- يعتقد البعض أن جورج اورويل حينما قدم رواية 1984 عام 1949 أن الأمر كان خوفا من تغول المجتمعات الشمولية فى حياة الأفراد وانها كانت دعاية مضادة للاتحاد السوفيتى تحديدا ونوعا من تخويف المواطنين من الاجواء الاشتراكية بينما يظن البعض الآخر أن الرواية تتحقق باستمرار كلما حدث ذلك التقدم الانسانى فى وسائل الاعلام فأى دارس للإعلام يتعلم أن وسائل الاعلام تساهم بشكل خاص فى رسم صور نمطية وخلق تنميط داخل المجتمع بمعنى صور خاصة لكل شخص ، ومن الممكن فهم ذلك من خلال الرسائل الاعلانية البسيطة حيث تريك الاعلانات كم انت سعيد بجوار تلك السلعة او تعيس اذا لم تحصل عليها.
- وعليه يصنف الاشخاص الآن فى المجتمعات تبعا لما يملكون من ماركات عالمية سواء تليفونات او خلافه وتعبير ابن ناس ذلك التعبير الطبقى الواضح جدا يقابله المواطن العشوائى او فئة المكحرتين او بيئة!
- وطباعة المجتمع بانماط ثابتة تسير على قدم وساق بفضل مجموعة من الاخوة الكبار جدا تكنولوجيا ويكفى ان تتابع ما قاله مؤسس فاسبوك فى تحقيقات الكونجرس عن انتهاك الخصوصية للعديد من الافراد وشائع جدا استهداف الاشخاص تسويقيا من خلال متابعة انماطهم على شبكة المعلومات سواء على شبكات التواصل او تصفحهم للانترنت واذا كانت شبكات التواصل تقوم بذلك فيقوم الاخ الاكبر الاخر جوجل بمتابعة انماط تفكيرك وحتى يتم استهداف الدول باحصائيات البحث وفهم نمط حياتهم من خلال طريقة البحث واستهداف تلك الانماط تسويقيا وبيع تلك الاحصائيات يتم يوميا بكل بساطة.
- تستطيع ان ترى فى العبث الوطنى كيف تتصارع كتائب النظام الالكترونية وكتائب الاخوان على عقلية المواطن على شبكات التواصل الاجتماعى بشكل دائم وقد قالها الرئيس بكل بساطة فى احد الاجتماعات ويتم فعلها بشكل آلى على شبكات التواصل وعلى كل وسائل الاعلام لخلق المواطن الصالح المصبوب فى مصلحته دائما.
- وحيث أن كل شخص الأن فخور أنه موصول على الشبكة وحتى الأمم المتحدة اعتبرت الحق فى الاتصال حق من حقوق الانسان ويقوم الاخ الاكبر جوجل الآن بمحاولة بث الانترنت من خلال الفضاء فى المناطق النائية او من خلال البالونات.
- وانت فخور بعرض صورك وتحركاتك وبيانتك وليس ادل من صرعة السلفى التى تجتاح العالم والتى للأسف اودت بحياة عدة اشخاص اثناء محاولتهم اخذ تلك الصور فى مناطق خطرة.
- بينما يقوم اخ اكبر اخر باخذ كل بياناتك من تليفونك المحمول وانت تضع كل بياناتك وصورك وتحركاتك بنفس راضية على محركات تلك الشركات وتفخر بأنك تمتلك هذا الجهاز بين اقرانك! بل انظر إلى موبايلاتك كم موبايل غيرت وانت لا تحتاج حتى تكون مسايرا للواقع المعاش واصبحت مطبوع بصيغة مواطن متواصل مع العصر ، وبالطبع فى ذلك التواصل ان تلهث لتلحق بذلك الجديد الذى ربما لا تحتاجه فى الاصل لكن انت تريد ان تأخذ ختم المواطن الصالح او العصرى
- الأخوة الكبار يغيرون حياتنا بشكل سريع الى الأفضل أم لا هذا ما سوف تجيب عليه الأيام لكن لا تندهش اذا وجدت نفسك خلال سنوات مثل سلفستر ستالونى فى فيلم شرطى المستقبل اما ان تكون مواطن صالح او مواطن منبوذ لانك رفضت ان تاخذ الختم.
- قد يقول البعض أن العلم والمعرفة لن تسمح بهذا لكن اقول لكم انه منذ سنوات طويلة فى الولايات المتحدة الامريكية اذيع برنامج اذاعى ككذبة فى اول ابريل عن غزو فضائى للولايات المتحدة وقد صدق المواطنون الصالحون ذلك وخرجوا إلى الشوارع يهربون بسيارتهم وهذا فى دولة المفترض أن المعرفة بها كافية لكن الاخ الاكبر فى ذلك الوقت كانت الاذاعة وسحرها اما نحن الآن فأمام سحرة اشد فتكا من سحرة فرعون العالم اصبح قرية صغيرة واصبح من السهل التأثير عليه وابتكار انماط انسانية عالمية تستطيع ان ترى ذلك فى صرعات مظاهرات الشواذ او الايام العالمية لخلع البنطلون فى المترو او هذا الهراء الذى يفعله الناس خوفا من ان لا يسايروا القطيع !
Tuesday, July 3, 2018
الاخوة الكبار
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment