Thursday, March 19, 2020

"صلوا من اجل ايطاليا"


فى تلك اللحظات الكرونية العصيبة لايملك المرء سوى الصلاة إلى تلك الارواح الانسانية الهشة التى يتخاطفها الفيروس الآن فى ايطاليا وفى كل انحاء العالم ولا اعلم اذا كان صحيحا ما هو منسوب لرئيس وزراء ايطاليا أن حلول الأرض قد انتهت وان الحل فى يد السماء.
على أيه حال الحل دوما فى ايدى السماء نحن نعمل ولله الأمر والتوفيق والسداد.
حينما نتحدث عن ايطاليا هى حذاء "البوت" العالى ذلك الذى تعلمنا كيف نرسم خريطته فى الجغرافيا ،ربما ترتبط ايطاليا فى ذهننا بأنها ارض البيتزا والمكرونة ربما ارض المافيا ايضا ارض الاوبرات العالمية اوبرا عايدة تقدم عادة باللغة الايطالية لغة  الاوبرا الاساسية  ، من يسمع الاليطاليين وهم يتكلمون سوف يتصور انهم مصريين نفس الصوت العالى نفس الحميمية الانسانية فى العلاقات اقرب جارة متوسطية طالما رحلت اليها مراكب الهجرة غير الشرعية.
ايطاليا لعدة قرون كانت المركز الاساسى للحضارة الغربية بعاصمتها روما واصبحت مهد لعصر النهضة الاوربية قد تسمعون عن اسماء مثل مايكل انجلو ورفايلو ودناتلو ليسوا اسماء سلاحف الننجا هم اسماء ابطال الفن فى عصر النهضة الاوروبية بل هناك نماذج فنية فى مدينة البندقية من عصر الباروك ، هناك اسماء مثل فيردى كمؤلف موسيقى ومثل بافاروتى كمغنى اوبرالى ، ايطاليا انجبت ماركونى وغالليو فى العلوم، ايطاليا موطن الفورميلا ،ايطاليا فيات، سيارة المصريين المفضلة لسنوات من منا لم يركب 128 فى حياته.
لدينا مصريين يستمتعون بالدورى الايطالى وطريقة اللعبة الايطالية الكاليتشو منا من شجع باولو روسى كهداف لكأس العالم 1984 ومنا من رأى باجيو كيف انقذ المنتخب الايطالى فى الدقائق الاخيرة قبل الخروج من الدور الأول لكأس العالم!
ذلك التراث الانسانى الممتد من مدينة البندقية تلك المدينة الوحيدة فى العالم العائمة، باسمها الايطالي "فينيسيا" جسر التننهدات ومراكب الجندول التى ساهمت اليونسكو فى انقاذها فى مشروع مشابه لمشروع انقاذ معابد النوبة، ايطاليا ببرجها المائل احد عجائب الدنيا السبع.
ايطاليا التى بها عدة دول اخرى داخلها مثل (سان مارينو) ، كذلك  مقر الكنيسة الكاثوليكية فى العالم داخل الفاتيكان هى قبلة لما يزيد عن مليار شخص فى العالم والتى يعتبر دولة منفصلة.
ليس الأمر تحيزا لايطاليا لكنه فقط محاولة انسانية خالصة لنعرف أننا جميعا نتشارك فى الانسانية ، نحزن معا ونفرح معا، ربما ذلك الوضع الحرج فى مواجهة "كوفيد19" يجعلنا اكثر قربا وننسى تحيزاتنا الدينية والعرقية ننسى أننا من دول الجنوب او الشمال ننسى الفقر والغنى ونفكر فقط فى الانسانية ربما تلك اللحظة الانسانية التى تجعلنا اكثر قربا من بعضنا البعض فى مواجهة عدو مشترك.
لتكن تلك فرصتنا كى نصلى من اجل الانسانية كل منا بطريقته للوصول إلى الله فى عالم واحد اصبح شبه قرية صغيرة تتأثر ببعضها البعض فإذا عطس مواطن فى الصين مرض مواطن فى ايطاليا ومصر وامريكا هناك اكثر من مائة وسبعون دولة مصابة لنجعلها صلاة من اجل ايطاليا ومن اجل الانسانية كلها.

No comments: