Monday, July 10, 2023

خصخصة الحروب

مع سقوط سور برلين وغياب مجتمع العدالة الإجتماعية مع سقوط القمع وليس سقوط النموذج الإشتراكي اصبح ادارة العالم كله بانظمة القطاع الخاص هو الحل.

لكن في صراع الإنسان مع الحياة كانت الحروب تدور في الازمان الغابرة على مواطئ الكلأ لكن مع تعاظم القوى أصبحت الحروب تدور بسبب مجموعة من الأهواء والمصالح السياسية، واعتقد أن دستور كتب الحرب الذي بدء مع "صن تزو" تم خيانته لأن قواعده انتهكت حيث أصبحت الحروب وراءها مصالح ، نعم كانت هناك أفكار حرب العصابات من قبل وطبقتها روسيا وانهكت بها طول خطوط الإمداد الألمانية في الحرب العالمية الثانية ، طبقت نفس التكتيكات ضد روسيا في غزوها لافغانستان من قبل المخابرات الامريكية وبدأت تكتيكات حرب العصابات التي صنعت في أمريكا اللاتينية تخاض ضد من وضعوا قواعدها في روسيا ونجحت لكنها اخرجت مارد إرهابي جديد تعلم فنون القتل على يد المخابرات الأمريكية وكيف يتم صناعة التدمير من اشياء بسيطة.

ربما لو رجعنا قليلا بالزمن كيف كان الدخول الأول لصناعة السلاح على خط النار في الولايات المتحدة عقب الشركات التي تفوز بعقود وزارة الدفاع الأمريكية ربما لو إتيح للبعض قراءة كيف تنافست تلك الشركات على افكار حروب النجوم وافكار تبدو خيالية وصناعة عدو او إنهاكه عبر وسائل تبدو من الخيال وربما انهكت القوى الروسية وضاعت فكرة العدالة تحت الارتال الحديدية التي صنعها الروس لحلم جنة كارل ماركس الأرضية ، ربما سوف تنهار ضحكا حينما تقرأ كيف كانت تلك الميزانيات الضخمة ، وكيف أنها كانت ممكن أن تنقذ البشرية لعقود طويلة من الفقر والمرض.

وربما حتى الآن يتصور كثيرين وجود مؤامرة من لوبي صناعة السلاح الأمريكي في اغتيال الرئيس الأمريكي جون كينيدى ، لأنه لم كان قلقا من تنامي تلك المجموعة المسيطرة على صناعة القرار في المجتمع الأمريكي وتبدو صيغة البحث عن عدو آخر الآن هي ما تشغل أمريكا حتى تظل الماكينة الكبرى تدور بعنف حتى ولو على ارواح البشر!

ارجو أن لا تكون تهت مني عبر تلك المتداخلات عن الحروب الصغيرة التي جرت عبر تاريخ العالم حتى لا يظن البعض أن تمرض شركة "فاجنر" الروسية حدث جديد فخصصة الحروب قديمة قدم الزمن تكوين الميلشيات صناعة عالمية ربما في العهد الحديث حتى سبقت الولايات المتحدة وصنعت الفكرة في إطار شركة خاصة عبر شركة "بلاك ووتر" التي كانت جرائمها في العراق لا تحصى وسوف تكشف الأيام عن الكثير وإن كان العراق غارقا في طائفيته لكن جرائم الحرب الأمريكية تتكشف تباعا!

ليس ما يحدث في السودان ببعيدا عن فكرة خصخصة الحروب فميليشات الدعم السريع تم تشكيلها من خلال الجيش السوداني للقيام بأعمال سيئة السمعة في معارك دارفور ، أما اليوم فالصراع على من صاحب القوى!

ندعو الله أن لا تكون إعادة الحياة إلى سلاح الدفاع الشعبي أو حتى قوى الإنتشار السريع أو حتى القوات الخاصة التابعة للمخابرات العامة بعيدا عن تلك الخصخصة ولا ندخل إلى نفس النفق المظلم في مصر ، وربما عملية خصخصة نقل الأسلحة المصرية الخاصة بالمعونة الأمريكية هي من صناعة فساد تحدث عنه الجميع عن عهد مبارك وكان بطل تلك الشركة ومن يديرها هو حسين سالم!

مناخ خصخصة الحروب هو مناخ يصنع تلك السيولة العالمية سواء في الحرب العالمية السورية حيث كل طرف يدعم مليشيا على الأرض ويتولى الجميع التنسيق من أجل الفوز بثروات شرق المتوسط ، أو حتى في النزاع الإوكراني التي بدأت اسلحته الخفيفة تظهر عبر العالم ولا يمكن التحكم فيها وسوف تصنع المزيد من السيولة عبر العالم أو حتى عبر تلك الشركات في اللعب مع ثروات افريقيا.

قصص "فاجنر" "وبلاك ووتر" تصنع المزيد من الجرائم عبر العالم وحتى لو مات احدهم غير محتسب على دولته لذلك هي مقاول قتل من الباطن ومقتول بعيدا عن العيون ، ولن يعرف احد قريبا إن كان انقلاب "فاجنر" هو عملية تكتيكية أم هو انقلاب السحر على الساحر كما هو الحال في كل الأمثلة السابقة وستبقى تلك الخصخصة حصاد للأرباح والأرواح حتى يمن الله علينابانقلاب عالمي!

No comments: