- كنت فى مشاركة فى احد مؤتمرات تكنولوجيا المعلومات وكان احتفالية المؤتمر تقام فى الصوت والضوء بالأهرام وجزء من الاحتفالية كان الصوت والضوء وفى بداية الاحتفالية كان هناك اغانى اجنبية تعمل فى الخلفية المشكلة انها كانت بصوت عالى جدا وكان الضيوف الاجانب الذى تجاذبت اطراف الحديث معهم شديدى الاستياء وحاولت جاهدا أن اصل إلى اى احد من الوزارة المنظمة حتى يتم خفض الصوت قليلا لكن بلا جدوى ،وفى مؤتمر اخر بمدينة شرم الشيخ كنت اركب الاتوبيسات الناقلة الى الاحتفال ولمحت احد مديرينى السابقين الذى اكن له كل الاحترام والتقدير وبالفعل رفعت صوتى عاليا لانادى عليه داخل الاتوبيس لانبهه انه من الممكن ان يركب معى ولكن حينما فعلت ذلك وجدت كل من فى الاتوبيس ينظر إلى شذرا وتمنيت لو أن الارض انشقت واخذتى حيث فهمت اننى ازعجت الجميع بلا داعى حقيقى ربما لم ينقذنى سوى أن مديرى كان شديد الكاريزما وجمع من حوله الكثير بحوراه حينما ركب الاتوبيس لأنه كان يجيد عدة لغات اجنبية.
- وربما هناك ثقافات مختلفة فى المجتمع فكما كتبت عن ثقافة الخوف يبدو أن الموقفين السابقين أننى ابن ثقافة الازعاج الصوت العالى الذى ليس له معنى فى حوارتنا او حتى فى وسائل الانتقال العامة سواء كانت سيارات خاصة او حتى حافلات مرور ربما تجدنى افضت فى شرح ذلك فى سلسلة الحرية على الطريقة المصرية من اول هيئة النقل العام حتى الكتكت سواء كان ما يذاع اغانى او حتى خطب دينية او حتى قرآن كريم على اذاعته المحترمة التى يحب البعض أن يهينها بتشغيلها فى خلفية الحياة والموتوسيكلات التى تركب نوع معين من الشكمانات حتى يكون له صوت عالى او حتى فى الاصوات التى تخرج من كل الاغانى سواء كانت اغانى عادية او اغانى مهرجانات لا تتستسيغها الاذن الانسانية يتحجج الجميع بالتجديد وفى النهاية يصنعون نوع من الازعاج مع قليل من الموسيقى وتصبح اغنية تصنع فى بر مصر كله ازمة صوت حتى كتابة هذه التدوينة وتحت منزلنا يتنافس بائع جائل وآخر احدهم يشغل اذاعة القرآن الكريم منذ الصباح حتى المساء والآخر ينافسه فى المهرجانات وكلاهم يتفنون فى تعلية الاصوات والضحية المواطنون من حولهم واذا حاول احد ان يوجهمم احدهم يقول انت لا تحب كلام ربنا أما الاخر فيقول عايزين نخفف من ضغوط الحياة اللطيف فى الأمر أن الاثنان يسرقون الكهرباء من الشارع ويتصور احدهم انه ينشر الايمان بتعلية الصوت وذلك سواء فى الشارع او فى المواصلات العامة.
- الأمر اصبح عادة عامة فمن تعليه الاصوات فى الافراح إلى احتفاليات ليلة الحنا حتى إلى اعياد ميلاد وسبوع الاطفال اصبح يتم جلب "دى جى" بدل دقة الهون القديمة اصبحت الدقة الحديثة تدق فى ادمغة كل المحيطين سواء الحاضرين او من كان حظهم العاثر فى الجوار واذا حاولت التحدث سوف يقول لك البعض "سيب الناس تفرح" ويبدو أن الفرح للناس يكون على حساب صحة الأخرين الصوتية والعقلية حيث ينقلب الفرح إلى تعطيل حركة المرور سواء من يتصوروا الحوارى الضيقة ملكا لهم لغلقها لصناعة اى من الاحتفالات السابقة او أنك تعانى من المشى فى الشوارع فى ليالى الخميس والسبت حيث تكثر عادة الافراح بسبب أن موكب احتفالى بالزمامير العالية اراد ان يفرح على حسابك
- ولا يقتصر الأمر على ذلك بل وصل الأمر إلى دور العبادة سواء المسجد او الكنيسة حيث يتنافس البعض على تركيب الاصوات فمن يسكنون بجوار الكنيسة مكتوب عليهم ان يسمعوا عظة الكنيسة وعظة الوفاة كذلك من يرزقه احدهم بمتوفى من اى من الديانات ويكون العزاء فى الشارع او حتى فى دار مناسبات قريبة فعليك ان تسمع العظة اى كانت من اى من الديانات وبالطبع خطب الجمعة وخطب الأحد وحينما تتدخل الدولة للتقنين او لتقليل الصوت يعتبر البعض ذلك هجوما على الدين نفسه!
- وحيث أنك لا تفهم هذا العبث أو فى النهاية تصبح أنت اسير لتلك الثقافة وتستخدم صوتك العالى لاثبات وجهة نظرك او حتى أن يكون احتفالك مثل هذا الاحتفال او ذاك، او مثلما فعلت فى الموقفين السابق ذكرهم فكلنا اصبحنا اولاد ثقافة الازعاج!
1 comment:
ده حقيقة فعلا لخصت وانجزت تحياتي👌
Post a Comment