- تبدو المنطقة الشرق اوسطية فى انتظار تلك الصفقة الموجودة داخل الفرن ويتم اعدادها منذ وقت طويل والمتتبع للمنطقة وتركيباتها منذ سايس بيكو مرورا بحلف بغداد حتى المرحلة الحالية التى هى عملية ترهيب والهاب وسيلان للمشاعر.
- فالترهيب بما تقوم به داعش فى المنطقة ومن ثم الهاب المشاعر بين اطراف الأمم وبعضها نغمة شيعة سنة تمزيق الدول واعادة خلق كيانات حتى تجد الدول القطرية نفسها تحتاج التدخل بقواتها العسكرية فى معارك داخلية وسيلان للمشاعر من خلال عمليات نقل للحياة على الهواء مباشرة عبر شبكات التواصل الاجتماعى وخلق رأى عام متمزق حول كل القضايا بل وصناعة حياة موازية لكل شخص وفضاء معرفى خاص به.
- ليس الأمر حديثا عن مؤامرة من المؤامرات الكونية التى اعتدنا على سردها حينما نتراجع حضاريا لكن للأسف الامر عبارة عن عبث به تقوم به دولنا وحكومتنا التى اغلبها منشغل فى روشتة البنك الدولى واذا كانت قد حصلت على علامات ناجزة لديه لكى يعطيها شهادات الرخاء الاقتصادى ولم يستطع احد ان ينظر مثلا إلى تجربة المكسيك او البرازيل فى الثمانينات حينما رفضت المكسيك ان تذهب إلى نادى باريس لجدولة الديون وضربت عرض الحائط بتعليمات الصندوق وابتكرت روشتات خاصة بها.
- وعبر تلك الضغوط الاقتصادية وسيناريوهات التفكيك التى تجرى فى سوريا وليبيا واليمن يتم الضغط على بقية الاطراف العربية لقبول الحلول الاسرائيلية التى تعى جيدا حجم الورطة الديموجرافية فى الداخل الفلسطينى والتى تجعلها تطالب بتبديل اراضى مع توريط الاردن فى الملف من جديد بعد فك الارتباط منذ امد بعيد.
- كل ما تسمعونه من مشاريع فى الاعلام الاسرائيلى بالونات اختبار وسيناريوهات موضوعة على الرف كلها تحمل التفضيل للكيان الاسرائيلى ويتم المفاضلة بينها لكن للأسف الشديد ليس هناك ورقة عربية واضحة للمطالب او للقوى والكل مشغول فى داخله او ما يخشاه ان تتحول دولته إلى دولة لاجئين وقد تم تحويل ثلاث دول عربية إلى لاجئين مثل ما دوما اسرائيل تطلق انها ليس لديها قضية فلسطينية بل قضايا لاجئين تحل بعيدا عن عبرية دولتهم!
- التدمير الأولى للعراق عقب حرب تحرير الكويت انتج لنا اوسلوا وتفكيك العراق انتج لنا هرولة عربية تجاه اسرائيل لتكون هى البوابة الملكية للرضا الأمريكى والربيع العربى اصبح ازمة وتفكيك للدول فلا دول حصلت على حريتها ولا هى اصبحت دولا او على الاقل اصبحت دولا رخوة او اعادة انتاج سيناريوهات ستينية !
- ترى ما تكون تلك الصفقة التى فى الفرن التى يحنى الجميع رؤسهم ويضغطون على الفلسطنيين للقبول بما ليس له بد لأنهم ليس لديهم بديل وغارقين فى داخلهم او فى هلال شيعى على الاطراف او فى اطماع تركية .. او التهديد بحرب مقدسة جديدة فى نهاية العشرة الثانية من القرن الأمريكى المزعوم!
Friday, June 8, 2018
الصفقة فى الفرن
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment