Wednesday, April 8, 2020

"رقصة التنين والكاوبوى"

فى خضم جائحة كورونا العالمية تبدو الأمور أقرب للخروج عن السيطرة التلاسن الامريكى الصينى منذ بدء الازمة حتى تاريخه لم يتوقف الرئيس الامريكى ظل ينعت الفيروس بأنه صينى طوال الوقت، كذلك نائب الرئيس قال انه فيروس وهان! نسبة إلى المدينة الصينية، فى حين وجدت الخارجية الصينية الأمر بوصفه اهانة للصين حكومة وشعبا، والأمر ليس بعيد عن حرب تجارية سابقة يبدو أن نارها خمدت قليلا.وليس بعيدا الحملة الامريكية للتحريض على الصين فى انتهاكات حقوق الانسان ضد المسلمين لخلق مشاكل للأمة الصينية منذ فترة ليست بالقليلة، والاتهامات الجاهزة للحكومة الصينية بأنها اخفت معلومات تطير عبر شبكات التواصل الاجتماعى وحتى حالة القلش المصرية على ما يأكله الصينين تجتاح العالم وانها سبب لكل ما نعانيه الآن مع العلم أن الصينين يفعلون ذلك طول العمر، فبلد مثل الصين عرفت المزيد من المجاعات فأنهم يأكلون كل شئ يدب على الارض ما عدا الاتوبيس هذا مثل صينى مشهور.الصين التى طوال الوقت تسعى إلى أن تبقى دولة تنمى اقتصادها مقابل قطب العالم الذى يظن انه وحيد او على الاقل القطب الموجب اذهلت  العالم بقدراتها على مقاومة الفيروس أو على الاقل قدرة دولة مركزية لا تعرف نمط الحياه الغربى المفتوح وتتهم دوما من قبل مؤسسات حقوق الانسان العالمية بأنها تكبت حقوق الانسان وإن كان ذلك صحيح فى اجزاء كثيرة منه، لكن تلك الدولة واجهت الفيروس باقتدار احيت فى نفوس الكثير حلم الدكتاتور العادل، تقف الولايات المتحدة عاجزة بكل ما اوتيت من قوة أو على الاقل كل ما قدمته هوليود عن المنقذ الامريكى ويتوقع أن تتخطى الاصابات الملايين وفقا لرأى خبراء قبل نهاية هذا الشهر وفقا للمنحنى المتزايد فى الاصابات الذى تظهره الأيام.توقع احد رجال الأعمال العرب أن يتحول إلأمر إلى حرب ولم يتوقف الأمر عنده فقط بل دخل على الخط كيسنجر وزير خارجية امريكا الاسبق وثلعب مبادرات عصر نيكسون الذى صنع معجزات نهاية فيتنام وافتتح السلام العربى الاسرائيلى والذى ينسب له الفضل فى عودة العلاقات الامريكية الصينية عبر دبلوماسية البنج بونج، فقد نسب له فى مقابلة بالأمس أن الأمر قد يتحول إلى حرب، ويبدو أن بدلا من ان يتحد الجميع لمواجهة الحرب الحقيقية فى ميدان المعركة مع الكوفيد يبدو الأسهل تحميل الصين للقضية او تعلن الحرب وماحدث اليوم من الولايات المتحدة بتهديدها لمنظمة الصحة العالمية يتماشى مع سياسة التخبط الامريكية الذى يقودها الرئيس ترامب منذ بدء الازمة، تلك السياسة التى لم تعرف وجود حليف ولا صديق وبدأ أن الولايات المتحدة التى قادت حرب كمامات اقرب إلى قرصان منه إلى دولة قائدة فى العالم، على العكس الصين ترد بكل هدوء وثقة فى النفس وتطبق ما قاله صن تزو حرفيا فى فن الحرب باستخدام حشد اقصى الامكانيات لمواجهة الخطر وردت على كل الاتهامات بل انها تساعد الدول بطواقم طبية وبمساعدات عاجلة بل واستثمرت الازمة لتعويض خسائرها الاقتصادية عبر تصدير مستلزمات طبية للعديد من دول العالم، بينما مازالت الولايات المتحدة فى تخبطها تتوعد الجميع وتقرصن وتفشل داخليا فى توفير الاحتياجات البسيطة للأطقم الطبية، بل تمارس العاب دول صغرى فى اخفاء الحقائق وليس بعيدا ماحدث لقائد حاملة الطائرات الامريكية.ما ظنه الامريكان قرنهم عبر مجموعة يمينية تسيطر على عقول اهل البيت الابيض يبدو أنه يطيح بهم، لكن رقصة الجائحة بين التنين والكاوبوى سوف تكون اخطر من فيروس كورونا الذى تنسب نظريات المؤامرة ان احد الفريقان انتجه ضد الآخر، بل قد تكون واحدة من الرقصات الاخيرة لهذا العالم لو استمرت الوتيرة فى التصاعد! 

No comments: