Thursday, October 10, 2024

عام طوفاني



هل مداد القلم يصلح مع مداد الدم الذي لا يتوقف منذ السابع من أكتوبر عام 2023 لا ادخل في جدليات عبثية حول السادس والسابع من أكتوبر فهذا مكانه نضالنا العربي العبثي الذي كتبت عنه من قبل، لكن للمقارنة البسيطة فوضع خمس فرق مشاه وعبورها كما قال احد العسكريين المصريين كعبور كوبري قصر النيل في ليله خريفية لطيفة لا يقارن بعمل بحرب العصابات، ومع ذلك لا وجود للمقارنة بل أنني مع كل طوبة تسقط الغطرسة الإسرائيلية منذ أنتفاضة 1987 حتى الآن ، أعتبر نفسي انتمي لجيل ما يسمونه جيل الغضب العربي الذي لم يجد سوى الحجارة ليرميها على الدبابات ونجح رغم تسكير العظام ورغم كل شئ.
تمتلئ المنصات الإجتماعية الآن بحسينية من نوع لماذا السابع من أكتوبر؟ وماذا جلب للقضية؟ واجابتي البسيطة أنه لا يجب عن السياسة أن تخذل السلاح كما قال محمد حسنين هيكل عن حرب 1973 وإن كنت أعارضه لأن السادات حقق ما يريد وأخذ من لأسرائيل الأرض مقابل السلام كفل لمصر حياة طيبة بالكاد نعم لكن هذا لمشاكل إدارة ليس مكانها الحديث عن العام الطوفاني.

الطوفان حصد ارواح الكثير لا أرغب في أن اكون عدادا آخر مع من يحصون كل يوم ولدي نقدي للمقاومة من خلال متابعة المتحدثين العسكريين الاسرائيليين الذي أصبحوا ضيوفا على قنواتنا الفضائية بكثرة وهذا عبث تحقق به إسرائيل معركتها الإعلامية بنجاح وتظهر كدولة تحافظ على مواطنيها أمام الهنود العرب ! بوصفها تريد أن تعيد المشاهد الأمريكية كواحة للديمقراطية ، لكن علينا أن ننقد أنفسنا من خلال ذلك فلا محرمات في نقد البلاد حتى وهي في حالة حرب ولا حتى منع لمظاهرات حتى والجيش على الحدود يقاتل معركته ولا احد فوق النقد أو المسألة نستطيع أن نقول لماذا لم تفعل المقاومة لماذا لم يتم بناء ملاجئ للناس إذا كنت تفكر أن تحارب لفترة طويلة هذه اسئلة للمقاومة وحتى للظهير السياسي الكسيح التي يتحرك بين قطر وفي الخارج بشعارات حنجورية بعيدا عن معاناة الكثيرين بينما القطاع يتحول إلى شبه حالة مخيمات لبنان دون أي دعم حقيقي والقتل أصبح رخصة دولية معطاه لإسرائيل حتى في لبنان وتجاوزها إلى اليمن ومحاولة لتحقيق الأهداف في إيران، تريد إسرائيل أن تصبح شرطي المنطقة مثل الشرطي الأمريكي العالمي وبدعم غير مسبوق في الحماية بوصفها مجرد إمارة صليبية عبرية ، ولست أدعو إلى حرب دينية أو إلى اقتتال على طريقة نتنياهو الذي هو مجرد سياسي رخيص يقتطع من التوارة وسياق اسفارها ما يحلو له للهروب من المحاكمة السياسة حتى لو خسر كل خياراته.
علي ايه حال العربدة الإسرائيلية لن تتوقف لأن جرح السابع من اكتوبر عميق ودولة في حالة حرب لمدة عام كامل لم يحدث من قبل لكن أين التحركات السياسية أين قيادة السلطة والشعب يباد، إن كنتم تعارضون حماس فلماذا تركتم الشعب رهينة في يد مقاومتها ومعادلة الشين بيت في ايرلندا أسهل ما تكون مقاومة وظهير سياسى يدعمها ويناصر حقوقها ويلتئم الصف الفلسطيني ، العيب ليس في السلطة فقط لكن في حماس أيضا ومحاولة كل طرف التكلم بأسم الشعب الذبيح المقاومة حق والسياسة طريق والحرب طريقة للسياسة كما أن السياسة طريقة للحرب لكن علينا أن نوجه اسلحتنا جميعا إلى العدو لا إلى أنفسنا اتمني أن يكون مداد القلم يوفي بمداد الدم في طوفان يشعل في الرأس حسينية كل يوم منذ عام مضى لعلها يوما تكون من النهر إلى البحر.

 


No comments: