Thursday, October 31, 2024

سويس

لا تحتاج السويس إلي الـ التعريف فيكفي أن تنتطق بإسمها ليس لأنها شغلت العالم لسنوات سواء كمشروع نقل استراتيجي يوفر الكثير بدلا من رأس الرجاء الصالح ولا حتى في أتون محاولة قتل الاستعمار القديم والبدء في حقبة الاستعمار الجديد عقب العدوان الثلاثي بهذا الميناء على بداية القناة التي سطر بها المصريون الكثير سواء بالعبور أو بالصمود.

قصة السويس ليست بعيدة عما يحدث اليوم في جنوب لبنان ومن قبلها غزة فالعدو الإسرائيلي لم يغير تكتيكاته من دير ياسين حتى ضرب مدن القناة وغارات العمق في ابو زعبل وبحر البقر دوما يتساءل الغرب في بلاهة لماذا تكرهونهم وهم لا يعرفون أنهم اضهدوهم وهم يتضهدون الآن قل الأقليم بدعم غربي سافر.

السويس التي عانت من مدافع أبو جلوم كما اطلق أهل السويس على تلك المدافع التي ظلت تدك المدينة لسنوات عرب الاستنزاف عبر احدى الدشم الحصينة لخط بارليف الذي أصبح كقطع الجبن الفرنسي مليء بالثقوب كما وصفه احد القادة الإسرائيليين إبان حرب اكتوبر وجاءت عملية الغزالة كثغرة للحلم المصري بنصر كاسح على الآله العسكرية الإسرائيلية كانت المحاولة الأولى احتلال الإسماعيلية لكن مؤخرات الجيش الثاني والتي أفخر بإصابة خالي العسكري في هذه المعارك وورجال الصاعقة وعلى رأسهم إبراهيم الرفاعي منعهم من التمدد في هذا الاتجاه لذلك كانت محاولة احتلال مدينة السويس ومحاصرتها وعملية التصوير التليفزيونية قامت بها جولدا مائير وحجم الدعاية الإسرائيلية الغير عادية كالعادة كمقولة القتال في إفريقيا أو حتى تصوير عملية تهريب الجنود المحاصرين بمبنى البوليس من داخل المدينة كأنه بطولة للمظليين الإسرائيليين على صفحة وزراتهم للدفاع كل ذلك ذاب أمام صمود أهل السويس كتبت في ذلك كتب كثيرة لم تصور مصر شيئا عن كفاح المدينة ربما فقط فيلم كحكايات الغريب يصور تلك الملحمة التي لم نعطها الكثير.

القصة البعيدة منذ أكثر من خمسين عاما تتكرر عبر الزمن عبر نفس تكتيكات التجويع التي تمارسها دولة الإحتلال وبدعم من القوى الدولية ولن اتوقف عن استخدام تدوينة الإمارة الصليبية العبرية رغم ما تحمله من الكثير من الاحقاد لكنها للأسف حقيقة مرة يأتي معها أيضا مرارة الخذلان العربي والصمت المريب بل الدعم الأسوأ.

السويس باقية لتذكرنا بجهد أهلها التي يتكرر الآن في خان يونس وجباليا وكل القطاع الذي يعيش نفس ما عاشته السويس لكن بإحتلال كامل وبدعم شحيح من الأخوة ودون عتاد يكفي لمواجهة آله عسكرية مدججة بأحدث التكنولوجيا لكنه هيهات سوف يأتي بدل يحيى السنوار الف أسم آخر وسوف تبقى السويس ملحمة على طريق التحرير ملهمة للجميع قد لا اكون وفيت كلاما عن السويس وقد نكون قد الغينا عيد المقاومة الشعبية للسويس كما الغينا عيد العدوان الثلاثي ربما في محاولة لتقليل الاجازات في مصر مع وقف ايضا الاحتفال بالوحدة العربية وحتى أنا شخصيا أؤمن بأن يكون لدينا اعياد ليست مرتبطة بالعدو ربما تتابعون تدوينة نصر اكتوبر وثغرة الحلمودون أجازة سوف تبقى فقط سويس الغريب.

Friday, October 18, 2024

يحيى آخر

 

يرتبط المرء باسمه وربما قرأتم من قبل ما كتبته في تدوينة أسماني يحيي، وربما أسمك يجعلك ترتبط بالأشخاص باسماءهم فهل احب يحيي الفخراني من أجل أسمه أم ارتبطت من قبل بمقالات يحيي حقى وقنديله وحتى رسائله مع البوسطجي وظللت أبحث في كتبه القديمة حتى قابلت ابنته في احدى ندوات نقابة الصحفيين أو حتى ارتباطي بالدكتور يحيي الرخاوي على قدرته في الغوص في أعماق النفس البشرية، كان التساؤل في تدوينة أسماني يحيي عن كيف حيت هل حييت بالإيمان كما اراد الله أم قدر لي الله شيئا آخر لكن الأمر يختلف الآن عن يحيي آخر.

فربما يعترى المرء الكثير من الأسى على مقتل يحيي السنوار لكنى اعتبره يحيي آخر فقد كان من قبله يحيي عياش قتل في الخامس من يناير عام 1996 بعملية خيانة بتفجير المحمول الخاص به، كان يحيي عياش يلقب بالمهندس لأنه كان هو من يصنع المتفجرات الخاصة بالإنتحاريين سار جدلا كبيرا حول تلك العمليات الإنتحارية والبعض اطلق عليها استشهادية وحرمها الكثير وادانها البعض لكنها كانت الحل النهائي هل تلك العمليات هي من جعلت اسرائيل تتراجع عن مواقفها أبدا فمن على رأس السلطة في اسرائيل ومن يمثله من تيار كان صاحب نظرية التفاوض اللانهائي وكان فكرته عن خارطة الطريق هو عملية منقوصة لفك ارتباطات اوسلوا وها هو الآن في نفس تياره يرجعون لقضية اسرائيل من النهر إلى النهر.

هل أنا من مؤمني السلام ومعارضى الحرب البعض يتشكك في ولائتى وانتمائتى وكنت احب تيار السلام الاسرائيلي والذي لم يظهر إلا عبور اكتوبر وقرات عنه كثيرا لكن أين ذهب الآن مع مجتمع يتجه نحو التوحش لقد كتبت كثيرا عن تمجيد السلام القائم على العدل ربما إيماني بما قاله السادات داخل الكنيست وهو يرفع رأسه ويقول إذا كنتم سمحتم لانفكسم بإقامة دولة على ارض ليست مملوكة لكم كان صريحا ... وكان واضحا كانت ترفع هاماته انجازاته الاكتوبرية.

واليوم مات السنوار مرفوع الهامة ايضا يقاتل بنفسه ويشتبك نعم قد لا اتفق معه على كافة عملية 7 اكتوبر بوصفها تضمنت اعتداء على مدنيين لكن دولة تعتبر الجميع تحت السلاح هل نعتبر اهلها مدنيين، نعم مشاهد كبار السن لم يكن لها منطق حتى في حينها وفكرة حتى التهديد بقتل الأسرى لم يكن بذات عقل بل وما قامت به حماس تجاه الاخوة الفلسطينيين من حركة فتح حينما تحول القضية لديهم إلى مجرد صراع حركات على السلطة حتى اتهامات حماس بالعمل ضد مصر وبعض التصريحات البغيضة وكذلك ايضا اقتحام الحدود المصرية لم احب تصريح وزير خارجيتنا حينها بقطع الرجل التي تتقدم لكن لم احتف بما تقوم به حماس من اقتحام الحدود ايضا لكن الرجل أدمي إسرائيل وأنا مازلت احمل ذلك الكره بداخلي منذ صورتي على الدبابة في ديسمبر 1974 في معرض الغنائم وحتى صوت الطائرة الـ F4  التي كانت تحلق فوقي وانا اركب الدبابة تي 54 الروسيةالصنع في عرض 1981 أنا مازلت ذلك الذي يحمل الكثير ضد اسرائيل كانت هي الكلمة المفتاحية الثانية التي بدأت بها ابحاثي على شبكة الانترنت وأعرف الكثير بل قرأت كتبا إسرائيلية أيضا وبحثت عن كتب اخرى ولم اتمكن من الحصول عليها قابلت من عملوا في إسرائيل ولم اكن عدائيا بل إيماني الحقيقي أن هناك معركة في الحرب ومعركة في السلام وكان النموذج المصري مع نجاحه واخفاقة هو النموذج المثالي وكنت أرى فكرة الأرض مقابل السلام أو حتى طرح قضية ان تكون أرض واحدة للجميع والتي عرضها في تدونية من النهر إلى البحر يأخذ الجميع بها حقوقهم لكن يبدو كما شرحت من قبل في تدوينة الإمارة الصليبية العبرية المدججة بالسلاح والتي تحميها أيضا أساطيل الدول الكبرى هي من تفرض علينا أن نبقى في معركة الحرب دوما ترى كم كان التعايش السلمي بين الديانات قبل نشأة إسرائيل هل كان هناك قضايا للأقليات في العالم العربي هل تعرفون أن الأكثرية التي هاجرت من الشام إلى مصر في مطلع القرن العشرين كانت تحط في مصر لأنها ارض التسامح ومازالت رغم بعض المشاكل الطائفية التي اعتقد كان ظهورها مقترنا بظهور إسرائيل في المنطقة سواء بلعبة من الدول الكبرى أو بتقاعس عربي إسلامي

ترى هل أنا أمام حسينية أخرى في عقلى اكتب عن يحيي السنوار ويحيي عياش ثم أغوص في القضية ولا أعود منها وتبدو كلماتي مشتتة هل هو الحزن على رجل حتى لو خاصمته في بعض افكاره حتى لو عرفت أنه ظل يفكر بعقلية مليشيا ولا يفكر بعقلية دولة أو حتى حاد عن المقاومة لوقت ووقع في شرك الخلاف الفلسطينيى الفلسطيني ببساطة شديدة القضية تحتاج إلى حشد الجهود سواء الداخل الفلسطيني أو حتى الخارج العربي وحشد الإمكانات والطاقات لأننا كلنا سوف نأكل كما أكلت غزة أمام آلة عسكرية مدججة بالسلاح ولا تعبئ بشيء وبتفسيرات دينية جاهزة لمحو الآخر ولا يكترث الغرب بشكل عام بالهنود العرب كهنود إمريكا الحر أو حتى كتعامل كولوني من عهد الاستعمار مع مواطنين يجب أن يستعمروا.

سوف نحيا جميعا إذا دعمنا المقاومة وسيبقى يحيي عياش ويحيي السنوار وأسماء أخرى ليست حكرا على يحيي تدافع عن الحق ... ستظل كتابات غسان كنفاني هي النبراس ورسوم ناجي العلي هي الصرخة ويهود يهود إلياس خوري تفضح تعاملنا العربي وستظل الكوفية الفلسطينية رمزا للحياة وليحيا النضال الإنساني من قبل من أجل الحق والعدل والمساواة ولو أن كل الدم كله حرام لكن هم من جعلونا لا نملك إلا خيار المقاومة بعدما اطلقوا النار على أيدي كثيرة أمتدت بالسلام سلاما لأرواح شهداء كثيرين وأيدي متضرعة مرفوعة إلى السماء كي نجعلنا نحيا موات الأمة وغثيانها في تلك الإيام وأن تكن تلك الأيام كبوة نخرج منها مرفوعي الهامات رغم كل الدماء التي تنزف بغزارة ولا نستطيع الدفاع عنها سوى بالدعاء والابتهال والاستعداد لأن نكون على درب الذين وهبوا لنا حياة نحياها بتضحياتهم بعد مرور عام طوفاني على الأمة.

Thursday, October 10, 2024

التجربة الماليزية

 

لا اتحدث عن تجربة مهاتير محمد في ماليزيا كأحد النمور الأسيوية ولا حتى تجربة أنور إبراهيم من بعده وحتى خلافهم السياسي السابق وأتهام أنور إبراهيم وسجنه ومقاومته وعودته إلى رئاسة الوزراء في ماليزيا وبقاء مهاتير كأب روحي لماليزيا بعمر يتجاوز التاسعة والتسعون عاما.

لكني اتحدث عن تجربة شخصية خاصة ربما تكون تلك التدوينة مثل ما قدم الزعيم عادل إمام في فيلمه التجربة الدنماركية حيث يتم صياغة احداث الفيلم عن اختلاف الثقافات بين الدنمارك ومصر من خلال زيارة سيدة دنماركية لأسرة عادل إمام الوزير ومواقف الكوميديا التي تنتج عن اختلاف الثقافات.

الحكاية ببساطة تبدأ منذ سنوات طويلة من الله علي فيها بالعمل في أول مكان دخلت فيه الانترنت في مصر وبدأت عملي عام 1995 وكنت حينها أحاول من خلال انترنت ليس بشكله الحالي لكن عبارة عن نصوص نصية فقط ولم تكن حتى لغات أو حتى مصطلحات الويب أو شبكات التواصل الاجتماعي موجودة بهذا الشكل كانت موجودة بالفعل لكن بشكل نصي.

كنت حينها لدي عدد من كلمات مفتحية أبحث عنها كان من ضمنها في ذلك الحين الشطرنج كأحد أهتماماتي الشخصية ، حينها وجدت عدد من نوادي الشطرنج في العالم وحلمت بأن يكون هناك نادي شطرنج مصر ومازال هذا أحد أفكارى لتطوير اللعبة في مصر ادخال افكار منصات الكترونية لتطوير اللعبة بل شاركت ذلك مع باسم سمير بطل مصر في احد البطولات من قبل.

وحتى حينها قمت بمحاولة إنزال البرنامج ومتابعة عمله لتأسيس نادي شطرنج مصر في حينها لكن كان هذا خارج اهتمامات مؤسستي بالطبع ، علي أيه حال في هذا الوقت بدأت معرفة اللاعبين من كافة انحاء العالم وكان هذا النادي أمريكي وكان يحتوي على كثير من لاعبي الشطرنج المصريين والأجانب في هذا الوقت كنت في العشرينات من عمري وكنت ارتبط بمراهقتي بأسم الأميرة آن ، وفي احد المرات وقربا من أسم آن عرفت "Ani" وظللنا اصدقاء واكتشفت أنها مسلمة وماليزية وعلى هذا أصبح لي صديقة هناك على بعد عشرات الآلاف من الكيلومترات وكنت أتابع حينها التجربة الماليزية السياسية واستمرت علاقتنا فترة كبيرة لا بأس بها بل تبادلنا البريد العادي فضلا بالطبع عن علاقتنا الإلكترونية الممتدة وفرقت بنا السبل بعدما زادت مسئولياتي في العمل ولم أعد ابدأ يومي بدور شطرنج سريع الذي برعت فيه على هذا النادي بوقت لا يتجاوز الدقيقتان في حينها وأيضا تزوجت صديقتي الماليزية التي هي "Mahani" أو مهاني في بعض الأوقات كنت اتصور أنه نفس معني العربي لأسم تهاني لكنه ليس كذلك ، والالطف أنها تزوجت شخص كندي وقد سافرت إلى كندا بعدها أيضا كمصادفة غريبة.

وظللنا لسنوات يحتفظ كل منا بميلاد الآخر ونتبادل التهاني والمعايدات في اعياد الميلاد وأعياد الإسلام، بل وتواصلنا ايضا عبر الفاسبوك فضلا عن الإيميلات من حين لآخر.

بدأ هذا في عام 1996 أي ما قبل ثماني وعشرون عاما ، وفي هذا العام قالت لي صديقتي عبر الفاسبوك أنها ربما تزور مصر وحاولت معها إعداد برنامج مناسب لما تفكر في زيارته وهي أيضا كان لها برنامجها الخاص مع صديقتها التي أيضا كانت تواقة لتزور مصر ولديهم رؤية لزيارة بعد المعالم السياحية والأثرية بالطبع كان من ضمنها الأزهر الشريف وكذلك مقام الإمام الشافعي بوصفه المذهب المعتمد في ماليزيا.

لوقت غير قليل ترددت في اللقاء فأنا الآن لست الشخص القديم بعد كل هذا العمر لذلك فكرت في أن نلتقي في المطار أو أشارك في بعض برنامج الزيارة وأتفقنا على ذلك أخيرا رغم ترددي بل تصورت الموضوع عبء حتى على برامجي الحياتية لكن تسني لي في النهاية أن اشارك في برنامج الزيارة منذ لحظات الوصول إلى المطار حتى جولات سياحية في الهرم والإسكندرية وعشت تجربة ماليزية مع أخوات من دولة إسلامية في مكان الإقامة في الإسكندرية سواء ببدء اليوم مع صلاة الفجر والصلاة سويا والجلوس لقراءة ما تيسر من القرآن كذلك نقلت لهم عادتي في التريض حتى أنهم اندهشوا في احد الأيام اننا قطعنا ما يقرب من عشرة كيلومترات وفقا لبيانات احد تطبيقات المحمول وقضينا وقتا طيبا حاولت فيه ممارسة دوري كمرشد سياحي وإن كانت انجليزتي لم تسعفني في كثير من الأوقات ، وشاركت زيارتهم مع الأسرة وتمكنا أخيرا من أن نمارس لعبة الشطرنج وجها لوجه بل الجلوس كل يوم مساءا لمراجعة افكار الشطرنجية عن الحضانة شطرنجية للأطفال على نمط الأخوات بولجار والشطرنج التعليمي أو حتى افكار ومسائل الشطرنج بشكل عام.

من الجميل أن تجد من يشاركك اهتماماتك الخاصة ومن الجميل أيضا مشاركة الأخوة الإنسانية في هذا العالم فنحن في النهاية بشر رغم اختلاف الثقافات والأهتمامات وقد تقابلت مع عدد من الجالية الماليزية في مصر والذين يدرسون بالطبع في جامعة الأزهر خلال الزيارة.

كانت هذه هي التجربة الماليزية الشخصية بإختصار موجز وربما أكابد الآن شوقا لبرامجنا اليومية المشتركة ولفراق اصدقاء قربت بنا التواصل الشخصي فضلا عن تواصلنا السابق الذي لم نكن نحلم يوما به أن يكون حقيقيا واتمني أن يكونوا سعداء بالزيارة وعواتي لهم بكل خير وان يجمع الله بيننا مرة أخرى في الخير وعلى الخير وبالخير وإستودعهم الله كما استودعتهم في مطار القاهرة في نهاية الرحلة ودوما لكل رحلة نهاية ما.

 


عام طوفاني



هل مداد القلم يصلح مع مداد الدم الذي لا يتوقف منذ السابع من أكتوبر عام 2023 لا ادخل في جدليات عبثية حول السادس والسابع من أكتوبر فهذا مكانه نضالنا العربي العبثي الذي كتبت عنه من قبل، لكن للمقارنة البسيطة فوضع خمس فرق مشاه وعبورها كما قال احد العسكريين المصريين كعبور كوبري قصر النيل في ليله خريفية لطيفة لا يقارن بعمل بحرب العصابات، ومع ذلك لا وجود للمقارنة بل أنني مع كل طوبة تسقط الغطرسة الإسرائيلية منذ أنتفاضة 1987 حتى الآن ، أعتبر نفسي انتمي لجيل ما يسمونه جيل الغضب العربي الذي لم يجد سوى الحجارة ليرميها على الدبابات ونجح رغم تسكير العظام ورغم كل شئ.
تمتلئ المنصات الإجتماعية الآن بحسينية من نوع لماذا السابع من أكتوبر؟ وماذا جلب للقضية؟ واجابتي البسيطة أنه لا يجب عن السياسة أن تخذل السلاح كما قال محمد حسنين هيكل عن حرب 1973 وإن كنت أعارضه لأن السادات حقق ما يريد وأخذ من لأسرائيل الأرض مقابل السلام كفل لمصر حياة طيبة بالكاد نعم لكن هذا لمشاكل إدارة ليس مكانها الحديث عن العام الطوفاني.

الطوفان حصد ارواح الكثير لا أرغب في أن اكون عدادا آخر مع من يحصون كل يوم ولدي نقدي للمقاومة من خلال متابعة المتحدثين العسكريين الاسرائيليين الذي أصبحوا ضيوفا على قنواتنا الفضائية بكثرة وهذا عبث تحقق به إسرائيل معركتها الإعلامية بنجاح وتظهر كدولة تحافظ على مواطنيها أمام الهنود العرب ! بوصفها تريد أن تعيد المشاهد الأمريكية كواحة للديمقراطية ، لكن علينا أن ننقد أنفسنا من خلال ذلك فلا محرمات في نقد البلاد حتى وهي في حالة حرب ولا حتى منع لمظاهرات حتى والجيش على الحدود يقاتل معركته ولا احد فوق النقد أو المسألة نستطيع أن نقول لماذا لم تفعل المقاومة لماذا لم يتم بناء ملاجئ للناس إذا كنت تفكر أن تحارب لفترة طويلة هذه اسئلة للمقاومة وحتى للظهير السياسي الكسيح التي يتحرك بين قطر وفي الخارج بشعارات حنجورية بعيدا عن معاناة الكثيرين بينما القطاع يتحول إلى شبه حالة مخيمات لبنان دون أي دعم حقيقي والقتل أصبح رخصة دولية معطاه لإسرائيل حتى في لبنان وتجاوزها إلى اليمن ومحاولة لتحقيق الأهداف في إيران، تريد إسرائيل أن تصبح شرطي المنطقة مثل الشرطي الأمريكي العالمي وبدعم غير مسبوق في الحماية بوصفها مجرد إمارة صليبية عبرية ، ولست أدعو إلى حرب دينية أو إلى اقتتال على طريقة نتنياهو الذي هو مجرد سياسي رخيص يقتطع من التوارة وسياق اسفارها ما يحلو له للهروب من المحاكمة السياسة حتى لو خسر كل خياراته.
علي ايه حال العربدة الإسرائيلية لن تتوقف لأن جرح السابع من اكتوبر عميق ودولة في حالة حرب لمدة عام كامل لم يحدث من قبل لكن أين التحركات السياسية أين قيادة السلطة والشعب يباد، إن كنتم تعارضون حماس فلماذا تركتم الشعب رهينة في يد مقاومتها ومعادلة الشين بيت في ايرلندا أسهل ما تكون مقاومة وظهير سياسى يدعمها ويناصر حقوقها ويلتئم الصف الفلسطيني ، العيب ليس في السلطة فقط لكن في حماس أيضا ومحاولة كل طرف التكلم بأسم الشعب الذبيح المقاومة حق والسياسة طريق والحرب طريقة للسياسة كما أن السياسة طريقة للحرب لكن علينا أن نوجه اسلحتنا جميعا إلى العدو لا إلى أنفسنا اتمني أن يكون مداد القلم يوفي بمداد الدم في طوفان يشعل في الرأس حسينية كل يوم منذ عام مضى لعلها يوما تكون من النهر إلى البحر.

 


Saturday, September 28, 2024

حسينية آخرى

 

هل نقيم حسينية كبرى على اغتيال سماحة الشيخ نصر الله ، أم أننا كنا نحتاجها من قبل لشهداء غزة الذين يقتربون من الخمسين ألف وأصبح لا مكان لحياة أدمية لأكثر من مليون فلسطيني ونجحت إسرائيل في تهجير ما يزيد عن المائة الف وذلك وفقا لإحصائيات السفارة الفلسطينية في القاهرة.

هل سنبقى نتجرع الهزيمة بعد الأخرى ، هل نترك انفسنا لنفكر بعقلية المليشيا التي تنتصر أم نحاول أن تمترس بعقلية الدولة المهترئة التي تهادن العدو وتنتظر دورها في الذبح وفي كل الحالات نعيش هذه الهزائم.

هل سئم المرء تلك العلميات النوعية وسئم دمائنا الرخيصة التي تنزف في لبنان والضفة وغزة والعربدة الإسرائيلية، هل علينا الصبر كما صبر مقاتلى الفيتكونج في فيتنام!

أما الغرب الذي نريد أن ننشئ دولة على ركابه ومقاسه منذ إسماعيل وحتى الآن فهو مشغول بحقوق إنسان تحقق مصالحه للضغط على الدول المهترئة بينما لا يرى دمائنا التي تنزف في كل مكان ولا يقيم لها وزنا بل ويزود إسرائيل بالمزيد.

حزب الله الذي خرج من رحم الحرب اللبنانية واذاق إسرائيل الكثير حتى خرجت صاغرة ، ورئيسه الذي أصبح يفكر بعقلية الدولة بل أصبح يفكر بعقلية ومنطق حينما وافق على اقتسام حقول الغاز مع إسرائيل دون تدخل حيث ترك عقلية المليشيا حينما ادرك الزعيم الدمار الذي جلب إلى لبنان عام 2006.

لا ينفي ذلك للأسف أنه احد الاذرع الإيرانية في المنطقة ولكن ترى بأي ثمن بيع الرجل ، هل خروج الرجل من المعادلة محاولة لإعطاء نصرا مؤزرا لإسرائيل تغطي فيه على مرور عام على السابع من أكتوبر.

علي أيه حال سماحة الشيخ هو في جوار ربه لكن المقاومة فكرة لن تموت وهو ليس الأول الذي يقتل بنيران إسرائيلية سبقه الكثير.

لكن على إسرائيل أن تتذكر أن رهائنها ربما أصبحوا قرب مصير رون آراد.

وأن المنطقة على موعد مع مآساة كبرى لا احد يعرف أبعادها إن لم يكن الآن فغد ناظره قريب سوف تعود موجه عنف تغطي وجه المنطقة ، فما حدث من حرب تليفزيونية في العراق جلب للمنطقة داعش والنصرة ولا احد يعرف ماذا سوف تجلبه تلك المشاهد علينا.

والاستشهاديين سوف يعودون أكثر دموية وقواعد الاشتباك سقطت في الضاحية الجنوبية.

وإن كانت الرؤوس سقطت فسوف ينفلت العقد إلى مزيد من الجماعات الصغيرة التي سوف تصبح مقاومتها أصعب ، هذه التدوينة أعرض فيها  الحسينية الصغيرة  في عقلي الذي تضطرم به الاحداث منذ السابع من اكتوبر الماضي وحتى الآن.


Tuesday, September 3, 2024

ممر صلاح الدين


نحن نستخدم لغة العدو دوما أصبح حائط المبكى بدلا من حائط البراق واليوم مع وجود كل تلك الفضائيات وحالة الدعم التي تحاول بعضها تقديمها من تحليلات عسكرية ومحاولاتها أن تكون ظهيرا إعلاميا للمقاومة لكن الجميع يستخدم ما تقوله إسرائيل عن ممر صلاح الدين ونسميه محور فيلادلفي!

أسم فيلادلفي جاء من كلمة الفيلد لافي وهو أسم قائد عسكري بريطاني سمي على أسمه أصبح الإسرائيليين يقولونها كأنها محور فيلادلفيا ليكون أقرب إلى الإعلام الأمريكي بينما جميعا نستخدم نفس الأسم لا أفهم لماذا نستخدم لغة العدو، إسرائيل فعلت ذلك من قبل في معركة المزرعة الصينية حتى تبدو امام الإعلام الامريكي أنها تواجه نفس ما يواجهه الأمريكان في فيتنام حتى كتاب التقصير كان يصف حالة الهجمات المصرية وفقا للهجمات التي تقوم بها قوات الفيتكونج على الأمريكان في فيتنام، إسرائيل تريد دوما أن تبدو مثل النموذج الغربي فقط هي أمريكا الشرق الأوسط ونحن هنودها الحمر!.

المحور سكتت مصر على احتلاله رغم أنه يخص الاتفاقيات اللاحقة لكامب ديفيد عند الانسحاب احادي الجانب من غزة ، يبدو الموقف المصري حرجا ، وإصرار القاهرة الغريب على السكوت حتى الآن لإنجاح المفاوضات ليس له معنى ، لا احد يطلب بإلغاء معاهدة كامب ديفيد ولا أحد يرغب في حرب مع العدو الإسرائيلي في ظل ظروف إقتصادية حالكة.

لكن ما نرغب به حقا هو موقف واضح ومعلن يليق بحجم مصر وحريتها وحرية قواتها مقابل حرية الوجود الإسرائيلي على الجانب الآخر.

فكرة السماح باحتلال المحور كانت خاطئة ولم تجابه من البداية بأي رد فعل سوى طنطنة إعلامية.

وهاهو رئيس وزراء العدو الإسرائيلي يقول أنه لن يخرج من المحور قبل 40 عاما اخرى، على الجميع أن يعوا أن نتياهو استاذ التفاوض اللانهائي قالها شامير في عام 1993 حينما بدأت المفاوضات عقب حرب تحرير الكويت في مدريد أننا سنظل نتفاوض لعشرات السنين دون أن نعطي الفلسطينين شيئا وهو أستاذ في التفاوض على ما سبق التفاوض عليه ارجعوا سابقا إلى خارطة الطريق التي لحقت بأوسلو لا جديد العدو ينفذ سياسته على الأرض في الضفة في القطاع.

والظهير السياسي العربي لا يواجه أي دعم للمقاومة ، نعم علينا أن نعترف أن حماس لم تستشر أحد في معاركها وإنها تفكر بعقلية مليشيا لا عقلية دولة ، لكنها كانت معركة لازمة واحياء القضية الآن اخذ بعدا جديدا تحاول إسرائيل تحويله إلى قضية إرهابية بينما الظهير السياسي العربي يقف عاجزا بل في بعض الأحيان يبدو داعما لإسرائيل ، إذا كان احدهم رفع صوته قليلا وقال أن حتى مستوطنات غلاف غزة كانت جزءا من القطاع وفقا لتقسيم الأمم المتحدة عام 1947 لتحول العمل الذي تقوم به حماس إلى عملية مقاومة لأرض محتلة لكننا يبدو أن الجميع لا يقرأ ولا يعي شيئا عن القضية والجميع يتصور أنه لديه الوحيد الحل الناجح ، الاخوان في الضفة يلقون باللائمة على حماس وحماس تلقى باللائمة على الأخرين وبقية العرب يتفرجون ومصر وقطر تحاول إبداء حسن النوايا كطرف لا يجب أن يكون محايدا في قضية عربية إسلامية.

وإن كانت مصر قررت التمترس خلف حدودها فعلينا أن لا نوافق على التفاوض عما سبق الاتفاق عليه ، على القاهرة أن يكون موقفها واضحا.

إذا كنا نثمن الموقف المصري في المعبر فيجب أن يبقى الموقف المصري صامدا أيضا في قضية المحور

في النهاية ممر صلاح الدين يرحمكم الله استخدمه العبارات العربية للتعيبر عن الأشياء تهويد القدس بدء منذ أن اصبح حائط المبكى بدلا من البراق .... فقط تذكروا ممر صلاح الدين لأنه يخيف الإمارة الصليبية العبرية حيث يذكر الجميع بقاهر الحملات الصليبية.


Tuesday, May 14, 2024

الاستغراب

 

يبدو العنوان مقتبسا من كتاب إدوارد سعيد عن الإستشراق الذي يقدم نقدا لما قدمه المستشرقين ورؤيتهم للشرق بشكل عام عبر المتلازمة الكولونية، لكن يبدو أننا استكملنا المسيرة ومشينا على درب ما خطه لنا هؤلاء المستشرقين واصبحنا نؤمن به لذلك اخترعنا طريقا جديدا أحب أن اسميه الاستغراب حيث أصبحنا نسير جميعا نحو التغريبة بشكل عام هل نتبع وصفة إبن خلدون في مقدمته بوصفنا مهزومين ونقلد المنتصر؟.

دوما أذكر هذا المثال المشي على كوبري اكتوبر وكل تلك الإعلانات باللغة الإنجليزية حتى يبدو أن الدولة لا تألو جهدا في مسيرة موضة التغريب وتضع إعلانات الطرق مروريا باللغة الإنجليزية ايضا مع اللغة العربية وذلك زعما أننا دولة سياحية مع العلم أن اكثر الدول جذبا للسياح وهي فرنسا بما يتخطى الستين مليون سائح لا تقدم إلا لغتها حتى في داخل متحف اللوفر وإن شئت فعليك أن تدفع حتى تحصل على ترجمة!

ما اتكلم عنه بالاستغراب أننا أصبح لدينا الآن الجميع يلهث للحاق بالمدارس الدولية ربما لأن العلم مهم وهو سلاح الحياة الأول وحتى الآن تستطيع أن تدفع وتخرج أولادك من دراسة اللغة العربية والدراسات في المدارس الدولية عبر مجموعات دراسية خارجية فضلا عن عدد لا بأس به من المدارس متعددة الجنسيات والتي للأسف بعضها تحتاج لواسطة كبرى لدخولها وأنا اتذكر حينما كان احدهم يشرح أنه علي أن يمضى على تعهد بأن أبنه تابع للمدرسة وأنه ليس عليه سلطان وتخطى الأمر إلى ما ناقشه البرلمان لاحقا عبر نشر قيم التسامح مع المثلية الجنسية في إحدى تلك المدارس وتدخل الوزارة لاحقا وللأسف الشديد الدولة اصبحت تعتمد مناهج مختلفة للتدريس في تلك المدارس وهي ليست مناهج موحدة لتحقيق الإنسجام العام في المجتمع.

أما عن  فلسفة تطوير التعليم العالي عبر كومنولث الجامعات الاجنبية التي يغزو مصر وتقدم تعليمها بلغة بلدها فحدث ولا حرج.

للأسف الشديد أًصبح في مصر الآن ما يطلق عليه مصر وEgypt  وكأن هناك شعبان مختلفان لديهم قيم مختلفة وربما للأسف الشديد هذا استكمالا عبثية لتلك الأغنية الأكثر عبثا التى دارت عبر أحداث 30 يونيو والتي تقول احنا شعب وانتم شعب!

اخشي أننا أصبح لدينا عدد من الأمصار وليست مصر واحدة تبدو قيم المجتمع المشتركة تتأكل تدريجيا ويحاول البعض الآن أن يعيش في مناطق معزولة بل داخل تلك المناطق هناك طبقات وصفوة أخرى تعزل نفسها حتى عن نفس سكان تلك التجمعات السكانية الجديدة وتنتشر الأبواب الحديد على أبواب الأحياء الشعبية في حالة خوف عامة ليس فقط من آثر وضع اقتصادي منهار لكنها تخوفات اجتماعية تجعل الكثير يعيشون خلف أسوار يحاولون التمترس داخلها دفاعا عن ذاتيتهم مع فشل قيم المجتمع المتلاحم ، ربما الجميع على شبكات التواصل الإجتماعي يبكون الآن على الطبقة الوسطى المتأكلة أو أحلامها البسيطة في الماضي وحتى نمط الحياة المشتركة بين كل الطبقات بل اللغة المشتركة مجتمعيا في كل الإنشطة حتى رغم التفاوت الطبقي.

هل نحن في غربة أم الغربة أصبحت بداخلنا؟ أردت طرح هذا السؤال على الجميع من خلال تلك التدوينة.