Sunday, March 22, 2020

"دولى"

ان اهتماماتك الحياتية اليومية توضح لنا أنك لديك انتماءات دولية، فإن كنت تحب كرة القدم فانت بالطبع تحب فريق السامبا البرازيلى وحتى إن لم تكن تشجعه لكنك تحب ايضا الارجنتين وتركز مع نجومها مارادونا وميسى وربما تكون اكثر حبا لكرة القدم ومن الممكن أن تكون تتابع الدورى الانجليزى أن لم تكن تحبه لكن لأن محمد صلاح هناك فخر مصر.اما اذا كنت تحب لعبة التنس وحتى لم تمارسها طوال عمرك ولكنك مرتبط بذلك المذيع الذى قربها لك بكلماته اللطيفة فأنك تعشق شتيفى جراف ان كنت فى سنى وتعرف كريس ايفرت ومونيكا سيلز وكثيرات ايضا بوريس بيكر ومكنرو وبرج، مال المرء حينما يحاول أن يكون دوليا يفكر فى الرياضة ربما انت ايضا تتابع الفعاليات العالمية الاولمبياد هل احببت رشاقة نادية كومانشى الرومانية، ام تحب اكثر بطل السباحة الامريكى المتوحد الذى حصل على ميداليات لم يحصل عليها احد من قبل ومتوقع أن يحصل على ميداليات فى المستقبل والذى يذكرك بفيلم فورست جامب، أن بالطبع حزين لاصابة بطل الفيلم بجائحة كرونا الجديدةوبمناسبة السينما هل أنت من محبى السينما الامريكية هل تحب الكلاسيكيات مثل ذهب مع الريح أم تحب قصة الحب مع تيتانك ام تدمن افلام المطارات مثلى ام تحب الاكشن وافلام القتال مع جاكى شان وجيت لى، هل تفضل افلام الرعب هل تحب هيتشكوك أم انك تفضل قصص الجرائم مع اجاثا كريستى وبمناسبة عالم القراءة هل تحب كتب التنمية البشرية عادات الاشخاص الاكثر نجاحا أم تحب الروايات هل تحب جارسيا مركيز ام باولو كيولو أم تفضل ساراماجو أم أنت تحب الادب النسائى اكثر وبدأت مع اجاثا كريستى واتممت مع ايزابيل اللينى ،أم انت تحب بطلات مثل آنا كارنينا وبمناسبة آنا كارنينا هل تفضل صوفى مارسو فى تمثيلها أم فاتن حمامة فى نهر الحب المنقول عنها أم أنت تفضل كامرون دياز كممثلة او شارون ستون هل اذكر لك عشرات الممثلين والممثلات التى تحفظ اسماءهم ،أم أنت تحب اعلام الفن ام تحب أعمالهم نحت مايكل انجلو ورمبرانت ودافنشى أم انت تحب لوحته الموناليزا أم تعشق مدرسة سلفادور دالى.هل اسرفت فى سرقة وقتك هل تحب دقة الساعات السويسرية أم تفضل الساعات اليابانية الرقمية القديمة أم انت الآن تتابع الصرعات التكنولوجية فى الموبايلات وتحب أن تقتنى الجهاز الاحدث دوما ام تحتفظ بجهازك النوكيا القديم ، ام تفضل الاجهزة الصينية الارخص سعرا وتوفر الغالى لجهاز اللاب توب الخاص بك ، هل حلمت يوما بالسفر إلى برج ايفل او رؤية الاهرامات أو زيارة ميدان الطرف الأغر أم متحف اللوفر او سور الصين العظيم ام تاج محل أم حدائق بابل المعلقة أم حنيت إلى مصر القديمة ومآذن القاهرة الألف.
تشعر أننى ركبت بك المرجحية ولا تعرف ماذا اقصد من  هذا المقال ،الامر بسيط لم نعد نعيش وحدنا على هذا الكوكب الجهاز الذى اكتب لك منه به قطعة من امريكا وقطعة من الصين وشاشة من اسيا ،تجولت بك بين الفن والرياضة والسينما والادب وعرجت على السياحة فى الارض بسرعة لكى اقول أننا بشر من طينة واحدة وبالوان مختلفة ومصيرنا واحد هذا المقال لا يقول أنك مواطن دولى أنما يقول أنك فقط انسان وتلك اللحظة التى يجب أن نبحث فيها مصيرنا الانسانى المشترك اختلافتنا قطع موزاييك شكل بها الله كوكبنا وسخر لنا كونا كي نبسط ايدينا لبعضنا البعض وكما قلت فى مقال سابق لو عطس مواطن فى الصين سوف يموت مواطن فى ايطاليا وربما عانى الكوكب من الاذى ، اللحظة هى لحظة المصير الواحد لا عنصرية لا عرقية فقط من اجل من كرمه الله الانسان. 

No comments: