أن تزور المدينة الباسلة ليلا ربما هي المرة الثالثة الذي ازور فيها محافظة مصرية لأكل الوجبة الشعبية الفول والعودة سريعا ، ليست الزيارة الأولى سبق أن كانت مصيف الأسرة وزيارات متعددة حينما كانت المدينة حرة والاستمتاع بأكل الشيكولاتة بالبندق حتى من قبل علوش وعروضه حيث كان السريحة على الشاطئ يبيعون قطع الشيكولاتة بأرقام لو كتبتها لن يصدق أحد أننا كنا نأكل شيكولاتة بالمكسرات بتلك القروش الزهيدة.
لم أذهب إلى السوق الجديد وإن كنت استمتعت من قبل بزيارة مطعم البرج الشهير بفرعه الرئيسى على حساب جامعة قناة السويس حينها بوصفى قادم من لجنة في القاهرة ربما اجواء ذلك اليوم ذكرتني برواية المفتش العام أو حتى تنويعة احمد رجب بزيارة السيد الوزير وقد كان اسبوعا زرت فيه جامعات في كافة انحاء الوطن حينما كنا نضع اللبنات الأولى لمشروع التنسيق الإلكتروني.
اليوم ذهبت حرا مع الاصدقاء في رحلة ليلة سريعة تذكرت فيها يوما اجازة اخر تم الغاءها وهو عيد النصر وذكرى صمود المدينة أمام الاحتلال البريطاني وإن كانت أيضا هي تحمل ذكريات الصمود لاحقا في رأس العش وربما النقطة الحصينة التي أمامها في سيناء لم تسقط طوال حرب اكتوبر وظلت محاصرة لوقت طويل.
تتداعى تلك الذكريات أمامي سألت عن قرية النورس التي قضيت فيها عدة أيام من قبل وذلك في نهاية الثمانينيات لا اعرف أذا كان جيدا أن يحتفظ المرء بذاكرة قوية أم أنها تفتح أمامه الكثير من الذكريات والتداعيات وأين ومتى وكيف أصبح الجميع وكيف كان لدينا كل تلك الاوقات لنسكبها واليوم لا نملك إلا أن نتحدث تليفونيا أو حتى نعلق على الفاسبوك في اقصى تقدير أو نختطف سويعات من ايامنا الطويلة لنلتقي بالأهل والاصدقاء.
يبدو أنني أحاول الاتجاه شرقا تلك الأيام السخنة ثم رحلة العمرة والعودة إلى بورسعيد لا اعرف ماذا سوف يأتى لاحقا لكن ربما أنا هذه الأيام احب الاتجاه شرقا.
روح المدينة لا تمثلها المدينة الحرة أو حتى عبارات الشبار يا ولا او حتى الشباط أي كان النطق ، المدينة التي قيل أنها دفعت ثمن محاولة اغتيال الرئيس مبارك من نموها أو تحجيم مدينتها الحرة أو حتى اصبحت ذكرى سيئة لمشجعي النادي الأهلى ومأساة مصرية بقتل 73 مشجعا وحتى الآن معاقبة بعدم لعب مباريات جماهيرية وناديها المصري الذي كان انتماء اهلها يجعل الجمرك مجانا حينما ينهزم الأهلي والزمالك على ارضها.
ليس تأريخا ولا تسجيلا ما اكتبه هنا مجرد يوميات حياتية ارجو أن تنال رضا قارءها ، مع استمتاعي بالفول الورسعيدى وأن كان بالسمن الصناعي بدلا من الزيت.
.jpg)
No comments:
Post a Comment