Thursday, March 3, 2022

16-خارج الحسابات والتوقعات

 

  • كان أخر ما يتذكره ان صورتها كانت هى المرتسمة قبل أن يغفو إلى النوم ، واستيقظ على نداءات والدته طارق ... طارق يلا انت مكلتش النهاردة انت كلت بره فى المشوار اللى كنت فيه ولا ايه!
  • نظر إلى والدته ككأئنة فضائية لم يستطع الرد ولم يفهم ماذا هناك كان سوف يقول لها هى ندى فين؟! لكن تدارك نفسه وقال لها سريعا هى الساعة كام ،هروبا مما يفكر به ذلك  الوجه مازلت كاميرا عقله الفوتوغرافية تحتفظ بتلك القسمات ذلك الوجه العينين لم يكن نهما هكذا من قبل كان كأنه يتأمل لوحة فنية لم يكن يخاف من تلك الروح أمامه كان جرئ كما لم يكن من قبل منذ اللحظة الأولى عينيه هناك معلقة بها منذ أن نزلت النظارة الشمسية كان يتحسس قسماتها ضحك فى سره أنه لم يكن يعرف اللون الذى ترتديه كان قد نسى لغته الانجليزية ليست بالقوية لكنها على الأقل تدرك الألوان دوما يتحدث عن ازمة الهوية حينما يلومه احد على لغته الانجليزية ،ربما تفكيره فى اللغة هو الذى اعاده إلى نداءات والدته ايوه ايوه أن صاحى ثوانى واكون جاهز للأكل.
  • حينما استيقظت ندى على صوت تليفون من اختها تسألها اذا كانت عادت أم لا واندهشت انها نائمة وحينما سألتها عن الغذاء مع نادية قالت لها انها شعرت بالصداع وعادت سريعا ،ورغم انها لم تكن مقنعة فقد اغلقت اختها الخط وتركتها تتذكر ماذا فعلت اليوم كلمات نادية أم افكار اللقاء كانت غارقة بين الألم والفرحة ربما لم تكن تعرف أذا كانت على صواب أم على خطأ لكنها كانت سعيدة فى مقابلة كان مخطط لها نصف ساعة انتهت إلى ما يقرب من 6 ساعات !
  • لوهلة تذكرت كلماته عن الأنانية لتفهم تصرفات نادية ،لكنها حاولت طرد تلك الافكار من رأسها ،لم تفهم لما خاضت تلك المغامرة تعرف أنها على خطأ ربما لو كانت نادية مكانها كانت سوف تقول لها بالمثل ،وهى تتذكر كم مرة كانت نادية قاب قوسين او ادنى من افكار مثل هذه وكانت هى من تقف فى طريقها لم تكن أنانية ولكنها كانت حريصة عليها!
  • لكن طارق ؟ ماذا عن طارق؟ هذا الطارق الذى دخل حياتها من زاوية لم تكن تتصور أنها ممكن أن يدخل منها أحد على أكثرمن عامين تستخدم الانترنت تعرف اصدقاء كثر من خارج مصر و من داخلها فى الغرف العامة ومن تعرف فى الغرف الخاصة اغلبهم سيدات وربما بعضهم من الأسرة والاصدقاء ،ترى هل يكون مجرد عبث الحرمان أم ماذا؟ خرجت من افكارها على صوت نغمة رسالة على الموبايل تصورت أنها سوف تكون من نادية كانت رغم الألم كانت تريد ان تجمع اشتات نفسها مع صديقتها الأقرب لتكون بجانبها مع ذلك الطارق الجديد فى حياتها لكنها وجدت رسالة منه "لو ممكن نتكلم لو كنتى رجعتى"!
  • ارسل هو الرسالة بعد أن تركته والدته سريعا وضع رأسه تحت الماء لعله يخرج من تلك الافكار فى رأسه وخرج إلى الصالة ليأكل الطعام.
  • نظرات والدته ووالده لم تكن تطمئن هو تحت حصار نظراتهم وهو يأكل ،وهم والده بالتساؤل أنت كنت فين ياطارق النهاردة؟ ازدرد الطعام بصعوبة كان يعرف أن تقارير والدته المخابراتية وصلت إلى والده وهو لا يحب أن يكذب عادة ربما لم يكن كتابا مفتوحا أمام الاسرة لكنه كان يؤمن بنظرية جزء من الحقيقة دون الكذب ظهر فى راسه قصر البارون أمبان كصورة ذهنية ،فرد سريعا كنت فى مصر الجديدة مع اصدقاء جدد من هناك اتمشينا حولين قصر البارون أمبان واخذ يناقش والده تصور أنهم بيفكروا يهدوا القصر واخذ يروى لوالده ما رواه لندى صباحا لكن هذه المرة كى تكون القصة مقنعة للخروج من التخابر الذى قامت به والدته ،وبدا أنه ثابت أمام نظرات والده رغم ان والده فهم انه يهرب بطرح الفكرة
  • ورد عليه سريعا وياترى أن ناوى تشترى القصر علشان كده كنت بتلف حواليه النهاردة!
  • طب معدتش على عمك عيد هناك ليه موش هو ساكن قريب من هناك دى فردة كعب بالعربية!
  • رد بحماس تصدق فكرت فيه النهاردة اصل كنت فاكر كلامه عن مصر الجديدة ووتنسم ساعات الصباح فى البلكونة وعن ندى الصباح اللى بينزل على ورق الشجر الصبح.
  • قاطعه والده عارف تشرشل بيقول أيه ياطارق الحقيقة غاليه فيجب أن نحيطها بسياج من الاكاذيب.
  • طبعا الكلام ده فى السياسة! قبل أن يكمل كلامه اعترضه والده بأنه سوف يأخذ القهوة فى البلكونة.
  • لم تبقى سوى والدته الذى احسن بشكل أو بأخر أنها تتفرس فى وجهه يبدو أن صورة ندى المرسومة فى ذهنه تبدو مرسومة على وجهه لذلك هم يشعرون بشئ ما غريب او هم يرون ندى الاشجار يبلل وجهه حاول أن يبدو طبيعيا واخذ يحاول أن يتجاذب اطراف الحديث مع والدته عن اخواته وكيف كان اليوم وجدها ايضا لا تبالى بما يقول وتركته وقالت انها سوف تلحق بوالدته فى جلسه البلكونة
  • انهى طعامه ترك كل شئ مكانه كأبن وحيد وغسل يديه وهرع إلى غرفته ساحبا سلك التليفون ،نظر إلى تليفونه وجدها لم ترسل شيئا ،كان يريد أن يستمع إليها كان يريد أن يعرف كيف كانت المقابلة.
  • فى لحظة ما هى قررت أن تطلبه ولا تبالى بأى شئ ،اوقات السعادة التى عاشتها اليوم تستحق أن تستمر فى هذا الطريق حتى وإن كان ليس طريقتها التى تعودت عليها.
  • حينما رن تليفونه لم تستكمل الرنة حتى كان يرد مناديا بأسمها كأنه يصرخ مما جعلها تضحك وهى تقول خير يا استاذ طارق انت بتجرى ولا ايه ؟
  • ابدا ابدا اقفلى واطلبك علشان الرصيد
  • ولا يهمك ح اطلبك على البيت
  • كان قلبه يتراقص طربا من فكره انها بدت شديدة التساهل على غير العادة وأن الامور تسير بشكل مختلف عن المرات السابقة تذكر دوما اصدقاءه المتزوجون حينما يقولون له أنك لن تفهم المنطق النسائى ولو اصرفت حياتك فى فهمه.
  •  على التليفون الارضى بدا أن صوتها به فرحة ما هو لا يعرفها منذ زمن لكن طبقة التحفظ التى بينهم يبدو أنها ذهبت بعيدا ،وبدا ان نداها اصبح مطرا من الفرحة.
  • اسمها يرسم فى عقله الكثير من الافكار تحدث مع والده عن ندى الصباح والآن يفكر فى المطرلم يكن بهذه الشاعريه من قبل حياة الارقام والحسابات هى من تمثله لم يكن يتحرك خارجها كما قالت له من قبل بما أن اذن هذا هو فعلا طريقته فى الحياة.
  • بدا الحوار بينهم مسترسلا تقطعه ضحكات متبادلة كأنهم يعرفون بعضهم منذ زمن وكأنهم لم يمر على معرفتهم تلك الايام القليلة كل منهم يتحسس ما شعره الآخر فى المقابلة ومضى الوقت كالعادة دون أى يشعرا به حتى رن موبايلها بأسم نادية فكرت فى أن لاترد ،لكنها قررت أن تنسحب حينما ذهلت من الوقت الذى مضى فى المكالمة وهى لا تشعر به، هو لم تطفئ نهمه المكالمة وحاول أن يبقيها لكنها تحججت بالمكالمة ،فقال بعشم نتكلم بعد ما تخلصى فقالت أن الوقت متأخر يمكن بكره ،انسحب سريعا بعدما احس انها تعود إلى قواعدها التى تعودت عليها.
  • قفل الخط وطلب خليل صديقه ،بينما دخلت والدته وجدته يكلم خليل تطلعت اليه ولم تبد أى اعتراض.
  • حينما اغلقت الخط كانت نادية قد اغلقت الخط ايضا لكنها وجدت رسالة منها تتأسف لها ،لكنها قررت أن لا ترد عليها ولو برسالة، فكرت أن تعود إلى النت لكن اختها جاءت وجلسا معا يتجاذبان اطراف الحديث حتى تركتها لتخلد للنوم ولكنها كانت تحمل كل تفاصيل المقابلة معها فى حنايا ذاكرتها ونامت وهى تحمل على وجهها ابتسامة لا تدرى ما سرها.
  • صباحا طلبها وهو فى طريقه للعمل ،لم تكن نائمة لكنها لسبب أو لأخر قررت أن تداعبه قائلة انت حولت لهندسة الالبان كناية عن الاتصال المبكر ،لم يجد بدا من التأسف لكنها لم تعلق طويلا على هذه المسألة قال لها يجب أن نجرب فكرة المقابلة مرة اخرى ،لم تعلق وحينما كرر كلامه ، ردت ببساطة نفكر ! صمت برهة غير مصدق لهذا الرد ثم اردف امتى؟
  • قالت انا بقول نفكر ،يتهيألى ده معاد تشوف شغلك فى اللبن ،أنا ممكن اكلمك من الشغل على النت ،طبعا بتستغل عملك فى غير المنفعة العامة وبعدين تقولوا موظفين الحكومة المظلومين ،صدقينى بيكون فى وقت بس انا من وجهة نظرك برضه وموش بحب استخدم الشات فى الشغل ،ايوه صح فعلا باين قالتها ضاحكة متهكمة فى نفس الوقت واغلقا الخط.
  • وحينما وصل إلى العمل كان سعيدا مقبلا على العمل يصبح على الجميع لم يبدو تلك الماكينة التى تصبح على الاشخاص وتفكرهم بارتباط العمل ،حتى ناصر داعبه قائلا ايه اخبار مشاوير مصر الجديدة ،لوهلة تذكر أن كل شئ يفضحه لكنه تذكر انه وصله منذ أيام ،ورد سريعا طبعا حقولك علشان نروح سوا.
  • تلقت اتصالا من نادية قررت أن ترد اخذت نادية تكيل لها الاعتذرات وطلبت منها أن يتقابلوا لكنها اعتذرت قائلة انها محتاجة كام يوم لوحدها.
  • لعدة أيام تالية استمر برنامجهم اليومى فى مكالمات وحوارات مختلفة وشتى يبدو انهم يتفاعلون معا بشدة كان النت عامل الحفاز الأول الآن أصبح التليفون يضيف المزيد من الوقت للتلاقى ولكنها بدت تشعر أنه يقود علاقتهم بسرعة غير محسوبة وهى مسحوبة إلى هذه العلاقة واستمر لعدة أيام يطلب مقابلة اخرى وهى تجيب انه لا يكف عن الزن ، ولم تمر حتى ثلاثة أيام قبل أن يطلب منها أن يلاقيها بعد العمل غدا ،كانت موافقة لكنها حاولت أن تظهر قليل من التمنع ولكنه كان عصبيا مما أنهى المكالمة بشكل غير محبب لكليهما حاولت أن تعود إلى المربع صفر لكن الأوان كان قد مضى كانت ترغب فى المقابلة هى الأخرى ولكن ربما ارادت أن تجرب ما يقولون عنه "ثقل" الانثى وقررت ان تكلمه ليلا وتعتذر وتوافق على المقابلة.
  • حينما عاد إلى المنزل فى ذلك اليوم كان شاردا وكان يأكل حينما قالت له والدته لا تنسى بكرة عيد ميلاد بنت اختك الصغيرة ،أخواتك جايين بكرة حاول تيجى بدرى كان قد نسى هذا الامر رغم ان عالمه الاسرى هو الأهم بالنسبة له وقرر أن ينسى فكرة مقابلة الغد التى الغيت فى حوار التليفون ،ولم يفكر فى أن يكلمها وأكمل برنامج يومه عاديا ووانتظر أن تتصل به وخرج ليلا ليتفق على التورتة الخاصة بعيد الميلاد ولم يدخل على النت.
  • وحينما استيقظت وقالت لنفسها انه لو حريص على اللقاء لكن الح مرة اخرى ،تعرف بأنه الح اكثر من مرة وانها تطلق عليه "زن زن" من كثرة الحاحه لكنها قررت الصمود لعله يتصل.
  • بدأ يومه دون أن يحدثها ولكنه فى النهاية تصور أنه يجب عليه أن يبدأ هو الحوار فهى انثى وهذا هو ما يقوله اصدقائه دوما عن المنطق النسائى وعزم فى النهاية أن يرسل اليها رسالة على الموبايل، وجدت رسالة اعتذار عن مكالمة اليوم السابق، لم يتحدث عن المقابلة لكنها قررت أنها انتصرت فى معركة "ثقل الأنثى" وأنها ببساطة سوف تكلمه فى ميعاد رحيله من العمل وتفاجأة بفكرة الموافقة على المقابلة.
  •  غادر العمل مبكرا على غير العادة ليلحق ميعاد الحلوانى قبل أن يصل إلى البيت ،اتصلت به وهو فى محل الحلوى ،الغى الاتصال لانشغاله وحينما وصل إلى البيت تذكر انه لم يجيبها ركن السيارة وقرر أن يكلمها من السيارة لأنه لن يستطيع ان يكلمها أمام افراد الاسرة جميعا.
  • حينما لم يرد شعرت بغيظ انها ربما خسرت المعركة لكنه حينما اتصل ردت عليه بدلال حضرتك بتنسى مواعيدك ولا ايه هذا لا يليق برجل بما أن اذن ،فوجئ بما تقوله وكأن ما انتهت اليه المكالمة السابقة لم يكن وبدا غير مكترث وهو يقول مواعيد ايه؟ ،واضح ان حضرتك نسيت اننا سوف نتقابل اليوم بعد الشغل ،لم يعرف بما يجيبها وصمت قليلا لكنها بدت عصبية حينما تصورت أنه تجاهل الأمر وسحبت كلامها قائلة بغيظ انها لم تكن موافقة
  • ولكنه اصر وختمت على ايه حال لقد كان طلبك لم يترك هجومها فرصة للكلام واغلقت الخط سريعا قائلة سلام تصورا انه سيبقيها على الخط لكنها قال سلام لأنه لم يكن يدرى ما يقول وتصورت أنه رد ببرود فاغلقت الخط سريعا وهى تقاوم دموعا تسيل من عينيها ،وظل جالسا فى السيارة لم يدر مايفعل كان من الممكن أن يتخلف على الطقوس الأسرية التى نادرا مايفعلها متحججا بأى شئ لكنها هى التى لم توافقه ولم يعرف ما يفعل حاول الاتصال بها لكنها الغت الاتصال بقى فى السيارة لفترة لايعرف ماهى حتى تلقى اتصالا من احد اخوته وبدا انه لا يستطيع أن يصعد فقد كان مشاعره متضاربه كان يرغب فى هذا اللقاء بشدة ولكنها هى من رفضت والآن هى تشعره أنه خذلها...
  • بدا أنهم تجاوزوا مرحلة انهم يحتاجون إلى عامل حفاز للتفاعل وانهم اصبحوا مثل الصوديوم شره الذوبان فى الماء  فحينما تسقط قطعة صوديوم فى الماء تدور بشدة وقد تحدث فرقعة واحتراق وقد ينتج عنها تفاعل كيمائى خطر خارجا عن القواعد والحسابات والنظريات والمعادلات التى تعود أن يعيش بها ،وبعيدا عن الاسوار التى بنتها لحولها من بعد هاشم الذى حلق بها وحاولت التحليق معه ثم هوى هناك فى البحر وتركها تنسج اسوار وحواجز بعدما غرقت الاحلام دونما تفسير واصبح التفسير مع مرور السنوات لا معنى له لكنها بقت داخل اسوارها وشرنقتها الخاصة حتى جاء الطارق الذى اقتحم عليها حياتها.

1 comment:

Anonymous said...

🔥🔥🔥🔥🔥