Thursday, October 10, 2024

التجربة الماليزية

 

لا اتحدث عن تجربة مهاتير محمد في ماليزيا كأحد النمور الأسيوية ولا حتى تجربة أنور إبراهيم من بعده وحتى خلافهم السياسي السابق وأتهام أنور إبراهيم وسجنه ومقاومته وعودته إلى رئاسة الوزراء في ماليزيا وبقاء مهاتير كأب روحي لماليزيا بعمر يتجاوز التاسعة والتسعون عاما.

لكني اتحدث عن تجربة شخصية خاصة ربما تكون تلك التدوينة مثل ما قدم الزعيم عادل إمام في فيلمه التجربة الدنماركية حيث يتم صياغة احداث الفيلم عن اختلاف الثقافات بين الدنمارك ومصر من خلال زيارة سيدة دنماركية لأسرة عادل إمام الوزير ومواقف الكوميديا التي تنتج عن اختلاف الثقافات.

الحكاية ببساطة تبدأ منذ سنوات طويلة من الله علي فيها بالعمل في أول مكان دخلت فيه الانترنت في مصر وبدأت عملي عام 1995 وكنت حينها أحاول من خلال انترنت ليس بشكله الحالي لكن عبارة عن نصوص نصية فقط ولم تكن حتى لغات أو حتى مصطلحات الويب أو شبكات التواصل الاجتماعي موجودة بهذا الشكل كانت موجودة بالفعل لكن بشكل نصي.

كنت حينها لدي عدد من كلمات مفتحية أبحث عنها كان من ضمنها في ذلك الحين الشطرنج كأحد أهتماماتي الشخصية ، حينها وجدت عدد من نوادي الشطرنج في العالم وحلمت بأن يكون هناك نادي شطرنج مصر ومازال هذا أحد أفكارى لتطوير اللعبة في مصر ادخال افكار منصات الكترونية لتطوير اللعبة بل شاركت ذلك مع باسم سمير بطل مصر في احد البطولات من قبل.

وحتى حينها قمت بمحاولة إنزال البرنامج ومتابعة عمله لتأسيس نادي شطرنج مصر في حينها لكن كان هذا خارج اهتمامات مؤسستي بالطبع ، علي أيه حال في هذا الوقت بدأت معرفة اللاعبين من كافة انحاء العالم وكان هذا النادي أمريكي وكان يحتوي على كثير من لاعبي الشطرنج المصريين والأجانب في هذا الوقت كنت في العشرينات من عمري وكنت ارتبط بمراهقتي بأسم الأميرة آن ، وفي احد المرات وقربا من أسم آن عرفت "Ani" وظللنا اصدقاء واكتشفت أنها مسلمة وماليزية وعلى هذا أصبح لي صديقة هناك على بعد عشرات الآلاف من الكيلومترات وكنت أتابع حينها التجربة الماليزية السياسية واستمرت علاقتنا فترة كبيرة لا بأس بها بل تبادلنا البريد العادي فضلا بالطبع عن علاقتنا الإلكترونية الممتدة وفرقت بنا السبل بعدما زادت مسئولياتي في العمل ولم أعد ابدأ يومي بدور شطرنج سريع الذي برعت فيه على هذا النادي بوقت لا يتجاوز الدقيقتان في حينها وأيضا تزوجت صديقتي الماليزية التي هي "Mahani" أو مهاني في بعض الأوقات كنت اتصور أنه نفس معني العربي لأسم تهاني لكنه ليس كذلك ، والالطف أنها تزوجت شخص كندي وقد سافرت إلى كندا بعدها أيضا كمصادفة غريبة.

وظللنا لسنوات يحتفظ كل منا بميلاد الآخر ونتبادل التهاني والمعايدات في اعياد الميلاد وأعياد الإسلام، بل وتواصلنا ايضا عبر الفاسبوك فضلا عن الإيميلات من حين لآخر.

بدأ هذا في عام 1996 أي ما قبل ثماني وعشرون عاما ، وفي هذا العام قالت لي صديقتي عبر الفاسبوك أنها ربما تزور مصر وحاولت معها إعداد برنامج مناسب لما تفكر في زيارته وهي أيضا كان لها برنامجها الخاص مع صديقتها التي أيضا كانت تواقة لتزور مصر ولديهم رؤية لزيارة بعد المعالم السياحية والأثرية بالطبع كان من ضمنها الأزهر الشريف وكذلك مقام الإمام الشافعي بوصفه المذهب المعتمد في ماليزيا.

لوقت غير قليل ترددت في اللقاء فأنا الآن لست الشخص القديم بعد كل هذا العمر لذلك فكرت في أن نلتقي في المطار أو أشارك في بعض برنامج الزيارة وأتفقنا على ذلك أخيرا رغم ترددي بل تصورت الموضوع عبء حتى على برامجي الحياتية لكن تسني لي في النهاية أن اشارك في برنامج الزيارة منذ لحظات الوصول إلى المطار حتى جولات سياحية في الهرم والإسكندرية وعشت تجربة ماليزية مع أخوات من دولة إسلامية في مكان الإقامة في الإسكندرية سواء ببدء اليوم مع صلاة الفجر والصلاة سويا والجلوس لقراءة ما تيسر من القرآن كذلك نقلت لهم عادتي في التريض حتى أنهم اندهشوا في احد الأيام اننا قطعنا ما يقرب من عشرة كيلومترات وفقا لبيانات احد تطبيقات المحمول وقضينا وقتا طيبا حاولت فيه ممارسة دوري كمرشد سياحي وإن كانت انجليزتي لم تسعفني في كثير من الأوقات ، وشاركت زيارتهم مع الأسرة وتمكنا أخيرا من أن نمارس لعبة الشطرنج وجها لوجه بل الجلوس كل يوم مساءا لمراجعة افكار الشطرنجية عن الحضانة شطرنجية للأطفال على نمط الأخوات بولجار والشطرنج التعليمي أو حتى افكار ومسائل الشطرنج بشكل عام.

من الجميل أن تجد من يشاركك اهتماماتك الخاصة ومن الجميل أيضا مشاركة الأخوة الإنسانية في هذا العالم فنحن في النهاية بشر رغم اختلاف الثقافات والأهتمامات وقد تقابلت مع عدد من الجالية الماليزية في مصر والذين يدرسون بالطبع في جامعة الأزهر خلال الزيارة.

كانت هذه هي التجربة الماليزية الشخصية بإختصار موجز وربما أكابد الآن شوقا لبرامجنا اليومية المشتركة ولفراق اصدقاء قربت بنا التواصل الشخصي فضلا عن تواصلنا السابق الذي لم نكن نحلم يوما به أن يكون حقيقيا واتمني أن يكونوا سعداء بالزيارة وعواتي لهم بكل خير وان يجمع الله بيننا مرة أخرى في الخير وعلى الخير وبالخير وإستودعهم الله كما استودعتهم في مطار القاهرة في نهاية الرحلة ودوما لكل رحلة نهاية ما.

 


1 comment:

Anonymous said...

Thank you for your hospitality and for your help and for everything. May Allah will bless you and give a big rewards to you.