- الصوم يبدو كصلة بين العبد وربه عبادة يوحد فيها العبد ربه ، ليس هناك سلطان لأحد على العبد فى صيام جوارحه الا علاقته بالله فهو ينذر أن لا يأكل ولا يشرب ويعتزل النساء وكل ما حلل له طوال فترة الصيام ولا يوجد رقيب عليه إلا سوى نفسه ، فى اى عبادة اخرى مثل الصلاة مثلا فهناك من يراك وانت تصلى لكن الصلة بينك وبين الله هى التى تراقب الصيام ولا احد غيرها.
- والصوم كعبادة يشكل حرية انسانية ، قد تقول لى كيف يمثل حرية انسانية وأنا لدى قيود فى يوم الصوم ، العكس هو الصحيح ان تختار الصوم عن كل الحلال طوال الشهر الكريم بارادتك الحرة التى لا يوجد سلطان عليها إلا نفسك فأنت حر ، لا يجبرك سلطان ولا جاه ولا حتى رياء انما عبوديتك لله هى من تقدم الصوم كقربة لله وحده ولا احد سواه.
- الصيام ايضا يحررك من رغبات نفسك سواء شهوة بطن او شهوة فرج فضلا عن ما اخترعناه من شهوات اخرى للعقل مثل السجائر او القهوة او مشروبات الطاقة أنت حر طليق من كل هذا بعيد عن قيود واهية تكبل حياتك، اعرف ان كثيرا منا يجد صعوبة فى هذا التحرر ويكملون يوم صومهم بصعوبة بالغة ، لكنه فى الحقيقة تحرر لكى يجعلك تفكر لماذا لا تحرر نفسك طوال العام من كل هذا ، لماذا لا تفكر ان الله اعطاك هذا الشهر كفرصة لترى طريقة جديدة للحياة ،الصوم يرفع عنك اعباء تلك الاشياء كلها ويجعلك خالصا لله.
- والصوم يقدم لنا حرية مسئولة انت الوحيد الرقيب وكذلك الصوم يقدم انضباط اسرى غير عادى فجميع افراد الاسرة يتجمعون على وجبتى الافطار والسحور معا او على الاقل فى وجبة واحدة منهم ، وهذا للاسف فى عجلة حياتنا المتسارعة قلما يحدث ، ربما حكمة الله كانت تعلم ما نحن فيه حيث نجلس فى مكان واحد وكل منا اصبح له عالمه الخاص.
- لكننا اليوم نجتمع فى عالم واحد عالم الصوم ، حتى اجتهاداتنا خلال الشهر من انعام الله علينا فى قراءة قرآن او قيام ، نجدها نتنافس فيها او يغبط بعضنا بعض عليها.
- أن كنت نجحت فى امتحانك الرمضانى وتحررت من قيود حياة واهية دنيا وليست آخرة ابقى
- فهنيئا لك ، وحتى أن كنت تلوم على ايام ضاعت منك فى اغتنام السباق الرمضانى فأمامك فى الايام الوتر المتبقية ليلة عبادتها خير من الف شهر فاغتنمها وفقنا الله لها واعتقنا من النار وجعلنا من الذين يسمعون القول فيتبعون احسنه وجعلنا ممن يستمتعون بحرية صوم مسئولة.
No comments:
Post a Comment