Tuesday, March 24, 2020

"جوائح"

الجائحة هى كلمة  تبدو غريبة قليلا، لكنها كلمة تعبر بها منظمة الصحة العالمية عن وباء ينتشر بشكل واسع ويتجاوز الحدود الدولية مؤثرا على عدد من الافراد بالطبع وهذا هو الوضع الذى وصلنا إليه مع فيروس "كروونا" عالميا او (كوفيد 19) اذا اردنا الدقة.جمع كلمة جائحة هى جوائح والواقع أن ما نعيشه الآن فى تلك المرحة هو جوائح بسبب تصرفات البشر سواء التصرفات الشديدة الأنانية التى ظهرت فى تكديس كافة انواع السلع سواء الغذاء او المنظفات او حتى شراء ادوية قيل انها ممكن تساهم فى علاج المرض مما ادى الى اختفاء تلك الادوية بالفعل رغم عدم الحاجة إليها او رغم انها قد لا تكون مؤثرة بل مضرة اذا تم استخدامها بشكل خاطئ هذا عن الانانية.أما ما نعيشه من عنصرية تجاه الصين سواء على شبكات التواصل الاجتماعى فهو الاسوء والذى امتد تاثيره ليصل دول مثل الهند ودول اخرى، وللأسف هذا الأمر لا يخص مصر فقط لكنه تفشى عالميا ايضا وربما ترجعون إلى مقالة الفخ الصينى.بعد الانانية والعنصرية تأتى نظرية المؤامرة رغم أن جميع العالم اصيب بالفيروس وكل يوم يتم عزف لحن جديد فى هذا السياق.اما الازمة الحقيقة هى ركوب الموجة بعنف سواء بغلاء الاسعار او اختفاء السلع حتى منصات التواصل الاجتماعى يتم الآن الدفع بعدد لا حصر له من الصفحات الاعلامية واصبح الجميع يحلم أن يكون "يويتوبر" ناجح على حساب الازمة،، بالطبع الاسخف أن الناس حاولت جذب المشاهد حتى ولو بالرقص او بالتخفيف من ملابسها المهم الجمهور يأتى، فرأينا مهازل راقصة سواء فردية أو حتى عائلية، او حتى مظاهر تعبر عن كبت انسانى بالرقص فى الشارع فى احدى الدول العربية وقت الحظر، حتى عالميا قام رجل بالقاء الآف اليوروهات من شرفة منزله فى حالة هيستيرية ،ربما الآن فهمنا لماذا الحيوانات تصاب بالاكتئاب فى الأسر! ودخل على الخط اطباء وصيادله بعدهم يتكلم بعيدا عن تخصصه وإن تكلم بتخصصه فهو ليس اهلا لأن يكون اعلاميا فاحدهم يشخط ويهول والآخر يهدئ الأمور وهكذا اصبحت الارشادات شخصية وليست علمية، حتى ومن تحرى العلم فهو صنع ازمة على بسبب حديثه عن بعض ادوية اشتراها الناس وهى بغير فائدة ، وتبارى المواطنون بصناعة بدائل المطهرات سواء بمعلومات صحيحة او غير صحيحة.وإن كان شبكات التواصل الاجتماعى اشتعلت اليوم بسبب ما تظاهرة الاسكندرية فقد سبقتها احدى مديريات الصحة بالصعيد وقامت بعمل مسيرة لمواجهة الفيروس وهكذا نحن نحارب الفيروس بنشره، لكن تلك التظاهرات او المسيرات او حتى التظاهرات الإعلامية تفتقد إلى المعلومة الصحيحة فى اغلبها مما جعلنا نحارب الفيروس ليس بنشره فقط لكن بجهل.يبقى فقط محاولة أن يكون كل منا منصة اعلامية ويشارك الاخبار أيا كانت دون مراجعة او متابعة او حتى انتظار، لا اعرف ما السبق الذى سوف يأخذه ، تشترك هذه الاخبار فى نشر الذعر والرعب بل اللطيف فى الأمر اننا فى بعض الاحيان ننشر رسائل دول قد تكون فى ثقافتنا دول معادية او محتلة لأراضينا، وفى بعض الاحيان يتحول التخفيف من الامر كوميديا إلى سخف يتنهى باستهتاربارواح انسانية، الاشد على المرء استخدام الدين فى غير موضعه والادعاء بالعلاج من خلال شرب بول مثل ما حدث فى الهند أو لعق عتبات مقدسة مثل ما حدث فى ايران ويحدث فى اكثر من مكان والدين بالطبع برئ من كل من يتاجر به.
يبدو اننا مازلنا لم نتعلم من اللحظة الانسانية مازالت لدينا الانانية وحب الظهور،مازلنا نستخدم الدين كتجارة، اتمنى أن يطهرنا الفيروس من كل تلك الجوائح ، ونعى اننا أمام عدو مشترك يستحق جهودنا المتضافرة واتمنى أن لا يكون هذا المقال مجرد جائحة!

No comments: