Tuesday, May 5, 2020

جنرال السرير الكورونى

  • حينما تتجاوز الأربعين فى زمن الجائحة وتبدأ معك امراض العصر من الضغط والسكر فسوف تعفى تلقائيا من الحضور اليومى للعمل الحكومى فى زمن الجائحة او على الأقل سوف يستعينوا بك تليفونيا، وفى المنزل جل حقوقك هى مساحة السرير فى غرفة النوم حيث باقية المنزل مملكة خاصة للأم وابناءها ولا يتبقى لك إلا أن تكلم صديقك العازب وتحدثه عن انجازاتك السريرية فى زمن الجائحة وهى بالطبع الغير حقيقية طبعا وتكتفى أن ربك سترك بالطفلين الذين يثبتوا أنك لديك حقوق رجالية فى هذا العالم وأن زوجتك بالنسبة لك ابن خالتك منذ الاسبوع الثانى للزواج وأن كل ما تفعله تشعل خيال الشخص العازب الذى ينام فى احضان مخداته كل يوم لكنه لا يعرف قيمة حريته التى هى ملك يمينه!
  • لكنك لن تكون جنرال سرير فى تلك الناحية انما كل اتجاهتك هى أن تتغذى على شائعات زمن الكورونا وتكلم الأصدقاء وتسمع الأنباء وتتبادل معهم افكارك التآمرية التى سوف تجد طريقها بالطبع إلى كل شبكات التواصل التى تشارك فيها من أول نظرية الغاز مرورا بمؤامرة بيل جيتس حتى عروجا على المؤأمرة الصهيوماسونية الأمريكية اهو أى حاجة تلزق مع الأمبريالية يعنى كله بيقول رغم أن امريكا هى اكثر بلد مصابة بالفيروس ووقتك يضيع جزءا منه فى التنكيت والتبكيت على الرئيس الأمريكى وتويتاته اللا ارادية.
  • ربما تفكر فى المؤأمرة الصينية للاستحواذ على الشركات الأجنبية فى اراضيها، وبالمرة لا يفوتك أن تتريق على اهل الصين فى السكة وطريقة اكلهم رغم أنك فى شم النسيم كنت اول واحد فى طابور محل الفسيخ، و"زلعة" الجبن القديمة قابعة فى بلكونتكم وتقوم بزيادتها أسبوعيا وتفخر بالدود الذى يتجمع على رأسها.
  • وربما عن لك أن تفكر فى مؤامرة اوروبية للتخلص من كبار السن فى القارة العجوز، أو تفكر فى معالم ايطاليا التى لم تزورها أو تبكى على مجدنا التليد فى الأندلس.
  • وربما تكون من الذين يتابعون الاحصاءات اليومية لموقع الجائحة سواء على وكالات الانباء أو فى موقع منظمة الصحة العالمية التى أن فى مرحلة معينة اشركتها فى جزء من مؤامراتك وتتابع أى الأعراق هى التى تصاب بالمرض وتتلاعب بالاحصاءات وتفكر ربما الرايخ الألمانى الذى يحقق النجاح هو الذى يتآمر على بقية الدول.
  • وتتابع التحليل الطبية العالمية وربما اطماننت على دواء الملاريا الذى اشتريته حينما كنت مرشح للذهاب إلى افريقيا فى مهمة من سنوات ولم تتم، ورغم أن مفعوله انتهى فأنك تحتفظ به.
  • أو ربما تنظر مع بعض اصدقائك أن رقصة التنين والكاوبوى سوف تقوم ببدء الحرب العالمية الثالثة طبعا تقصد امريكا والصين لكنك لديك مهاراتك فى تشفير الرسائل!
  • أو ربما تنظر لحكوماتك الرشيدة كيف تتصرف فى زمن الجائحة وربما تقترح استخدام حاملات الطائرات الجديدة فى مواجهة الكوفيد، وتؤكد لاصدقائك كيف أن أمريكا فعلت ذلك أمام نيويورك رغم ان السفينة هناك ليست حاملة مروحيات ولا حتى طائرات انما ناقلة بترول تم تحويلها لمستشفى ميدانى، وربما تشارك فى الدعوة لوقف التعليم فى زمن الجائحة.
  • وفى نهاية اليوم تسلم رأسك للسرير وحيدا فى فراش بارد حيث أن زوجاتك تفضل النوم بجوار الاطفال بسبب السيمفونية التى اعتدت أن تعزفها والتى ربما تكون زادت مع الوقت لثقل وزنك بسبب الجائحة وتحلم احلام غير سعيدة بالطبع نتيجة أنك لم تعد تعرف كم مرة تأكل ليلا ، اللطيف فى الأمر أنك صباحا تبحث عن تأويلات تلك الأحلام وكأنها رؤى خارقة وربما شاركتها مع اصدقائك على شبكات التواصل دعما لتنبؤاتك التى دوما اقوى من نبؤات نوسترداموس.
  • وبالطبع لن ينسى أن تتباكى على المساجد المغلقة مع أن اخر جمعة انت صحيت متأخر وفى افضل افتكاساتك سوف تدعو إلى احترام مهنة الطب وتتذكر كيف أن والدك كان يحلم بأن تدخل كليه الطب، وتتصور نفسك جندى فى جيشنا الابيض، أو تدعو لانقلاب عالمى فى انفاق الصحة مقارنة بانفاق السلاح!
  • عزيزى جنرال السرير الكورونى إذا من الله عليك بوقت فراغ فحاول أن تستفيد منه وتفيد غيرك وارحمنا من افكار ربما فقط من اجلها تتساءل حيوانات العالم أين ذهب الحمقى!، والجائحة تكفينا وتفيض!

No comments: