يطرح هذا السؤال عليك يوميا هل أنت مقاطع أم لا ؟ في الحقيقة أنا من أوائل المقاطعين منذ سنوات التسعينات بدأت بالبعد عن المشروبات الغازية كمقاطع حينما كانت حملات المقاطعة بادئة حينما كانت قضية البوسنة والهرسك وكان الشعار حينها قاطع منتجا تنقذ مسلما واعتقد أن آخر زجاجة مياه غازية شربتها كانت عام 1993 الآن حينما اشرب كوب مياه غازية بالخطأ ويطلع ماء غازي لا استسيغه تماما ومنذ ذلك الوقت لم اتوقف عن المقاطعة لكني وجدت للأمر فوائد صحية بعد ذلك قاطعت الشاى بوصفه موروث عن الإحتلال الإنجليزي وكان كوب الشاي بلبن الصباحي مقدس بشكل غير عادي حيث أنني استطيع أن اعيش عليه طول اليوم أهم حاجة أن اكون خدت الشاي بلبن الصباحي لكن في مرة دخلت مع صديق مدخن تحدي حينما حاولت أن أتحداه بشأن عادات الأنسان وحيث أنني ضد عادة التدخين تماما وربما تقرءون تدوناتي أنت تستحق بداية جديدة أو حتى الانسان ذوالعادم لتعرفه وكان يعرف قضية الشاي بلبن ومنذ ذلك الوقت واسفر التحدي عن اني اصبحت لا اشربه ولم اعد اشربه إلى الآن وتحولت إلى المشروبات الشوفينية المصرية الحلبة والنعناع والينسون وأصبحت مؤمنا بأن هذه المشروبات لا تكلف الدولة أيه دولارات وهكذا كل فترة دخل في حياتي مقاطعة جديدة حينما كنت ارى النسكافيه كيف انه صاحب الماركات العالمية وهو في الأصل يأتي من منتجات الدول الفقيرة وربما تتابعوا الحديث عن تلك المشروبات في تدونية مشروباتي الروحية.
واصبحت المقاطعة بالنسبة لي اسلوب حياة وأن كان من الصعب على المرء أن يذهب إلى زيارة واصبحت اجهد من أقابله لذلك اصبحت عدت للنسكافية بشكل اجتماعي والقهوة أيضا لكن ليس بشكل دائم ورأيت حلقة الشقيري الشهيرة عن القهوة وكيف أن الموكا هي أصلا تعود إلى ميناء المخا اليمني لكننا أصبحنا ندمن تلك الاسماء الغريبة ونقف بالطوابير عند شركات القهوة الأجنبية.
واتذكر موقف في احداث المقاطعة أنني ذهبت أنا وصديق لي ليلا إلى احدى فروع المحلات الاجنبية التي تقدم البيتزا وحيث أنني من مدمنى سلطات تلك المحلات وفوجئنا بأن المحل كل يستقبلنا بالترحاب وكل دقيقة يأتي أحدهم ليطمئن إذا كان الأكل نال رضانا بما فيهم مدير الفرع واكتشفنا في النهاية اننا كنا الزبون الوحيد الذي دخل الفرع في حينها طوال اليوم.
لكن المشكلة أن المقاطعة تؤذي بعض العاملين المصريين واتذكر جيدا الماركت الشهير الذي فتح في مصر واستخدم اساليب دعاية مختلفة دون أن يصرف مبالغ كبيرة حيث كانت شنطته تملا مترو شبرا حينما فتح فرع شبرا وأكبر محلات السوبر ماركت الصغيرة على الخروج من السوق حينما فتح فرع الهرم وشنت في حينها حملة أنه ذو اصول يهودية وأنه يحاول أن يخرب الاقتصاد المصري وفي النهاية خرجت الشركة بالفعل من مصر وخسر الشريك المصري الكثير نعم المقاطعة سلاح حاد وناجز منذ أن اخترعه غاندي لكن في بعض الاحيان تدار حملات ليست حقيقة مثل تلك القضية الشهيرة.
هل أنا ضد المقاطعة الآن؟ لا على العكس أنا مع المقاطعة وعلى الشركات التي تستخدم علامات تجارية عالمية أن تقوم بإنشاء علامات مصرية وأن تدار بنفس الطريقة الاقتصادية التي تدار بها الفروع الكبرى لديهم القواعد عليهم فقط أن يطبقوها ويقدموا منتج مصر جيد لماذا لا يكون هناك مثلا بيتزا عربي أو حتى بيتزا توت أو أي ماركة تكون مصرية أو عربية بمعايير محددة وبقيمة سعرية واحدة في كل المحلات مثل طريقة المحلات الأمريكية السريعة.
واحد من افكاري قبل أن يطبقها مطعم الوجبات الامريكية السريع هو بيع الفينو بالطعمية أو تقديمها على طريقة البرجر الأمريكي وربما تتذكروا حينما قام شعبان عبد الرحيم بتلك الحملة ونجحت إسرائيل في وقف إعلانته بوصفه شخص معادي للسامية والمشروع لم ينجح ، لكننا لم نقدم تلك الافكار وحتى سلاسل مطاعم الوجبة الشعبية الاساسية في مصر الفول والفلافل لا تلتزم بالقواعد فهذا المطعم يبيع بسعر وهذا يبيع بسعر آخر بل أن مستوى الجودة للأسف الشديد يختلف من فرع إلى آخر وصفة النجاح معروفة لكننا لا نحب أن نطبقها ، ربما قضية المقاطعة تذكرنا بأن علينا أن نشجع المنتج المصري بل أن نفكر في انتاجنا وجودته ربما ننظر حولنا ونرى كم منتج مصري وكم منتج اجنبي أيضا صناعة "البراندات" المصرية التي لها جودتها ربما بدأت بعض الشركات تصنع تلك العلامات التجارية لكن للأسف الشديد هم قلة من يلتزمون بالمعايير الاحترافية.
أنا مع المقاطعة لكن بالنظر إلى الحقيقي وغير الحقيقي والنظر إلى العلامات المصرية مع التزام العميل في مصر بدعم قضايانا أو تقديم قروض أو دعم للقضية الفلسطينية ومع التفكير في خلق صناعة مصرية حقيقية والأهم من ذلك هو التجويد وخلق فرص مصرية والأكثر أهمية هو أننا لا نمشي وراء سعار العولمة ونصبح مجموعة من المستهلكين وايضا نجاهد انفسنا ضد عادتنا السلبية مع المنبهات ومع فكرة أن نسير خلف القطيع العالمي ونسير وراء ثقافة "البراندات".
No comments:
Post a Comment