- لسنوات عديدة كانت تأتى رسالة إليك على الموبايل تخبرك بأننا وجدنا مساخيط ونريد أن نشاركك فيها (جاءتنى شخصيا تلك الرسالة فى رحلة لشرم الشيخ من قبل) كانت عملية نصب محبوكة مازالت تتم بتنويعات مختلفة،هناك أيضا حوادث قتل غامضة لفتح قبور الفراعنة تتم بطول البلاد وعرضها ولا ادل من ذلك على قضية نائب الجن والعفاريت ،وكنت فى التسعينات احب كلمات جمال بخيت التى غناها على الحجار فى شريط لم الشمل وكان جزء من الأغنية يقول "احنا اللى رفضنا تكونى ضريح فى زمن كذاب" كنت أرى أن الوطن لايجب أن يعامل كضريح يزوره السياح ويعطونا نذوره لأننا كنا نتعامل مع السياحة بهذا المنطق وليس بوصفها صناعة لها قواعد وآليات.
- لكننا فى تعاملنا مع تاريخنا الفرعونى لم نتوقف عن استخدام الفراعنة كضريح لنلم نذوره ونتعامل مع الآثار بعدم تقدير حتى حينما كتبت من قبل عن فكرة استعادة تمثال نفرتيتى فى رسالة أخيرة للمستشارة اتهمنى أصدقائى بالخبل بل أن كثير منهم كان يرى أن وجود آثارنا المصرية فى الخارج افضل عدة مرات من وجودها فى الداخل المصرى لم تحظى به من عناية فى الخارج.
- ولم تدخر حكومات مصر المتعاقبة على التعامل مع تراثنا المصري إلا بنظرية كنز الضريح الذى يعجب مهاوييس السياحة الاجانب لذلك نحن نهادى الحكومات الأجنبية تلك الآثار بكل بساطة فعلى سبيل المثال لا الحصر اهدى الخديوى اسماعيل بهو للإعمدة للنمسا ، قام الرئيس جمال عبد الناصر بتخلى مصر طواعية عن عدد 6 معابد نوبية لم تستطع الحكومة انقاذها وأهدتها لعدة دول اوروبية شاركت فى انقاذ معابد النوبة ،وأمثلة أخرى على اهداءات لذلك التراث المصرى فى عهد رؤساء مصر حسنى مبارك والسادات وكانت عبارة عن تماثيل أثرية ونسخ حقيقية وليست نسخ مقلدة.
- والقطع المصرية فى الخارج وعلى سبيل المثال لا الحصر أيضا يوجد فى متحف تاريخ الفن فى النمسا ما يزيد عن أثنى عشر الف قطعة مصرية سواء عن طريق الاهداء او الشراء او التهريب من ضمنها بهو الأعمدة السابق الذكر ، كما يوجد حجر رشيد بالمتحف البريطانى ،ودرة التاج تمثال نفرتيتى فى المتحف الألمانى ببرلين ،هذا بالإضافة إلى الآف البرديات فى عدة متاحف ومراكز ثقافية عالمية يستخدمها علماء المصريات فى الخارج فى ابحاث علمية حقيقية لاكتشاف حقائق حضارتنا التى نبكى دوما عليها.
- منظمة اليونسكو طالما طالبت الدول الكبرى بعودة كافة الآثار إلى ديارها ليست الآثار المصرية فقط بالطبع وليس بعيدا عن قضية اللوفر ماحدث فى العراق من نهب متاحفه وتراثه فى عملية ممنهجة.
- وقد كشف اتهام رئيس متحف اللوفر بتقليد قطع آثرية منذ عدة أيام النقاب مرة أخرى عن كيف تتعامل الدول الكبرى مع الآثار بعيدا عن كلامات حقوق الإنسان المعسولة فمدير المتحف الذى يمثل بهرمه المشهور هوس فرنسى بالآثار المصرية ، ومن قبل قضية الآثار الكبرى المتهم فيها أخ احد الوزراء السابقين بتهريب آثار مصرية إلى إيطاليا خرجت فى على أنها حقائب دبلوماسية بالمناسبة خرجت على شكل حاوية "كونتينر" لتكتشفها السلطات الإيطالية بالصدفة ،وحجم هذا الأمر كان مريعا فى إبان فوضى احداث الثورات فى مصر حيث تم نهب العديد من المناطق الآثرية باللوادر على حد وصف احد كتاب مصر.
- ملم يتغير الوعى المصرى تجاه ذلك مالم نفكر بشكل إيجابى ونحاول أن نصنع تراكم معرفى حقيقى لبلدنا ولا نتعامل بالمنطق الفعرعونى ونمسح السابق ونتصور التاريخ بدأ كل مرة عند كل حاكم جديد ،سوف يظل نزيف آثارنا مستمرا وسوف تقلد وتعاد لنا مثل قضية اللوفر.
- لدينا الكثير ليس فقط التمسح بالتراث الفرعونى بموكب المومياوات ومتحف جديد، أملنا فى من يفكر فى عودة كل قطعة آثرية لنا حق بها من الخارج وكذلك السعى لعودة كل قطعة وفقا لما أعلنته اليونسكو،لدينا تاريخ ممكن احياءه ولغات مصرية وتراث أتمنى أن نستحق أن نملكه ،الآثار الفرعونية ليست كنز ضريح لتفريقها على الدول الكبرى كنذور ،يكفى أن اختم التدوينة بكلمات صلاح جاهين على أسم مصرالتاريخ يقدر يقول ما يشاء!
No comments:
Post a Comment