كما شرحت من قبل فى أن وجودى فى الاوبرا يتيح لي الكثير من الاطلاع على افلام بديلة عن سطوة السينما الامريكية وتأثيرها الجارف وإن كنت دوما اتحدث عن مهرجان الفيلم اليابانى فقد شرفت بدعوة كريمة من سفارة فلسيطن وشاركت فى الدورة الخامسة لأسبوع الفيلم الفلسطينى ولدى حرص على lمتابعة افلام القضية الفلسطينية سواء باب الشمس الذى اتذكر اننى دخلته بجزءيه وصديق لى وكان فى السينما عدد ست افراد فقط او حتى ناجى العلى مع التحفظات المصرية ،لكنى منذ فترة لم أشاهد فيلم فلسطينى منذ أن شاهدت فيلم الجنة الآن وكان يعرض فى مهرجان الفيلم الاوروبى ولم يعجبنى الفيلم رغم فكرة تركيزه على المعاناة الانسانية التى يعيشها الفلسطينين وقد ساهم فى جدل كبير حول الأعمال الاستشهادية فى حينها وبدأ أن فصائل المقاومة تلجأ لخيارات اخرى لكن يبدو أننا اصبحنا نفجر انفسنا فى العراق وسوريا بدلا من أن نفجر العدو الإسرائيلى.
لذلك كنت متوجسا من أن اغلب الافلام ذات دعم اوروبى رغم اجتهاد صانعيها لكنى اعرف أن الممول عادة هو من يتحكم فى قيم العمل ولا توجد حرية حقيقية للإعلام كما درست فى كلية الإعلام وإن كان التمويل يقدم دعما جيدا للمرأة بوصفها احد الفئات المهمشة.
الأسبوع كان حافلا بين افلام تسجيلية وافلام روائية اجتهد البعض فى تقديمها وربما لأن بعضها اعمال أولى فقد كان بعضها مباشرا جدا بدأت الإفلام بالرمز الفلسيطينى الكوفية وحديثه فى الخلفية عن صراع الفصائل الفلسطينية ،ثم تسليط الضوء على محاولة الحياة خارج الصراع مثل فيلم صبايا كالمنجارو ورحلة بعض الفلسيطنيين إلى قمة الجبل فى تنزانيا وفكرة وجود التحدى لصناعة الحلم أيا كان هذا الحلم ،وكان فيلم ميلاد مر مباشرا جدا وإن كان عقب انتهاءه تصورنى البعض بطل الفيلم لوجود شبها ما بينى وبينه وقاموا بتحيتى وكنت سوف اتقمس الدور وامضى لهم اوتوجرافات.
كذلك سلط فيلم ابن شوارع على معاناة فلسطينى الشتات فى مخيمات لبنان فى مجابهة السلطة وكيف أن هذا يؤثر على خلق اطفال شوارع دون هويات وفوجئت أن العدد ضخم جدا بالطبع لتضييق السلطات واسباب اجتماعية اخرى كثيرة.
اما اعتقادى فإن درة الأفلام كان فيلم مكان الذى يروى فى خمس دقائق معاناة الفلسطينين فى حى الشيخ جراح من الاحتلال الفلسطينى وقد شاهدته من قبل على الانترنت اثناء انتفاضة حى الشيخ جراح وكيف يتحدث أفراد الاسرة عن منزلهم بينما لا يكف المستوطنيين عن سرقة البيت واثاثه.
وجاء فيلم الافتتاح "عمر" ليرينا كيف أن شخص يفقد اكثر من اربعة عشر فردا من عائلته ومعانته تحت الانقاض ربما يذكرنا بأكثم المصرى الذى ظل تحت انقاض عمارة مصر الجديدة التى سقططت فى احد توابع زلزال 1992 ورغم بساطة الفيلم ومباشرة لكنه اوضح لنا كيف ما يفعله القصف على الارض فى البيوت وحياة الناس ومعاناتهم الحياتية فى فقد المأوى وإن كان قد غفل السيرة الذاتية للأربعة عشر قتيلا وحياتهم مثلما فعلت اسرائيل فى دعايتها فى عملية استشهادية حينما قام رئيس الوزراء الاسرائيلى بنقل حطام الاتوبيس إلى أمريكا وتم تزينه بصور الثمانية عشر قتيلا وبالطبع هناك فرق امكانيات وتمويل.
فى اليوم الثانى كان فيلم عائد إلى
غزة عن معاناة الفلسطينيين فى العبور للدراسة خارج الوطن وقصة حب شديدة المباشرة
لم تأخذ زخمها الكافى وإن كانت تذكرنا بعائد إلى حيفا لغسان كنفانى الذى استمتعت بكتابه رجال فى الشمس عن تغريبة المواطن الفلسطينى فى الخليج.
أما قضية سرقة الاحتلال للمياة الفلسطينية كذلك التقطير على حياة الفلسطينيين فقد ظهرت فى فيلمين حياة بالقطارةوصيف حار جدا.
وجاء فيمل عشرحكايات عن الاجنبى الذى قرر
أن يتحول إلى الإسلام وقرر أن يعيش فى رام الله فى عشر قصص من حياته التى تحولت إلى
حياة فلسطينية خالصة بالمعاناة وحتى فى محاولته صنع التطريز الفلسطينى الذى لا تكف اسرائيل حتى عن سرقته وانتسابه لها هو والفلافل فى غمرة عمليات السرقة الممنهجة للوعى الفلسطينى.
اعجبنى فكرة مونولجات غزة والفكرة حينما تم نقلها إلى العالمية وتنفيذها ربما استطاعت ان توصل الرسالة إلى العالم وإن كنت قد سمعت بها من قبل عقب عملية عناقيد الغضب.
وترينا افلام مثل ترميم ومنع امنى معاناة فلسطينية بافكار مختلفة سواء المنع الذى يعطل الحب أو حتى احتياج الشخص لترميم نفسه.
ويحكى فيلم المتوج باكليل الغار عن حياة احد المساهمين الكبار فى المسرح الفلسطينى.
فيلم العشرين اكثر ما اعجبنى فيه فكرة المرآة التى على شكل ارض فلسطين ،كذلك فيلم المفتاح عن رمزية صراع الفصائل الفلسطينية على مجرد الرمز وليس القتال ،واعجبنى فكرة فيلم بطول 120 كم عن تجربة تسجيل عملية التنقل بين الجليل ولبنان وكيفية ان ذلك يعرض البعض للسجن لمجرد محاولة توثيق الواقع الفلسطينى الأليم ،ويقدم فيلم شطة قصة حقيقية لاحد عمليات الهروب من سجن اسرائيلى وشارك فيها احد رجال المخابرات المصرية المسجون فى السجن الذى ذكرتنى بالاسرى الفلسطينين حينما هربوا من السجن وكتبت عنهم من قبل فى تدوينة الأسرى والمحررون.
وقدم خلف السياج معاناة اهلنا فى فلسيطن وراء سياج عازل يحمى الطرق الالتفافية للمستوطنات التى تأكل الاراضى الفلسطينية وكيف نجح الفلسطينيين فى تدميره وتسجيل هذا العمل من خلال الفيلم.
قدم فيلم العنصرية رؤية مباشرة لما يتعرض له الفلسطيينيين من وحشية وعنصرية لا تقل عما حدث فى جنوب افريقيا او حتى ما يحدث من تمييز عنصرى فى أمريكا تجاه ذوى البشرة السمراء وإن كان فات الفيلم أن الاسرائليين يفتخرون بأن تقنية الضغط على الوريد السباتى بالركبة هى تقنية اسرائيلية فى الاساس وهذا يوضح كيف أنهم يتعاملون بعنصرية ووحشية مع الأخر والتى ادت إلى وفاة الامريكى الاسود جورج فلويد.
لم يكن فيلم الراعية موفقا فى الاعتماد على فكرة الرقص الحديث مع السرد ،ويبقى فيلم حراس الأرض يجسد ما يقوم به الفلسطينيين فى الأرض المحتلة بشكل عام رغم تركيزه على قضية الأغوار على الحدود الاردنية الفلسطينية.
غزة مونامور بالنسبة لى هو درة الافلام فيلم روائى عن قصة حب بسيطة لرجل قارب الستين لكن الفيلم يحمل الكثير من المشاعر ويقدم معاناة الفلسطينى البسيط ليس من الاحتلال لكن حتى من السلطة الفلسطينية فى غزة وهى قصة انسانية فى الأساس وتحمل كل معانى الحلم الانسانى البسيط فى الحياة.
فيلم استعادة لرشيد مشهراوى تسجيلى جميل ايضا استمتعت به فى عرضه لقصص يافا من خلال الصور ومن خلال ذكريات لاجئ فلسطينى فى احد مخيمات غزة وإن كان فات الفيلم أن يضع فى الخلفية اغنية اذكر يوماكنت بيافا.
فلسطين بالنسبة لى هى القضية الأساسية لكل العرب مهما غابت فى ظل هموم تحويل الوطن العربى كله لقضايا لاجئيين سواء فى العراق من قبل او سوريا من بعد او عبثية الحرب اليمنية عى نغمة الصراعات الدينية بين الشيعة والسنة.
وبالنسبة لى قضية فلسطين هى قضية الدفاع عن المقدسات وكذلك هى قضية مصيرية مصرية كما قال جمال حمدان احد طيور العنقاء المصرية الاكثر شوفينية منى انها قضية حماية مصر فى ظل عدو عنصرى توسعى فى الاصل وليس فقط دفاعا عن اهلنا فى فلسطين.
وقد سعدت بالندوات بالذات ندوة ما
تناولته الافلام عن قضية القدس والذى كان ضيفها الناقد الاستاذ عماد النويرى صاحب كتاب القدس فى السينما والذى لن يفوتنى قراءته من خلال الانرنت ،وبشكل عام المعضلات التى تواجه الفيلم الفلسطينى
سواء انتاجية او تسويقية ،وعلى هامش المؤتمر سعدت بالتعرف على الدكتورة هند أمين البديرى صاحبة الدراسة
الرائعة عن اراضى فلسطين بين مزاعم الصهيونية وحقائق التاريخ التى اسعد بقراءتها
الان حرصا على الوعى بالقضية والتى احسنت جامعة الدول العربية بطبع دراستها كذلك شرفت بالتعرف على الناقدة السينمائية كوكب حسين الذى نالت تكريما فى نهاية المهرجان باهدائها كتاب مصور عن مدينة القدس بوصفها متابعة جيدة لفاعليات الاسبوع الفلسطينى منذ بدايته.
ورغم كل مآسينا الذى كتبت عنها هنا من قبل فى بدون عنوان والمآساة سوف تبقى
القضية حاضرة فى القلوب ومعاناة اخوتنا فى فلسطين لن تنتهى مع عدو غاشم قتل ويقتل
الاطفال والنساء ولا يفرق بين مدنى وعسكرى ولا يفرق بين اخوتنا فهو يبيدنا بعنصرية
متصورا اننا مجرد هنود عرب ،ويكشف ما يحدث فى اوكرانيا وطريقة التعامل مع اللاجئين
لماذا دوما هناك تواطؤ دولى ضد قضايانا من اول سايس بيكو حتى غزة اريحا عروجا على
النزيف العراقى فى حربين مدمرتين ،يبقى لنا الوعى بقضايانا عبر اعمال فنية او
كتابات ،تحية لمن بذلوا الجهد لاخراج هذا الاسبوع وإن كان الدعاية له لم تكن كافية وإن كان بعض الافلام مباشرة ونحتاج إلى مزيد من الدعم ربما فيلم شطة قد يكون افضل من فيلم الهروب الكبير لو توفرت له الامكانات لكن علنا بجهد بسيط نستطيع ان نصنع الوعى بقدسنا وتبقى فلسطين فى القلب.
No comments:
Post a Comment