Thursday, October 10, 2024

التجربة الماليزية

 

لا اتحدث عن تجربة مهاتير محمد في ماليزيا كأحد النمور الأسيوية ولا حتى تجربة أنور إبراهيم من بعده وحتى خلافهم السياسي السابق وأتهام أنور إبراهيم وسجنه ومقاومته وعودته إلى رئاسة الوزراء في ماليزيا وبقاء مهاتير كأب روحي لماليزيا بعمر يتجاوز التاسعة والتسعون عاما.

لكني اتحدث عن تجربة شخصية خاصة ربما تكون تلك التدوينة مثل ما قدم الزعيم عادل إمام في فيلمه التجربة الدنماركية حيث يتم صياغة احداث الفيلم عن اختلاف الثقافات بين الدنمارك ومصر من خلال زيارة سيدة دنماركية لأسرة عادل إمام الوزير ومواقف الكوميديا التي تنتج عن اختلاف الثقافات.

الحكاية ببساطة تبدأ منذ سنوات طويلة من الله علي فيها بالعمل في أول مكان دخلت فيه الانترنت في مصر وبدأت عملي عام 1995 وكنت حينها أحاول من خلال انترنت ليس بشكله الحالي لكن عبارة عن نصوص نصية فقط ولم تكن حتى لغات أو حتى مصطلحات الويب أو شبكات التواصل الاجتماعي موجودة بهذا الشكل كانت موجودة بالفعل لكن بشكل نصي.

كنت حينها لدي عدد من كلمات مفتحية أبحث عنها كان من ضمنها في ذلك الحين الشطرنج كأحد أهتماماتي الشخصية ، حينها وجدت عدد من نوادي الشطرنج في العالم وحلمت بأن يكون هناك نادي شطرنج مصر ومازال هذا أحد أفكارى لتطوير اللعبة في مصر ادخال افكار منصات الكترونية لتطوير اللعبة بل شاركت ذلك مع باسم سمير بطل مصر في احد البطولات من قبل.

وحتى حينها قمت بمحاولة إنزال البرنامج ومتابعة عمله لتأسيس نادي شطرنج مصر في حينها لكن كان هذا خارج اهتمامات مؤسستي بالطبع ، علي أيه حال في هذا الوقت بدأت معرفة اللاعبين من كافة انحاء العالم وكان هذا النادي أمريكي وكان يحتوي على كثير من لاعبي الشطرنج المصريين والأجانب في هذا الوقت كنت في العشرينات من عمري وكنت ارتبط بمراهقتي بأسم الأميرة آن ، وفي احد المرات وقربا من أسم آن عرفت "Ani" وظللنا اصدقاء واكتشفت أنها مسلمة وماليزية وعلى هذا أصبح لي صديقة هناك على بعد عشرات الآلاف من الكيلومترات وكنت أتابع حينها التجربة الماليزية السياسية واستمرت علاقتنا فترة كبيرة لا بأس بها بل تبادلنا البريد العادي فضلا بالطبع عن علاقتنا الإلكترونية الممتدة وفرقت بنا السبل بعدما زادت مسئولياتي في العمل ولم أعد ابدأ يومي بدور شطرنج سريع الذي برعت فيه على هذا النادي بوقت لا يتجاوز الدقيقتان في حينها وأيضا تزوجت صديقتي الماليزية التي هي "Mahani" أو مهاني في بعض الأوقات كنت اتصور أنه نفس معني العربي لأسم تهاني لكنه ليس كذلك ، والالطف أنها تزوجت شخص كندي وقد سافرت إلى كندا بعدها أيضا كمصادفة غريبة.

وظللنا لسنوات يحتفظ كل منا بميلاد الآخر ونتبادل التهاني والمعايدات في اعياد الميلاد وأعياد الإسلام، بل وتواصلنا ايضا عبر الفاسبوك فضلا عن الإيميلات من حين لآخر.

بدأ هذا في عام 1996 أي ما قبل ثماني وعشرون عاما ، وفي هذا العام قالت لي صديقتي عبر الفاسبوك أنها ربما تزور مصر وحاولت معها إعداد برنامج مناسب لما تفكر في زيارته وهي أيضا كان لها برنامجها الخاص مع صديقتها التي أيضا كانت تواقة لتزور مصر ولديهم رؤية لزيارة بعد المعالم السياحية والأثرية بالطبع كان من ضمنها الأزهر الشريف وكذلك مقام الإمام الشافعي بوصفه المذهب المعتمد في ماليزيا.

لوقت غير قليل ترددت في اللقاء فأنا الآن لست الشخص القديم بعد كل هذا العمر لذلك فكرت في أن نلتقي في المطار أو أشارك في بعض برنامج الزيارة وأتفقنا على ذلك أخيرا رغم ترددي بل تصورت الموضوع عبء حتى على برامجي الحياتية لكن تسني لي في النهاية أن اشارك في برنامج الزيارة منذ لحظات الوصول إلى المطار حتى جولات سياحية في الهرم والإسكندرية وعشت تجربة ماليزية مع أخوات من دولة إسلامية في مكان الإقامة في الإسكندرية سواء ببدء اليوم مع صلاة الفجر والصلاة سويا والجلوس لقراءة ما تيسر من القرآن كذلك نقلت لهم عادتي في التريض حتى أنهم اندهشوا في احد الأيام اننا قطعنا ما يقرب من عشرة كيلومترات وفقا لبيانات احد تطبيقات المحمول وقضينا وقتا طيبا حاولت فيه ممارسة دوري كمرشد سياحي وإن كانت انجليزتي لم تسعفني في كثير من الأوقات ، وشاركت زيارتهم مع الأسرة وتمكنا أخيرا من أن نمارس لعبة الشطرنج وجها لوجه بل الجلوس كل يوم مساءا لمراجعة افكار الشطرنجية عن الحضانة شطرنجية للأطفال على نمط الأخوات بولجار والشطرنج التعليمي أو حتى افكار ومسائل الشطرنج بشكل عام.

من الجميل أن تجد من يشاركك اهتماماتك الخاصة ومن الجميل أيضا مشاركة الأخوة الإنسانية في هذا العالم فنحن في النهاية بشر رغم اختلاف الثقافات والأهتمامات وقد تقابلت مع عدد من الجالية الماليزية في مصر والذين يدرسون بالطبع في جامعة الأزهر خلال الزيارة.

كانت هذه هي التجربة الماليزية الشخصية بإختصار موجز وربما أكابد الآن شوقا لبرامجنا اليومية المشتركة ولفراق اصدقاء قربت بنا التواصل الشخصي فضلا عن تواصلنا السابق الذي لم نكن نحلم يوما به أن يكون حقيقيا واتمني أن يكونوا سعداء بالزيارة وعواتي لهم بكل خير وان يجمع الله بيننا مرة أخرى في الخير وعلى الخير وبالخير وإستودعهم الله كما استودعتهم في مطار القاهرة في نهاية الرحلة ودوما لكل رحلة نهاية ما.

 


عام طوفاني



هل مداد القلم يصلح مع مداد الدم الذي لا يتوقف منذ السابع من أكتوبر عام 2023 لا ادخل في جدليات عبثية حول السادس والسابع من أكتوبر فهذا مكانه نضالنا العربي العبثي الذي كتبت عنه من قبل، لكن للمقارنة البسيطة فوضع خمس فرق مشاه وعبورها كما قال احد العسكريين المصريين كعبور كوبري قصر النيل في ليله خريفية لطيفة لا يقارن بعمل بحرب العصابات، ومع ذلك لا وجود للمقارنة بل أنني مع كل طوبة تسقط الغطرسة الإسرائيلية منذ أنتفاضة 1987 حتى الآن ، أعتبر نفسي انتمي لجيل ما يسمونه جيل الغضب العربي الذي لم يجد سوى الحجارة ليرميها على الدبابات ونجح رغم تسكير العظام ورغم كل شئ.
تمتلئ المنصات الإجتماعية الآن بحسينية من نوع لماذا السابع من أكتوبر؟ وماذا جلب للقضية؟ واجابتي البسيطة أنه لا يجب عن السياسة أن تخذل السلاح كما قال محمد حسنين هيكل عن حرب 1973 وإن كنت أعارضه لأن السادات حقق ما يريد وأخذ من لأسرائيل الأرض مقابل السلام كفل لمصر حياة طيبة بالكاد نعم لكن هذا لمشاكل إدارة ليس مكانها الحديث عن العام الطوفاني.

الطوفان حصد ارواح الكثير لا أرغب في أن اكون عدادا آخر مع من يحصون كل يوم ولدي نقدي للمقاومة من خلال متابعة المتحدثين العسكريين الاسرائيليين الذي أصبحوا ضيوفا على قنواتنا الفضائية بكثرة وهذا عبث تحقق به إسرائيل معركتها الإعلامية بنجاح وتظهر كدولة تحافظ على مواطنيها أمام الهنود العرب ! بوصفها تريد أن تعيد المشاهد الأمريكية كواحة للديمقراطية ، لكن علينا أن ننقد أنفسنا من خلال ذلك فلا محرمات في نقد البلاد حتى وهي في حالة حرب ولا حتى منع لمظاهرات حتى والجيش على الحدود يقاتل معركته ولا احد فوق النقد أو المسألة نستطيع أن نقول لماذا لم تفعل المقاومة لماذا لم يتم بناء ملاجئ للناس إذا كنت تفكر أن تحارب لفترة طويلة هذه اسئلة للمقاومة وحتى للظهير السياسي الكسيح التي يتحرك بين قطر وفي الخارج بشعارات حنجورية بعيدا عن معاناة الكثيرين بينما القطاع يتحول إلى شبه حالة مخيمات لبنان دون أي دعم حقيقي والقتل أصبح رخصة دولية معطاه لإسرائيل حتى في لبنان وتجاوزها إلى اليمن ومحاولة لتحقيق الأهداف في إيران، تريد إسرائيل أن تصبح شرطي المنطقة مثل الشرطي الأمريكي العالمي وبدعم غير مسبوق في الحماية بوصفها مجرد إمارة صليبية عبرية ، ولست أدعو إلى حرب دينية أو إلى اقتتال على طريقة نتنياهو الذي هو مجرد سياسي رخيص يقتطع من التوارة وسياق اسفارها ما يحلو له للهروب من المحاكمة السياسة حتى لو خسر كل خياراته.
علي ايه حال العربدة الإسرائيلية لن تتوقف لأن جرح السابع من اكتوبر عميق ودولة في حالة حرب لمدة عام كامل لم يحدث من قبل لكن أين التحركات السياسية أين قيادة السلطة والشعب يباد، إن كنتم تعارضون حماس فلماذا تركتم الشعب رهينة في يد مقاومتها ومعادلة الشين بيت في ايرلندا أسهل ما تكون مقاومة وظهير سياسى يدعمها ويناصر حقوقها ويلتئم الصف الفلسطيني ، العيب ليس في السلطة فقط لكن في حماس أيضا ومحاولة كل طرف التكلم بأسم الشعب الذبيح المقاومة حق والسياسة طريق والحرب طريقة للسياسة كما أن السياسة طريقة للحرب لكن علينا أن نوجه اسلحتنا جميعا إلى العدو لا إلى أنفسنا اتمني أن يكون مداد القلم يوفي بمداد الدم في طوفان يشعل في الرأس حسينية كل يوم منذ عام مضى لعلها يوما تكون من النهر إلى البحر.

 


Saturday, September 28, 2024

حسينية آخرى

 

هل نقيم حسينية كبرى على اغتيال سماحة الشيخ نصر الله ، أم أننا كنا نحتاجها من قبل لشهداء غزة الذين يقتربون من الخمسين ألف وأصبح لا مكان لحياة أدمية لأكثر من مليون فلسطيني ونجحت إسرائيل في تهجير ما يزيد عن المائة الف وذلك وفقا لإحصائيات السفارة الفلسطينية في القاهرة.

هل سنبقى نتجرع الهزيمة بعد الأخرى ، هل نترك انفسنا لنفكر بعقلية المليشيا التي تنتصر أم نحاول أن تمترس بعقلية الدولة المهترئة التي تهادن العدو وتنتظر دورها في الذبح وفي كل الحالات نعيش هذه الهزائم.

هل سئم المرء تلك العلميات النوعية وسئم دمائنا الرخيصة التي تنزف في لبنان والضفة وغزة والعربدة الإسرائيلية، هل علينا الصبر كما صبر مقاتلى الفيتكونج في فيتنام!

أما الغرب الذي نريد أن ننشئ دولة على ركابه ومقاسه منذ إسماعيل وحتى الآن فهو مشغول بحقوق إنسان تحقق مصالحه للضغط على الدول المهترئة بينما لا يرى دمائنا التي تنزف في كل مكان ولا يقيم لها وزنا بل ويزود إسرائيل بالمزيد.

حزب الله الذي خرج من رحم الحرب اللبنانية واذاق إسرائيل الكثير حتى خرجت صاغرة ، ورئيسه الذي أصبح يفكر بعقلية الدولة بل أصبح يفكر بعقلية ومنطق حينما وافق على اقتسام حقول الغاز مع إسرائيل دون تدخل حيث ترك عقلية المليشيا حينما ادرك الزعيم الدمار الذي جلب إلى لبنان عام 2006.

لا ينفي ذلك للأسف أنه احد الاذرع الإيرانية في المنطقة ولكن ترى بأي ثمن بيع الرجل ، هل خروج الرجل من المعادلة محاولة لإعطاء نصرا مؤزرا لإسرائيل تغطي فيه على مرور عام على السابع من أكتوبر.

علي أيه حال سماحة الشيخ هو في جوار ربه لكن المقاومة فكرة لن تموت وهو ليس الأول الذي يقتل بنيران إسرائيلية سبقه الكثير.

لكن على إسرائيل أن تتذكر أن رهائنها ربما أصبحوا قرب مصير رون آراد.

وأن المنطقة على موعد مع مآساة كبرى لا احد يعرف أبعادها إن لم يكن الآن فغد ناظره قريب سوف تعود موجه عنف تغطي وجه المنطقة ، فما حدث من حرب تليفزيونية في العراق جلب للمنطقة داعش والنصرة ولا احد يعرف ماذا سوف تجلبه تلك المشاهد علينا.

والاستشهاديين سوف يعودون أكثر دموية وقواعد الاشتباك سقطت في الضاحية الجنوبية.

وإن كانت الرؤوس سقطت فسوف ينفلت العقد إلى مزيد من الجماعات الصغيرة التي سوف تصبح مقاومتها أصعب ، هذه التدوينة أعرض فيها  الحسينية الصغيرة  في عقلي الذي تضطرم به الاحداث منذ السابع من اكتوبر الماضي وحتى الآن.


Tuesday, September 3, 2024

ممر صلاح الدين


نحن نستخدم لغة العدو دوما أصبح حائط المبكى بدلا من حائط البراق واليوم مع وجود كل تلك الفضائيات وحالة الدعم التي تحاول بعضها تقديمها من تحليلات عسكرية ومحاولاتها أن تكون ظهيرا إعلاميا للمقاومة لكن الجميع يستخدم ما تقوله إسرائيل عن ممر صلاح الدين ونسميه محور فيلادلفي!

أسم فيلادلفي جاء من كلمة الفيلد لافي وهو أسم قائد عسكري بريطاني سمي على أسمه أصبح الإسرائيليين يقولونها كأنها محور فيلادلفيا ليكون أقرب إلى الإعلام الأمريكي بينما جميعا نستخدم نفس الأسم لا أفهم لماذا نستخدم لغة العدو، إسرائيل فعلت ذلك من قبل في معركة المزرعة الصينية حتى تبدو امام الإعلام الامريكي أنها تواجه نفس ما يواجهه الأمريكان في فيتنام حتى كتاب التقصير كان يصف حالة الهجمات المصرية وفقا للهجمات التي تقوم بها قوات الفيتكونج على الأمريكان في فيتنام، إسرائيل تريد دوما أن تبدو مثل النموذج الغربي فقط هي أمريكا الشرق الأوسط ونحن هنودها الحمر!.

المحور سكتت مصر على احتلاله رغم أنه يخص الاتفاقيات اللاحقة لكامب ديفيد عند الانسحاب احادي الجانب من غزة ، يبدو الموقف المصري حرجا ، وإصرار القاهرة الغريب على السكوت حتى الآن لإنجاح المفاوضات ليس له معنى ، لا احد يطلب بإلغاء معاهدة كامب ديفيد ولا أحد يرغب في حرب مع العدو الإسرائيلي في ظل ظروف إقتصادية حالكة.

لكن ما نرغب به حقا هو موقف واضح ومعلن يليق بحجم مصر وحريتها وحرية قواتها مقابل حرية الوجود الإسرائيلي على الجانب الآخر.

فكرة السماح باحتلال المحور كانت خاطئة ولم تجابه من البداية بأي رد فعل سوى طنطنة إعلامية.

وهاهو رئيس وزراء العدو الإسرائيلي يقول أنه لن يخرج من المحور قبل 40 عاما اخرى، على الجميع أن يعوا أن نتياهو استاذ التفاوض اللانهائي قالها شامير في عام 1993 حينما بدأت المفاوضات عقب حرب تحرير الكويت في مدريد أننا سنظل نتفاوض لعشرات السنين دون أن نعطي الفلسطينين شيئا وهو أستاذ في التفاوض على ما سبق التفاوض عليه ارجعوا سابقا إلى خارطة الطريق التي لحقت بأوسلو لا جديد العدو ينفذ سياسته على الأرض في الضفة في القطاع.

والظهير السياسي العربي لا يواجه أي دعم للمقاومة ، نعم علينا أن نعترف أن حماس لم تستشر أحد في معاركها وإنها تفكر بعقلية مليشيا لا عقلية دولة ، لكنها كانت معركة لازمة واحياء القضية الآن اخذ بعدا جديدا تحاول إسرائيل تحويله إلى قضية إرهابية بينما الظهير السياسي العربي يقف عاجزا بل في بعض الأحيان يبدو داعما لإسرائيل ، إذا كان احدهم رفع صوته قليلا وقال أن حتى مستوطنات غلاف غزة كانت جزءا من القطاع وفقا لتقسيم الأمم المتحدة عام 1947 لتحول العمل الذي تقوم به حماس إلى عملية مقاومة لأرض محتلة لكننا يبدو أن الجميع لا يقرأ ولا يعي شيئا عن القضية والجميع يتصور أنه لديه الوحيد الحل الناجح ، الاخوان في الضفة يلقون باللائمة على حماس وحماس تلقى باللائمة على الأخرين وبقية العرب يتفرجون ومصر وقطر تحاول إبداء حسن النوايا كطرف لا يجب أن يكون محايدا في قضية عربية إسلامية.

وإن كانت مصر قررت التمترس خلف حدودها فعلينا أن لا نوافق على التفاوض عما سبق الاتفاق عليه ، على القاهرة أن يكون موقفها واضحا.

إذا كنا نثمن الموقف المصري في المعبر فيجب أن يبقى الموقف المصري صامدا أيضا في قضية المحور

في النهاية ممر صلاح الدين يرحمكم الله استخدمه العبارات العربية للتعيبر عن الأشياء تهويد القدس بدء منذ أن اصبح حائط المبكى بدلا من البراق .... فقط تذكروا ممر صلاح الدين لأنه يخيف الإمارة الصليبية العبرية حيث يذكر الجميع بقاهر الحملات الصليبية.


Tuesday, May 14, 2024

الاستغراب

 

يبدو العنوان مقتبسا من كتاب إدوارد سعيد عن الإستشراق الذي يقدم نقدا لما قدمه المستشرقين ورؤيتهم للشرق بشكل عام عبر المتلازمة الكولونية، لكن يبدو أننا استكملنا المسيرة ومشينا على درب ما خطه لنا هؤلاء المستشرقين واصبحنا نؤمن به لذلك اخترعنا طريقا جديدا أحب أن اسميه الاستغراب حيث أصبحنا نسير جميعا نحو التغريبة بشكل عام هل نتبع وصفة إبن خلدون في مقدمته بوصفنا مهزومين ونقلد المنتصر؟.

دوما أذكر هذا المثال المشي على كوبري اكتوبر وكل تلك الإعلانات باللغة الإنجليزية حتى يبدو أن الدولة لا تألو جهدا في مسيرة موضة التغريب وتضع إعلانات الطرق مروريا باللغة الإنجليزية ايضا مع اللغة العربية وذلك زعما أننا دولة سياحية مع العلم أن اكثر الدول جذبا للسياح وهي فرنسا بما يتخطى الستين مليون سائح لا تقدم إلا لغتها حتى في داخل متحف اللوفر وإن شئت فعليك أن تدفع حتى تحصل على ترجمة!

ما اتكلم عنه بالاستغراب أننا أصبح لدينا الآن الجميع يلهث للحاق بالمدارس الدولية ربما لأن العلم مهم وهو سلاح الحياة الأول وحتى الآن تستطيع أن تدفع وتخرج أولادك من دراسة اللغة العربية والدراسات في المدارس الدولية عبر مجموعات دراسية خارجية فضلا عن عدد لا بأس به من المدارس متعددة الجنسيات والتي للأسف بعضها تحتاج لواسطة كبرى لدخولها وأنا اتذكر حينما كان احدهم يشرح أنه علي أن يمضى على تعهد بأن أبنه تابع للمدرسة وأنه ليس عليه سلطان وتخطى الأمر إلى ما ناقشه البرلمان لاحقا عبر نشر قيم التسامح مع المثلية الجنسية في إحدى تلك المدارس وتدخل الوزارة لاحقا وللأسف الشديد الدولة اصبحت تعتمد مناهج مختلفة للتدريس في تلك المدارس وهي ليست مناهج موحدة لتحقيق الإنسجام العام في المجتمع.

أما عن  فلسفة تطوير التعليم العالي عبر كومنولث الجامعات الاجنبية التي يغزو مصر وتقدم تعليمها بلغة بلدها فحدث ولا حرج.

للأسف الشديد أًصبح في مصر الآن ما يطلق عليه مصر وEgypt  وكأن هناك شعبان مختلفان لديهم قيم مختلفة وربما للأسف الشديد هذا استكمالا عبثية لتلك الأغنية الأكثر عبثا التى دارت عبر أحداث 30 يونيو والتي تقول احنا شعب وانتم شعب!

اخشي أننا أصبح لدينا عدد من الأمصار وليست مصر واحدة تبدو قيم المجتمع المشتركة تتأكل تدريجيا ويحاول البعض الآن أن يعيش في مناطق معزولة بل داخل تلك المناطق هناك طبقات وصفوة أخرى تعزل نفسها حتى عن نفس سكان تلك التجمعات السكانية الجديدة وتنتشر الأبواب الحديد على أبواب الأحياء الشعبية في حالة خوف عامة ليس فقط من آثر وضع اقتصادي منهار لكنها تخوفات اجتماعية تجعل الكثير يعيشون خلف أسوار يحاولون التمترس داخلها دفاعا عن ذاتيتهم مع فشل قيم المجتمع المتلاحم ، ربما الجميع على شبكات التواصل الإجتماعي يبكون الآن على الطبقة الوسطى المتأكلة أو أحلامها البسيطة في الماضي وحتى نمط الحياة المشتركة بين كل الطبقات بل اللغة المشتركة مجتمعيا في كل الإنشطة حتى رغم التفاوت الطبقي.

هل نحن في غربة أم الغربة أصبحت بداخلنا؟ أردت طرح هذا السؤال على الجميع من خلال تلك التدوينة.


Monday, April 29, 2024

يوم الكتاب العالمي

 

لأعوام طويلة اتذكر ذلك اليوم اختي التي تعمل في هيئة الكتاب تشتري لي اغلب ما احبه من كتب في تخفيضات ذلك اليوم اتذكر حينما اشتريت المجموعة الكاملة لصلاح جاهين مع كتاب الحيوان للجاحظ وكتب عصر النهضة الثلاثة لثروت عكاشة دفعت حينها 600 جنيه كان مبلغا تاريخيا بكل المقاييس حينما كان واذا قارناه بارقام التضخم الحالية سوف يكون مبلغا فلكيا ، تذكرت قريبتي التي قالت لي لن تتزوج طالما تصرف كل تلك الأموال على الكتب ، لكن ربما هذا العام قررت قضاء اليوم بشكل مختلف مع دعوة كريمة من مكتبات إنسان والمتحدة للنشر حيث قضيت يوم في رحاب الثقافة والفكر مع كوكبة من المدعوين ، لم اكن اعرف أنني علي أن اجتاز امتحان ابداعي في هذا الوقت لكي أشارك ولم احب ابدا المسابقات التي تحدد الشخص بموضوعات محددة لكن طلب منا أن نكتب قصتين قصيرتين في تحتوى الأولى على جملة نهارك سعيد يا عم سعيد والأخرى وهنا ادرك أنه فخ ، تصورتني لن استطيع أن انفذ الطلب لكنني انقذت القصتان سريعا وذهبت متفاخرا بأنني أنتهيت حتى جلست لاستمع لكل تلك الافكار التي اتت من الجميع في الحقيقة استمتعت بتلك الجولة الفكرية بين كلمات الجميع أو حتى أسلوب القاء البعض المتميز جدا لم احفظ الاسماء ولكن في النهاية كان يوما ثقافيا سعدت بالمشاركة به.

هذه هي القصص المزعومة دون مراجعة حتى نقلتها من الورقة والقلم التي استعرتهم من صديقي مجدي الحاروني.

التحية

في كل صباح يعبر تلك البوابة الحديديةلمدة عشرون عاما يبدو هذا روتينا يوميا لرجل يقدس العمل وليأخذ اجازة حتى في أيام الأعياد بل يحب الذهاب في ايام الاعياد في مؤسسة تعمل على مدار اليوم ولمدة سبعة أيام في الأسبوع من اجل استدامة عمل شبكة الانترنت.

يستوقفني عم سعيد صباحا وهو لا يعرف ماذا أعمل في هذا المكان إلقي عليه التحية السريعة كل صباح يرد على حسب الزي الذي ارتديه حينما يغادر صباحا بشعره الاشعث الأغبر يرد التحية سريعا دون اهتمام حينما اذهب إلى اجتماع وارتدي حلة رسمية يرد علي التحية افضل يا دكتور كل يوم يحصل على لقب مختلف من عم سعيد: باشا ، دكتور ، باشمهندس في اليوم الذي قرر أن اترك تراب الميري الحكوي فدمت استقالتي ولممت اوراقي وشهادات العمل توجه إلي بوابة الجامعة وودعت عم سعيد بكل ود وقلت له نهارك سعيد يا عم سعيد ودع النخل والمباني وايضا تحية عم سعيد المتغيرة على مدار عشرون عاما.

الفخ

تبدو قواعد الفيزياء هي ما تحكم حياته الجسم الكبير له جاذبية تجذب الاشخاص من حولهز

تعود على أن يكون نجم بتلك الجاذبية استخدمها في أن يكون ذلك الصياد الذي يبحث كل فترة عن فريسة إنثوية جديدة يعيش معها قصة جديدة ثم في النهاية يتركها إلى فريسة جديدة.يجذبها إليه بنجاحه الرياضي والعملي يبدو نجما يتحلق حوله الجميع.

حتى قابلها لم تنجذب إليه كالآخريات كان نجاحه عاديا بالنسبة لها لم يتكن منبهرة به أو بنجاحاته لذلك اجتهد في أن يقترب ويقترب أكثر تقرب بالهدايا لم تستجب تصور أنها صنف آخر لم يقابله من قبل فريسة مختلفة عليه أن يناور لكي يفوز بها وجد نفسه مغرف فيها في تفصايلها تحول الصياد إلى فريسة سهلة ، قابلته أخيرا لكن العازب الوحيد في الشلة الذي كان يتهمنا بأننا مغفلين في يده تلك الدبلةالتي تؤشر على ارتكابه حماقتنا حاولنا أن نشرح له أن ننقذه لكن ربما كان بعضنا سعداء أنه أخيرا وقف في الشراك ، الصياد تحول إلى فرسة دون أن يدرك أنه هنا وقع أخيرا.

سلمت عليه وهو يجلس بجوار عروسته وأنا أحمله له جملته الشهيرة مرحبا بك في نادي المغلفين على وجهه كانت تلك الابتسامة التي يفرضها الموقف لكن في راره نفسه أنه فريسة وهنا أدرك أنه فخ الجميع.

الشكر للمتحدة للنشر ومكتبات إنسان ولصديقى مجدي الذي تشاركنا في عدة ندوات ثقافية خلال الفترة السابقة.


Monday, April 8, 2024

المؤشرات الرمضانية "Ramdan KPI"


السويعات الباقية من رمضان تذكر المرء بالسنوات الكثيرة التي سكبت من العمر والأيام الرمضانية التي تطير بين اغنيتي مرحب شهر الصوم ولسه بدري يا شهر الصوم.

اعود إلى ايامي الأولى في العمل والهوس الكمبيوتري الذي كان يجعلنى ادخل المنزل اغلق التليفزيون لأننى اضع رأسى امام شاشة لمدة تسع ساعات ، واتذكر أن في ذلك الوقت حينما بدء رمضان كنت احاول تحويل الانشطة الرمضانية إلى معادلة كمبيوترية كي اعطي لنفسى درجات على الانشطة الدينية والتفضيل بين الجماعة والفرد في الصلوات ربما بعد سنوات وجدت تصوري موجودا وارسله لي احد الاصدقاء عبر برنامج الاكسيل حيث كان يحسب لصلاة الفرد نقطة بينما صلاة الجماعة 27 نقطة وهكذا على كل الأنشطة الرمضانية سواء الصدقة أو حتى زيارة الأهل أو قراءة القرآن ، وربما لاحقا صممت ثلاثين كلمات متقاطعة للشهر حتى تجمع بين تسلية الصوم والمعلومات معا وكي لا يضيع الشهر هباءا.

ترى ما هي المؤشرات الرمضانية التي يجد أن يحصيها المرء في نهاية الرحلة الإيمانية التي اخترناها بإرادتنا الحرية وفقا لما قلته من قبل في تدوينة حريةالصوم.

هل يحسب المرء كم مرة ختم المصحف؟ أم ترى هل صلى خلف إمام يقرأ بجزء كامل أم ترى كم مسجد زرته في الشهر لقد تنقلت في تصوراتي كثيرا بين تلك المؤشرات الرمضانية وظللت حائرا بين مؤشرات العمارة والعبادة حيث هل على المرء أن يسرف في العبادة ويترك العمارة أو حتى ثنائية الطقوس والشعائر التي تجعل من الشهر انتاجا وليس كسلا وكنت إذكر من حولي في العمل أن في شهر رمضان كانت غزوة بدر وفتح مكة بل معركة العاشر من رمضان السادس من اكتوبر وأعان الله المقاتلين على عدوهم في غزة في هذه الأيام.

كل عام كان لدي مجموعة أهداف رمضانية بعضها قد يتحقق وكثيرا ما اخفقت في الرحلة كما وضعتها من اهداف سنوات كنت مهوسا بقارئ اسير وراءه في كل مسجد وسنوات اخرى غيرت الفكرة وقررت أن اجرب السياحة في مساجد القاهرة ذات الألف مئذنة وفي اغلب السنوات لم اتخلى عن الزيارات الاسرية والألفة الإنسانية مع الأهل والأحباب عبر سنوات طويلة وتذكر الماضي الجميل ومحاولة بعثه عبر جلسات النوستالجيا الاسرية.

البحث عن المشاعر الرمضانية كتبتها من قبل في تدوينة الأفطار على وتر من القبلات أو حتى فكرة البحث عن اختراع تراويحي ينقل التراويح إلى القرن الإلكتروني.

البحث عن العمارة الإنسانية في رمضان ربما اشرت لها اكثر من مرة لكن كتبت عنها الكائنات المستنسخة الرمضانية.

ترى هل البحث عن المؤشرات الرمضانية بالكم أم بالكيف ، أم كما قال احد الصالحين لو قبلت منك سجدة واحدة فقد نجوت ربما يؤيد ذلك القول الإلهي "الإ من أتى الله بقلب سليم" ترى هل قلوبنا سلمت في هذا الشهر من الرياء وسلمت من كل امراضها الأخرى.

ترى ما هي إجابة سؤال المؤشرات الرمضانية الكم أم الكيف القلب السليم والسريرة النقية أم الخروج لبقية العام بروح جديدة روح رمضانية حتى يتم إعادة شحن البطاريات الإيمانية في العام التالي مع رمضان مستقبلي قادم.

أو أن يكون رمضان بداية جديدة كل عام تتاح لنا فرصة لرؤية الحياة بشكل مختلف وبمنظار جديد لها ، ترى ما هي مؤشراتكم الشخصية الرمضانية هل راجعتموها ؟ أم هي تحتاج إلى إعادة نظر في الأولويات ربما لكل منا ابجديته الرمضانية الخاصة به لعلنا ننال صراط الله المستقيم.

الساعة الرمضانية تمضى ونحن قرب ساعات الجائزة في عيد الفطر ونقرأ اللحظات الرمضانية الأخيرة بتمعن علنا ننجو ولعل الله يتقبل منا صالح العمل ويتجاوز عن التقصير ويقبلنا فيمن يعفو عنهم أنه عفو كريم يحب العفو قولوا معي آمين.