Monday, July 11, 2022

22- دروب الواقع

دورانه بسيارته انتهى به ان يجلس فى ميدان الاسماعيلية مقهى كان قد جلس عليه من قبل منذ سنوات طويلة مع زميل له من عشاق مصر الجديدة ،تذكر ذلك الآن حينما جلس اتساع الميدان امامه كراسى المقهى الخيرازانية ربما المكان افضل ليلا لكن تلك المساحة المفتوحة بوابته لاستكمال الأحلام ،طلب ساندوتشات من مطعم مجاور مع كوبا من الشاى لكى يستكمل فكرته عن الخطوة التالية مازال يحلم بأن يكلم صديق يفضفض له عن مكنون نفسه لكنه مازال مترددا فى ذلك أو بشكل او بآخر هو يريد أن يستكمل الطريق وحيدا ،حيرة تكتنف عقله ... رغم جوعه لم يكن يأكل فى نهم كان يأكل فى شرود...الجلوس مع عقلك شئ والتحليق بقلبك شئ آخر .. هو فى الواقع يواجه المسألة بالطريقة التى تقولها عنه بما أن اذا ... لذلك اتخذ الطريق الطبيعى لكنه أمام محاذير أصبحت تظهر فى عقله فرق السن اوقات يشتعر أن هناك فرقا فى المستوى الاجتماعى .. ليس لديه اعتراض على اختلاف شخصيتها ربما هذا هو مايجعلهم يكملون بعضهم البعض.. طريقة تربيته ربما لم يكن تستسيغ فكرة تعرفهم على الإنترنت يحمل فى رأسه كلمات صديقه خليل أو ربما لأنها تذكره بسوزان قبل سنوات واعتراضات الاسرة وفشل المشروع فى النهاية ،لكنه امام شخص حقيقى لا ينسج حول شخص مشاعر وأحاسيس من حوارات او سماع صوت أو رؤية كاميرا .. لقد رأى شخص من لحم ودم وجد نفسه مندمج معها بشكل ما. يحدث بينهم انجراف تجاذبى!!!هو يبتسم من التعبيرات التى تأتى فى رأسه يفهم الآن احد زملاءه فى العمل حينما كان يقول له أنه حين يسمعه يتصور نفسه أنه فتح التليفزيون على القناة الأولى .. أتصال آخر من والدته قطع استرسال حبل افكاره .. مرة اخرى رد دون وعى انه أمامه ساعة  ويعود إلى البيت مازال يفكر فى أن يكلمها .. تعترض هى دوما على "زنه" هو يحب أن يسمح مفردات كلماتها .. كلمات مثل "زن زن " وما يقابله هو من "أزمة هوية " تبدو ثنائيات تجمع حواراتهم حينما يتفكر بها ترتسم على وجهه ابتسامه او شعور بالراحة يثلج قلبه .. لديهم عالمهم الخاص عليه أن يؤمن بذلك هو لم يكن متعجلا فيما طلبه .. عليه أن يستمر .. دفع الحساب قفل عائدا إلى منزله...

هى لم تدر إذا كانت غفت أم ظلت تعيش فى احلام يقظة .. لكنها حينما اعتدلت فى السرير على صوت رنات محمولها ولثانى مرة تجد نفسها فى المرآة شبه عارية بلوزتها المفتوحة .. عبر فى رأسها شعور الدنس السابق... لكنها تجاوزته وإن كانت تتذكر دعابات "نادية" عليها حينما كانت تعترض على جلوسها فى المنزل بملابس شديدة الاحتشام وتقول لها عيلة محافظة القاهرة! وهى وحيدة هى تتغير الآن .. تتسائل فى رأسها هل تسير منومة أم أن الطارق يبدو يغير حياتها تعترف أن بعضها تغييرات سلبية لكنها سعيدة .. لا تعرف كيف تضبط نغمتها تريد أن تقبض على لحظات معه .. تشعر بالضيق مما حدث ... تتجاوز سريعا .. هى لا تدرى كيف تسير الأمور فى رأسها ..هى لم تعرف نفسها هوائية من قبل .. يبدو صوت نادية هو صوت ضميرها أو أنها تتذكر نفسها حينما كانت نادية تقول عليها دعك من دور الواعظة !.. لمحت رقم نادية على المحمول اعادت الاتصال بها .. هى تريد احد أن يشاركها حتى وإن كانت علاقتهم بعد طارق لا تسير بشكلها الطبيعى لكنها قررت أن تقول لها كل شئ ...وتستمع لها ..

التقيت الصديقتان يبدو أن هناك بعض المسافات حاولت أن تكون صريحة .. لكن ليس كل الأشياء يجب أن تقال .. هناك مساحات فى قلوبنا لا تتسع إلا لاثنين لا يجب أن يطلع عليها ثالث وجلست تنتظر رأى نادية ..

التى بدأ كلامها متحسسا خطواته هذه المرة حتى لا تغضب صديقتها ... لكنها افردت نفس اسبابها السابقة طريقة التعرف على الأنترنت فرق السن .. لفتت نظرها إلى فروق اجتماعية لم تكن هى تفكر بها قالت لها ذلك عن فروق التفكير التى تبدو فى حوارتهم ادبها الانجليزى مقابلة طريقته المحافظة .. هى كانت تستمع تتصور نادية تكرهه او أن نادية لا تريد لها الخير .. هى تستمع ويكتنف عقلها اشياء أخرى لكن كلام ناديه يبدو منطقيا .. طريقتهافى الحياة وإن كانت محافظة لكنها تختلف عنه ...هى تجادل نادية لكنها فتحت أمام اعينها زوايا لم تكن تراها وجلسا يتحاورن حتى افترقا تاركة ندى تنتظر كلمة .. او تليفون منه .. لقد افترقا على فكرة أن تفكر دون موعد للرد .. لكنه متى كان ينتظر موعد كلمات نادية مع عدم اتصاله حتى عدم وجود رساله .. هل تبحث عنه فى شبكة الانترنت ؟... لا توجد رسائل هناك ايضا .. لم يفتح اليوم...قلق الأنتظار جعلها تفكر أنه ربما نادما عن تسرعه .. هو ليس جادا عبث بها وبقلبها .. يتسلل إلى رأسها أنه وصل إلى جسدها أيضا .. هى الآن لا تدرى .. تشعر انها تستسيغ توحدهم بل تفتقده ... تريده تريد كلماته تريد رسائله شعور بالفراغ .. هل تتصل به ..؟! تبادر بنفسها .... ساعات من السهاد سيطرت على ليلتها وهى تتنقل على الانترنت وتختبر التليفون اذا كان به شبكة .. لا تطيق شعورها بالأسر ...كتبت رسالة واعادت مسحها ..

ذاك الصباح ذاب فى عمله أو قرر أن يعود إلى نسخته القديمة .. كان شعورا ماسخا .. هى لم تتصل .. هو يشعر بأنه وحيد ... مترددا بأن يعطيها فرصة دون أن يضغط عليها أو يخشى من شعور بالمسئولية يطل سؤال هل تسرع فى رأسه من جديد ؟!.. عقب انتهاء مقابلة فى العمل كتب رسالة سريعة على التليفون من كلمة واحدة فكرتى؟!..ردت عليه بكل برود فى أيه؟!!!! بالنسبة له شعر أنه رد سخيفا..ظلت الرسائل باردة هكذا كأنها لا تعرف مايريد وهو لا يفهم تلك الطريقة ..عقب أنتهاء العمل طلبها... لم تقل الو بل ردت عليه " افتكرت تكلمنى" !!

النساء ليسوا من الزهرة والرجال ليسوا من المريخ لكن الأنثى تفكر بقلبها والرجل يحب بعقله فتبدو المناطق رمادية بين الأثنين..

هو يضبط انفعالته ضاغطا على احرفه طالبا المقابلة وهى تتمنع رغم رغبتها فى اللقاء لكنها تريد أن تختبر إصراره ..لا يمارسون لعبة قط وفأر لكنه دلال الأنثى مقابل عقل الرجل.

التقيا وجاءت بسيارتها طلبت منه أن يركن سيارته ويركب معها ،لم يحاول أن يتفهم الفرق بين البرود وتجاوز مزيد من القواعد وركب السيارة سعيدا...

بدا متلهفا...هى مترددة بين فرحتها بلقاءه ورغبتها فى إن يظهر مزيدا من الإصرار يعيد لها ثقتها المهتزة عبر كلمات نادية.

لم ير سيارتها الألمانية من قبل يحب ذلك النوع من السيارات كان يحلم باقتناء نسخة لكن الامكانيات لا تسمح ،متجاوزا كل البرود محاولا أن يتلمس طريقه إلى رأيها سألها هل أعجبتك الهدية؟ .. لو مكنتش عجبتنى مكنش لبستها .. رفعت يدها اليمنى عاليه وهى تهزها .. حرفه الصغير يبدو أطول قليلا من بقية اللعب فى "انسيال" يلف معصمها.. رطب ردها العفوى الاجواء يعنى افهم أنك موافقة....

ظلت صامتة .. طيب اعتبر السكوت علامة الرضا ....لم ترد..

ممكن تفهمينى نقلات العربية أنا موش بفهم فى "الاتوماتيك" وضعت يدها على الناقل وحاولت تشرح له ..مد يده ووضع يده فوق يدها على الناقل ... حاولت سحب يديها لكنها لم تكن جادة فى سحبها . وظلت صامتة وبدا أن يديهم هى من تتحاور .. لكنها تململت وقالت له أنا مبعرفش اسوق بأيد واحدة..شيل ايدك احنا داخلين البنزينة . لم تكن تريد أن تمون السيارة بقدر ما كانت هى الطريقة الوحيدة الذى يرفع بها يده اقترحت عليه أن يشربوا شيئا من مقهى البنزينة..ترجل من السيارة لم ينسى أن يشترى لها نوع الشيكولاتة البيضاء التى تحبها هو يحب الشيكولاته لكن يحب اللون الغامق أكثر اختار نوعا يميزة شكلها الهرمى ..ارتبط به منذ كان عم عيد يأتى بها من رحلاته فى احدى الدول العربية...

بدت سعيدة وهى تقضم قطع الشيكولاتة كانت تحب ذلك النوع واخذ يشرح لها قصة ارتباطه بها وفكرة الشكل الهرمى.. قضمت قطعة أخرى واردفت ايوه هندسة بقى ..

رد بجدية طيب علشان الهندسة الخطوة التانية حتكون ايه ؟! أمتى اقدر اجيب بابا ونقابل عصام؟!..

انت بلغت أهلك ؟

اردف كنت منتظر ردك...

لم تكن مقتنعة بكلماته لكنها ردت أنا بفضل تتعرف على عصام الأول فى أى مكان قبل مايكون هناك كلام رسمى يعنى فرصة تتعرفوا وفى نفس الوقت التفاصيل الأخرى ليست بذات الأهمية خرجت كلماتها شديدة العقل بالنسبة له رغم خجلها لكنه صدمها فى فكرة كيف سوف يشرح لعصام تعرفهم على بعض!

بدا أن جو التوتر يعود حينما ردت بحدة يبدو أنت موش مقتنع بعلاقتنا أو بتخجل منها؟!...

ليس خجلا لكن أنتى عارفة فكرة الناس على الانترنت .. والتعارف ..

رفعت عينيها اليه ونطقت أسمه بحدة قائلة ح ترجع للشعارات تانى .اذا كان هناك ما تخجل منه فى علاقتنا. فأنت لست مجبرا على الاستمرار بها ..

أنت تتهمنى بأزمة الهوية وأنا لا أحب أن تعيش فى اجواء الكذب والنفاق التى يحب أن يتبناها مجتمعنا نحن نبنى علاقة لمستقبل حياة اذا كنا سنبنيها على الغش والخداع والخجل أعتقد أنك انت اللى محتاج تفكر موش أنا...أكد لها أنه مصر على استكمال الطريق الطبيعى لعلاقتهم وإنه غير نادم على شئ بها .. قاطعته خد وقتك وفكر ... تجادلا كثيرا لكنها أصرت على موقفها أنه هو من يحتاج إلى التفكير أنا استنى مكلمتك بكرة بعد الشغل.. حاول مقاطعتها .. لكنها أصرت أن لا يتحدثوا قبل ذلك لك الحق فى وقت اطول .. رد ببساطة أنه سوف يكلمها فى الميعاد لرغبتها لكن انتى عرفانى "زن زن" افترقا على أمل حوار قريب ،هم يذوبون معا لكنهم فى ذات الوقت بينهم اختلافات ..لكى يتحقق الحلم يجب أن يصمد فى دروب الواقع والإ كان مجرد سراب.

No comments: