لم يتبادلوا الكثير من الأحاديث شربا العصير وهم يتهربون من المواجهة ربما المفاجأة الجمت حوارتهم المسترسلة كانت تعرف ان هناك إطار من السعادة يغلفها لم تستطع ان تتكلم كثيرا تستشعر حرارة خجلها سخونة فى اذنها وخدودها ،أما هو ففكرة الهدية تحولت سريعا إلى عرض واضح بالزواج كانت الخطوات تتسارع دون تخطيط .. وانهت اللقاء بكلمات خجلة توحى بوعد بالتفكير..لم يدر بينهم جدل حول أن يوصلها أو أن تركب تاكسى تجاوزوا التفاصيل التى تعودوا عليها مشاعر متداخلة تظللهم معا.
لا تعرف إن كانت تحت
تأثير مخدر ما أم ان جرعة الحلم أكبر من أن تتحملها كانت تغادر المكان كأنها فراشة
تريد أن تحلق بعيدا فى الفضاء نحو قرص شمس ذهبى لا تأبه بالإحتراق بلهيبه .
وحينما وصلت إلى
المنزل بدا انها تريد أن تتخفف من ملابسها ولا تستطيع أن تخلعها هرعت إلى غرفة
نومها تفك ازرار بلوزتها الواسعة ،جلست على السرير اخرجت العلبة الزرقاء من شنطتها
تحسست أطرافها المخملية ،لا تعرف لما اختار اللون الازرق لا تتذكر إذا كانت قالت
له أنه احد الوأنها المفضلة هى معه تتكلم كثيرا دون توقف بشكل يصعب معه التفكير فيما قالته وما لم تقوله
وهو شخص يهتم بالتفاصيل حتى وإن كانت صغيرة ..هى لا تنسى أنه يحب الألوان الغامقة
.. هل كان اللون الاحمر هو المناسب بدا أن التفكير فى اللون الأحمر لا يحمل نفس
القدر من الرومانسية بقدر ما يعود بها إلى فكرة الدنس التى ارادت ان تبعدها عن
عقلها.
فتحت العلبة واخذت
تنظر إليها . مدت يدها تفك سلسلتها اخرجت ما بها ووضعت الحرف علقته بصدرها ناظرة
إلى المرآة .. اقتربت من المرآة ترى الحرف يزين صدرها خجلت من كون ملابسها
الداخلية بلون العلبة !! شعرت بوخز حواف الحرف فى صدرها تخشى أن عقلها يذكرها دوما
بالدنس ، اختارت سلسلة اخرى أصغر وعلقتها جربت اكثر من مقاس ترى نفسها فى كل مرة
والحرف يزين صدرها لا ترتاح لهذا الأمر يبدو أنها يعيد لها ذكريات لم تعد ترغب بها
او تتعمد تناسيها ، استقرت فى النهاية على سوار لليد(إنسيال) به اكثر من لعبه
ذهبية بدا أن وضع الحرف به افضل اخذت تنظر إليه فى المرآة وهو معلق فى يديها
هل لديها الحق فى
الحلم من جديد ..؟ هل الفرحة ستطرق بابها مرة أخرى.. ؟ هل عليها أن تدفن الماضى
الذى غرق هناك فى المحيط؟! ..هل كان ماضيا حقا ..؟ أم انها المرة الأولى التى تشعر
بها بتلك المشاعر المتدفقة بقوة..؟ عشرات الأسئلة تغلفها حركات انثى سعيدة بهدية
حبيب تبدو وكأنها تريد أن تضع الهدية بداخلها ...الهدية تحمل بصمات الحبيب يبدو
أنها عبرت ما حدث بسرعة عجيبة بل أنها الآن تعيش ومضات ما حدث بأنه كان شيئا جميلا
أن تتوحد مع من تحب ...بقيت هكذا تعيش بين أمانى وتفاصيل ينسجها عقل أنثوى ينبض
قلبه بعنف..
وحينما غادر المكان
وانطلق بسيارته فى شوارع مصر الجديدة يسير بلا هدى لا يعرف كم ميدان اعاد اللف به
عدة مرات ،لا يفكر فى أنه تسرع بقدر ما يفكر فى أنه لم يعش تلك اللحظات من قبل هل
عاشها فى احلام انترنتيه مع سوزان من قبل ..؟! هل هذه هى مشاعر الحب الحقيقية
رغبتك فى التوحد مع الشخص تدفق احاسيسك دون سيطرة .. لقد كان يفكر فى هدية اعتذار
لكنه غير نادم على أن الامر تحول إلى رغبة فى الإرتباط ..هل قفز بعيدا!؟ أم أن
مشاعره هى ما تحركه لم يعد عقله هو من يقود قلبه يحركه بقوة ... يشغله ايضا ماذا
تفكر الآن فى هديته حجمها شكلها يراجع كلمات زميلته صباحا .. ترى متى ترد؟.. أما
كان عليه أن يستشير أهله ؟... فى ذلك الوقت اخرجه صوت تليفونه المحمول من افكاره
والدته .. يعرف أنه لم يعد يعيش كبرنامج كمبيوتر يعرفون سطوره كان يعرف فحوى
المكالمة من قبل أن يرد ... لذلك رد على الاتصال ماما انا فى مشوار لا تقلقى ..
وذلك قبل أن تذكره أنه تاخر منهيا المكالمة ليعود فى سيره بلا هدى تفكر فى الاتصال
بأحد اصدقائه ... تفكر فى أن يطلبها .. هل يرسل لها رسالة..
تبدو أسئلة مثل هل
أعجتبها الهدية أم عجبها اختياره هل كان موفقا .. هل كان عليه أن يشترى لها قلبا
..هل اعجبها اللون الازرق ...لقد اختاره عفويا ...تصور أن الأحمر الذى قال عنه
الصائغ أو زميلته فى الشغل يحمل تفاصيل ماحدث فى اللقاء السابق أراد ان يبدأ صفحة
جديدة بلون السماء لا يعكرها شئ أو لا
يخالطها دنس....
يتذكر جيدا كلماتها عن الألوان الغامقة يعرف
أنهم غرقوا فى احدى المكالمات فى تفاصيل الألوان كأنهم فى معرض فنى رغم أن افكار عن
الألوان تبدو بعيدة عن عقله الهندسى ...هو يتذكر تفاصيلها دوما يبدو أن ملفها فى
عقله يتضخم .... هى ليست قطرة ندى قادمة من السماء بقدر ما هى تفتح مؤشرا على ملف
كبير فى رأسه يحتوى تفاصيلها ..يضحك فى داخله أنه اصبح مقتنع برأيها فيه أنه يتحرك
كآلة كمبيوترية وهاهو رغم أنه يفكر بها كحبيبة يعتبرها مجرد مؤشرا فى رأسه على ملف
يحتوى بيانات!... هل هي الحبيبة التى تسكن فى القلب طوال العمر ..هل هى حقا
حبيبة؟!. افكار مثل نصف العملة الناقص التى قالها صديقه من قبل أم أنها القطع
المكافئ لقطعه الناقص .. يعرف أن الهندسة لا تستطيع أن تحل أوجاع القلوب أو أنه
حتى يلوى حقائق الهندسة الذى تعلمها فهندسيا لا يوجد ما يكمل القطع الناقص.
أسئلة كثيرة تبحث عن
اجابات تدور فى العقول تحركها نبضات القلوب هى آمال إنسانية مشروعة ، تبدو كلمات
مثل الآمانى والأحلام والآمال كطاقات نور تفتح أبواب الحياة على مصراعيها.....هى
ليست قطع السكر التى تغلف جو الحياة لكنها هى الأداة التى تساعد على نسج المصائر الإنسانية..لكن طموح الأمانى والأحلام
يجب أن يكون صامدا أمام بحور الواقع الحقيقى.
No comments:
Post a Comment