع يتحول فيه الدين الى طقوس، فالنتيجة الطبيعية ان يزيد ما ينفقه الوطن على العمرة والحج ويجتهد العباد فى كل الطقوس الدينية فتتصور حينما ترى "زبيبة الصلاة" او اشكال الحجاب بغض النظر عن بعضها انك جئت إلى المدينة الفاضلة التى كتب عنها افلاطون او يوتوبيا توماس مور ، ولكنك تفاجئ بشئ آخر انك فى وطن يحقق اعلى معدل فى الفساد.
  • الفساد اصبح داخل النفوس حينما ترى المحتوى العفن الذى يوضع على النت من فيديوهات متداولة بين الشباب تعرف كيف يعيش هذا المجتمع حينما يظهر كل يوم عنتيل وتتسابق الجماهير وراء اصدارته ، اتذكر اننى كنت فى جلسة مع اصدقاء  وكنت اتحدث عن سيارة وتصور الجميع ان صاحب التوكيل صاحب الفضيحة الاشهر انتج افلام جديدة وكنت انا المغفل الوحيد الذى يتحدث عن ماركة سيارة.
  • ترى هل لدى احدهم اجابة على تلك الاسئلة الحائرة حينما تتكرر نفس الاخطاء الحضارية ونحقق مقولة تكرار التاريخ فقط فى هذه المنطقة من العالم هل الحلقة المفرغة التى ندور فيها منذ فترة طويلة ولم نخرج منها لها نهاية هل يأتى جيل يستوعب التراكم المعرفى ام نظل كما نحن كما قال رحمه الله  نزارقبانى فى هوامش على دفتر النكسة  حينما قال لبسنا قشرة الحضارة والروح جاهلية!

Youssef Mohammed Demoreel


Friday, February 24, 2017

تجديد الخطاب الدينى أم صناعة المزيد من التطرف



  • كان الجدل يثور كثيرا بينى وبين والدى رحمه لأننى لم اكن احب ان استمع إلى ذلك الداعية الاسلامى الاشهر فى ذلك الوقت وكنت لا اطيق أن اراه وهو يفسر ايات الذكر الحكيم من بعد أن قرأت فى جريدة ما أن قال عن الرئيس انور السادات تحت قبة مجلس الشعب أنه لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون ، وحتى بعد سنوات حينما توفى وكنت فى عملى وجاء خبر وفاته وكنت فى وسط العمل وقلت رحمه الله لم اكن احبه ونصب لى فى حينها محكمة من كل الزملاء لم ارغب أن اقول ما قاله او ما نسب اليه لأننى  لم اسمعه يقولها ولكننى بعد سنوات كثيرة  استمعت الى جلسة مجلس الشعب فى ترشيح الرئيس مبارك واظنها للفترة الاخيرة ووقف داعية اسلامى والذى كان يشغل حينها رئيس جامعة الازهر وهو يقول "هذا مبارك فاتبعوه " !! ثم اتى علينا استاذ الفكر المقارن اخيرا وقال ان السيسى ومحمد إبراهيم هما الرجلين المؤمنين الذى بعثهما الله وهكذا يعيب الجميع على الشباب لماذا يجتزئون آيات الذكر الحكيم من سياقها ويكفرون المجتمع او يمشون وراء انصاف المتعلمين ويسلموا لهم عقولهم ، واظن الجميع يعرف ذلك الداعية الاشهر الذى يجلس فى تلك الامارة الخليجية التى تحاول ان تصنع مجدا فى التخريب وهو يهاجم هذا ويوزع صكوك غفران على آخرين كنت اريد ان ارسل اليه سؤالا بسيطا على تصلى تجاه قاعدة العيديد ام السيلية .
    لا اظن فى الاسلام واسطة بين عبد وربه اولوا العلم لهم مكانتهم ويرجع لهم فى فهم الدين والتأويلات المختلفة أم ان نصنع لهم قداسة ونسير وراءهم مغمطى الأعين فنحن لا نختلف عما يفعله الشباب الذى انحرف به الفكر والذى اعتقد ان جزءا مما يفعلونه من تكفير للمجتمع بسبب هؤلاء الدعاة الذين ينحرفون بالدين إلى اتجاهات سياسية الدين منها براء ، قد تضحكون اذا عرفت ان الداعية الذى قال "هذامبارك فاتبعوه " وقف يوم 11 فبراير يشكر الله على انتصار الشعب على الطغمة الفاسدة!!
    يتحدث الجميع الآن عن تجديد الخطاب الدينى ويريدون أن يضعوا الناس فى قوالب جاهزة ويرون الاخرين مخطئين ويريد كل طرف أن يحتكر الفكر ويئد كافة التأويلات الفكرية.
    وتصنع الدولة ما صنع من قبل مجموعة من الدعاة الجدد يتم توظيفهم لدعم النظام السياسى حيث يصبح اى عمل تصنع المؤسسة الحاكمة هو من عند الله لا احدثكم عن مجموعة اعلامين قالت احداهن ان ما يفعله السيسى وان كان دواءا مرا فهو يصنع مثل سيدنا الخضر ! ولكن ما احدثكم عنهم هم رجال دين يعرفون معانى التأويلات فإذا انحرفوا بها فماذا ننتظر من شاب فى العشرينات إلا ان يفجر نفسه طالبا شهادة مزعومة او خلافة غائبة او بحثا عن فردوس مفقود!
    حينما يتحدث الجميع بأسم الله ويحزب الدين فماذا ننتظر الا تلك المشاهد العبثية للفتاوى التى اطلقت عليها من قبل فتاوى كليبية !او ان يخرج علينا اشخاص ويضعون لنفسمهم تسميات مختلفة كمسلمين بشرطة بدلا من الاعتصام بحبل الله جميعا ، هل وجهتم الناس لقراءة النص بشكل واسع للدين يضع القراءة والفكر والاجتهاد فى العمل كفرائض غائبة ام تريدون ان نبقى على الدين فى طقوس فقط ام تريدون ان تصنعوا مزيدا من المتطرفين لا أملك سوى الدعاء ان يجعل الله كلامنا فهما صحيحا وليس خاطئا .

Tuesday, February 21, 2017

الصناعات العربية الاكثر انتاجا


  • منذ عدة سنوات  عبرت علىدراسة  لم اصدقها فى حينها وكانت تقول ان احدى دول جنوب اوروبا التى عادة يصفها الاوربيون بالكسالى والتى اقتصادها ليس بالجيد لدرجة انها توقع فى مرحلة من المراحل ان تسقط اقتصاديا بعد اليونان ، المفجع فى الدراسة انها تقول ان الناتج القومى لتلك الدولة يتجاوز الناتج العربى بثلاثة اضعاف بما فيها الناتج القومى للدول البترولي.
  • معنى ذلك ان واحدة من دول الاتحاد الاوروبى المتعثرة اقتصادية تفوق ما يزيد عن 22 دولة عربية بما فيها الدول المنتجة للنفط.
  • وبالطبع نتذكر تلك المكلمات اللطيفة للقمم العربية والتى طلب زعيم احدى الدول العربية حينها بقية الدول التى تسعى الى تنظيم النسل بعدم المضى قدما فى تلك الرامج حتى نغلب العالم بالنسل !! وبالطبع اذا كانت تلك العقلية القادة الفذة فالجماهير العريضة لا تختلف عقليتها عن ذلك حيث توصف مصر بان الرياضة الشعبية فيها زيادة النسل وهذا الكلام ليس من عندى ولا كلام مغرضين هذا الكلام تناوله جمال حمدان فى تحليل عميق للزيادة السكانية سواء بالاستفادة او بالنقد حيث اوضح كيف تنتج مصر مصر اخرى كل عدة سنوات تتناقص بمرور الوقت تلك السنوات وفقا لاحصائيات التعداد السنوى وبالمناسبة اذا كنا فى الثمانينات نتحدث عن رقم 45 مليون فقد انتجنا مصر ثانية فى اقل من ثلاثين عاما وتجاوزنا اتسعين ومصر عالميا فى المركز الخامس عشر من حيث عدد السكان وربما تقترب من الرابع عشر قريبا جدا.
  • على ايه حال تتطرقت بعيدا فى كلماتى عن ما اصبو اليه ، ما كنت افكر فيه ماذا ينتج المجتمع العربى الآن ماذا نقدم للعالم بخلاف المواد الخام.
  • حتى بعض الدول الخليجية التى تفتخر ان سعر الدولار بها لم يتحرك منذ سنوات تنسى تماما ان عدادات الانتاج اليومى من البترول  تتضاعفت عدة مرات اى  ان العملة تخسر ولكن تخسر مستقبل الوطن كله الذى اصبح مرهونا بالدولار وذلك من اجل فقط صناعة شكل وليس مضمون اقتصادى حقيقى !
  • الخلاصة ان الصناعة الاكثر انتاجا فى تلك المرحلة هى صناعة اللاجئين والفارين من جحيم الثورات والنظم الديكتاتورية معا وعملية تقسيم التورتة العربية لم تتوقف سواء كانت تلك التورتة بطعم سايس بيكو او بطعم هلال خصيب او حتى الان بطعم هلال شيعى فى مواجهة اصولية متطرفة نحن فقط نصدر لاجئين وفارين ورجال فى الشمس !

Sunday, February 19, 2017

ابن حرام (يوسف محمد)

  • سيدى .. انا سمير ابن تفيدة كما احب ان ادعو نفسى عندما اختلى بها ، فمنذ صغرى وأنا على علم  بقصة تسميتى الطريفة على حد تعبير أمى ، فلقد اختارت لى اسم الاب ليذكرها بحب المراهقة ،  ورفضت حتى أن تذكر اسم أبى والذى لم أعلمه حتى الآن ، فأنا فى الاوراق الرسمية سمير أحمد  ابراهيم ، طبيب بشرى ، تجاوزت الاربعين مما تسمى السنوات ، عازب ، أعمل فى مستشفى حكومى  ساعتين فى الصباح وفى شبه مستشفى خاصة باقى اليوم ، أما فى الحقيقة فأنا سمير الذى لا يعرف  والده أو حتى اسمه ، فلقد كانت والدتى من رواد جيلها فقد انجنبتنى من علاقة غير شرعية ، ولكنها  تصر على أنها زواج عرفى كما يحلوا لشبابنا المتعلم أن يطلق عليه ، أنا ايضا لست بطبيب بشرى  فرغم تخرجى كطبيب وقيدى بالنقابة وكل تلك الاجراءات الرسمية الا اننى لا اعتقد باقترابى ولو من  بعيد من مهنة الطب التى احببتها والتى حلمت منذ صغرى بامتهانها ، ولكنى ومنذ أول عام لى فى  الجامعة اصطدمت بقوة مستوانا التعليمى وخصوصا الاكاديمى منه ، فالطلبة كما يقولون تأكل الكتب  خلال العام ثم تجترها فى نهايته ، فى البداية كنت أحرص على حفظ كل ما يمر بى فأنا كما يقال فى  مرحلة الاستيعاب والاعداد لتكوين طبيب المستقبل ، ولكن مع وجود هذا الكم الهائل من المعلومات  والتى يفترض حفظها وبدون ربطها بأى تطبيق عملى وجدتنى الجأ الى طريقة الفطنين من الطلبة ،  أوراق الدروس ما دمت لا تقدر على الدفع ، ومصاحبة ابنة الدكتور دكتور الفلانى مادمت لا تربطك به  قرابة وذلك لتنضم الى فئة المرضى عنهم ، وحل اجبارى فى بعض الاحيان وهو سرقة أى احد لتوفير  ثمن درس خاص عند من لا يرحم من السادة اعضاء التدريس ، ففى احيان كثيرة أجد اناس مثلى لا  يعرفوا ابائهم
  • لم تكن فترة الدراسة فقط هى السبب لانكارى لكونى طبيب ، فعندما التحقت بالتدريب ثم العمل  بالمستشفى وجدت ان عملى ادارى بالدرجة الاولى ، ليس بسبب الاجراءات الروتينية أو بسبب التعامل  مع المرضى على انهم مجرد حالات مرضية لا تملك أى نوع من المشاعر ولكن بسبب اننى وجدت  عملى تماما مثل عامل المخزن يستقبل البضاعة ثم يوزعها على الارفف وبعدها ينقل هذا الصندوق من  هذا الرف الى الرف الاخر اذا استقرت حالته أو يسلمه الى اقاربه ليقوموا بدفنه اذا سائت الحالة حيث  أنه تلف نتيجة سوء التخزين ، على العموم أنا لم اتجاوز ابدا النسبة المخصصة لى من الاهلاك
  • ما جعلنى اكتب اليك الآن سيدى النائب هو اننى اردت أن أعود انسانا قبل أن أعود طبيبا ، ان المستشفى  الخاص الذى أعمل به يقوم ومنذ فترة طويلة بالاتجار فى اعضاء البشر ، واذا كان القانون يسمح بأن  يتنازل شخص عن جزء منه فالمؤكد أنه لا يسمح بأن يسلب هذا الشخص اعضائه رغما عنه ، فبعد  اشتهار المستشفى بتوفيرها للمتبرعين ، وزيادة زبائنها ، واصبحت من موردى العملة الصعبة للبلاد ، لم  يغطى عدد المتبرعين المغلوبين على أمرهم العدد المطلوب والمطرد الزيادة بقوة ، فلجأت ادارة  المستشفى الى المتخصصين من النصابين للايقاع بموردين للاعضاء المطلوبة ، ومنذ وقتها وأنا اشعر  اننى اعمل فى مغارة تشملنى مع تسعة وثلاثين اخرين ، وبدأت افكر فيما افعله ؟ والى اين سأنتهى ؟  اننى غير قادر على الزواج خوفا من أن انجب ابناء ليكونوا فريسة لمثلى من الوحوش ، والخوف  الاعظم من ان انجب وحوشا مثلى ، استشرت طبيبى النفسى والذى اخبرنى باننى احتاج الى الابتعاد  والراحة لفترة ، ولكن كيف ابتعد وتلك الافكار بداخلى ؟ وكيف ارتاح وانا استحق العذاب ؟
  •  وكى تزداد حالتى سوءا اتت منذ فترة قصيرة الى المستشفى ضحية جديدة وكانت الضحية شاب فاقد  للعقل والغرض منه سرقة احدى كليتاه لزرعها فى جسد زبون اخر ، وبعد اجراء الفحوصات وجدت  انه يعانى من قصور فى الكلية اليسرى فقررنا السطو على كليته اليمنى ، وتمت العملية بنجاح كالعادة  ولكن فى هذه المرة و استغلالا لحالة الضحية الذهنية تم القاءه بعيدا بعد أقل من ساعة واحدة من السرقة  ، فقد اراد السادة الحضور المراهنة على أنه سيموت أو يحيا ، و ربحنا  أنا و السيد مدير المستشفى  الرهان وتمكن الشاب من البقاء حيا  ، فالسيد المدير طبيب عظيم الخبرة فى مثل هذه الامور ، اما أنا  فدائما ما التزم جانب المدير فربما أخسر الرهان ولكننى دائما ما اكسب وده
  • رغم بقاء الشاب حيا الا اننى تألمت بشدة من هذه العملية وأصبحت أرى وجهه أمامى فى كل شىء  انظر اليه ، ولم تفلح معى زيادة جرعة المخدرات التى اتعاطاها منذ فترة ، وزادت كوابيس اليقظة حتى  كدت اجن ، وفى احدى الساعات جال بخاطرى أنه ليس من الضرورى أن يكون الانسان ابن زنا  ليكون ابن حرام ، فأنا أمر يوميا بالعديد من ابناء الحرام والذين يعرفوا آبائهم تمام المعرفة ، وعندها  احسست باننى فى حاجة شديدة الى حضن أمى فربما أجد لديها الخلاص مما اعانى ، وذهبت بعد انتهائى  من عملى الصباحى الى منزل والدتى و الذى يبعد قليلا عنى ، طرقت الباب ولم يجب أحد ، طرقت باب  جارتها وصديقتها الوحيدة فربما تجلس معها لتناول القهوة كالعادة ، استقبلتنى الجارة بترحاب وهنأتنى  على عودتى من الخارج بالسلامة ، لم اجد رد لأقوله ، فبادلتها السلام وسألتها عن والدتى ، لم اعرف  لماذا طرفت عيناها بشدة وارتعشت وكأن مسها شيطان ، تنهدت وهى تقول تفيدة الله يرحمها منذ ثمان  سنوات ، لم اجد نفسى الا وأنا ابتسم وأعود بظهرى للخلف وأنا اومىء برأسى ، بعد خروجى من  العمارة اتسعت ابتسامتى واتجهت الى سيارتى غير مصدق لما سمعته ، اغلقت باب السيارة وانهمرت  دموعى بطريقة لم اعهدها من قبل ، اردت التحرك ولكن لم استطع حتى رفع رأسى ، لم اعلم كم  قضيت من الوقت فى السيارة فلقد استرجعت ذكرياتنا وكيف كانت تلبى لى ما أريد ، كيف كانت تعمل  حتى الصباح فى تطريز الملابس لتوفير مصاريفى ، كيف كانت لا تتوقف عن العمل الا لاعداد الشاى  لى اثناء مذاكرتى ، كيف كانت تعانى من المرض ولا تستخدم ادوية لتتمكن من ضغط المصروفات ،  كيف كانت لا ترد لى الاهانة عندما كنت اعايرها باننى ابن حرام ، كيف كانت دائمة المزاح معى  للتخفيف من نوبات غضبى ، وايضا تذكرت كيف احتفلت معها بأول راتب لى فقد ابتعت لنفسى ملابس  جديدة و لم احضر لها أى شىء ولا حتى الدواء الذى تحتاجه ، تذكرت كيف كافأتها بعد ان التحقت  بالمستشفى الخاص فقد فاجأتها بالانتقال وحدى الى منزل لا تعلم حتى مكانه ، تذكرت كيف اختفيت  تماما عنها منذ سنوات طويلة
  • اردت الرجوع الى الجارة لسؤالها عن مكان المدفن ، فربما تجد أمى فى زيارتى لها فى القبر عوضا  عن ما سبق ، ولكنى اردت التقدم لك اولا بهذا الاعتراف كى اتمكن من زيارة أمى وحدى وبدون  هواجس أو شياطين
  • بعد تناول جرعة من المخدرات عاد الى رشدى وادركت اننى لن استطيع التخلى عن عملى أو ما يدره  من مال لذا لن استطيع البوح باسم المستشفى ، ولكنى اردت اتمام البلاغ وارساله الى سيادتكم عسى أن  يساعدكم فى كشف آخرين مثلى ، فأتممت الكتابة وذلك بعد استبدال اسمى واسم أمى بأسماء أخرى
  • أرجوا المعذرة عن ما فعلت وعن ما سأفعله لاحقا ، فأنا كما أثق تماما أنك ادركت اننى .. ابن  حرام.
  • يوسف محمد

ظل العدالة (يوسف محمد)

  • فى احدى ليالى الشتاء الباردة فى منطقة العجمى بالاسكندرية ، الشوارع شديدة العتمة و الامطار الغزيرة اخلتها من المارة ، كانت الساعة تقترب من الحادية عشرة ، عندما اقتحمت سيارة مسرعة المكان ، كان السائق ضابط شرطة يقضى يومه كله بل حياته بأكملها فى عمله ، وقد كان يقود بسرعة جنونية فقد اقترب من حل القضية التى دامت معه اكثر من ستة اشهر ، والتى امتدت لتشمل ثلاثة جرائم قتل متتابعة ، اوشك الضابط على الالتقاء بالقاتل و لأول مرة منذ بدأ التحقيقات
    اراد الضابط القبض على القاتل بنفسه ودون الاستعانة بأى دعم من الشرطة ، اراد أن يثبت للجميع كفائته بعد أن شكك بها الصغير قبل الكبير نتيجة تأخره فى كشف الجانى
    اوقف الضابط السيارة قبل المكان المنشود بقليل كى لا يدرك القاتل وصوله ، اخرج مسدسه واعده للاطلاق ثم اقترب بخطوات حذرة ، كان المكان عبارة عن مدرسة متهدمة لا يبقى منها الا مبنى من دور واحد وبعض الحجارة المبعثرة هنا وهناك ، ما ان اقترب من المبنى حتى بدأ فى الاحساس بوجود شخص بالداخل رغم عدم سماعه لأى صوت ، تسلل الى داخل المبنى شاهرا مسدسه بيده اليمنى والاخرى ممسكة بمصباح مطفىء ، سار خطوات اخرى الى الداخل معتمدا على اضاءة القمر و بدأت الاضاءة تخفت و لكنه اخر انارة المصباح الى اللحظة الاخيرة ، وصل الى غرفة كبيرة يبدوا انها كانت صالة الالعاب
    انه مسرح المدرسة - جملة جاءت من خلف الضابط لتخترق الصمت السائد فى المكان ، التفت الضابط سريعا و هو يشهر مسدسه و يضىء مصباحه فى اتجاه الصوت ، رفع الشخص يديه و هو يرتعد و يقول : انا الشخص الذى اتصل بسيادتك على الهاتف
    رد الضابط فى حدة : وماذا اتى بك الى هنا ؟
    رد بنبرة اكثر خوفا : بعد المكالمة ظللت اتابعه كالعادة و عندما وجدته غادر المكان ، قررت ان انتظر سيادتك هنا
    سأله الضابط وبنبرة شك : اريد ان اعرف علاقتك بالقاتل بالضبط ؟
    بدأ الشخص فى انزال يده وقد بدا اهدأ : انا اقيم هنا ، و هو بالصدفة يختبىء فى هذا المكان المهجور فتجسست عليه حتى عرفت عنه كل ما اخبرتك به
    رد الضابط وهو ما زال شاهرا لمسدسه : ولكنى لم امر بمنازل بالقرب من هذا المبنى
    ابتسم الشخص وهو يقول : انا اقيم هنا كما اخبرتك
    استغرب الضابط : هل تقيم هنا فى هذا المبنى المهجور
    اومأ الشخص برأسه بالايجاب
    اقترب الضابط بخطوات بطيئة ومازال مشهرا لمسدسه وسأله : وكيف لم يلاحظ القاتل وجودك ؟
    ابتسم الشخص و هو يقول : هو لا يستطيع ان يرانى ، انا فقط الذى اراه
    وصل الضابط الى الشخص واشار اليه بالمسدس : التفت الى الحائط و يداك الى الاعلى
    نفذ الشخص ما امره به الضابط و ان بدا عليه التبلد ، قام الضابط بتفتيشه و لم يجد معه اى شىء ، فسأله وهو يوخزه فى ظهره بفوهة المسدس : ما هذا ؟ الا تحمل بطاقة اثبات شخصية او حتى اى اموال ؟
    لم يرد الشخص ونظر الى الجانب الاخر متجاهلا الضابط ، ركله الضابط فى ظهره وهو يقول : الا تسمعنى ؟
    ارتطم الشخص بالحائط ثم ارتد ليسقط على ركبتيه وأمسك بأنفه التى نزفت قليلا
    مال الضابط خطوة الى الجانب الايسر : انت لا تعرفنى ، الافضل ان تتكلم حالا ، ثم عاجله بركلة فى جانبه الايسر صرخ على اثرها الشخص و وقع على جانبه الايمن و تكوم من اثر الضربة ، لم ينتظر الضابط والتف ليصبح امامه و فرده بقدمه ليواجهه و وجه المسدس الى رأسه و اعاد السؤال : الن تخبرنى من انت ؟ و ما علاقتك بالقاتل ؟ وكيف تراه ولا يستطيع ان يراك ؟
    بدأ الشخص فى النهوض فى بطء وهو يقول : انا مجرد شخص يريد مساعدة العدالة ، اما كيف اراه ولا يرانى فهذا طبيعى جدا
    قبل ان يكمل الشخص جملته ركله الضابط فى ساقه فاطاح به ، و اسرع الضابط تجاهه وهو على الارض ليكمل ضربه ، ولكن الشخص اشار بعصبية الى الجانب ، توقف الضابط ونظر الى الجانب ، كان جدار عادى فالتفت الى الشخص غاضبا ، و لكن الشخص استمر فى الاشارة الى نفس الاتجاه ، التفت الضابط ناحية الجدار مرة اخرى و بدأ فى تفحصه ، بادره الشخص بقوله : الظل
    التفت اليه الضابط مستهجنا ما سمعه : ماذا تعنى ؟
    اكمل الشخص حديثه وهو ينظر الى الحائط مبتسما : الظل ، يمكن ان تراه ، ولكنه لا يراك
    ادرك الضابط انه يتحدث الى مخبول ، فانزل المسدس و دنا من الشخص وجذبه من شعره ليجعله يقف : دعنا نكمل هذا الحديث فى القسم
    لم يدرك الضابط ما حدث ففى اقل من لحظة وقبل قيام الشخص تماما ، امسك بيد الضابط و بحركة فجائية من الشخص برأسه كسر يد الضابط ثم افلتها ، ووجد الضابط نفسه ملقى على الارض بيد مكسورة و مسدسه فى يد الشخص الاخر و مشهرا له نحوه و هو يبتسم
    تسائل الضابط وهو يضغط على يده المكسورة وقد انخفضت نبرة صوته : من انت؟
    رد الشخص وقد بدا عليه الثقة المفرطة : انا ظل العدالة
    لم يفهم الضابط شيئا ، ولكن الشخص تابع حديثه : هل سبق و ان تابعت ظلك ؟ الظل دائما ما يتبعنا ولكننا لا نعيره اهتماما
    اتجه الشخص الى احد الجوانب و ضغط على عدة ازرار بجانب الحائط ، فاضيئت الغرفة من اتجاهات مختلفة وبشدة اضاءة متباينة ، اتجه الشخص الى منتصف الغرفة ونظر الى الضابط ثم استكمل حديثه : فى حالة مثل هذه ، الظل غير واضح ولكن ..
    واقترب من الحائط و هو يقول : ولكن اذا اطفأنا بعض هذه الانوار ..
    ثم قام بالضغط على احد الازرار لتصبح الاضاءة من الجانب فقط و اكمل حديثه : عندما اعتمت قليلا اصبح للظل وجود قوى
    لم يكن الضابط يفكر فى أى شىء سوى كيفية الخروج من هذا المأزق ، احس الشخص بذلك فبادره بقوله : ارجوا ان تتابعنى وبعدها ساتركك تخرج ، ولكنك سوف تخرج شخص اخر اقوى بكثير مما انت عليه الآن
    قام الشخص باطفاء الانوار تماما و هو يقول : اذا وصل الظلام الى درجة كبيرة فلا يوجد تأثير سواء للشخص او ظله ، اى ان دور الظل يبدأ عند بداية ظهور الظلام وينتهى عند الظلام الحالك أو الضوء الكاشف من كل جهة ، وانت تعلم كما نعلم جميعا انه لا يوجد فى الحياه ضوء كاشف من كل جهة ، و تعلم ايضا اننا كضباط شرطة مهمتنا الاساسية ان نمنع الوصول الى حالة الظلام الحالك
    لاحظ الشخص استغراب الضابط : نعم انا ضابط شرطة مثلك و لكننى اعلى منك برتبة واحدة حيث اننى اكبر منك بسبع سنوات ، اعلم انك ترقيت ترقية استثنائية لكفائتك ولكنى ايضا من اصحاب الكفاءة الاستثنائية
    حاول الضابط التحدث ، ولكن الشخص اشار اليه بالصمت و اكمل حديثه : كونى ضابط متحمس لعمله كنت دائم الاصطدام بالاجراءات القانونية ، و بسببها افلت منى بل افلت من العدالة العديد من الاشخاص والذى كان يكفى القضاء على واحد منهم بجعل الحياة افضل ، و مع الوقت اصبحت مثلك عنيف لا اتردد فى استخدام كل السبل للاطاحة باعدائنا ، كنت ارى الظلام يشتد يوما بعد يوم و انا مقيد بقوانين العدالة التى اتاحت للاجرام فى اوقات كثيرة التحرك بحرية
    و فى احد الايام وعند عودتى الى منزلى ليلا بعد يوم طويل وشاق فى خدمة العدالة ، دخلت المنزل و وجدت المكان مقلوب رأسا على عقب ، جريت فى كل مكان ابحث عن زوجتى و ابنى و هما كل شىء بالنسبة لى بالاضافة الى عملى ، وجدت زوجتى فى غرفة ابننا الرضيع ملقاة على الارض ، مفصولة الرأس و غارقة فى دمائها ، بينما ابننا يبكى بصوت ضعيف ويبدوا انه بكى لفترة طويلة اجهدت صوته ، حملت الطفل محاولا تهدئته و لم استطع الاقتراب من زوجتى فلقد ادركت على الفور اننى السبب فى قتلها ، لم ابكى ولم تدمع عيناى فالغضب لم يدع مكان فى قلبى للحزن ، خرجت من الغرفة للاتصال بالشرطة ، وأنا ابلغ عن الحادثة رأيت ظلى يمتد من موقع وقوفى و حتى غرفة ابننا ، احسست وقتها ان ظلى يريد الذهاب لاحتضان زوجتى ، عندها ادركت ان الظل يمكن ان يفعل ما لا يقدر عليه الشخص نفسه ، و وقتها قررت ان اتيح لظلى حرية التحرك
    كان الضابط قد تأثر قليلا بكلام الشخص ولكنه مازال يتعامل معه على انه مجرم مختل نفسيا ، فتظاهر بالتعاطف وهو يستمع له
    ابتسم الشخص وهو يراقب تعبيرات الضابط المزيفة و قال : انت تشبهنى حقا ، و لكنك مازلت مزهو بنفسك بدرجة اكبر من المفروض ، دعنى اختصر الطريق لاننى لم اعد اتحمل ان يهزأ احد بذكائى ، و ربما اقتلك قبل انهاء حديثى اذا بدت منك مثل هذه التعبيرات
    سكن الضابط تماما وارتسمت على وجهه علامات الجدية
    رفع الشخص صوته و هو يقول : نعم ، هكذا يكون الانصات ، استمع لى بتركيز اكثر ، بعد مقتل زوجتى تفرغت للبحث عن قتلتها و لم يمر وقت طويل حتى عرفتهم و كما توقعت كانوا من بقايا قضية سابقة ، لم اكتفى بالقضاء عليهم ، فبعد قتلهم ادركت ان ما حدث لى قد حدث لسبب اهم واعظم ، فبدلا من ان اعوض قصور العدالة فى حالتى واقتص لزوجتى فقط ، وجدت اننى يجب ان اعوض قصور العدالة فى مختلف القضايا واقتص لكل ضحية ، وجدت اننى بدلا من ان اجعل ظلى يقوم بما لا استطيع فعله ، وجدت اننى سأتحد مع ظلى لنقوم بما لا تستطيع ان تقوم به العدالة، لقد قرررت ان اكون ظل للعدالة
    جلس الشخص على الارض وبدا عليه الحزن و هو يكمل حديثه : فى العشر سنوات الماضية قمت بتحقيق العدل بيدى فى اكثر من اربعين قضية ودائما كانت تنتهى التحقيقات الى ان افراد العصابات تخلصوا من بعضهم البعض ، و لم يقود اى خيط الى اننى الفاعل ، ولكن الآن انا اجهدت و اريد منك ان تحل مكانى
    رد عليه الضابط : لماذا انا ؟
    رد الشخص : رأيتك اول مرة منذ ثمان اشهر فى جنازة احد شهداء الشرطة وقد بدا واضحا تأثرك حتى اننى حسبتك صديق مقرب للشهيد ، وعندما استفسرت عنك وجدتك قد خدمت معه لعدة اشهر فقط ، احسست وقتها ان عملك بالشرطة هو كل حياتك مثلى تماما ، فاقتربت للحديث معك فوجدتك تناقش وفى حدة بالغة احد زملائك وتشتكى من تكبيلك بالقوانين ، عندها عدت الى الوراء فقد اكتفيت بما سمعت ، فقد وجدت من يخلفنى
    قمت بعمل تحريات عنك وكانت النتائج تؤكد انك الامثل لتكون ظل العدالة الجديد ، و بعدها القيت فى طريقك القضايا الثلاث الاخيرة حتى تصل الى هنا ونتحدث سويا
    قام الضابط و هو يقول : اننى اتجاوز فى عملى احيانا ، ولكن لا استطيع ان اتحول لمجرم مثلك
    قام الشخص متباطئا وهو يقول : اننى اعلم بالطبع انك لن توافق بمجرد ان اطلب منك ، لذا فقد قررت ان تخوض نفس تجربتى ولنرى ماذا ستفعل وقتها
    لم يفهم الضابط ماذا يقصد الشخص و لكنه انزعج من كلامه
    اكمل الشخص حديثه و هو يقذف بالمسدس للضابط : شىء جميل ان يموت الانسان فى عيد ميلاده
    التقط الضابط مسدسه بيده اليسرى و هو مستغرب من حديث الشخص : ماذا تقصد؟
    رد الشخص و هو يبتسم ابتسامة باردة : ايعقل ان اعرف تاريخ عيد ميلاد زوجتك وانت حتى لا تتذكره
    انزعج الضابط بشدة واقترب مسرعا ناحية الشخص ومشهرا مسدسه تجاهه : ماذا تقول ؟
    ابتسم الشخص مجددا ولم يرد ، اخرج الضابط هاتفه المحمول واتصل بزوجته ، كانت كل لحظة تمر و كأنها دهر ، و انتهت المكالمة بدون ان يجيب احد
    عندما كرر المحاولة وجد الشخص يسأله : ايمكنك ان تلقى نظرة هناك ؟ ، و اشار بيده الى ركن فى الغرفة به بضعة ملابس
    جرى الضابط الى الركن وقلب الملابس ليجد هاتف زوجته مضىء لاستقباله مكالمته ، التفت الضابط ناحية الشخص وهو يصرخ : لماذا ؟
    ارتسمت على وجه الشخص ابتسامة سخرية : لماذا كل هذا التأثر .. انها ضحية مثل مئات من الضحايا ، واريد ان اؤكد لك انها لن تكون الاخيرة ففى اخر القاعة ستجد صورة اخر ضحاياى والتى لم اقتلها بعد ، و اود ان اؤكد لك ايضا اننا سنشترك فى قتلها لتكون اول ضحاياك و لكنها لن تكون الاخيرة
    لم يستطع الضابط سماع كلمة اخرى ، ولم يستطع تمالك اعصابه اكثر من ذلك فضغط الزناد لتستقر رصاصة فى رأس الشخص ويرديه قتيلا
    قام الضابط واتجه الى سيارته ليذهب لتسليم نفسه ، وقبل ان يصل الى السيارة رن هاتفه ورد بدون ان ينظر الى رقم الطالب ، انه صوت زوجته ، اجهش بالبكاء وهو يسألها عما حدث لها ، استغربت الزوجة وطمأنته بأنه لم يحدث لها أى مكروه وأنها تتصل به من المنزل للاطمئنان عليه ، سألها عن هاتفها المحمول فأخبرته انه فى الصيانه وسوف تتسلمه بعد غد
    انهى المكالمة فور ان تذكر اخر كلمات القاتل ، فعاد مسرعا الى المبنى ، بحث عند اول المدخل و وجد مسدس و بعض الاوراق و صورة للقاتل وبطاقته ، وعندها فقط استوعب كلمات القتيل ، (اذن صورته هذه هى صورة آخر ضحاياه وأول ضحاياى) ، وجد ايضا شهادة وفاة لابن القتيل يرجع تاريخها الى عشرة شهور مضت ، لقد اراد القتيل الانتحار ولكنه اراد ان يبقى على ظل العدالة حيا ، و قد وقع على الاختيار كما اخبرنى من قبل
    عاد الى الجثة و وضع المسدس الذى وجده بيد الجثة و اطلق منه رصاصتان فى اتجاه المدخل ، ثم اتصل باحد زملاءه ليخبره بأنه وجد القاتل و تم تبادل اطلاق النار و مات على اثرها القاتل ، اخبره بالمكان ثم اغلق الهاتف و بدأ فى المغادرة ، و عند كل خطوة يخطوها كان الظل يزداد طولا ليمتد من القتيل الى الضابط.

    يوسف محمد

Saturday, February 18, 2017

How women playing chess?


As I declare before the women logic  something different than the logic that we know, and there is a very good women playing chess and they could beat you well but most of them playing it with different way so when you talk about a chess with a woman she will looks to you deeply like Sun Tzu's who write the art of war  and said:
its wonderful strategic game most of the time I wish to play it I know how it moves lets try some practices you might said  we can play anything else you love.
She will answer you know No body could win women in tactics She will said it like MacArthur.
Then you started to play and you beat her a lot And she will said my chess will become good by time you show her some advice or ask her question and
give her some advice's but you will get a shocked answer's ,this the chess conversation that you wish that you never hear:
Why you move your queen early you should not do that?!
She will said in peace not to worry she just went to shopping
Why you move your king like that?
Not to worry just he want to stretch his leg.
Take care about your rook
I hate the legendary animals !
Don't put your bishop front of my troops
Its heavy animal not to worry
You will lose your horse
Its OK you should not ride it !
Don't lose much pawns !
Not to worry when the pawn go outside the board  we could bring a queen !!!
most of your troops outside the board
I tactics good without crowded
Or might she will answer Sun Tzu's said concentrate and he also said spread!
 and when you eat much of her troops she will said you will get stomach trouble
And when you try to finish the game and check her king she will looks you in bad way and said you are naughty don't harass me
So please forgot about chess with women

Friday, February 17, 2017

ابنتى (يوسف محمد)


  • أربعة سنوات من عمرى قضيتها مع زوجتى الأولى وحبى الأول ، فى بداية العام الثالث من زواجنا صُدِمْتُ بحقيقة أليمة وهى عدم قدرتى على الانجاب ، ومرَّت الأيام ونحن نقيم معاً ، ولكن نشأ بيننا حاجز كان ارتفاعه يزداد يوماً بعد يوم ، وفى أقل من عام كنّا قد انفصلنا كى أهرب من عذاب الضمير ، ولأمنح زوجتى الفرصة لتصبح أماً وهو شعور لا أقوى على سلبها إياه طوال العمر ، افترقنا وكلٍ منا يتمنى للآخر السعادة فى حياته الجديدة ، ولكننى كنت على يقين بأنَّ هذا الانفصال هو نهاية الحياة بالنسبة لى.
    ابتعدت عن الأصحاب والمعارف ، وأيامى انقسمت إلى عمل فى النهار وتعبد فى الليل ، لم أعد أتحدث إلى أحد ولم أرغب فى رؤية أحد ، أصبحت أجد الراحة فقط عندما أبكى فى صلاتى ليلاً بعد أن يبتهل قلبى إلى الله أن يُذهب همّه ، ومرَّت عدة سنوات وأنا على هذا الحال ، ورغم أنَّ نوبات بكائى قد قلَّت لكننى أصبحت شديد التأثر ، فعيناى تدمعا فى اليوم الواحد أكثر من مرة ، وربما لأبسط الأسباب ، وسواء لأسباب تخصنى أو تخص غيرى ، حتى عندما يمازحنى أحد الزملاء أجد أنَّ عيناى تدمعا أيضاً.
    فى أحد الأيام قابلتها .. قابلت الإنسانة التى أعادت إلىَّ الحياة بمجرد النظر اليها .. إنَّها زوجتى الثانية والأخيرة .. نعم إنَّها والدتك ، فهى الشخص الوحيد الذى أعاد إلىَّ البهجة ، أصبحت أبتسم بدون دموع ، وأضحك بدون ألم ، ولم أعد أرى نظرات السخرية فى أعين الناس .. فمنذ إشراق وجهها على حياتى أصبحت حياتى نهاراً بلا ليل ، وسعادة بلا حزن.
    كانت والدتك وقتها موظفة جديدة أُضطرّت إلى العمل وتركك مع والدتها رغم أنَّك كنت مازلت طفلة رضيعة لا يتجاوز عمرها الثلاثة أشهر ، وذلك  بعد وفاة زوجها – والدك - رحمه الله ، وكانت تحاول جاهدة الإنغماس فى العمل ، ولكنها لم تستطع إخفاء حزنها على زوجها أو إنشغالها بك وقلقها عليك طوال الوقت.
    مرَّت الأيام وأنا أحاول التقرب منها ، وأصبَحَت تحدثنى عنك وعن كونك كل حياتها ، وأنَّها لا تشعر أنَّها تحيا إلَّا وهى بجانبك ، كانت عندما تبتسم أشعر بأنَّنى صرت شاباً مرة أخرى ، ولم أعد أقدر على إبعاد نظرى عنها مادامت متواجدة معى فى نفس المكان.

    وجاء اليوم الحاسم ، حيث قررت أن أُعبِّر لها عن حبى ورغبتى فى الاقتران بها إلى الأبد ، لم أتركها للتردد وصارحتها بأنَّنى لا أستطيع الإنجاب وأنَّ ابنتها الوحيدة ستكون  مثل ابنتى تماماً ، رجوتها أن تمهل نفسها وقتاً للتفكير قبل أن ترفضنى ، وابتسمت لى الحياة من جديد ووافقت والدتك على الزواج منى لتمنحنى فرصة جديدة للحياة.
    فى أول زيارة لمنزل جدتك - وذلك لطلب الزواج من والدتك رسمياً - رأيتك وكان عمرك وقتها قرابة العام ونصف ، منذ أول لحظة أدركتُ أننى وجدت الابنة التى كنت أحلم بها ، وقتها اقتربتى منى وسمحتى لى بحملك وهذا ما لم يحدث مع أحد آخر غير والدتك - على حد قولها آنذاك - وفرحت والدتك بشدة عندما عانقتينى بعد ذلك ، وأثناء هذا العناق المفاجىء توقفت نبضات قلبى لوهلة ثم ما لبثت أن عادت ولكن لتنبض بإيقاع جديد فقد أحسست بشعور لم أشعر به من قبل .. لقد أصبحت أباً.
    تمَّ الزواج سريعاً ، وانتقلنا سوياً - أنت ووالدتك وأنا - إلى منزل جديد حيث لم أرد أن يربطنى أو يربط والدتك أى شىء بالماضى ، ومرَّت الأيام سريعاً ونحن فى حب وسعادة ، وأصبحت زوجاً لأجمل امرأة وأباً لأجمل طفلة ، هل تتذكرين عندما كنت أسرد لك القصص كل يوم قبل نومك ، لقد كانت هذه أسعد لحظات حياتى حيث كنت أراك محلقة بخيالك فى عالم الحكايات الساحر.
    و مرَّت الأيام لأصبح أباً لأجمل فتاة ، ولكننى لم أعد سعيداً ، فقد ابتعدت عنى ابنتى ، وأصبحت نادراً ما تجلس معى ، بل وتبتر حديثها مع والدتها فور وصولى ثم تغادر المكان بعد ذلك بثوانٍٍ معدودة ، واستبدلت كلمة بابا التى كانت تبهج قلبى قبل أذنى بكلمة حضرتك والتى تقبض قلبى قبل أن تصل إلى أذنى ، وعندمااشتكيتُ لوالدتك من هذا الأمر أجابتنى بأنَّها أمور طبيعية تحدث للبنات فى هذا السن ، وأنَّه ومع مرور الوقت ستعود الأمور إلى طبيعتها ، وأقنعت نفسى بكلامها ولكننى لم أستطع مقاومة الحزن والأسى الناتج عن هذه الحالة الغريبة.
    ومرَّت السنوات ببطء وثقل خانق فقد ظللتُ أحاول التقرب منك ، ولكننى كنت أرى ابنتى الوحيدة تبتعد عنى أكثر فأكثر ، ويوماً بعد الآخر نضبت أفكارى ولم أستطع التوصل إلى طريقة أعيدك بها إلى سابق عهدك ، ورغم أنَّ وجود والدتك بجانبى خفف عنى قليلاً إلَّا إنَّنى لم أعد أحتاج إلى الزوجة فقط .. فأنا أب يفتقد ابنته بشدة رغم أنَّها أمام عينيه.
    وبلغنا اليوم الذى أعتقد أنَّك تتذكريه جيداً ، اليوم الذى لو خُيّرت بأن يمرّ بى أو أُقتَّل مائة مرة لاخترت أن أُقتَّل ولو لألف مرة ، إنَّه اليوم الذى أتمّت فيه ابنتى عامها الثامن عشر ، والذى أردتُ أن أحاول فيه من جديد أن أعود أباً لها ، فقمت قبله بفترة بسحب جزء من مدخراتى ، واشتريت سيارة جديدة لابنتى الحبيبة ، وأجلت ميعاد الاستلام إلى اليوم المرجو ، وأبقيت الأمر سراً حتى على زوجتى.
    لم أذهب يومها إلى العمل رغم خروجى من المنزل فى نفس الميعاد ،  ولكننى كنت قد عزمت أن يكون هذا اليوم يوماً خاصاً جداً يجمعنى بأسرتى الصغيرة ، وبعد أن قمت بشراء مستلزمات الاحتفال ، وتسلَّمت السيارة الجديدة لأعود مسرعاً إلى المنزل ومتلهفاً لمفاجأة أحبائى ، ولكنهما فاجأتانى بما هو أعظم .. فقد كنتِ ووالدتك تتهامسان فى غرفتك كالعادة ، ولكن للأسف الشديد لم يكن همساً بل كان مناقشة بصوتٍ عال حتى أنَّكما لم تلحظا وصولى ، وسمعت ما لم أكن أتوقع .. كنتى تُبدى لوالدتك تعاطفك معى وأنَّكِ أحياناً كثيرة تتأثرى من جراء معاملتك الجافة لى .. وقتها سعدت كثيراً وأحسست أنَّنا سنعود أباً وابنته ، ولكن لم يدم هذا الأمل للحظات حيث وجدت والدتك تؤكد لك أنَّ ما تقومين به هو التصرف السليم وهو ما يدعو إليه الدين فأنت لا تربطك به أيَّة صلة سوى إنَّه زوج أُمك !!
    قبل أن تكمل جملتها وجدت يدى قد أسقطت ما كانت تحمله ، فأدركتما وجودى ولكننى أعتقد أنَّكما لم تدركا تماماً ما أحسست به ، لقد كنتُ كمن يحلم بالجنة ويستيقظ ليجد نفسه حبيس النيران ، اغرورقت عيناى بدموع قلبى ولم أستطع الحراك أو حتى الكلام ، لم أسمع ما قالته والدتك حينها فقد كنت أسترجع ذكريات حياتى الواهية ، وكيف أنَّ الإنسانة التى شاركتها كل تلك السنين ترانى حتى الآن غريب عن ابنتها ؟ كيف تسلبنى شعور الأبوة وهى تعلم جيداً ماذا يعنى لى ؟ كيف خُدعت كل تلك الفترة وأقمت مع شخص يتعامل معى كأنَّنى قالب بلا قلب ؟ انصرفتُ بعد بضعة دقائق مرت على كالدهر ، ولم أعرف ماذا أفعل ؟ أو إلى أين أذهب ؟
    والآن وبعد مرور شهر أو أكثر على هذا الحادث .. أردت أن أكتب لك هذا الخطاب .. ليس من أجل العتاب أو اللوم .. ولكن لمحادثتك ولو لمرة أخيرة، لقد تنازلت عن منزلنا لوالدتك وقمت بتطليقها وستحصل على حقوقها كاملة كما يدعو إليه الدين ، أما المفاتيح التى مع الخطاب فهى سيارتك التى لم أستطع إهدائك إياها فى وقتها بسبب ما حدث فى ذلك اليوم.
    أما بالنسبة لى - إذا أردت المعرفة ولو على سبيل المجاملة - فأنا فى طريقى الآن إلى المطار للقيام بفريضة الحج ، والتى آمل أن يغفر الله لى فيها إسائتى لكما بمشاعرى التى أثقلت عليكما بها طوال السنين الماضية ، رجاء أن تسامحينى فرغم أنَّنى لست والدك إلَّا أنَّه رغماً عنى وللأبد ستبقى ابنتى الحبيبة.
    تتابعت الدموع من عينيها وهى تقرأ الخطاب كلمة بعد الأخرى حتى انهارت تماماً بنهاية الخطاب ، أسرعت إلى المطار محاولةً اللحاق به ، ووصلت إلى المطار وهى مازالت تبكى ، وأسرعت إلى صالة المغادرة ولكن طائرته كانت قد أقلعت بالفعل ، وقفت للحظات وهى ممسكة بالخطاب تتابع الأسطر بدموعها ، ثم ما لبثت أن ابتسمت فقد قررت أن تنتظر حتى يصل إلى الأراضى المقدسة لتتصل به وتعتذر له ويعودا من جديد كما كانا من قبل .. أباً وابنته.
    التفَّت لتغادر المطار إلى المنزل فإذا بها تجد تجمهر من الناس ووجدت نفسها تقترب منهم بسرعة ولا تعرف لماذا نبض قلبها بسرعة وبدأ جسمها فى الارتجاف ، وصلت إلى جمع الناس واقتحمت الزحام لتجد شخص فى ملابس الإحرام يجلس على المقعد وقد فارق الحياة ، أجهشت بالبكاء قبل أن ترفع رأسها لتنظر إلى وجهه ، فلقد عرفته .. إنَّه هو .. لقد غادر بلا عودة .. لقد ذهب إلى حيث الراحة من شرور الناس .. لقد مات مُمَزَّق القلب والروح.
    لم تتمالك نفسها وهى تقترب منه لتحتضنه فإذا بها تسقط عليه وتنخرط فى البكاء ، جاء صوت من خلفها .. هل تعرفيه ؟ بعد فترة ردَّت بكلمات مُقَطَّعة من الألم .. آه .. آه ، واحتضنته بقوة وهى تُردد .. أنا ابنته .. ابنته .. ابنته.

    يوسف محمد


يد العون (يوسف محمد)



  • اثناء سيره ليلاً بصحبة صديقين له وبعد أن مل من حديثهما فبدأ يتابع المارة فى الشوارع ويلفت نظره انتشار المشردين فى الشوارع ويتأثر بسيرهم حفاة وبملابس ممزقة رغم شدة البرودة ، بل ويصدم عندما يجد فتاة لا يتجاوز عمرها العشرين من هؤلاء المشردين .. كانت دقيقة الملامح وجميلة بدرجة لافتة للنظر رغم القذارة التى تغطى اغلب وجهها وملابسها .. لم يكن يحتاج لأكثر من نظرة ليدرك أنها مريضة بمرض نفسى أو باختلال عقلى .. تأثر بشدة لحالها فأصبح يذهب يومياً إلى نفس المكان ليتابعها وفى كل مرة يراها فيها يظل يفكر كيف اصبحت بهذه الحالة ؟ وكيف يمكنه أن يساعدها ؟
  • فى احدى المرات يقدم لها قطعةمن ساندويتش لم يتمكن من اكماله ، ومن وقتها تبدأ الفتاة فى التقرب منه كلما تراه وبدوره يعطيها أى شىء مما معه .. مرة قطعة شيكولاتة ومرة ساندويتش ومرة علبة عصير وهكذا اصبحت الفتاة تنتظره كل يوم حتى انها تغضب عندما لا يظهر لمدة يوم أو اثنين وتعاتبه بعدها حين تلتقيه فى اليوم التالى .. كانت تعاتبه بكلام غير مفهوم .. حيث انها تتكلم بمقاطع صغيرة غير مكتملة مثل الاطفال فى بداية تعلمهم للكلام ولكنها ايضاً تنطق بسرعة بحيث لا يمكن فهم اى جملة مما تقول ، ولكنه ومع الوقت اصبح يفهم بعض كلامها بالاستعانة بالتركيز على تعبيرات يديها ووجها ، وكانت ملامحها الرقيقة تتسبب كثيراً فى توقفه عن ترجمة كلامها حيث يتخيلها وقد ازيلت طبقة القذارة من عليها بل اصبحت عاقلة فما يلبث أن يبتسم حتى تيقظه هى بالخبطات الدقيقة على ذراعه لتلفت نظره لما تقول.
  • فى احدى الايام يتشاجر مع زوجته كالعادة ويترك المنزل مستشيطاً غضباً حيث لم يقدر حتى على الرد عليها حيث أن كل ما قالته زوجته بل كل ما عايرته به هو صحيح تماماً .. فهو موظف بسيط من اسرة فقيرة وهى بوظيفة مرموقة ومن اسرة ميسورة الحال وقد تنازلت كثيراً وتحملت غضب أهلها لتتزوجه وقد حاولت كثيراً دفعه للأمام سواء عن طريق الدعم المادى أو المعنوى ولكنه لم يحقق المرجو منه ، كانت دائما ما تقدم له يد العون ، نعم هذا صحيح ولكن كان هذا منذ أكثر من ثلاث سنوات .. فهى الآن ومنذ فترة طويلة لا تتحدث معه فى أى موضوع الا وينتهى بمشادة بعد عدة همزات ولمزات منها لتؤكد على فشله وبالفارق الكبير بينهما فى كل شىء .. انها لم تعد تلك الانسانة المساندة له بل اصبحت الوحش الذى ينهش من لحمه ويمزق روحه بكلامها الأكثر أذى من انياب اشد الوحوش ضراوة .. لماذا لا يتركها ؟ سؤال يسأله لنفسه كل يوم اكثر من مائة مرة ، هل مازال يحبها ؟ هل اعتاد على مستوى المعيشة التى توفره له هى و أهلها ولا يستطيع الرجوع لحياة الفقر ؟ ام أنه ربما أصبح يستمتع بإذلالها له ؟ احتمالات الاجابة الصحيحة كثيرة ولكنه متأكد من شىء واحد أنه لا يستطيع التوقف عن الشىء الوحيد الذى يجعله يحس أنه رجل .. بل وسيدها ايضاً .. انه معاشرته لها بقسوة وأنينها من جراء ما يفعل بها .. وقتها فقط يشعر بالدماء تتدفق فى كل اطرافه وبالنشاط يملؤ كل عضلاته وبروحه تعلو فوق روحها والتى يراها حينها وكأنها تتشبث بقدمه وهى تزحف على الأرض لتنظر اليه متوسلة أن يرحمها من عذابها .. فجأة تقطع افكاره خبطات دقيقة على ذراعه فيلتف بعنف ليضرب هذا الشخص ايما كان .. ولكنه يجد أنها تلك الفتاة المجنونة .. فيتوقف عن اللكمة قبل أن تصيبها بعدة سنتيمترات ، لم يبدو على الفتاة أى مظهر من مظاهر الانزعاج من جراء حركته الفجائية والعنيفة بل ظلت مبتسمة وعلى حالتها من الهدوء التى اصبحت تلازمها مؤخراً كلما رأته .. لم يرد أن يحتك بأى أحد فى هذا الوقت بالذات فهو على وشك الانفجار سواء بالتعدى بالضرب على من أمامه أو ربما بالانخراط فى البكاء .. لذا فقد تركها وأكمل سيره ليختلى بشيطانه من جديد ويكملا سوياً مراجعة ذكريات جهنم التى يعيشها على الأرض وكيف يقلل أو يزيد من سعيرها ؟ وإن كان اصبح يفضل أن تزداد وتزداد حتى تلتهم ما تبقى من روحه ليصبح بعدها لا يخاف من أو على أى شىء .. استوقفته الفتاة مرة أخرى ولكن تلك المرة تشبثت بذراعه بكلتا يديها ، التفت اليها تلك المرة ولكن بابتسامة .. ابتسامة جديدة تماماً عليه .. ابتسامة لم يقم بها من قبل فلقد تولى شيطانه القيادة وسيطر على كل حواسه حتى أنه أحس بلهيب الشيطان بداخل كل ذرة من جسده .. كانت الفتاة المسكينة لازالت تبتسم ابتسامتها البريئة .. ثم اخرجت من ثنايا ملابسها قطعة حلوى ومدت يدها لتعطيها اليه .. توقف للحظات وهو ينظر اليها ثم امسك بساعدها الممدود اليه وبدأ فى جعل يده تنزلق ببطء فى اتجاه يدها ليمسك بها ويقرب اصابعها من فمه ليلتقط قطعة الحلوى بأسنانه وابتسامته تزداد قسوة .. فتبدأ الفتاة فى التراجع وتحاول سحب يدها ولكنها لا تستطيع الافلات من مسكته القوية فترتسم علامات الانزعاج على ملامح وجهها الرقيق .. ينزل يدها ببطء ولكنه مازال يقربها منه وتنحنى الفتاة للأمام وهى ترمى بثقل جسمها للوراء وتبدأ فى البكاء .. يقترب منها مسرعاً ويترك يدها ثم يربت على كتفها ليطمئنها ويتلفت حوله ليطمئن لعدم رؤية أحد له .. كانت الفتاة قد انخرطت فى البكاء فى تلك الثوان المعدودة ولكن ما أن بدأ يهدىء من روعها ويداعبها حتى تجاوبت معه وضحكت قبل أن تجف دموعها تماماً مثل الأطفال .. لم يرد أن يضيع دقيقة أخرى فأشار اليها لتسير وراءه .. كان يعرف ماذا سيفعل .. سيتجه الى احدى المبانى المهجورة القريبة ويفعل معها الشىء الوحيد المتبقى ليفعله كرجل .. وصلا المبنى وأشار اليها بالدخول وترددت قليلاً ولكنها تبعته بعد أن ابتسم ليطمئنها .. ما ان توارا عن الأنظار بداخل المبنى حتى جذبها بشدة وبدأ فى العمل .. ارتجفت الفتاة وحاولت الافلات ولكنه يعرف تماماً ما يفعله فلا تستطيع فتاة بحجمها الضئيل الفرار من انيابه .. تيبست اطرافها واجهشت بالبكاء بهستيرية .. لم يتوقف لبكائها أو لاصطدامه بما يثبت أنها مازالت فتاة لم تنضم بعد لعالم السيدات .. لم يتوقف للحظة ولو للاطمئنان عليها حيث كانت تعانى آثار انها المرة الأولى بل كان يزيد من معدله وينتقل مابين الحركات والافعال التى تجهد حتى المتمرسة فى هذا المجال .. كانت معاناتها تتصاعد من ثانية إلى اخرى من جراء قسوة ما يفعله بها .. انتهى من مهمته وتركها وهى جثة مدمرة الروح قبل الجسد.
  • مرت الأيام وكلما رأته الفتاة تتوقف عن الحركة وتدمع عيناها وهى ترتجف خوفا من أن يقترب منها .. فيوارى احياناً وجهه منها ويسير بسرعة ليبتعد عنها ، واحيان اخرى يرمقها بنظرة جافة وابتسامة سخرية ويواصل سيره بخطوات باردة كأن شيئاً لم يحدث.
  • اليوم زوجته العزيزة أعادت اليه مفاتيح السيارة التى كان يستخدمها .. فقد قررت مصالحته بعد مشادة حادة ربما كانت الأسوأ منذ زواجهما .. أرادت تعويضه عن الكم الهائل من السباب الذى وجهته اليه وايضاً تقديرا منها لعدم رده عليها بالمثل ، وفى أول استخدام للسيارة منذ فترة طويلة أخذ يجوب المدينةليلاً وهو يسير بسرعة مخترقا الشارع بعد الاخر ولا يعرف أين يذهب وكيف يهرب من السعير المتأجج بداخله ؟ لم يعد يحتمل الحياة على هذا المنوال ولا يعرف ماذا يفعل ؟ يتوقف بالسيارة فقد اختنق تماماً حتى أنه لم يعد قادراً على القيادة .. احتبست الدموع فى عينيه وقبل أن يبدأ فى البكاء فجأة يجد الحل ..فيعتدل فى جلسته وقد تسمرت ملامح وجهه واتسعت عيناه لتختفى الدموع ويحل بدلاً منها ابتسامة على وجهه .. يدير السيارة وينطلق بها ليتجه إلى منطقة نائية بعيدة عن مسكنه ليبحث عن فتاة مسكينة أخرى ليقدم لها .. يد العون.
  •  يوسف محمد

Wednesday, February 15, 2017

منطق المهلبية


  • قد تجتهد كثيرا وتحاول ان تشرح وجهة نظرك وتتصور أن تحوليك لها للصيغة الرياضية سيسهل لك الاموروتقف امامها حائرا تحاول ان تبسط وتعيدها الى سنواتها الاولى فى الدراسة وتقول لها أن واحد + واحد بيساوى اتنين سوف تنظر لك بكل عمق كأنها غلبت تسلا واديسون معا وتقول حط واحد جنب واحد يبقوا احداشر او حط واحد مايل منهم يبقوا اتنين او ستة اختار انت بقى وبالطبع لو كان اديسون او تسلا عايشين كانوا انتحروا معاك ويمكن يكون معاكم كلكم ادلر بتاع التفاضل فوق البيعة.
  • لكن الصراحة ان الغلط فيك وفينا احنا الرجالة بشكل عام لأن المسألة ابسط مما تتصور فقواعد المنطق النسائية مختلفة تماما عن قواعد المنطق الطبيعية لدى الستات منطق مختلف وطريقة تفكير يصعب التنبؤ بها لكن اختصر صلاح جاهين على لسان سعاد حسنى فى تمثيلية هو وهى ذلك المنطق المهلبى الغير عادى بالاغنية الشهيرة
  • بتحبنى
  • ايوه
  • متحبنيش بالشكل ده
  • مبحبكيش بالشكل ده
  • اهوه قالى موش بيحبنى يا ناس يخلصكم كده
  • اصدقائى الاعزاء ضع هذه الاغنية كانشودة فى دماغك حينما تحاور اى سيدة وتعجز عن اقناعها او حينما تعجز عن فهم  كيف انها طلبت فستان وحينما ذهبتوا للاختيار تركت الفستان وعجبتها الشنطة لكنها فى النهاية اشترت الجزمة اللى طول عمرها انت عارف انها مبتحبش اللون ده ، لكنك لو فكرت وحاولت تعيد لها الذاكرة سوف تنظر لك بعمق اكثر وتقول لك بكل ثقة بس خد بالك دى حتليق جدا علي ! وربما عشت طوال عمرك تسمع انشودة تلك الجزمة وتتمنى أن لم تكن تعترض حيث سوف تسمع مين قال عن الجزمة حتى تتمنى أنك لو كنت حطيت جزمة فى بقك وسكت يومها كان زمانك مرتاح من كل الهرى ده.
  • ركز جيدا انظر إلى المهلبية وكيف تهتز امامك ولا تستطيع ان تأكلها الإ بمهارة خاصة وسوف تسقط من المعلقة هذا هو حقيقة المنطق النسائى.
  • ليس عليك ان تقرأ الرجل من المريخ والمرأة من الزهرة انت ولا هى لست من أى كوكب آخر المهلبية هى السبب العملية اكثر اختصارا
  • تحفظ الاغنية فى دماغك تستمتع بأكل المهلبية بعمق مهما كانت الملهلبية  دى غير طعم المهلبية اللى ولدتك متعودة عليها لأن دى طريقة خاصة هى عملاها بيها محدش يعرفها من ايام صلطح باشا الكبير تريح دماغك وتنعم بالسلام الداخلى ! وتعيش بالمنطق الطبيعى مع اى حاجة تانية فى الحياة غير الستات !
  • هى دايما صح زى اللوحة اللى فوق دى بتمثل منطق المهلبية (المهلبية لوجيك)!