- حينما تسرى فى دمائك التجارة دون أن تدرى لا اقول أنها اصبحت دينا فى الحياة لكنه ولد تاجرا رغم أمل والده صاحب محل الخردوات أن يتفوق فى التعليم ويبعد عن شغل الدكان لكنه لم يستطع أن يحقق نجاحا بطموح والده وكانت وفاته ايذانا له بأن يتحول بعد المدرسة الاعدادية إلى دبلوم التجارة المتوسطة ويقف مع والدته فى ذلك المحل عقب المدرسة.
- ولكنه كان رأى والده من قبل وتعلم كيف يعامل زبائنه وظل يبحث عن متطلباتهم يبحث عن مناسبات الأعياد فهى الوقت الذى تصرف فيه الأسر على الهدايا.
- بحانوته الصغير اصبح يتعاقد مع ورش فى العتبة توفر له طلبات مثل عرائس مولد بلاستيكية ، شجرة عيد ميلاد وهكذا دواليك لا يتوقف ذهنه عن ابتكار اشياء يحاول تصنيعها بسعر رخيص فى تلك الورش ويضعها أمام حانوته الصغير فى احدى حوارى شبرا.
- وطعم شبرا كجمهورية تعايش بين طوائف المصريين الدينيه كان لطيفا يتيح له أن يبيع عرائس المولد كما يبيع اشجار الكريسماس وكله يحقق المكسب.
- كان يعرف طريقه الى المسجد فى صلاة الجمعة وحينما شن الامام هجوما على من يحتفلون باعياد الكريسماس وكيف أن شجرة الكريسماس ليست لها اصل وأن اصلها هى شجرة النخل فى سورة مريم احس أن الهجوم يخصه هو ، لكنه بعد الصلاة تذكر اشجار شركات الاتصالات البلاستيكية الكبيرة التى تشبه النخل والتى توضع فى بعض الميادين والحدائق وتوجه إلى ورشة بالعتبه وطلب منهم ان يصنعوا له عدد لا بأس به من تلك النخلة الطويلة لكن بنموذج صغير يماثل شجرات الكريسماس الصغيرة الذى يبيعها.
- وقبل اسبوع من اعياد الميلاد كان محله يمتلئ بنوعى الاشجار شجرات الكريسماس المعروفة ، وما عرضه هو واسماه "نخلة الكريسماس" وعبر أمامه الامام الذى كان يخطب الجمعة ويتوعد ويهدد فاهداه احدى النخلات وقال له أن ميلاد السيد المسيح يخص المسلمين كما يخص اخواننا المسيحيين لكن لنا ان نحتفل بما يناسبنا، لمعت عين الأمام واخذ الشجرة وجزاه كل الخير واسهب له فى شرح الكثير عن اصل شجرة الكريسماس لكنه لم يفهم منه شئ او ان عقله التجارى لم يستطع ان يسمعه أو يستوعبه لكنه فوجئ بعدها أن الشاب عاد وطلب منه شراء اكثر من واحدة .
- وهكذا اصبح حانوته يبيع شجرة الكريسماس ونخلة الميلاد ،الجميل بالنسبة له أن المسلمين والمسحيين يشتروا الاثنين ليس هناك تفرقة تذكر وهو يبيع وتجارته تزدهر فى ذهنه مقوله واحدة محمد نبى عيسى نبى وموسى نبى وكل من له نبى يصلى عليه ، ورواج تجارته لا يعرف حدود وكله من رزق الله.
Sunday, December 29, 2019
"نخلة الكريسماس"
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment