Wednesday, January 8, 2020

"آلهة الحرب"

فى عقيدتى أنه لا يوجد سوى إله واحد لهذا الكون والحمد لله على نعمه لا إله إلا الله ، هذا قبل أن يرى احدهم فى هذا المقال تجديفا او الحادا او اى شئ آخر من اصطياد الكلمات التى دأب البعض عليها ، لكن هذا العنوان الهدف منه الكلام عن ما يحدث فى عالمنا اليوم فمنذ بداية ما يطلق عليه القرن الأمريكى وهدم الدول وبناءها لا يتوقف وسباقات التسلح على اشدها رغم أن الجميع كان قد تصور أن امبراطورية الشر-من وجهة النظر الذى سوقها الامريكان- الروسية قد سقطت وان بنهاية الحرب الباردة وصلنا  إلى نهاية التاريخ وأن النموذج الرأسمالى انتصر وانه لا حاجة إلى السلاح مرة اخرى سوى لبعض الدول المارقة.
لكن القرن الأمريكى بدأ بتهاوى برجى مركز التجارة العالمى والتى بدأت معه الولايات المتحدة مجموعة من الحروب اشبه ما تكون بحروب صليبية جديدة وتهدف فى الأساس إلى هدم الدول ثم اعادة بناءها.
والامريكان الذين سعوا بكل الطرق إلى اخراج الروس من أفغانستان هما من اول عادوا إلى غزوها للبحث عن رجلهم أسامة بن لادن مخلب القط الذين صنعوه والتى تم توريد اسلحة روسية له ولما اطلق عليه المجاهدين الأفغان حينها بتمويل عربى وتسليح عربى كان بعضه مصريا حيث ذهبت الاسلحة السوفيتيه من مصر إليهم والرجال ايضا!!!
ثم عرجنا على عملية الصدمة والترويع فى تدمير العراق واحتلاله التى اودت بخروج العراق من المعادلة تماما وانهيار دولته ومص ثرواته للخزانة الامريكية سواء بعملية الهدم والبناء او بعملية الدفاع المزعومة...
والرقصة  الأمريكية مع آلهة الحرب مستمرة وتبحث كل يوم عن هدف والهدف هو تلك المنطقة الملتهبة من العالم حيث براميل البترول تثار حولها من كل حدب وصوب نيران الحروب ، رغم أن الخطر الروسى لم يعد كما كان ولا توجد محاولات روسية لبسط النفوذ لكن الة الحرب الأمريكية يجب أن تدور فهى تجر عجلة اقتصاد العم سام عبر صفقات اسلحة وسباق تسلح رهيب تقوم به دول الخليج ودول المنطقة كلها فى حين أنه جارى عمليات تفكيك هذه الدول من الداخل عبر آليات الفوضى الخلاقة.
والدور الآن اقترب من أيران شرطى الخليج الأمريكى فى عهد الشاه الذى جرى تحريض العراق عليه عقب سقوط الشاه ، لكن عملية هدم دولة اخرى فى المنطقة سوف تؤدى إلى مزيد من الفشل ومزيد من التشظى الذى لا يعرف احد اين سيصل مداه!
قد يظننى البعض اتحامل على الولايات المتحدة فى قرنها الذهبى لكننى اتحامل على تلك الألة الجهنمية التى تدير العقل الأمريكى منذ سبتمبر 2011 وإلى الآن النظريات التى تنحو باللأئمة على الدول العربية وانه يجب تفكيكها واعادتها من جديد عبر فوضى خلاقة لتصبح دول ديمقراطية لكن هل ديمقراطية العراق اتت بالخير أم توقفت امريكا عن دعم انظمة انقلابية !
العالم الآن على موعد مع الخطر فى ظل سباق تسلح رهيب ليس فى منطقة الشرق الأوسط فقط وان كانت هى قلب النار الآن بدولها الفاشلة التى سوف تنثر شظايا فشلها حول أوروبا ومن الممكن فى لحظات اخرى أن تصل إلى أمريكا مرة ثانية وليس ببعيد أنه بأمكانيات بسيطة جاءت هجمات سبتمبر وربما يتحاول الظلم إلى طاقة سوداء اخرى لا يخرج منها العالم اجمع.
أن ما يفعله رجال السياسة اليوم  يجعل آلهة الحرب القديمة تتوارى خجلا ولكن على ايه حال لن يجدوا من يقدسهم فى المستقبل لأن العالم سيفنى على ايديهم.

No comments: