- مرت ثلاثة أيام وأنا فى حالة تخدير شعورى ، لا أعلم إن كان تعبيرى هذا صحيح أم لا ولكنه التعبير الوحيد الذى وجدت أنه يصف حالتى فى هذه الأيام ، فعندما يتم تخدير المريض قبل إجراء عملية جراحية فإنه يفقد الإحساس بالجزء المخدر أو يفقد الإحساس بكامل جسمه إذا كان التخدير كلى ، وأنا ومنذ ثلاثة أيام لا أشعر بمشاعرى قط ، فلست سعيد أو حزين ، ولست هادىء أو غاضب ، لست محب أو كاره ، ولست متفائل أو متشائم ، لا أشعر بأى إحساس أو بضده ولا حتى بأى درجة بينهما ، يمر بى الوقت وأنا على هذه الحالة الغريبة من الثبات على القراءة صفر لجميع مؤشرات المشاعر ، لا أعتقد أننى مررت بهذا اللاشعور من قبل ، هل تم تخدير مشاعرى ؟ وكيف تم ذلك ؟ وهل هو شىء جيد أم سىء ؟ أم هذا الأمر طبيعى ويحدث للآخرين وقد تصادف فقط أننى لم أمر به من قبل ؟ حقاً لا أمتلك إجابة لأى من تلك الأسئلة.
- إذا كان الإحساس بالمشاعر السلبية سىء فإن عدم الإحساس بأى مشاعر أسوأ بكثير ، فأنا الآن لا أشعر بأننى أحيا بل لا أشعر بأى شىء على الإطلاق ، ويمر الوقت بى وكأننى تمثال يتحرك ، ربما هذه الحالة نتاج لتبدل مشاعرى المتتالى والمتكرر والذى حدث لى منذ بداية كتاباتى إليك؟ فالانتقال بين الأمل واليأس والذى يحدث لى فى اليوم الواحد عدة مرات ، التنقل بين إيمانى بأننى اقتربت من لقاء شريكة حياتى وبين أننى أتوهم ذلك ، التباين الذى يحدث بين سعادتى وأنا أحدثك وبين ألمى عند التوقف عن الكتابة ، والتنقل السريع بين ذكرياتى فى محاولة لسردها لك ، ربما حالة التخدير التى أمر بها تكون ردة فعل وقائى لتحمى مشاعرى قبل أن تنهار ، ربما أنَّ نفسى لم تحتمل هذا التنقل السريع والمتباين لعدة أيام متتالية فآثرت بعدها التزام السكون التام ، وربما هذا السكون هو مرحلة انتقالية تبدأ بعدها مرحلة مستقرة لا تعانى من التذبذب ، أتمنى ذلك على أن تكون مرحلة استقرار عاطفى للأفضل ، أتمنى أن تنتهى حالتى الحالية ببدء مرحلة جديدة من حياتى تكون عامرة بالمشاعر الإيجابية.
- فى ظل حالتى تلك لا أستطيع كتابة أى شىء ، فلا يوجد مشاعر لأعبر عنها ، ولا حتى أفكار لأناقشك فيها .. فيبدو أن ذهاب المشاعر يذهب بالعقل أيضاً ، أما الأحداث التى مرت بى فمازال بإمكانى تذكرها ولكننى لا أقدر على التعبير عن أىٍ منها الآن ، إنها حالة غريبة أتمنى أن تزول قريباً ، تلك الحالة التى تتصاعد بداخلى منذ ثلاثة أيام حتى وصلت اليوم إلى حالة التخدير الشعورى الكامل.
- لا أعلم إن كان بإمكانك أن تتحملى هذا الإنسان الغريب الشأن ؟ هل سيتسع صدرك لسماع كل مشاكله والتى ربما يحقر من شأنها البعض ؟ هل ستسعدى بصحبته ؟ أم سيكون ثقل تتمنى التخلص منه ؟ هل .. ؟ وهل .. ؟ أسئلة عديدة أنت والزمن فقط من يمكنهما الإجابة عنها ، وحتى يحين وقت الإجابة فلا أملك إلا المرور بتلك الحالات النفسية العجيبة وحدى.
Wednesday, April 12, 2017
تسعة عشر يوما (اليوم الثانى عشر)(يوسف محمد)
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment