- كنت فى الثانوية العامة حينما قامت حرب الخليج الثانية او ما سميت بحرب تحرير الكويت ، وكان امتلاك دش فى ذلك الوقت ترفا كبيرا ولم يكن هناك ذلك العدد من القنوات الفضائية ولم يكن الانترنت بدء العمل به إلا فى مشاريع ترابط الجامعات ، وعليه فكان على المرء أن يتابع الاخبار من صديق الليل الراديو وكنت اتنقل بين الاذاعات لمعرفة الاراء المختلفة وحينما بدأت العمليات فى فجر السابع عشر من يناير 1991 وبدأت استمع الى الاذاعات المختلفة بى بى سى كانت تغيطتها جيدة ودوما كنت اداوم على متابعة بعض برامجها رغم علمى بأنها اذاعة موجهة ، ومن ثم انتقل إلى الاذاعة العراقية حيث استطعت ان استمع الى خطاب صدام حسين فى ذلك الوقت بتشويش صعب جدا وعرجت على الاذاعة الاسرائيلية فى محاولة معرفة وفهم كل ما يجرى ولكن نشرة الاخبار فى الاذاعة الاسرائيلية فى ذلك الوقت كان بها شيئا ملفتا فتركيز كل اذاعة يكون على خدمة جمهورها فى الاساس وعليه اعلنت الاذاعة الاسرائيلية ان هجمات التحالف الدولى الاولية انتهمت من تدمير مواقع الصواريخ فى غرب العراق وحددتهم باسماء مرمزة H1 , H3 وكانت تلك هى مناطق لمنصات صاروخية ثابتة مؤمنة فى غرب العراق وقد استغربت تلك الاسماء حيث لم تكن موجودة فى اى من وسائل الاعلام الاخرى.
- اذكر تلك القصة لكى اذكر كيف كانت الاذاعة الاسرائيلية تخوض معركة الوعى فى حرب كانت مهددة فيها بحرق نصفها بالاسلحة الكيماوية.
- لكننا منذ أن سقطنا فى فخ الحرب على الارهاب والدولة تخسر كل يوم معركة الوعى سواء امام القنوات الموجهة من تركيا او من قطر او حتى معركة مصر مع التنظيمات الارهابية فى سيناء ويتلهف المواطنون للأسف لمتابعة الحدث من خلال ما تبثه العناصر الارهابية من فيديويهات تعد بشكل احترافى عن ما تقوم به من عمل تجاه قواتنا المسلحة.
- وربما تلك الفيديوهات تبث الروح المعنوية السلبية تجاه حماية جنودنا فى سيناء وبالطبع اعرف أن الافضل معنويا عدم للاستماع لما يبثه العدو ولكن حينما لا يكون منبرا واضحا للتعامل مع ما يحدث فى سيناء إلا من خلال بيانات المتحدث العسكرى التى فى معظمها مقتضبه وتحرص على الفكرة الامريكية التى روجت فى الحرب على العراق التصوير الجوى النظيف الذى يبدو وكأن الحرب التى تخوضها القوات المسلحة عملية سلسة مثل السكينة فى الجاتوه.
- يجب أن نكسب معركة الوعى حتى نكون جميعا صفا واحدا خلف القوات المسلحة حتى وإن كنا مختلفين سياسيا مع القيادة السياسية وطرقها فى التعامل ، ولكن كسب معركة الوعى يحتاج إلى حقائق واضحة عما يدور فى سيناء من خلال تقارير صحفية وليس من خلال بعض المحللين الاستراتيجيين الذين تستشعر فى اغلب كلماتهم بكيف تجاوزوا الزمن او تجعلك تشك فيما يقولونه من الاساس وتنتظر للأسف ان ترى ما يبثه العدو!
- معركة الوعى سوف تقودنا للنصر فى معركة السلاح ، من الممكن ان للشخص أن يطبل مثل ما يفعل الكثيرين ولكن هذا لن يقودنا إلى النصر فى المعركة.
- نتمنى أن نكون مثل كثيرين يخوضون تلك المعركة ويستشهدوا بها لكننا لا نملك سوى الدعاء لرجال يصنعون مجدا ليتنا نستحقة رحم الله شهداء الوطن والهم ذويهم الصبر والسلوان.
Thursday, July 13, 2017
معركة الوعى
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment