Tuesday, March 30, 2021

وآه يا بنا

  • مرثية جديدة ليس إلا، العمر يمضى وكل يوم توارى الثرى عكاز من عكاكيزك فى الحياة فى البداية الأب والأم ثم الخال فالخالة فالخال وآخرين، وانت هنا تتفكر ودوما يصدمك الموت رغم انك تدرك انه حقيقة ثابتة فى الحياة وربما يكون اقرب إليك من حبل الوريد، ربما تتمنى أن تكون أن هناك على المحفة فى الرحلةالأخيرة بدلا من أن تحمل كل يوم عزيز لك الى مثواه الأخيرة وتجلس انت تجتر تلك الذكريات ودوما لا تتصور أن الشخص هناك ربما هو غائب تبحث عنه فى الوجوه رغم انه محمول على الأعناق الى محطتنا الاخيرة جميعا تتداعى ذكرياتك فى البداية الطفل الصغير ذو الجلباب الابيض الذى يذهب إلى الورشة لأول مرة ويعود لا يكون هناك شئ ابيض إلا اسنانه وتصرخ مرات جدو وانا سعيد بتلك المفاتيح وارقامها وطلاسمها العادة والمشرشر حتى الالنكية الذى لا يعرفه الكثيرين !
  • تكبر قليلا لتقف فى الورشة هناك تعرف التفاصيل تربط صامولة تتشحم ملابسك تبدو فى كل مرة حريص على ذلك كأنما تحاول ان تقول أنك لك دور تحت السيارة النقل دروس جديدة ان تعرف موديلات السيارات تصعد إلى السيارة الفولفو تجلس على "الطارة" تتصور نفسك تستطيع ترويض هذا الوحش تقوم بعد العجلات الخلفية لسنوات طويلة اصبح شغفا ان تعد عجلات "الدوبل" الخلفية للسيارات النقل الطويلة ، تعرف ماكينة "الماجروس" تعرف السكانيا بارقامها تتذكر كيف اتى بتلك السيارة من سانت كاترين إلى القاهرة دون زجاج ملفوفا ببطانية.
  • يحسدنى البعض على تلك الذاكرة الحديدية التى تحتوى الكثير، لكنها ذاكرة فى تلك المواقف تبدو مؤلمة لأن محفورة بصور هؤلاء العكاكيز الذى كان وجودهم يعنى ان حولنا من نتساند عليهم، لم يتبق من تلك الذكريات سوى الفلاشات التى تنهش قلبك مشهد السجن الحربى حتى مشهد الفرح الذى اصطحبنى معه وكان فيه نجم الكوميديا العالمى مجرد كومبارس فى فرح فى الشارع ومطربة شعبية لا يعرفها الكثيرين الآن.
  • مريم الذى لم تأت وانتظرتها لكى تكون زوجتى وسعيه لتزويجى بعد وفاة والدى ووالدتى حتى ايامه الاخيرة والبحث عن عروسة مناسبة فى العائلة وخارجها.
  • هو هناك فى رحلته الاخيرة فى الحياة .. اتذكر رحلته الأولى إلى السعودية وخطاب ارسلته من اكثر من اربع صفحات فلوسكاب وتسجيل شرائط الكاسيت له وربما هو الوحيد فى الاسرة الذى ذهب إلى اذربيجان لقمة العيش الصعب فى هذا البلد تجعل الجميع يشرق ويغرب من اجل بناء اسرته همه الوحيد كلماته الاخيرة نحن فى هذه الحياة خدامين لاولادنا .. ليس لنا فى الحياة غيرهم، قلقه ان يوصل إلى الجميع إلى المحطة الذى يعتمد فيها على نفسه يصنع منهم رجالا يشق كل منهم طريقه، غيرته على أهله وحبه لهم.
  •  كرمه الذى تجاوز حاتم الطائى جعل البعض يشتكى من فرطه، الشارع الذى يأكل معه كل أكلة حتى ولو كانت طبق كشرى، الطقوس الرمضانية يتذكر البعض الايام الاخيرة لكن قدرك أن تتذكر عزومة اول رمضان الخشاف الممزوج بقمر الدين ويحتوى على كل الياميش ارى تلك الكوباية الصفراء الصغيرة المملوءة بذلك الكوكتيل العجيب.
  • كلماته الخاصة تعبيرات لن يقولها احد من بعده "الناظر" "اليمامة" "العروسة" "السكوبيس"...
  • حنانه الانسانى الذى جعل صفحات الاهل على الانترنت تفيض بالدعوات وتتذكر مواقفه وحنيته التى تجاوزت الانسان تربيته للكلاب كلبته التى قتلتها الشرطة ظنا منها انها كلبة ضالة حتى الحمام كان يحنو عليه ويأكله بيده حتى وهو عصبى كنا نحبه، ترنيمات شعرية تمنيت كثيرا أن اكتبها من وراءه لم يتبق منها إلا الآه الاخيرة لنا ودعوات المغفرة والرحمة والصبر لنا وللأهل والاحباب وتبقى الكلمة الأخيرة فى ذهنك وآه يا بنا!

 

 

No comments: