- لا اعرف لما كنت ادعوها اولجا ففضلا عن اسمها الحقيقى فقد كان لها اسم دلع ايضا ولكنى كنت افضل اسم اولجا وكنت دوما اقول لها عزيزتى اولجا كانت تفرح بذلك كثيرا وتقول لى اننى حين اقول ذلك فأنها تتصور نفسها فى رواية من روايات الادب العالمى ومعربة وهى بطلتها واننا وهى نعيش فى تلك الرواية ربما جاء ذلك من علاقتنا الاكثر غرابة فقد تعرفنا عن طريق لعبة المزرعة السعيدة اشخاص تضيفهم لتكبر مزرعتك وتحصل على مزيد من الجيران وتستطيع ان تحصل على مزيد من النقاط وفى بعض الاحيان تأخذك حمى المزرعة فتكلم ذلك الجار وتطلب منه خشبا او مسمارا ليرسلها لك او يطلب منك هو ان تصلح له الزرع المحترق وتعيشوا فى تلك الحمى سويا وان ضفته على المزرعة فقد اصبح صديقا لك على الفاسبوك وانت لا تدرى وقد تصبحوا اصدقاء مثلى ومثل اولجا
- وهكذا فى يوم نشرت لى صورة وانا اشارك فى احدى الندوات وحينما رأت صورتى ارسلت لى وقالت تشبه جيدا احد الارهابيين ربما تكون ابنه بتلك الذقن الكثة ، وقد صدقت القول فشخص مثلى لا يهتم بمظهره ويترك ذقنه كسلا يتصورها البعض تدينا ويتصورك الاخرين رفيقا تقلد جيفار وانت تضيع فى تصورات الناس بين اقصى اليمين الدين المتشدد واقصى اليسار العنيف ولو سألونى لقلت لهم ببساطة اننى احوش ثمن الموس فى تلك الظروف الاقتصادية الحالكة
- ومن هنا بدأت صداقتنا تعرفنا على بعضنا البعض بل تكلمنا فى التليفون وتعرفت على سيدة ورغم فرق العمر انا فى نهاية العشرينات وهى ربة اسرة ولديها اولاد فى منتصف الخمسينات.. لم تدخر جهدا فى عرض على العديد من الزوجات واجتهدت فى ان تعرفنى على احداهن وبالفعل كانت عبجنى فكرة انها تحب لعبة الشطرنج لكن لم يحدث نصيبا وظلت صداقتنا هى الباقية
- لدرجة انه اصبح جزءا من برنامجى اليوم اعود من العمل فى ساعة معينة اتصل بها ونفتح عرضا لاحدى شركات الاتصالات الذى يمتلك كلا منا خطوطها ونظل نتحدث ساعة كانت روحها اصغر منى بسنوات كثيرة تبدو فى الرابعة عشر من عمرها وكانت تقول لى لماذا تحمل كل تلك الهموم ابتسم للحياة فى اصعب ظروفها كانت تضحك ربما مرة واحدة بكت لشعورها بالخيانة من اقرب اصدقائها وهكذا اصبح الأمر ادمانا هى لا تستمع بعمل الطعام إلا حين تكلمنى وانا لا استمتع بصوتها إلا وهى فى ذلك المطبخ اسم طقسا عيجيبا وصداقة غير طبيعية
- وقبل احد الاعياد عرضت عليها ان اقابلها لاعطيها العيدية فوافقت وقررت ان اراجع مقالة قرأتها على النت للأفكار الرومانيتيكة وقررت ان احضر لها ورقة من كل عملة ولم يدم اللقاء إلا دقائق قليلة احضرت لى هدية عبارة عن صابون معطر للاستحمام وكنت اراها اجمل نكته فعلتها حينما كانت تعطيها لى وتقول لى علشان تستحمى!
- وبعد عدة شهور من تلك الصداقة الغير عادية اصبحت استشعر ان الامر تجاوز الصداقة واننى متعلقا بها ، ربما فجأة احسست بذقنى تقول لى حرام ما تفعله! رغم انها ليست ذقن اصولية لكنى اصبحت اشعر أن الأمر ليس بصداقة بريئة على اقل تقدير من ناحيتى فهى سيدة ومتزوجة ورغم أن حوارتنا لم تتخطى الحدود المرسومة لكنى لم اكن دوما احب الادمان وحينما صارحتها بأننى استعشر ان الأمر ليس بريئا حزنت كثيرا وقالت لى انت حر ولست صغيرا لأقرر لك ، فى حماس عجيب حذفتها من على حسابى وكنت قد بدأت اتوقف عن لعب المزرعة السعيدة ..
- وافتقدتها كثيرا ومرات عديدة كنت اقول لنفسى لو اخذ رأى اولجا .. لو كانت اولجا تقول لى ..وكانت لا تتأخر رغم حذفها من حسابى عن ارسال لى التهانى فى الاعياد والمناسبات وكنت اكتفى بالرد عليها بشكل مقتضب مما جعلها تعزف حتى ان ارسال تلك التهانى لاحقا ، وبعد عام قررت ان ادخل على حسابها وارى كيف حالها …ولم يكن الحساب يمتلئ سوى بالرثاء لوفاتها … ماتت اولجا !!!
Tuesday, May 9, 2017
اولجا
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment