Sunday, February 6, 2022

مؤشر

 
  • حينما كنا صغار كان سحر الميديا الوحيد لدينا هو سحر الراديو وكان هو النداهة التى تأخذك إلى عوالم بعيدة وكانت فكرة ان تدير المؤشر وتسمع الاصوات المختلفة وتحفظ جيدا موقع الاذاعات الاجنبية الموجهة بحثا عن الاخبار وعن صدقها، وحتى فكرة ان تدير المؤشر وتسمع مجموعات اشارات السفن او الاشارات المختلفة وتتصور نفسك داخل حلقة من حلقات مسلسلات المخابرات.
  • كبرنا قليلا واصبح المؤشر هو ما تنقله الصحف عن المؤشرات الاقتصادية سواء العالمية او المحلية وحينما عادت البورصة المصرية للعمل كان فكرة المؤشر البورصة ولعبة الصعود والهبوط.
  • ثم جاءت دراسة الكمبيوتر ولغات البرمجة ومفهوم المؤشر بها – الترجمة العصيبة – التى تجعلك تستخدم الكلمة الانجليزية بشكل افضل وتساهم فى ازمة هويتنا، وكما قلت من قبل أن عمل الشخص ربما يؤثر على طريقة تفكيره مثلما قيل عن الرئيس مبارك رحمه الله ،فلذلك اصبح مخى ملئ بالمؤشرات التى حينما تشير إليها تفتح ابوابا أخرى او مثلما كنا نستخدم عبارة مسرحية سعد الله ونوس طقوس الاشارات والتحولات.
  • ولم يبقى الأمر فقط على قلق الشخص من فهم معنى كلمة بشكل اخر او تصورك ان الشخص الذى امامك يقصد كلمة اخرى ، لكن مخى على مدار خمسين عاما جمع كثير من المؤشرات لذلك فكلمات كثيرة تفتح ابواب كثيرة فى عقلى وايضا قد تذكرك كلمات باشخاص او بمواقف اصبحت المؤشرات كثر حتى اصبح ان الشخص يأن من وطئة ما يحمله مخه من منمنمات صغيرة تحمل مؤشرات إلى اشياء اخرى كثيرة..
  • او ربما لأننى شخص ربما يهتم بالتفاصيل او مثلما كتبت فى تدوينة بكيا من قبل أن اشياءك الصغيرة تشير الى مواقف كثيرة كما اشرت إلى بطل شاهد حب ، وكذلك عطر انثوى فواح او حتى أن تؤشر أنت إلى معشوقة وخليلة وحلم بطيخى وانت تقصد اماكن او معان اخرى او حتى قطعة ملابس او لون معين قد يفتح فى عقلك طرقات إلى ماض دفين ، وقد اعلنت من قبل أنى افضل الاسود ، لكن كل لون يوصلك إلى مؤشر مختلف وربما كل كلمة بل مجرد حروف كثيرة قد تصل إلى موجة معينة فى رأسك او تظبط مؤشر رأسك على افكار أخرى.
  • وربما ايضا هذه المؤشرات حينما يعرفها المقربون يرسلوها لك عبر كلمات او حتى عبر رسائل واضحة إلى ذلك الامراوذاك ، وربما قد يحاول البعض العبث فى عقلك باستخدام مؤشرات مختلفة بالذات اذا كان لديه معلومات عنك، او حينما يقود المؤشر إلى تفاعل كيمائى خطر ما اصدقاء او اشخاص يشاركونك نفس الاهتمام ونفس الافكار.

No comments: