Saturday, July 8, 2023

عام على إنبعاث الأرواح

 

 

· يعود الفضل لحبي في القراءة إلى مجلة ميكي أولا ثم الغاز محمود سالم بغض النظر عن أفكاره الأحدث في التطبيع مع إسرائيل لكن المرحلة اللاحقة كانت مع كتابات انيس منصور في ادب الرحلات التي حاولت استنساخ افكارها في رحالتي سواء الأفريقية أو حتى الكندية عبر تدوينات هنا بأسم الرحلة رحلة أخري ثم ورقةاخرى في دفترك الاخضر ، لكن كتابات انيس منصور كان بها المختلف والشيق عبر ارواح واشباح وكتابات أخرى تبدو محببة في مرحلة المراهقة ويبدو أن من هنا حاول الاستاذ محمود التميمي بعث أرواح واشباح على طريقة السلة لقد حضرت له ذلك  طريق ارشيفه الصحفي الغزير حينما  كرم عروسة النيل لبنى عبد العزيز التي مازالت متألقة بيننا ونرى القاهرة في شارع غرناطة من خلال تلك الأرواح من منا من لم يحلم مع قصة الحب الأول لصلاح وسميحة عبر كلمات احسان عبد القدوس وتليفونات لبني وعبد الحليم وأسمر يا اسمراني الأغنية التي تبعد المصريين عن العنصرية بالعشق الاسمر، وبحضور رجل الموسيقى يحيى خليل تذكرت كيف أن نعيش اجواء حقيقية لعروسة النيل شرفت بتحيته اثناء العرض وعلقت قائلا كانت ليلة حقيقية لعروسة النيل لم تكن هناك فرصة لسماع عروسة النيل المنيرية التي رسمت احلام شبابنا في شريط بنتولد، في تلك الليلة ايضا عرفنا الكثير عن عروسة النيل سواء عن تأـلقها في مختلف نشاطات سواء عبر برنامج ماما نونا أو حتى عبر مقالتها في الأهرام ويكلي مع التألق الغير عادي مع رشدي أباظة "بتاع الجاز" كما نعرفه كلنا مع هاميس في رحلة بحث عن هوية مصرية مخلتفة ، بعد ذلك حضرت تلك الليلة الرمضانية عن كبار مغني التواشيح والتي كنت اظنها عن المقرئين المصريين كانت ليلة رمضانية كنت خلال رمضان مخططا أن اصلي التروايح في جامع من جوامع القاهرة التاريخية لكن في هذا اليوم قررت الصلاة في أقرب جامع وهو جامع الأوبرا لكن تأخرت قليلا لكني وفقت للحاق بصلاة التروايح بمسجد عمر مكرم وكنت سعيدا أنني حصلت على مسجد تاريخي أيضا وكانت ليلة بدأت بالمقرئات المصريات التي لم اكن أعرف عنهم من قبل بخلاف قصص مثيرة عن ارتباط المصريين بآل البيت والأضرحة من خلال قصتي ضريحي سجن الاستئناف والضريح الآخر في محكمة جنوب القاهرة ذلك المبنى الجميل الذي فقدناه عقب حادث إرهابي آثم ولم يتم إعادته إلى الآن رغم اعتزام إقامة متحف يضم المقتنيات القضائية وقد زرت هذه المحكمة وأنا في الصف الثاني الثانوي مع احد اقاربنا واعتقد أن المقام الذي فشل محمود التميمي في العثور عليه هو أسفل سلم المحكمة من الباب الجانبي الذي يوجد به ممر بين المحكمة ومبنى مديرية أمن القاهرة القديم ، في تلك الليلة تألق الدكتور محمد صادق في شرح رحلته مع الأضرحة والمقامات التي تنهار الآن تحت معاول الهدم من اجل فتح محاور مرورية ذكرني ذلك بما كتبه خيرى شلبي في روايته نسف الادمغة إبان هدم بطن البقرة في الثمانينات لبناء طريق الأتوستراد وكان الحديث عن هذا الأمر نادرا لكن وحتى والحديث الآن يملئ الآفاق فالدولة ماضية في خططها ولا تعي معنى الكنوز التي تمتلكها وتتعامل معها كما قلت من قبل في تدوينة كنز الضريح!.

·  أما مع سندريلا الشاشة العربية فقد كانت ليلة أخرى في رحلة بحث عن روح إنسانية معذبة بالفقر لكنها صنعت ابتسامات وفرحة لكثيرين روح انتهكت كثيرا عبر احاديث الزواج والقتل والعمالة للمخابرات حتى ماتت غريبة في بلد غريبة عنها رغم انها امتعت ارواح المصريين ربما ردت علينا روحنا بأغنية "بانو" التي حزنت كثيرا لأنها لم تكمل في تلك الليلة لأن الليلة لم تكن تخص روح السندريلا وحدها لكن كان يشاركها فيها مبنى ماسبيرو الذي ربما تطاله معاول التطوير بالبيع كما طالت مبنى مجمع التحرير لذلك فاتت الليلة أغاني كثيرة مثل يا واد يا ثقيل أو حتى الجو ربيع التي يحفظها المصريين وتعودوا عليها في ساعات الفرحة.

·  بالأمس في اليوم المميز 7-7 مر عام على بعث الأرواح حيث حرص الاستاذ التميمي على أن تكون الليالي في أيام مميزة حيث طوال العام يوافق أن يكون اليوم هو نفس رقم الشهر كانت ليلة الأحتفال بالعام التي تتوافق بفرق يوم واحد عن عيد ميلاد قاهرة 1054 عام واحدة من مدن العالم القديم العاصمة التي تمد جذورها عبر مدن اخرى بدءت مع أون التي غنى عبد الحليم هو ولبني في رحاب اطلالها في فيلم الوسادة الخالية ، يبدو أن الأرواح تتداعى أمامي وأنا اكتب تلك السطور وهي التي تحرك أصابعي على لوحة المفاتيح عبر ليلة ليلاء شارك فيها نجوم الارواح المضيئة سواء الدكتور صفي الرئيس السابق لبيت المعمار أو حتى بالتحية عبر الإنترنت أو بالحضور للشكر عبر الصور كانت الليلة ليلاء كما يقولون حضرت عروسة النيل مرة اخرى رغم السنون مازالت تلك العروسة تفرحنا حضر الدكتور الصادق مع حضور قوي بصوت عذب للدكتورة والكاتبة غادة العبسي السيدة متعددة المهام والتي تمثل عروسة اخرى من عرائس النيل في منظومة الأرواح حضرت بجسدها وروحها وصوتها المتألق ، وكانت كلمات جمال بخيت المنفعلة تعبر عن الحالة المصرية ، وسؤاله للمصور سعيد الشيمي الذي شارك في بعث الارواح عن رؤية عاطف الطيب مع صيحات نور الشريف في سواق الاتوبيس في تتر النهاية التي كانت صرخة لكل أولاد الكلب في هذه البلد الذي اراد أن يرسل إليهم رسالة لكن جمال بخيت اخذ يتسائل على كانت هناك دلالة لوجود مبنى جامعة الدول العربية في الخلفية أم أن ميدان الثورة هو الذي كان المقصود من صرخات نور الشريف عبر ليلة لم اشارك بها لعاطف الطيب عبر مشاركة فيلم العار الذي كتبت عنه من قبل تدوينة حق روقة وطرحت فيها رؤية اخرى عن روقة حلم كل رجل شرقي ، كما شارك في شرح قصة حسن من وجهة نظر اخرى عبر الافلام التسجيلية الخاصة بأكتوبر الذي كنت اتمني أن يكون بها فيلم جيوش الشمس لشادي عبد السلام لكن يبدو أن ضيق الوقت ضيع مننا أرواح كثيرة ، وكان عبد العاطي البطل الذي وكذلك الشهيد الذي رسم حياة مصر في افضل أيام نصرها وكيف التهم وحده ما يقرب من 23 دبابة اسرائيلية !!! يبدو أن يتفوق على "ستيف اوستن" الرجل ذو الستة ملايين دولار الذي عرفناه عن طريق ماسبيرو لكنها في حرق قلوب كل الاسرائيلين التي مازالت ملتهبة في جنين وعبر طلقات محمد صلاح تشهد أن الارواح المجاهدة لا تموت.

·  استعرض الاستاذ التميمي في عجالة انبعاث الأرواح على مدار عام ربما لو ظلت اصابعي تجري على لوحة المفاتيح لما توقفت لكن في تلك الليلة ايضا تعرفت على الشاعر نور عبد الله التي كتبت الكثير في عشق مصر وقالت ابيات في الصميم ونحن نشكرها من أعماق قلوبنا وفهمنا لمن كانت تشكر بتصرف بالطبع كما قالت أن اللبيب يفهم بالإشارة!

·  وهل كان مقصودا أم كانت إشارة اغنية سمير الاسكندراني عن انسياب النيل الفضي في ظل الملء الراعب لمصر هبة النيل كما قال هيرودوت وهبة النيل والمصريين كما قال شفيق غربال

·  روح القاهرة سوف تظل منبعثة طالما هناك هؤلاء ذلك اليوم دوما يبعث الأمل في عبر الشخصيات التي تنبعث أرواحها أو حتى عبر الأشخاص الحاضرين المهتمين بالروح إن كانت القاهرة هي عنوان محمود التميمي فقد صنع لنا حدوتة مصرية أخرى تبحث عن الأرواح الإنسانية المصرية سواء كان هؤلاء المهمشين الذين صنعوا المجد مثل عبد العاطي والشهداء الذين ضحوا للوطن أو حتى عبر عروسة النيل المتألقة لبنى عبد العزيز أو من نسجت قصتها في كتاب هبة محمد علي أو من تبرع بالتمثال لها الدكتور هاني جمال أو  حتى عبر عاطف الطيب والمطرب الذي تحول إلى كمبارس في نهاية حياته حامد أفندي ربما لأنه لم يستطع أن يكون في مهارة الست التي كانت روحها حاضرة أيضا أو حتى عبر سيداتي انساتي سادتي كما قالت سعاد حسني في عيد الإعلاميين ، روح مصر كانت هناك لم تكن روح القاهرة عنوان محمود التميمي روح الإنسان المصري الذي نسج حدوته عبر الزمن ليبقى الأنسان بروحه وبعنوانه أسم مصر يجمعنا دائما على الخير لندعو لتلك البلد بأن تجد الأرواح التي سطعت مكانتها في تلك الليلة مكانها في حب مصر وصناعة مصر المستقبل عبر جرعة الأمل التي يعطيها لنا إنبعاث الأرواح حتى وإن كان الواقع يدعو إلى اليأس ، وإنبعاث تلك الأرواح هو ذلك الدواء للسم القاتل مع بطلة الأرواح ضحى التي رأينها كلنا في فيلم حياة أو موت وبعثها لنا بعد هذا العمر الطويل الاستاذ محمود.

·  تحية لكل من ساهم في تلك الليلة ولكل من ساهم في ذلك الثراء المعرفي عبر عام كامل ولن اذكر اسماء أو جهات في النهاية لكن لكل من وضع لبنة في هذا العمل كل التقدير والاحترام والشكر على تلك المتعة المعرفية الروحية التي تبعث بنا الأمل.

No comments: