Wednesday, March 30, 2022

يوم الأرض

تؤشر النتيجة كل يوم على ذكرى فى عقلك فهذه ورقة يوم ميلادك وهذه الورقة الأولى فى السنة وهذه هى الورقة الأخيرة ،وتتوالى ذكريات اخرى كل يوم حينما تقطع الورقة التى تنهى معها يوما من عمرك او كما يقول الحديث المنسوب إلى النبى اذا مضى يوما مضى بعضك ،وتنهش أيام اخرى ذكريات فقدأب أو أم او صديق او خال او قريب.

اقطع ورقة اليوم فأجدها بتاريخ 30 مارس ترى هل هى ذكرى بيان ثلاثين مارس البيان الناصرى التصحيحى عام 1968 ، لا يبدو هناك شئ اعمق أنه يوم الأرض لا اقصد يوم الارض العالمى الذى يحتفل به فى 22 ابريل من كل عام لمحاولة حماية المناخ او حتى الفاعلية الذى حرصت على المشاركة فيها دوما يوم 26 مارس وهى ساعة الأرض التى كتبت عنها من قبل فى انجازات كورونية.

لكن اننى اتحدث عن يوم الارض الفلسطينية 30 مارس 1976 ،اليوم الذى قامت فيها جماهير الشارع الفلسطينى فى الداخل الاسرائيلى بأول احتجاجات منظمة منذ عام 1948 واستشهد به ستة شهداء وظل العالم العربى والفلسطينيين يحتفون به كل عام بفعاليات مختلفة ،وهذا الشهر كنت حضرت اسبوعالفيلم الفلسطينى الذى توافق بدايته مع ميلاد الشاعر الفلسطينى محمود درويش وعادة حينما احضر فاعلية لها علاقة بدولة ما ففى زيارته لخليلتى المكتبة اتزود بكتاب عن هذه الدولة فعلت ذلك فى الافلام اليابانية ،وها انا افعله هذا فى ذاك الاسبوع ايضا بأن استعرت رواية "باب الشمس" لالياس خورى التى شاهدتها من قبل فى فيلم باب الشمس بجزءيه الرحيل والعودة وفى خلال اسبوع الفيلم الفلسطينى حصلت على كتاب اراضى فلسطين بين مزاعم الصهيونية وحقائق التاريخ للدكتورة هند أمين الديرى واتممت قراءتهم اليوم.

ولكن حينما كنت احضر فعاليات الفيلم الفلسطينى كان الرئيس المصرى وولى عهد الامارات مع رئيس وزراء اسرائيل يجلسون فى شرم الشيخ ربما للاتفاق على فكرة ضرب ايران كما تقول بعض الانباء ،وأمس اجتمع عدة وزراء خارجية عرب فى اسرائيل وكان تصريح وزير خارجية الامارات شديد العجب حينما قال انه اضاع ثلاثة واربعون عاما دون أن يعرف اسرائيل.

ربما يحتاجانى أن اعرفه على دولة اسرائيل قليلا فالحركة الصهيونية اختارت اسم نبي من انبياء الله لتصنع دولة دينية هى السبب فى السابق وفى الحاضر فى موجات التطرف والتدثر بالدين الذى تعيشها المنطقة ولم يسلم منها العالم وذلك عبر وعد مشئوم من رجل لا يملك لمن لا يستحقون عام 1917 بالطبع هو وعد بلفور وزير خارجية بريطانيا وتحكى لنا الوثائق ان الكيان زرع لتفتيت الوطن العربى وتبقى اسرائيل مجرد مستعمرة متقدمة تحمى مصالح المستعمرين الكبار قرب منابع النفط الذى يملكها الهنود العرب الذى سعت اسرائيل لتفريغ ارض فلسطين وحلمها لم يقتصر على ارض فلسطين لكن توسعاتها تصل إلى حلم من النيل إلى الفرات.

هل تريد أن احكى لك عن اسرائيل منذ الانشاء عبر مذابح اللد والرملة او دير ياسين او حتى مذابح الاسرى المصريين فى عام 1967 او حتى قتل موظفى الامم المتحدة فى غزة على ايدى جيش الدفاع الاسرائيلى، او ضرب مطار بيروت المدنى وصورة رئيس وزراء اسرائيل الاسبق حينما كان ضابطا فى العمليات الخاصة وهو يقف بقدمه على رقبة فدائية فلسطينية ،ام تفضل أن احكى لك كما تقول عن اسرائيل منذ معاهدة السلام مع مصر منذ 43 عاما كما تقول دعنى اقول لك انه منذ تم السلام مع مصر فقد تم تنفيذ عملية السلام فى الجليل ويبدو من اسمها انها شديدة البراءة لكنها انتهت باحتلال ثانى عاصمة عربية بعد القدس وهى بيروت وتوجت بمذابح صابرا وشاتيلا ، وربما تحب ان تسمع عن عناقيد الغضب او مذبحة قانا اذا كنت ترانى اركز على قضية فلسطين ولبنان فربما اذكر سيادتكم بقصف المفاعل النووى العراقى ،او ربما اذكرك بقصف مقر منظمة التحرير فى تونس أو المحاولة الذى لم تكتمل فى ضرب مقارات المنظمة فى اليمن.

دعنى اقول لك ببساطة انك ربما تحتاج ان تعود إلى قائد شرطة دبى لتسمع عن عملية اغتيال المبحوح فى الامارات التى نفذها 27 من عملاء الموساد على ارض بلدكم الامارات ومن قبلها عشرات العمليات الارهابية والاغتيالات السياسية منها ايضا فى العاصمة الاردنية عمان محاولة فاشلة لاغتيال خالد مشعل اعتقل على اثرها اثنين من الموساد الاسرائيلى.

هذه اسرائيل الذى احبك ان تتتعرف على بعض جرائمها والسابق امثلة لا حصرا استفزه كلامك ووقوفكم صفا هناك كأنهم لا يحتلون ارضا ولا يهينون شعبا والتى اعرفها سواء قبل معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية او بعدها ،على العموم فى المعاهدة كان لدينا الارض مقابل السلام ومازلت شخصيا احلم باسترداد ام الرشراش وسلامنا ظل باردا وكان وزير خارجيتنا فى ادفى لحظات السلام مع ايصال الغاز والكويز يهاجم المهرولون ،اذا لم تصدق كلامى عن اسرائيل فيمكنك سؤال اطفال غزة ومن قبلهم اطفال مدرسة بحر الابتدائية التى قصفتها طائرات الفانتوم الامريكية فى محافظة الشرقية واعتبرها الاسرائيليين هدف عسكرى شرعى فى ضمن سلسة من عارات العمق.

على ايه حال ليس المقال محاولة لهتك اعراض الاخوة بيننا والبكاء على من سقط فى التطبيع ومن لم يسقط فوزير خارجيتنا بجانبكم فى الصورة القبيحة ،لكنه مجرد محاولة لتعريفكم باسرائيل التى لم تتعرف عليها عساك تعرفها وتعرف النذر اليسير من جرائمها الذى جادت به ذاكرتى البسيطة وسوف يبقى نضال شعبنا فى فلسطين جزء من وقفة الشعوب العربية جميعها فى وجه عدو غاشم استعمارى توسعى اعرف أننا كعرب نجيد نحت الكلمات للقتال فتلك نكبة وهذه نكسة ولكن حتى وان لم يتبقى لنا إلا أن نفعل ابسط الايمان وأن ننكر باللسان او بالقلم جرائمهم وتطبيعكم الفج وتبقى القضية حية حتى ولو فى قلوبنا وأن كنتم اسرى التطبيع فنحن احرار الكلمات.

No comments: