- عبر حوار سابق ربما تحب أن تطلع عليه فى المدونة بين من يتحدث بالانجليزية والعربية فى نفس المجتمع تحدثت عن ازمة الهوية كنت اقصد ما يحدث من اننا اصبحنا نفكر بعقلية غير لغتنا واصبحت اللغة الاجنبية اقرب إلى اللسان من اللغة العربية.
- لا اتحدث عن اللغة الفصحى او الكلام التى يحب ان يقوله البعض انه مقعرا ، ولا اتحدث عن مصطلحات يجب أن نستخدمها لأننا لم ننتجها مثلما نسب علم الخوارزميات الى الخوازمى وبقى على اسمه حتى فى المراجع الاجنبية وطبعا لأن انتاجنا الحضارى تراجع منذ امد بعيد فليس لدينا ما نضيفه سوى التغنى بتلك القضية.
- لكننى هنا اتحدث عن اللغة العادية اليومية عن اعلانات الشوارع والتليفزيون لم يعد لدنيا لغة عربية موجودة.
- تستطيع ان ترفع بصرك وانت تركب سيارة على كوبرى اكتوبر لن تجد اعلان واحد باللغة العربية وان وجدت فسوف تجد جزء من الاعلان فقط! ، تستطيع ان تشاهد التليفزيون وترى اننا لم يعد لدينا اسماء مدن جديدة او منتجعات سوى اسماء اجنبية
- اتذكر أن فرنسا فى التسعينات منعت استخدام الاسماء الاجنبية واللغة الاجنبية فى كل اسماء المحلات وحاول وزير التموين المصرى حينذاك ان يقلدهم ونال من التقريظ ما يكفيه ، فرنسا بالمناسبة اكبر بلد فى العالم يستقبل سياح لا يضع لافتات فى الشارع سوى باللغة الفرنسية حتى المعروضات فى متحف اللوفر لا توجد ترجمات امامها عليك ان تشترى دليل المتحف بلغتك حتى تستطيع ان تقرأ بها ان كنت تريد لكن لو احدهم قال ذلك لاتهم بالتخلف.
- كلنا يجتهد ليدخل ابناءه مدارس اجنبية ويبقى سعيدا بانهم يتحدثون الفرنسية او الانجليزية فى حين أن منظمة الثقافة والعلوم التابعة للأمم المتحدة تنصح بأن لا يدرس الاطفال اى لغة اجنبية فى سنوات دراستهم الاولى ، وابنائنا اصبحوا الآن يكتبون العربية الآن فى شبكات التواصل بالحروف اللاتينية! لكى يستطيعوا التواصل مع اصدقائهم !
- وحينما قامت حملة منذ سنوات طويلة من د.مصطفى الفقى ودكتورة نعمات فؤاد لإعادة الكتاتيب لتدريس القرآن تم اتهامها بالتخلف والرجعية.
- وبمناسبة اللعبة الاسرائيلية التى انتقلت إلينا بسهولة فقد اصبحت وكالتنا الاخبارية تستخدم الاسماء الاسرائيلية للمعابر بدل من الاسماء العربية والمثل البسيط فى حائط البراق او المبكى!حتى ان احد محلات الملابس فى شبرا مسمى على اسم دبابة اسرائيلية!
- تستطيع ان تدلف إلى ما حكاه ابن خلدون وهو يتكلم عن طبائع العمران فى مقدمته حول ولع المتدهور حضاريا بتقليد من سبقوه لكننا لم نعد نقلده فى الحسن او الغث لقد اصبحنا ببساطة نستنسخه فى كل حياتنا وليس ادل على ذلك من تغير اسماء الطعام اليومى إلى مصطلحات اجنبية؟! من اول الطعمية حتى صوابع زينب! فى حين أن اسرائيل سجلت الفلافل على انها براءة اختراعها ووقف رئيس الوزراء الاسرائيلى يأكل تلك الفلافل فى حمله لتسجيلها للتراث اليهودى! مثل الجلبية الفلسطينية التى اجتهدت رضوى عاشور ونقلت لنا منمنمات الحياة فى الطنطورية وكيف ان الاسرائيليين يبيعون التراث الفلسطينى على انه اسرائيلى!
- واذا كنت تريد مزيد من التعجب فاليابان سجلت الملوخية على انها اختراع يابانى رغم انهم وضعوها فى وجبات سريعة تنافس الوجبات الامريكية فى حين اننا حتى فى رمضان توقفت محلات الوجبات السريعة عن وضع المشروبات الرمضانية واصبح الوجبات معها مياه غازية! رغم انها لسنوات قدمت تقربا للمصريين بمشروبات رمضانية.
- تضيع اللغة ، يضيع المخزون الثقافى وموروثات الطعام وفى النهاية تتآكل الهوية.
Sunday, June 10, 2018
تآكل الهوية
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment