- أكتب إليك قبل الفجر فأنا بالطبع لم أتمكن من الخلود للنوم ولو لدقائق ، وكيف أتمكن من ذلك وأمامى ساعات قليلة تفصلنى عن الموعد الذى أتمناه وأنتظره بفارغ الصبر ، الموعد الذى سيكون حد فاصل فى حياتى وربما يكون أهم مفترق طرق يمر بى طوال العمر ، أقترب من تحول حلم عايشته الأيام الماضية إلى حقيقة أعايشها للفترة المتبقية من حياتى ، أتمنى أن يتحقق الحلم فنلتقى وتسير الأمور لصالحنا بل وأفضل مما أتمنى ، استمتعت بشدة أثناء الكتابة إليك فى الأيام الماضية ، فقد أحسست أخيراً أن هناك من تشاركنى حياتى ، أتمنى أن أتوقف اليوم عن الكتابة لنبدأ الحديث وجهاً لوجه ، أرجو ألّا أكون قد أثقلت عليك بهمومى ، وأرجو منك أن تعذرينى فى انجراف عاطفتى فى بعض الأحيان ، لقد حاولت قدر المستطاع وبصعوبة بالغة كتم الكثير من المشاعر التى أكنها لك حتى لا أتجاوز فى حديثى إليك ، أتمنى من كل قلبى أن تجمعنا الحياة على خير وحب للأبد.
- مرت الأيام ولم أتمكن من تغيير حالى مما لا يجعل هناك مجال للشك فى أننى بالفعل فى حاجة لمن تساندنى لنتخطى سوياً صعاب الحياة ، أتمنى أن تتحقق هذه المساندة اليوم .. وإن لم يحدث هذا فاعلمى أننى سأظل أنتظر لقائك مهما كان ميعاده ، حاولت على قدر المستطاع فى الأيام الماضية .. أن أصف لك نفسى عن طريق ذكر أفكارى والأحداث التى أثرت فى شخصيتى ، ولكننى وبسبب انجراف العاطفة لم أستطع أن أذكر إلا القليل ، فأرجو أن تعذرينى فى هذا أيضاً ، وعندما نلتقى سوف أطلعك على كل شىء يخصنى وسأجيبك عن أى سؤال تطرحيه علىَّ ، طوال الأيام الماضية وأنا فقط من يتحدث لذا أنتظر لقائنا بفارغ الصبر لأسمع منك وعنك كل شىء ، حتى يحين هذا الميعاد الذى أتمنى أن يكون اليوم كل ما أملكه هو الانتظار والدعاء بأن يوفقنا الله لما فيه الخير لنا سواء فى الدنيا أو الآخرة.
- يصعب علىَّ وبشدة أن أوقف كتاباتى إليك والتى كانت رفيقى الوحيد فى التسعة عشر يوماً الماضية ،والتى جعلتنى أعود للإحساس بالحياة مرة أخرى ، والتى أيضاً أعطتنى الأمل فى كل شىء من جديد ، أرجو أن تصلك تلك الكتابات فى القريب العاجل وأن تصل إلى قلبك كما أرسلتها من قلبى ، لا أجد أى كلام مناسب لأنهى به حديثى هذا ، ولكن يجب أن تعلمى أنه بتوقفى عن الكتابة غالباً ما سأعود لحالة الثبات الشاملة التى كنتُ عليها قبل عشرين يوماً من الآن ، حيث أعتقد أننى لن أتمكن من معاودة الحياة إلا بلقائك الذى أدعو من كل قلبى أن يكون اليوم ، فى النهاية أود أن أبعث لك برسالة أخيرة آمل أن تلبى ما فيها ، الرسالة هى جملة من تسعة عشر حرف تتكون بالترتيب من الحرف الأخير لأخر كلمة فى أحداث كل يوم قصصته عليك.
Thursday, April 20, 2017
تسعة عشر يوما (اليوم التاسع عشر)(يوسف محمد)
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment