- حينما بدأت العمل فى مجال الانترنت قبل اكثر من عشرين عاما كنت مهوسا بالتكنولوجيا وكل يوم ابحث عن موقع جديد استفيد منه وكان احد هذه المواقع يقدم لك مفكرة مواعيد لاحداثك الهامة خلال العام وكنت اضع به كل تواريخ ميلاد الاسرة وتواريخ ميلاد اصدقائى بحيث اعيدهم فى تاريخ ميلادهم حتى لفتت نظرى احدى قريباتنا حينما كنت اهم بتسجيل تاريخ ميلاد اخيها أنه يجب عليك ان تتذكر هذا بنفسك وأن ما تفعله هو مجرد استفادة من التكنولوجيا لكن الفكرة ان يكون تذكر هذا الامر من نفسك اعتبرت الأمر فى حينها مجرد منطق نسائى لا افهمه ، لكن بعد ذلك حينما كنت ارسل لاصدقائى كروت المعايدة من على احدى مواقع المعايدات بدأت افكر فيما قالته حيث كان الموقع يتيح لى اختيار الصور والكلمات وكذلك المقطوعة الموسيقية كان الشكل النهائى جميلا لكن المحتوى فى اوقات كثيرة ليس من القلب.
- وحينما جاءت شبكات التواصل الاجتماعى بشكلها الحالى وادخلت بياناتى فى الفاسبوك وحيث أن لدى فرق بين تاريخ ميلادى الحقيقى وتاريخ ميلادى المدون فى الاوراق الرسمية فبطبيعة الحال كتبت يوم ميلادى مثل اليوم المدون فى الاوراق الرسمية واصبح كل الاصدقاء يرسلون لى المعايدات فى هذا التاريخ الكاذب وقليل هم الذين يتذكرون ويكتبون لى يوم تاريخ ميلادى الحقيقى بل البعض يندهش من معايدات الاخرين فى يوم غير ما يعرفوه منى وحينما قامت شكبات التوصال بادخال التعديلات على المشاعر بدلا من الاعجاب فقط واصبح هناك الاعجاب والضحك والغضب والدعم ايقنت ان ما قالته قريبتنا حقيقى كل مشاعرنا اصبحت معلبة وجاهزة انت لا تبذل مجهودا داخليا لكى تخرج مشاعرك كل شئ جاهز ، وإن كنت من قبل تكلمت عن كيف ينسج كل منا قلايته الالكترونية الخاصة به وكيف أننا اصبح لدينا جميعا توحدالكترونى سواء حول ذاتنا او حول واقعنا الافتراضى ، فاليوم يجب أن ننتبه إلى مشاعرنا المعلبة فى قوالب جاهزة خاصة وأن تقتنيات العاب مثل "الحياة الثانية" و"الميتا فيرس" تغزو واقعنا بقوة واصبحنا نعيش هذا الواقع الافتراضى اكثر مما نعيش فى الحقيقة.
- انهى تلك التدوينة بدعابة حدثت لاحد الاصدقاء حينما حاول أن يضع الوجه الحزين على تدوينة لوفاة احد الاقارب لكن الباقة كانت فى نهايتها وكان التحميل بطئ فنقر بالخطأ على الوجه الباسم واخذ عدة ساعات حتى يغير الوجه ، ربما لم يلاحظ احد ايضا ما حدث لأننا حينما نراجع تلك المشاعر المعلبة فأننا نقرأها ايضا بشكل معلب وهكذا فرغم ان مشاعرنا الإلكترونية تبدو ذاهية وبراقة لكنها مجرد مشاعر معلبة تبدو مثل الوان صناعية ليست حقيقية اخشى انها تحمل ضررا و لا تحمل دفئا كثيرا مما كنا نشعره من وردة او عطر او حتى قصاصة ورقية تحمل ذكرى خاصة بنا أو ربما اصبحنا بيكيا روبابيكا فى زمن المشاعر المعلبة.
No comments:
Post a Comment