- لدينا شارع فى منطقة روض الفرج تحديدا متفرع من شارع ابن الرشيد بأسم جنينة المناخ دوما يشغلنى معانى الاسماء وتواريخها وكنت احاول أن ابحث عن معنى هذا الاسم وحيث اننى كنت ارتاد هذا الشارع انا وصديق لى فقد كانت دعابتى له أن هذا الشارع سمى بهذا الاسم حيث أن الشارع يحتوى على كل انواع المناخ اى انك تسير فى فصول السنة تباعا وبالطبع لم يكن هذا حقيقيا لكنها دعابة ابتكرتها ، لكن فى الواقع فى ظل حالة المناخ الحالى تجد أنك لا تعرف فى اى فصل من فصول السنة فمناخ مصر الذى هو جزء من مناخ البحر الابيض المتوسط الذى كنا دوما نحفظ جملة حار جاف صيفا دفئ ممطر شتاءا اصبح غير موجود فهناك امطار تداهمنا فى الصيف وكذلك كنا نشتى فى اوائل الخريف وكانت امهاتنا تضع لنا ورق الجرائد تحت الملابس وكانت اكبر عملية تعذيب يتعرض لها طفل مصاب بالبرد حيث تشعر انك تشخلل وانت تسير!
- وربما تعود لتدوينة انجازات كرونية لتعرف أن مؤتمرات المناخ والتحذير من الاخطار الذى يصنعها الانسان وبدأت المؤتمرات رسميا عام 1972 ثم كان الاشهر فى البرازيل عام 1992 ونحن الأن على بعد ما يقرب من نصف قرن من اول مؤتمر للمناخ ويبدو الحمقى يقولون نفس الكلام الدول الكبرى تحت ضغط جماعات البيئة فقط توقف بعض الملوثات البيئية لكن بكل بساطة هى تنقلها إلى الدول النامية التى تحتاج إلى فرص عمل ورغم ان بعض الدول اصبح لديها وزارات بيئة للديكور فى الدول النامية لكن مصانع مثل الاسمنت والبتروكيماويات تنقل تباعا إلى الدول النامية وبخاصة الدول الافريقية بل أن المصانع يتم تفكيكها فى اوروبا ويتم اعادة بناءها مرة اخرى فى افريقيا!
- ويتباكى الجميع على البيئة فرئيس الوزراء البريطانى الذى ظل يدق ناقوس الخطر فى خطابه ويتحدث عن اللحظة الانسانية التى تحتاج إلى جيمس بوند العصر الحديث لانقاذ البشرية فى دعابة سمجة حيث ان البلدة التى استضافت المؤتمر تعتبر بلد العميل 007 ورغم ان حكومته سوف تعيد قريبا استخراج الفحم وحتى رئيسنا الهمام الذى حاول ان يكون صوت الدول النامية وطالب بتعهدات الدول الكبرى بقيمة 100 مليار جنيه للتخفيف من حدة المشكلة فى الدول النامية تستطيع ان ترى كم مشروع للبتروكيماويات تم افتتاحه فى مصر وحتى من ضمنها المشروع الذى تم رفضه فى دمياط من قبل وقامت ضده احتجاجات شعبية فى دولة مبارك، او حتى مصانع الاسمنت وكذلك توجه وزارة الكهرباء المصرية الى استخدام الفحم فى تشغيل محطاتها، اما الرئيس الصينى والروسى فلم يأتوا ربما لأن الصين لا تشارك فى الكذب حيث ان ازمة كورونا كشفت كيف هى ملاذ للصناعات الاوربية ولا تختلف الولايات المتحدة حيث كان ترامب اكثر صدقا وجاء إلى الحكم باصوات ناخبى الولايات التى ارادت اعادة استخراج البترول الصخرى وأن كان بايدن نائما فى القمة لانه ربما كان قادما لحل ازمة الغواصات مع فرنسا !، وحتى المانيا التى نجحت كثيرا فى الاعتماد على الطاقات المتجددة اصبحت تقع تحت ضعوط تحالف شركات السيارات الالمانية وليس ادل من فضيحة الشركة الالمانية الكبرى فى انبعاثات اول اكسيد الكربون.
- الأمر جد خطير ومازال هؤلاء الحمقى يلعبون فى المؤتمرات واصبحت المؤتمرات مجرد جنينة مناخ اخرى حيث مجرد سياحة مؤتمرات وكلمتين من هنا وكلمتين من هناك وفى النهاية الموقف ينقلب لصالح دوران عجلة الرأسمالية حتى ولو تدور على رحى الكوكب كله تاثيرات الأمر معروفة وقتلت بحثا والتعهدات لا جديد فيها ولكن لا توجد آلية ملزمة لأى من الدول وحتى خيارات الصفر الاجمالى تضعها كل دول على حسب ظروفها ولا تلتزم بها فى الواقع ولا يبقى للمواطن إلا ان توجهه وكالات الانباء ليمحو ذنوبه الكربونية وحيدا فى مواجهة ازمة سوف تعصف بنا.
- العالم تحركه دوما اخوة كبار هم فى الواقع اخوة مصالح كبرى تريد أن تبقى العجلة دائمة حتى ولو على كل الارواح الانسانية ربما يجدوا لهم مكانا بعيدا فى الفضاء بعيدا عن بحثنا على انقلاب عالمى ضد تلك القيم الرأسمالية المستعرة التى تدور بعجلة الكون نحو النهاية!
- تستطيع كمواطن صالح أن تمارس لعبة ايكوبانك حتى تجد نفسك غارقا بمياه الامواج او حتى عالقا فى طقس امطار حمضية او منتظرا سحابة مصر السوداء او تفكر فى ان يمن عليك احد اغنياء الكوكب بتبرعات حماية الطبيعة بوصفك جزءا منها اخشى اننا رغم ما نتمتع به من عقل فقط اصبحنا ديناصورات بشرية!
No comments:
Post a Comment