Friday, March 20, 2020

"الفخ الصينى"

ليس الموضوع نظرية مؤامرة جديدة من النظريات التـآمرية المتداولة على شبكات التواصل الاجتماعى التى بدأت مع نسب الفيروس لمعمل صينى مرورا على أنه مؤامرة امريكية على الاقتصاد الصينى نهاية بأنه قادم من معهد باستير! عروجا بالطبع على أن الصين فعلت ذلك لكى تؤمم الشركات الاجنبية التى تتحكم فى اقتصادها! ولم يتوقف الحصر على الابداع التأمرى إلى ان وصل اليوم إلى أنه لا يوجد فيروس وانه غاز، على أيه حال حين يتعلق الأمر بنظرية المؤامرة أنا ممكن اقوم بتأليف واحدة على السريع كده ان دى مؤامرة للتخلص من كبار السن فى اوروبا!

بعد تلك المقدمة التآمرية الطويلة نعود إلى موضوع الفخ الصينى الذى وقعنا فيه جميعا وهو تعاملنا الشديد العنصرية مع اخوة فى الكوكب الارضى واقصد بهم الشعب الصينى الذى يمثل سبع هذا الكوكب ، نعم لدى الصينين مثل يقول نحن نأكل كل شئ يتحرك ماعدا الاتوبيس وبسرعة نسبنا ان الموضوع له علاقة بالخفافيش واكلها، وعلى عكس ذلك لا يوجد اى دليل علمى على هذا الكلام حتى تاريخه بل على العلم رغم محاولة الحكومة الصينية التكتم على الأمر لفترة ليس بالقليلة مثلها مثل كل حكومات العالم اللطيفة التى تعتقد أن مواطنيها اطفال لا يجب أن يعرفوا الحقيقة ومنسوب لتشرشل قول شهير "الحقيقة غالية لذلك نحتاج أن نغطيها بالكثير من الاكاذيب"، إلا ان الحكومة الصينية تصرفت بحرفية شديدة حينما اصبح الأمر على المحك بل أنها يبدو أن الأمر شبه انتهى من هناك بل أنها ارسلت فرق طبية إلى كافة الاماكن المتضررة فى العالم ، وبمناسبة اكل كل شئ يتحرك ممكن أن تبحثوا ورقة بحثية فى البنك الدولى تعتقد ان مستقبل البروتين فى الصراصير!.
لكننا ظهرت عنصريتنا التى يبدو أننا قررنا ان نقلد فيها الجزء الشرير من العالم فى المواقف التى تعرض لها احد الصينين الدارسيين فى الازهر والحمد لله أن تم تدارك الموقف، ولم يحدث هذا فى مصر فقط لكن حدث عالميا ، لأننا اذا ابتعدنا عن النظريات التآمرية سوف تجد أن الميديا ساهمت كثيرا فى صنع صور ذهنية عن البشر وتحديدا السينما الامريكية فببساطة كل عربى وبالأخص أن كان مسلما فهو ارهابى، وكما نقول فى امثلتنا الشعبية حينما نريد أن نثبت أننا فهلويين "انت شايفنى هندى" او "راكن الفيل بره" هكذا صنعت السينما الامريكية من الصين ومن صناعتها تلك المسوخ الذى اصبحنا نتعامل معها كواقع وحتى الصيغة الرسمية الامريكية على لسان الرئيس ترامب تصر أنه فيروس وهان الصينى!
وحتى الحديث عن الفيروس وأنه ظهر فى فيلم من قبل عام 2011 بل أن الموضوع ناب فيه من مصر من الحب جانب حينما اتهمت مصر فى الفيلم بأنها اخفت الفيروس وعلى هذا ايضا تعاملت الميديا العالمية طول الوقت مع مصر كأنها تخفى شئ ودون أن نتحدث أنهم يتآمرون علينا لكن ما نشرته الجارديان كان فضيحة مهنية ، لكننا يجب أن نقلق وان يكون لدينا رقابة على الاداء الحكومى حتى وأن كان الأمر يبدو مطمئن.
لكن اذا كنتم تبحثون عن استهداف السينما الأمريكية للصين فهناك فيلم شهير انتاج عام 1979 تحت أسم اعراض صينية يتحدث عن مشكلة فى مفاعل نووى أمريكى والفيلم كان به ابطال مثل جاك ليمون وجين فوندا ومايكل دوجلاس وان ما يحدث فى المفاعل مشابهه لحدث فى الصين من قبل ، الذين يقبضون على الحكم فى امريكا دوما يبحثون عن عدو حتى يعيشوا على فتة مصانع السلاح والمواطن الامريكى من البساطة بحيث أنه من الممكن أن يقتنع بوجود غزو فضائى لبلاده.
تكلمت بالأمس عن الصلاة من اجل ايطاليا واليوم تحدثت عن سقوطنا جميعا فى الفخ الصينى لكى نحيي جهود الصين فى عزل المرض ونجاحهها الذى اصبحت تصدره وندعو الله أن يخرج العالم كله من تلك المحنة فهو الوحيد القادر وله الأمر من قبل ومن بعد ، لكن ربما هذه الجائحة تجعلنا اقرب ونبتعد عن أى عنصرية من أى نوع ونعيش فى هذا الكوكب كأخوة مترابطين.

No comments: