Sunday, October 26, 2025

إلى السويس

 

لدي حلم بزيارة كل محافظة مصرية اعتقد أنني حققت اغلبه في محافظات الوجه البحري وإن كنت مقصرا قبليا حيث آخر عهدي بمحافظات الصعيد هي عروسه المنيا.

ذهبت إلى السويس قبل يوم من عيدها القومي وإن كنت لا احب تلك الاعياد القومية المرتبطة اغلبها بنضال شعبنا تجاه المحتل واخرها المحتل الإسرائيلي وربما صفحة وزارة الدفاع الاسرائيلى تروي قصة هروب سرية المظلات المحاصرة داخل مبنى مركز الشرطة بالمدينة وبالطبع اعتبروها بطولة ولا تحمل السويس ذكرى الكراهية للعدو هنا فقط لكن من قبل قصف الزيتية قصف المدينة بشكل يومي والموثقة بتلك الصور التسجيليلة الموجودة في فيلم حكايات الغريب ، اعتقد أن السويس أقدم من كل هذا هي القلزم في الفتح العربي وربما هي الاقدم كنهاية  لقناة سيزوتريس الفرعونية.

علي أيه حال ليست الزيارة الأولى للمدينة كنت هناك من قبل لأكثر من مرة سواء للذهاب إلى السخنة أو للعزاء من قبل ، لكن تلك الزيارة السريعة قبل يوم من العيد القومي وافكاري عن كيف تكون محافظة مثل السويس في ذيل التنمية البشرية لسنوات بكم المواني التي بها وكيف كانت شعلة الثورة في يناير سواء اختلفنا أو اتفقنا على انتفاضة يناير وما يتصور البعض أنها بداية الحياة أو بداية المصائب كعادتنا مع الابيض والأسود.

ربما في عملي زرت فرعي جامعة السويس بالاسماعيلية وبورسعيد وحتى الفروع المختلفة سواء الجامعة القديمة أو الجديدة في اسماعيلية أو حتى زيارة فرع الجامعة في بور فؤاد وها أنا ازور الجامعة الوليدة السويس لأكمل سلسلة جولاتي الجامعية بعدما زاد عدد الجامعات المصرية وربما جزء منها أن ازور جامعة العريش لأتمم زياراتي لكل فروع جامعة قناة السويس القديمة.

على أيه حال الزيارة السريعة ليست كافية لقراءة روح المدينة ، ربما روح المدينة الحقيقية عرفته من خلال اغاني السمسمية وأغاني معركة السويس ويوم الاجازة الذي كنا نحصل عليه حتى الغيت هي واجازة عيد الوحدة ، وربما بقى نصر اكتوبر ومعركة السويس جزء من تكوينى ربما تجدونه عبر مدونات اكتوبر المتعددة أو حتى في زياراتي لقواعد الصواريخ في فايد مع خالي العسكري.

روح المدينة سوف تبقى علامة على مر الزمان ربما تلك العلامة يستشعرها العدو الإسرائيلي حينما جعل رجال السويس الدبابة ليست شيئا مخيفا لرجل المشاه بل لعبة يداعبها بقذائق RPG  والمولتيكا أو حتى بالقنابل اليدوية.

ربما تلك العملية الدعائية سواء بأسمها العملياتي الغزالة أو كما نحب أن نطلق عليها ثغرة بادبيتنا أو حتى قتال في افريقيا مثل ما قال شارون أو تصوير جولدا مائير لكي تجعل المسألة وكأنها قريبة من القاهرة وعلى بعد مائة كيلو فقط وكانت محادثات الكيلو 101 بتداعيتها وما يسميه البعض بهجوم السلام المصري أو ما يتصوره البعض خزيا وإن كانت معارك السلام جزء من استكمال الحرب وربما اثمرت حتى آخر نقطة حدودية في طابا وإن كنت من انصار مصرية أم الرشراش.

احببت أن تكون تلك الكلمات هدية لروح المدينة التي حاولت تنسمها في ساعات قليلة ، ولن ينسى احد ما قدمته في الزيتية أو حتى في هجمات مدافع أبو جاموس التى سقطت في ايدي المصريين وذابت كما قال احد قادة اسرائيل خط بارليف اصبح مثل الجبن الفرنسي الشكر لجمال الغيطاني وعمر طاهر ولكل هؤلاء الذي مازالوا يصبوا في الوعي المصري العام تاريخيا يستحق أن يروى ، ربما استكمل جولاتي في كل مصر قريبا إذا كان في العمر بقية وإن قدر لي ذلك أو استكمال الحلم بالبحث عن أرواح مدن اخرى حول العالم.


No comments: