Wednesday, October 27, 2021

ثغرة الحلم

 

  • يحمل اكتوبر للعرب ذكريات المجد وحيث اننا دوما نحب أن مر على ديار ليلى فمازلنا نمر على نصر اكتوبر مرور العاشق على ديار ليلى او حتى مرور الخنساء فى مدح اخيها.
  • حتى الآن ورغم عشرات الندوات عن حرب اكتوبر ومئات الكتب لم يأتى نقد حقيقى يعيد تقييم ما تم انجازه حتى يصبح لدينا تراكم معرفى نبنى عليه مستقبلنا او حتى ننجح فى معركة الوعى، الدعاية الغربية حتى الآن تعبث بما تبقى لنا من مجد تليد وكانت الوثائق التى عرضتها البى بى سى عن حروب اكتوبر تضع المزيد للدور الروسى فى الحرب، فى الواقع لا ننقص من دور اصدقاء لكن يبدو أن عرض الوثائق من قبل الاذاعة الموجهة كان الهدف منه الانتقاص من القدرات العربية على ايه حال لدينا دبابة عدادها 15 كيلو فقط شاهدة على الدعم الامريكى وهذا ليس جديد فهناك كتاب امريكى شهير ترجمته هيئة الاستعلامات بعنوان نصر مائع يعتبر اسرائيل هى من كسبت الحرب رغم عنوانه اللطيف لكن اجابة السؤال هى اذا كانوا انتصروا فلماذا تركوا الاراضى هلى فقط من اجل حرب السلام الذى نجحنا فيها مثل ما نجحنا فى معركة الحرب؟.
  • فى الحقيقة أنا لا احب تعبيرات مثل نكبة نكسة حتى فكرة الهجوم المضاد الذى قامت به اسرائيل واطلقنا عليه ثغرة !
  • ولكن دعونا نعبر قليلا على تلك اللحظات التى اتذكر دوما شكل قوات العبور كما وصفها كاتب مصرى ان معديات العبور فى الايام الاولى كانت تشبه العبور على كوبرى قصر النيل ليلا، كان المصريين يعبرون وكأنهم ينفذون برنامج تدريبى بلا خسائر فى كثير من الاحيان بينما القوات السورية تتقدم تباعا حتى ان سقوط حصن جبل الشيخ كان سريعا بشكل غير عادى (مازال احد اهم المواقع فى هضبة الجولان)ربما اذكركم ببرقية الرئيس السادات إلى حافظ الاسد هنيئا لكم بالقنيطرة(عاصمة هضبة الجولان) فقط اسقطنا القنطرة، كان كل شئ يدور بحرفية لكن لماذا جاءت ثغرة الحلم لقد جاءت لأن القادة فى تلك اللحظات رغم حرفيتهم لم يصدقوا القدرة التى لدينا وبالامكانيات المحدودة لذلك جاءت العملية الدعائية فى السويس والهجوم المضاد الكاسح على هضبة الجولان.
  • يجب أن نعترف أن للعدو امكانيات تفوقنا فى كثير من الاحيان لانه يمثل مجرد امارة صليبية حديثة، ولديه الة دعائية صنعت من رجال مثل ديان وشارون آلهة حروب وان كان ديان اكثرهم وضوحا فى الساعات الأولى حينما كان خط بارليف يذوب تحت الضربات المصرية مثل قطع الجبن الفرنسى و كانت آلهة حربهم تتبول فى بدلهم العسكرية.
  • لو توقفنا عن الحروب بالكلمات قليلا ربما نجحنا، لو توقفنا عن نحت عبارات جديدة كل مرة مثل ما فعلت القيادة العسكرية فى ابلاغ الرئيس السادات ببداية الهجوم المضاد انها مجرد دبابات "بتبرجس" خلف الخطوط اعتقد ان ما يسقطنا دوما هو قدراتنا اللغوية القوية بصناعة معانى جديدة ليس ثراء اللغة العربية هو المشكلة لكن استخدامنا لهذا الثراء نكبة  نكسة ثغرة برجسة! حتى خطاب الرئيس السادات التى دوما احفظ كثير من كلماته بل ان جملة ربما جاء يوما نجلس فيه معا لا لنتفاخر او لنتباهى كنت استخدمها كثيرا فى عملى ربما انا ابن هذا العالم العربى .. على ايه حال على الجانب الآخر كانت جولدا مائير تدير المعركة الدعائية بقوة تاخذ صورا فى السويس، تصريح سريع وبسيط امام خطاب مدته ساعة "قواتنا تقاتل على الضفة الشرقية والغربية للقناة" او حتى مقولة شارون ان قوات اسرائيل تقاتل فى افريقيا!
  • النقد الموضوعى دون التخوين المراجعة الدائمة التراكم المعرفى قيم تبدو غائبة ولكنها اسلحة معركة الوعى واسلحة التقدم مع الانضباط والتناغم فى العمل مثل لحظات العبور الاولى العزف ليس منفردا لكنه جماعى جوقة كاملة تتناغم مع بعضها لتحقيق الاهداف بدلا من القول ان ليس فى الامكان ابدع مما كان ولندع نحت الكلمات الجديدة لماكينة دعائية توجه للخارج بدلا من صناعة اعلام ماجن يسبح بحمد سرمدية المسئولين لعلنا يوما نخرج من الاسر إلى الحرية.

No comments: