skip to main |
skip to sidebar
ما تيجى نحلم (1)(يوسف محمد)
الفصل الأول
- برودة الشتاء تمنعنى دائما من النوم بعمق فها أنا استيقظ قبل اذان الفجر بعدة دقائق ، قمت من الفراش ببطء وخفة كى لا اوقظ زوجتى وذهبت للحمام للاستعداد للنزول للصلاة ، بعد انتهائى من ارتداء ملابسى غادرت المنزل وهاهو الآذان بدأ يكسر حاجز السكون ، للاستفادة من نهوضى مبكرا اليوم سوف اصلى فى مسجد يبعد عن الذى ارتاده يوميا لتغيير الروتين ، بعد الانتهاء من الصلاة وفى طريقى للعودة تذكرت محل يتميز باعداد الفطائر بالسكر والتى تعشقها زوجتى وأنا ايضا اميل اليها قليلا ، عدلت من اتجاهى لاقصد هذا الفطاطرى ، لم يكن صاحب المحل وهو فى نفس الوقت من يقوم بالعمل لم يكن يتميز فقط باتقانه لصنعته ولكن ايضا كان يتميز بوجه بشوش وابتسامة مريحة الى حد كبير وبلسان اكثر حلاوة من السكر الذى يضيفه لفطائره ، بعد ان ابتعت ما اريد وصافحت البائع ونحن نتمنى لبعضنا البعض يوم سعيد توجهت مسرعا الى المنزل فزوجتى تعتمد عليا فى ايقاظها وهاقد اقترب وقت الشروق.
- وصلت المنزل قبل الشروق بعشر دقائق فقط فاسرعت الى غرفة النوم لايقاظ زوجتى ولكنى وجدتها قد استيقظت وتصلى ، جلست على جانب معين من السرير بحيث اتمكن من رؤية وجهها من الجانب ، احب ان اتابع زوجتى وهى تقوم بكافة الاعمال فكما استمتع بنظراتنا لبعضنا البعض استمتع ايضا بمتابعتها وهى منشغلة بأشياء اخرى ، اكثر موقفين احب ان اتابع زوجتى فيهما وهى نائمة وهى تصلى ، فهى تنام كالاطفال حيث اجد فيها الصورة المتجسدة للبراءة والتى نادرا ماتبقى مع الانسان عندما يكبر بسبب صراعات الحياة والتى تقضى على جزء كبير من البراءة بداخلنا ، اما فى الصلاة فهى تقف بطريقة معينة تقطر خشوعا وتقرأ القرآن وهى تكاد ترتجف وعند رفع يديها للتكبير اشعر انها لا تتم رفعهما من شدة الامتثال والخضوع الذى ترفعهما بهما وعيناها تنظر لاسفل بتركيز يوحى لمن يراها وكأنها تنظر الى شئ ما.
- انتهت من صلاتها ولكنى لم اتحدث معها حتى تنتهى من ختام الصلاة ، بعد ان انتهت التفتت لى بابتسامتها الساحرة والتى تشرق عندها شمس يومى وهى تسمعنى صوتها لأول مرة اليوم بالعبارة التى انتظرها صباح الخير.(يوسف محمد)
No comments:
Post a Comment