Monday, January 15, 2024

مائة يوم


ماذا يكتب المرء بعد مرور مائة يوم على ما يحدث في غزة؟

هل تتماهي مع الجميع وتكتب حتى تنال قراءة اكثر ؟

هل ترتاح بأن تشارك منشورا مع الاصدقاء ؟

هل سوف يوقف النزيف؟

تختلط العديد من التساؤلات في رأسي أيام كثيرة لا اريد أن اكتب أيام اخرى اهرب من أن اتابع الاحداث وادفن نفسي في محاولة إنهاء أي رواية لدي ، محاولة بائسة للهروب من الغرق في مستنقع النزيف

هل علي أن اوجه السهام للجميع واجلس سعيدا في منشورا على الدماء النازفة؟ أم على الاطفال الذين يتسولون البسكويت على الحاجز المصري أم على النزيف اليمني الذي يحاول أن يجاهد؟

أم أطمئن مع فئة جديدة من المطبعين العرب الذين يفتحون اجواءهم لحماية الاجواء الإسرائيلية أو حتى لمهاجمة اليمن ؟ أم ارتاح واستخدم تعبير الحوثي ؟

هل تبدو الملهاة العربية التي نعيش فصولها قريبة من الانتهاء؟ أم اننا نغرق في كثير من الوحل؟

هل نظل نحارب بالكلمات كما قال نزار؟ ونحمي القبيلة؟ أم هل نوجه اللوم لعناصر حماس لأنها عرت الأمة في عجزها وجعلت الجميع ينظرون أن بحشد بسيط لما تملك من قوى قد ترهب عدوك أو على الأقل تؤلمه؟

هل تبكي على عزل غزة عن الضفة ؟ في معركة ؟ أم تبكي على رفاق القضية الذين يأكلون بعضهم البعض؟

هل تنظر إلى المكر الإسرائيلي ؟ وترى كيفية عزل أماكن القتال والاستفراد بكل أخ على حدى؟

أو حتى المكر في الحديث عن القتال على سبعة جبهات لتغطية العجز أمام إمكانيات حماس البسيطة.

تبدو الكلمات دوما عاجزة ربما البدء كانت الكلمات هي التي تنير كما يقول الكتاب المقدس أو حتى مقولة أقرأ كأول أيه في محكم التنزيل لكنها تبدو عاجزة عن وصف تلك الحالة من السيلان العربي والصمود لأهلنا في غزة ، رغم تحولهم في ذهننا إلى مجرد أرقام

محاولة اختزال القضية في المائة يوم ربما عبث آخر فدولة الإحتلال تسير نحو عامها الثمانين كدولة أما كخطة فالمسألة اقدم كثيرا ، هل علينا أن ننام قرري العين طالما أن القتال بعيد عن بيوتنا أم أن الاطماع الإمبريالية لا تتوقف وأن حماية الإمارة الصليبية العبرية تتم تحت دعم الرئيس الأمريكي شخصيا الذي يرانا مجرد جانب آخر حتى لم يعطنا صفة الوحوش التي اعطاها لنا وزير الدفاع الإسرائيلي.

هل ابدو أطرح المزيد من الأسئلة ولا أملك إجابات ؟ هل كان علي أن اكتب مائة يوم من الاسئلة الصعبة؟

أم انني عاجز عن حتى التفكير والكتابة ؟ أم ان القلم يستطيع أن ينساب أكثر فأكثر يتكلم عن حالة القتال العربي كما قلتها من قبل في تدوينة عبثية النضال العربي أو حتى أطمئن وأنا مقاطع لبعض السلع الغربية رغم أننا افضل بلاد استهلاك منتجات الإمبريالية العالمية ، هل ابحث عن إنقلاب عسكري إسرائيلي ؟وابحث عن الخلاص عند العدو كما يحلو للجميع الآن إذاعة الخلاف السياسي الداخلي الإسرائيلي بينما عجلة القتل والتدمير لا تتوقف وحتى عجلة التفاوض على تفريغ غزة لا تنتهي بدءا من دفعهم إلى الحدود مع مصر مرورا بالممرات الآمنة لقبرص أو حتى التفاوض مع نيوزلاندا وكندا ام مع الدولة الأفريقية؟

هل المعرفة هي نقمة والتحليل هو غمة سوف تجعل المرء دوما في كآبة ؟ أم أن علي أن أهلل مع كل فيديو للمقاومة وهو يزيق الجيش الذي لا يقهر مرارة الهزيمة بإمكاناته البسيطة بينما هو كجيش يفخر بأنه الافضل في العالم والأطهر ؟

هل أرتاح بأن اقرأ قصائد نزار عن وفاة العرب أو حتى راشيل واخواتها لكي ارتاح من التماهي مع التطبيع العربي ؟ واستكمل حياة نكبة جديدة بدون عنوان

أم أتحدث عن المعبر وأحاول تبرئة دولتي أم ابقى صامتا ؟

ام ترانا نحتاج نبكي جميعا بكاء النساء على ما لم نستطيع حمايته كرجال وكل ما نفعله أن ننتظر دورنا في صف التدمير وإعادة البناء ونهب الثروات وانتظار مزيدا من الصفقات الخاسرة أم نظل في إحلام التحرير من النهر إلى البحر؟.

1 comment:

Anonymous said...

😭😭😭