- تحتوى السينما المصرية على قراءات مختلفة للواقع المصرى وتقدم رمزيات خاصة بمصر ربما كلنا يتذكر ما مثلته شادية أو فؤادة فى زواجها بعتريس فى شئ من الخوف بأن اغتصاب الحكم بالقوة والعنف يمثل انحرافا وكانت الصيحة بأن زواج عتريس من فؤادة باطل فى اشارة إلى رفض انقلاب 1952 وانه فى النهاية سوف يؤدى بخيرة شباب البلد والذى تحقق بعد ذلك عام 1967 من وجهة نظر ثروت اباظة رحمه الله.
- او تلك الفلاحة التى يدهسها شرائح مختلفة من المجتمع المصرى وتموت فى مشهد ثرثرة على النيل والتى قيل عنها انها تمثل مصر التى ماتت تحت انحراف الواقع المصرى فى تلك المرحلة وادى بها فى النهاية إلى ايضا نكسة 1967 وكانت قراءة رائعة ايضا لنجيب محفوظ.
- وقدم ايضا ميرامار وبطلته شادية حيث تمثل مصر بعد واقع ثورى ايضا وصراع كل شخص وما يمثله سواء كان يساريا او وصوليا او حتى من اصحاب رأس المال القديم أو حتى طالب الجامعة وفى النهاية ترتبط شادية بالعامل البسيط ! وربما القراءة الاكثر بساطة لها قدمت فى تنويعة حديثة على يد ياسمين عبد العزيز فى الثلاثة يشتغلونها وصراع اليسار الجديد والاصوليون ورأس المال حول مصر.
- وهناك ايضا المباراة الفنية الرائعة فى فيلم جرى الوحوش والذى قدم رؤية العلم والمال والدين كذلك الطبقة الفقيرة المطحونة فى معركة فكرية وذهنية جميلة عام 1987 لكن سبق تلك المباراة الفنية المبارة الاشهر فى فيلم العار بدون حسين الشربينى.
- ولكن دعونا نتأمل ما تمثل روقة فى هذا الفيلم تلك الزوجة بنت البلد العاشقة لزوجها والتى مثلت لكثيرين حلما فى تلك الفترة ومازلت تمثل ، لكن من الممكن النظر لروقة على انها ضحية ابناء الطبقة الوسطى المترفين فى هذا الفيلم حيث حاولت مساعدتهم وانتهت هى بالغرق.
- او ممكن تعميق المسألة اكثر والتصور أن روقة تمثل مصر فى تلك المرحلة بعد مايسمى بثورتين حيث ماتت روقة تحت صراعات طبقة وسطى كل منها يمثل مصالحها ولا تبحث عما تمثله من قيم لقيادة المجتمع طالما ان الموضوع له علاقة بالحفاظ على المكاسب المالية لكل شخص.
- ترى هل يأتى احد بحق مصر او روقة فى تلك المرحلة الحالكة التى نعيشها حيث الصراعات السياسية منذ ست سنوات انتهت بمصر بلا سياسة وبلا اقتصاد وبلا شئ سوى صراعات حول مين باع مين فى محمد محمود او رابعة ،او حتى صراع العسكر ولا الأخوان الذى بدأ بالتحالف 1952 وانتهى فى معارك عبثية لم يخسر فيها إلا المواطن البسيط الذى ربما تقدمه روقة ومعه الوطن كله.
- ترى من يطلق صيحة حقها ولا موش حقها ويعيد لروقة حقها لكن حتى حينما ماتت روقة هل يصبح حقها له معنى ان نقسمه رحمة ونور عليها وعلينا!
- أم ان روقة هى كل سيدة مصرية بكت بحرقة على تنحى مبارك الراجل اللى عيشها فى أمان ثم فجأة لعنته حينما سمعت عن انه ابو لهب ونهب 70 مليار وظلت تحلم هى وابناءها بذلك النصيب الذى سوف يحل مشاكلها ومشاكل الاجيال المتعاقبة ، أم انها نفس السيدة التى تبكى الآن على ايام مبارك وتقول ياريته كان يفضل واللى معاه يسرقوا بس كنا عايشين بعد ما اكتوت بنيران سياسات الصدمات التى لا تطفئها ثلاجة الرئيس التى لا تحتوى سوى الماء البارد.
- هل نحتاج جميعا الى سواق اتوبيس عاطف الطيب فى النهاية الذى ينزل ضاربا كل حرامية الانفتاح ويسبهم بولاد الكلب حتى يأتى لنا بحقنا وحق مصر أو حق روقة أم نظل جميعا فى ملاحة الثوارات وافتكاسات سياسات الصدمة!
Saturday, March 25, 2017
حق روقة
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment