Saturday, February 5, 2022

مشاء

  • اوقات كثيرة اعتقد ان ضعفى فى اللغة العربية يجب أن يجعلنى اتوقف عن المحاولة عن الكتابة لكننى اكتب فى المدونة من واقع انها عملية تدوين ولم ازعم يوما اننى كاتبا.
  • وعلى هذا فأنا لا اعرف اذا كان هذا العنوان فى اللغة العربية يعتبر صيغة مبالغة ام هى كلمة نحتتها فكرة التدوينة.
  • والفكرة تدور ببساطة حول حبى للمشى وانا اتذكر اننى كنت اجلس مع البعض وكان يتصور نفسه من الذين يمشون كثيرا فقلت له ان رقمى فى المشى يتكون من الذهاب من بيتى فى شبرا الى المعادى والعودة مشى حيث وصلت إلى مستشفى المعادى للقوات المسلحة ثم عدت ادرجى كنت فى الصف الثانى الثانوى، والمرة الوحيدة الذى اشتركت فيها فى ماراثون كان للهلال الأحمر وكان يتم تنظيمه من هضبة الهرم إلى كلية التربية الرياضية مسافة حوالى خمسة كيلو مترات على ما اظن ذلك ما اعلن كنت اشارك فى فريق الشطرنج بمركز شباب الجزيرة حتى دعونا للمشاركة فى هذا الحدث.
  • والاشهر بالنسبة لاحد اصدقائى اننا كنا نزور معرض الكتاب كل عام وعادة كانت جولتنا تستغرق ما يزيد عن الخمس ساعات ونقضى يوما كاملا به لكن فى هذه المرة صديقى قال لى ان رجله تؤلمه فبعد ساعة فى المعرض خرجنا لنذهب إلى منزلنا فى شبرا لكنى اقنعته بعد فترة وقوق على المحطة - لا احب التوقف ابدا احب دوما الحركة- اننا علينا الذهاب إلى العباسية ففرصة المواصلات من هناك سوف تكون افضل حينما وصلنا العباسية اقنعته انه ليس من المنطقى ان نكون فى العباسية ولا نأكل عند "نجف" فى الدمرداش كان محل فول له شأنه ومازال فرع الدمرداش به افضل ساندوتش فول بالنسبة لى ربما "للنوستالجيا"  وحينما انهينا وجبتنا اقنعته اننا من الممكن ان نشرب واحد مانجه من عند "القصبجى" فى غمرة وهكذا فجاءة بعد ما تجاوزنا رمسيس ودخلنا نفق شبرا وكل هذا ونحن نسير والمفترض ان رجله كانت تؤلمه صرخ فى وجهى نحن نقترب من منزلنا فى شبرا مشى وهو الآن لا يأتى معى فى مشوار إلأ ويقف لكى نركب خوفا ان العب فى رأسه واخذه بعيدا كالعادة.
  • وترسخت عادة المشى لدى حتى اننى منذ بدأت عملى فى عام 1995 ولمدة تقترب من عشرين عاما  كان على أن اعود من جامعة القاهرة للبيت فى شبرا مرة واحدة على الاقل فى العام وغالبا كانت تكون فى رمضان وقد بدأتها عام 1995 مع صديق لى كان علينا ان نوصل سيارة احد افراد الاسرة إلى منيل الروضة تركنا السيارة وهناك بدأنا رحلتنا فى يوم اجازة نصف عام حتى صعدنا إلى أعلى المبنى وكان ارتفاعه 24 دورا اضطررنا أن نصعد بعضها دون مصاعد ثم قضينا وقتا فى تأمل نيل القاهرة  ، ثم نزلنا من هناك وجهتنا جامعة القاهرة لمراجعة بعض الاعمال وفى الطريق صلينا الظهر فى ميدان الجيزة ، وانهيت مشوار الجامعة وذهبنا إلى احدى قريبات صديقنا فى الدقى كان لها بيت لطيف لكنه كان بالقرب من مقر مبنى مباحث امن الدولة بالجيزة فى جابر بن حيان الجهاز المرعب فى التسعينات ، بعدها قررنا الذهاب إلى صديق لنا يعمل فى وزارة الزراعة وكان على رأس الوزارة فى ذلك الوقت اعتقد اطول وزير مصرى يوسف والى وكان زميلنا يعمل فى مكتبه قضينا وقتا معه ثم قررنا الاتجاه إلى المنزل عن طريق كورنيش الجيزة وفى الطريق قررنا ان نمر على المعشوقة "مكتبة القاهرة" فى الزمالك ولكن بالطبع كان الوقت قد اقترب من المغرب وكنا لم نصلى العصر وكانت المكتبة مغلقة بالطبع بسبب مواعيد رمضان وقررنا ان نعبر الكوبرى لكورنيش القاهرة ونذهب إلى منزلنا واعتقد اننا ركبنا من عند مركز التجارة العالمى لمجرد ان الوقت الباقى على المغرب كان قليلا ليس بسبب الاجهاد ومن بعد ذلك اصبح لدى عادة انه فى يوم فى رمضان ابقى فى المكتب لقبل الافطار بحوالى ساعة وانزل اذهب إلى المنزل حيث يكون الناس يجرون بالسيارات كأن ساعة الافطار يجب ان تدرك فى المنزل حتى اننى شاهدت الكثير من المناوشات فى الشارع بسبب التصادم تنتهى سريعا بسبب رغبة كل شخص باللحاق بالافطار وقد شاركت صديقه رحمه الله مرة حيث عودنا من طريق كورنيش الجيزة ايضا لكننا عبرنا كوبرى امبابة فقد تقريبا على مدار عشرين عاما جربت اكثر من الطريق للعودة للمنزل.
  • ومرة اخرى عدت من منزل اختى فى عزبة النخل للمنزل ماشيا ،ومرة من مقر الجهاز المركزى للتعبئة والاحصاء ايضا إلى كوبرى القبة ثم المشى بجوار المترو حتى البيت وحتى فى معهدى عدت وواحدة من زميلاتى التى كانت ايضا زميلتى فى المدرسة الابتدائية كنا نشارك نفس الدكة وتقابلنا بعدها بسنوات طويلة فى المعهد فى العباسية وكانت تمارس برنامج للحمية  الغذائية وكانت تريد ان تمشى من المعهد فى العباسية للبيت وفعلناها سويا
  • وكنت اذهب كثيرا للمعشوقة والخليلة ومازلت مشى سواء جزء من الطريق او كل الطريق ، وحتى وانا فى عملى فى السنوات الاخيرة كنت لا اركب المترو دوما من ا لجامعة لكن كنت اركبه من محطة الدقى وكنت اتريض من الجامعة حتى الدقى احصل على غذائى ثم اتوجه إلى المنزل وذلك بالذات بعد وفاة والدتى عام 2012 واليوم مازلت احافظ على قدر من المشى لكنه ليس بقوة الزمن السابق ، وكثيرا اتوه من  اصدقائى بسبب حبى للمشى ولا استطيع ان اقف فى الشارع انتظرهم اذا كنا نتقف على التلاقى ، ومرة كنت على ميعاد مع الاصدقاء للافطار فى الخارج فى رمضان وكان عليهم ان يقلونى من المهندسين وانا اعرف انهم قادمون من مصر الجديدة وظللت معهم على التليفون حتى قابلتهم فوق كوبرى اكتوبر واصدقائى الآن يطلبون منى التوقف فى مكانى وعدم التوجه تجاهمم لاننى دوما اضيعهم او يضيعونى اذا لم نتقف تليفونيا وانا مصر على نظرية اننى لا احب الوقوف وهم يصرون على فكرة اننا سنقفد بعضا بعض وهم لا يقدرون اننى لا استطيع التوقف والانتظار واننى مجرد مشاء.

No comments: