- يبدو القادة المصريين منذ ايام الخديوى اسماعيل مشغولون دوما بجعل مصر قطعة من اوروبا مهما تم صرف الغالى والنفيس وحيث انه لا يمكن صناعة مصر كلها كقطعة من اوروبا فدوما العاصمة هى ذلك الحلم الذى بدء فى عهد اسماعيل ثم طور عبر العصور حتى وصلت القاهرة الى ماقاله جمال حمدان ذلك الرأس الكاسح لجسدكسيح ، وتصرفات السيد الرئيس تدل على انه لم يفرأ لجمال حمدان الا عبر عرابه هيكل الذى اهدى احدى كتبه له ، لأن جمال حمدان كتب كتابا اسمه القاهرة يشرح فيه كيف طورت العاصمة المصرية عبر العصور حتى تم اختيار ذلك المكان وقد تتبع العاصمة من منف حتى استقرارها فى القاهرة مرورا بوجودها فى الاسكندرية حتى صان الحجر الشرقية الان ومرورا ايضا بالعهود الاسلامية بداية من الفسطاط وعبورا على القطائع وكل تلك العواصم التى مرت وصنعت من القاهرة تلك المدينة المتروبولينية العجبيبة بكل طبقاتها وتلك العاصمة التى يطلق عيلها اسم الوطن كله فى المحافظات "مصر"! وقد كتب جمال حمدان ذلك الكتاب ليفند رغبة الرئيس السادات الذى كان يزعم نقل العاصمة الادارية فى الى مدينة السادات! وتشهد المبانى التى يسكنها البوم لسنوات فى مدينة السادات كمجمعات حكومية ، ما قام به السادات لم يكن جديدا ففد سبفه تخطيط المعمارى سيد كريم مدينة نصر كبداية لنقل جزء من الوزارات ومجمع حكومى وايضا السفارات اليها وانتهى الحال بحى السفارت بحى بلا سفارات،والأن تحتل بعد الوزرارات والهيئات مناطق مدينة نصر فى صناعة مصرية خالصة للبيروقراطية المصرية ربما بدأها الكاتب المصرى بتمثاله وحتى ما يقرب من 7 مليون موظف يمثلون حلم البطيخة المصرى الذى يجعل المواطن المصرى يتوه دوما فى الطوابير الخمسة.
- وببساطة شديدة فالوزارات المصرية دائمة التنقل عبر مبنى جديد كل فترة ليست بالقليلة وسوف اسرد لكم نبذات بسيطة لهذا التنقل عبر العاصمة ولنبدأ بوزارة الخارجية كمثال وليس حصرا لكل تاريخ الوزارة استقرت الوزراة بقصر الأميرة نعمة الله منذ عام 1930 حتى نقل المقر الرسمى للوزارة الى المبنى الجديد بكورنيش ماسبير! فضلا عن وجود عدد لا حصر له من المقرات منها على سبيل لا الحصر مقرات التصديق الموجودة فى البعوث فضلا عن المقر الذى ظل طويلا يطلق عليه الوزارة بشارع النيل بالقرب من ميدان الجيزة.
- وزارة المالية التى انتقلت من مقرها فى قلب العاصمة القديم بالقرب من منطقة لاظوغلى حتى سكنت مبناها بمدينة نصر الذى اكتسى باللون الوردى خجلا من التلاعب بأموال التأمينات فى البورصة فى عهد يوسف بطرس غالى وهو يكتسى باللون الابيض الآن ربما هى لون السندات الدولارية التى نبيعها الآن فى البورصات العالمية للاقتراض بأعلى الفوائد!
- ولا يخفى عليكم مبنى ماسبيرو الذى ظل ينمو فى عهد وزير الاعلام رجل المخابرات الذى كانوا يحلو لي ان اطلق عليه "جوبلز"المصرى تيمنا بوزير دعاية النازى وكلماته عن السيادة الاعلامية جعلت المبنى ينمو حتى يتم الآن الصرف عليه الأن ما يتجاوز الاربعة مليارات شهريا! والحمد لله ان تخطيط المبنى لم يكتمل بعد حيث كان سيتم اضافى برجين فى المبنى الخلفى الذى اضيف واصبح قلعة ماسبيرو التى يقوف الجميع بالفرجة عليها ولا يقوم بالفرجة على قنواته.
- واخيرا سوف احدثكم عن ماذا فعلت هيئة البريد لتطوير مكاتبها فى مناقصة كانت حديث قطاع الاتصالات فى وقتها حيث تم تطوير 2700 مكتب بريدى فى عام 2004 والآن يتم اعادة تطوير هذه المكاتب ومستوى الخدمة كما هو لم يتغير فى التطويران سوى الملايين المسكوبة فى وضع الرخام وتكسير السيراميك واعادة الهيكلة وفى النهاية تقوم البيروقراطية باعادة ما تعودت ان تفعله!
- ولا يخفى عليكم اسطورة البيروقراطية المصرية مجمع التحرير الذى تفوقنا فيه بزراعة المبانى!
- والآن من تحت الرماد تظهر العاصمة الإدارية الجديدة التى بدأت مع جوقة رجال الأعمال المتحلقة حول الوريث جمال مبارك وكشفها حجم المضاربات التى تمت على الاراضى من حولها ثم احيت فى المؤتمر الاقتصادى عبر مذكرة الحكومة مع المستثمر الاماراتى العبار ومرت عبر التعاون الصينى وسقطت على رأس الهيئة الهندسية فى النهاية!
- سيادة الرئيس ما تقوم به البيروقراطية المصرية عبر سنوات كان عليه أن يجلعنا نفكر كثيرا قبل التفكير فى سكب مزيد من الملايين فى دولة يتضاعف دينها الخارجى والداخلى منذ 6 سنوات بشكل مخيف فى مشروع لمجرد صناعة مزيد من العمارة دون العمران!
- استمرار استنفاذ مصر عبر تلك البيروقراطية هو تجسيد لما قاله الاقتصاى ماكنزى حول انه اذا لم يوجد عمل فعلينا ان نوظف عمال لحفر بعض الحفر ثم نوظف اخرين لردمها لمجرد ان تسير العجلة لكنها عجلة سوف تدهس الوطن واظن نهاية تجربة الخديوى اسماعيل خير دليل!
Saturday, March 11, 2017
عاصمة السيد الرئيس
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment