- لم يكن ملكا ولا حتى اميرا حتى حينما وجد فى نفسه كبرا واراد ان يكسرها او دله احدهم ان يكسر عزة نفسه بأن يغسل الموتى حتى يكسر عزةنفس ، لكنه حصل على اللقب من والدى رحمه الله حيث كانت اختى هى الاقرب إلى منزلنا وكانت هى من تأتى الاخيرة وسألها والدى لماذا تأخرتى قالت له انه كان نائما فكانت دعابة والدى رحمه الله فى حينها والملك نائم وانتى تهوى له حتى يستيقظ.
- اسوق لكم ذلك لما اصبحت ادمنه من كتابه الرثاء ربما لأنك لم تعد تجرؤ على تحدى الموت او ربما لأنى اتصرف بآليه يحسدنى عليها كثيرين فابدو كان الوفاة شئ بسيط واتصرف بكل حكمة ربما اسرتنا كلها لديها تلك المشكلة لا تستطيع ان تجزع فى اللحظة لكنها تظل تتحمل الآلم لفترة طويلة حتى اننى اصبحت احسد فى نفسى من يخرجون مشاعرهم بعفوية تتخطى الحدود والتقاليد فى بعض الاحيان .. لكنى لا استطيع ان اصنع ذلك او حتى افراد اسرتى فاننا نتصرف كأننا امام لحظة ميلاد اخرى ونتصرف بآليه عجيبة يستوى فيها ان تحمل كفنا حينما يكون الأمر امامك محتوما.
- لكنك فى لحظة تجلس وتشاهد تلك المشاهد المتسارعة امامك وتدقق فى التفاصيل وترى كيف لم تلاحظ تلك النظرات الذائغة فى عينه حينما اتى يعزينى فى خالتى او حينما كنت احدثه عن تعجيل زواج ابنه.
- او حتى حينما يأتى اليك خبرا بأنه فى المستشفى وتظن ان شئ الم به نتيجة عمله فى الكهرباء ولم تعد تقلق انك امام حالة حدثت من قبل امامى فمهما كانت فسوف يسوى الأمر ويشفى لكنى حينما دخلت قصر الغلابة الفرنساوى الذى لم يعد عريقا بالمرة فى خدماته ووجدته مسجى فى غيبوبة تامة ومن حوله يحاولن تشغيل التنفس الصناعى اليدوى لانعاشه والجسد مخشبا تماما حتى اننى لم اعرفه لقد كبر عشرات السنوات.
- وحتى حينما بدأت عمليات الانعاش وفى رمضان قررت ان ابقى بجواره واذا بالمسشفى العريق ليس به حقنة ثمنها 2 جنيه ! ولكنها حيوية جدا لتذويب الجلطات ! واخذت ابحث عنها وحينما عدت وجدتهم يريدون من يساعدهم على نقله ! فى عبث طبى غير عادى لكنى وجدته افضل حالا وتوقعت انه امر باذن الله سوف يمر لكن عشرة ايام فى ذلك العبث تسمع اغانى سميرة سعيد فى غرفة رعاية حالات حرجة فى ساعة الفطار لزوم مزاج الطقم الطبى ! وروائح الطعام تزكم غرف الرعاية تذكرت صديقى حينما ملقى من قبل فى مستشفى خاص فى غرفة رعاية وكان يشم روائح الحوواشى !
- وتعيش بين الآمال والأوهام والآلام لعشرة أيام ثم يأخذ منك ملك الموت شخص آخر بسهولة اجل مكتوب لا تستطيع ان تمنعه وتبقى صلبا خارجيا لا جزع ولا سقم لكن انهيارك الداخلى اصعب مما يوصف لا تستطيع ان تخرج منه رغم مرور الوقت ورغم انك لم تكن تظن انه من المقربين لكنك حتى لا تستطيع ان تتذكر اساءه او فعل لم يعجبك وتعتبر مجرد التفكير فيه جريمة.
- ولكن تفاصيل الحياة الصغيرة تمر امامك وربما تعمقها تكنولوجيا لم تعد تحتفظ لك فقط بصور ومشاهد ثابته تستدعيها لكنك ترى مشاهد حية اخرى تكنولوجيا تتمنى معها انك لم تكن موجودة لأنها تزيد الألم والمعاناة ولكنك فى النهاية لا تملك سوى أن تترحم عليه وعلى أموات المسلمين جميعا وأن نبقى جميعا نتحمل فى صبر.
Sunday, June 25, 2017
وفاة ملك
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment