Tuesday, January 2, 2024

من النهر إلي البحر

وقف احد المسئولين الأمريكيين في مؤتمر صحفي يتهرب من سؤال ما رأيه فيما ذكره أحد ابناء نتنياهو على صفحته في احدى مواقع التواصل الإجتماعي عن كلمة من النهر إلي البحر وكيف أنها معاداة للسامية وكيف ترد الحكومة الأمريكية!

تصوروا مجرد فكرة من النهر إلي البحر تحولت إلي معاداة للسامية ، يبدو أن الأمر عبثي حينما يتعلق الأمر بإسرائيل واختراع كذبة معاداة السامية وتصديقها بل واقتصارها على معاداة اليهود حيث أننا لا نبدو ساميين رغم أننا من نفس أبناء نوح ولكن لسنا من ابناءه من وجهة نظر الامبريالية العالمية نحن فقط لاجئين من وجهة نظر من يدعمون الإمارة الصليبية العبرية!

على أيه حال وفي نفس إطار تدوينة في واقع خارطة جديدة في المنطقة دعونا نفكر في رؤية أخرى لقضية فلسطين دعونا نعترف أن الوضع الحالي ربما يجعلنا نفكر بطريقة اقرب لطريقة القذافي ونظريته التي كانت مضحكة في حينها حينما تحدث عن إسراطين ، والتي ببساطة تجمع الأخوة الفلسطينيين مع سارقي الأرض من الأسرائليين.

فيما يبدو أن اغلب الأسرى الخارجيين من غزة كان جل خوفهم هو القذف الإسرائيلي وكان تعامل محتجزيهم معهم مبهرا من وجهة نظرهم إذا التعايش الإنساني ممكن بين الفلسطينيين والأسرائلييين وأيضا هناك ما يقارب المليوني إنسان نسينا قضيتهم واطلقنا عليهم عرب إسرائيل فضلا عن أن التعامل الاسرائيلي الفلسطيني المباشر على مر السنون التي مضت، إذا لماذا لا يكون هناك خيارا أمام المفاوض العربي أن يتعايش الجميع على تلك الارض أى تكون ارض فلسطين من النهر إلى البحر أرض لكل من يعيشون عليها وعلى أن يعود إليها كل من هجروا منها وأن يكون هناك تعايش سلمي مع الجميع في إطار دولة تحكم بأي دستور عالمي عادل يعطي الجميع حقوقهم دون تفرقة دينية أو عرقية وإن كان من حق اللاجئين العودة فربما ترى تلك الدولة الناشئة أن يهود العالم قوى عالمية ناعمة لدعم تلك الدولة وربما يكون من حق أي يهودي أن يحصل على جنسية الدولة إذا كان هذا ممكنا

هل يبدو الأمر عبثيا مثل عبثية إسراطين التي طرحها القذافي ، الأمر أن علينا أن نطرح افكار اخرى غير ما يفرضها الإحتلال دوما حيث يحج كل يوم مسئول إمريكي لطرح ماذا بعد حرب غزة ، إذا فلدينا أطروحات علينا دراستها أو على الأقل تقديم أفكار اخرى غير السيطرة على الغزة أو الطمع في ثروات عزة أو حتى تحويل القضية إلي مجرد قضية لاجئين يحتاجون إلي الدعم الإنساني أو حتى البحث عن بلاد لهم كما تفعل اسرائيل في مفاوضتها مع دول مثل كندا أو مثل استراليا أو فتح ممرات أمنة لهم نحو قبرص علينا أن نكثف الطروحات حتى وإن كانت مجنونة لأن احلام التوسع الإسرائيلي لن تنتهي عن عزة ولن تقف على الضفة أنهم يتحدثون عن وعد إلهي ومدعومون بشكل هيستيري من مجموعة من المتطرفين عالميا ويحظون بدعم دولي بصناعة مجموعة من الأكاذيب عن المقاومة الفلسطينية لذلك يجب أن نكون أكثر عقلانية في التعامل والهجوم بطروحات جديدة ربما تبدو عبثية لكنها لا تقل عبثية عن اطروحات الإحتلال أو إذا رجعنا بالماضي قليلا إلى مائة عام فقد كانت فكرة الوطن القومي لليهود على ارض فلسطين مجرد احلام عبثية للمؤتمر اليهودي الأول والتي حظيت بدعم بلفور لاحقا ثم  لاحقا اكملت الإمبريالية البريطانية في حينها أحلامهم وهذه هي الأحلام التي تكملها وتحافظ عليها الأمبريالية الأمريكية الآن بكل بساطة.

قد يكون الطرح مجنونا لكن على الأقل يجب دوما أن يكون لدينا طروحات جديدة أمام الطروحات الإسرائيلية التي تحلم بقطاع غزة في البحر علينا أن  نحلم بها من النهر إلى البحر ومحافظة على حقوق الجميع وربما تكون تجربة جنوب أفريقيا شديدة الألهام للجميع.

وإن كانوا هم لصوص أراض ومستعمرون بنظرية متطرفة مروجة بأكاذيب دينية فنحن مؤمنين باله واحد وأنسانيون أكثر من كل افكار حقوق أنسانهم التي على مقاس انسانهم فقط وسوف نسع الجميع من النهر إلي البحر.

 

No comments: