- لم أتمكن من الكتابة لك طوال اليوم بسبب زيارة شقيقتى وزوجها لنا ، وبعد انصرافهم كان الشك فى لقائك قد تملك منى فقررت عدم إكمال تلك الرسائل اليومية ، لقد أردت أن أصحو من أحلامى وأن أقنع نفسى بأننى يجب أن أتصرف مثل باقى الناس وأن أغلق باب الأوهام هذا ، وظللت أجلس وحيداً لمدة ساعتين وأنا أشاهد أحد الأفلام محاولاً تجاهل أفكارى ، والآن وأنا أتوجه للنوم وجدتنى أبكى ولا أستطيع ألّا أكتب إليك اليوم.
- أكتم صوتى وأنا أبكى أثناء كتابتى الآن كى لا يشعر بى أخى أو أمى اللذان خلدا للنوم منذ فترة ، أكتب وأنا أشعر أننى أحادث وهم وأننى لن أتقابل معك أبداً ، إذاً فى هذه الحالة أنا معتوه يحادث نفسه ، معتوه أم لا ؟ سأجدك أم لا ؟ واهم أم لا ؟ لن أعرف الإجابة الآن ولكن ما أعرفه أنَّ تلك الكتابات هى المتنفس الوحيد لى الآن ، بأدنى درجة من المنطق سأجد أننى لا أستحق الآن أن أجد من تشاركنى حياتى ، بل حتى إن وجدتها فماذا سأفعل ؟ هل سأنتظر مصباح علاء الدين ليحقق أحلامى ؟ أم هل ستكون ثرية وأكون حينها الزوجة !؟ ماذا سأقدم لها ؟ كيف سأقوم برعايتها ؟ هل بالعاطفة فقط يحيا المرء ؟ هل بعد سنوات عمرى الفائتة سأستبدل كل ما آمنت به وحرصت على تنفيذه هل سأستبدله بقوانين المصلحة ؟ ربما إذا قابلتك تصلك مشاعرى وربما حينها أيضاً يمكن أن تحبينى ، ولكن كيف ستقبلينى زوجاً لك ؟ أنا لا أصلح لأحد فى وقتنا الحالى ، إذاً هل سنحب بعضنا سراً ؟ لا أستطيع تحمل هذا ، أريد أن يكون حبنا بمباركة أسرتك وفى الإطار الشرعى من خطبة ثم زواج ، إننى حتى لن أتمكن من التعبير عن نسبة ضئيلة من مشاعرى أثناء الخطوبة ، فأنا آمل أن نبدأ حياتنا كما تحث تعاليم الإسلام ، أريد أن تكون حياتنا مثالية بعيدة عن الذنوب وتقربنا من الله ، أريد أن يقربنا حبنا من طاعة الله وليس من معصيته ، فأنا أحلم بحب من أول لقاء إن لم يكن من أول نظرة ، وأنَّ هذا اللقاء أو على الأكثر اللقاء الثانى يكون بين أسرتك ، وأن أتقدم إليك فوراً وبعد فترة خِطبة قصيرة يكون الزواج ، وبعدها تتحرك مشاعرنا كيفما تريد فتنمو وتتعمق مع كل لحظة نقضيها سوياً.
- كيف يحدث كل هذا وأنا قابع فى المنزل ولا أقدر على مغادرته ؟ كيف أستطيع تحقيق أحلامى وأنا لا أعمل ولا حتى أبحث عن عمل ؟ هل إذا أمطرت السماء مالاً من أجلى سيكون هذا هو الحل ؟ بالطبع لا فأنا فى حالة لا أستطيع معها التصرف فى أى شىء ، إننى أريد مغادرة البلاد وللأبد فأنا لم أعد أشعر بالطمأنينة هنا ، لقد أصبحت أضطرب بشدة عند سماع طرق باب الشقة ، بل أحياناً أصاب بالذعر ، ويتملكنى الخوف بدون سبب فى أوقات كثيرة فأجدنى أشعر بالبرودة الشديدة فى كل جسمى وأرتجف فألجأ إلى الاختباء فى الفراش والتدثر ربما لساعات ، إننى لا أقدر على حماية نفسى من أى شىء فكيف أرتبط بإنسانة وأصبح مسئولاً عن حمايتها.
- عند بداية كتاباتى أردت أن أعطى لنفسى الأمل بوجودك ، وأستعين بمحادثتك كى أبدأ فى إصلاح أخطائى ولأبدأ المسيرة من جديد ، لقد أردت أن أنتهى من حالة اليأس المسيطرة علىَّ منذ فترة طويلة وأعاود محاولة السعى للحياة ، أردت أن اُمَنّى نفسى بلقائك لأستعد له وأصحو من غفلتى التى طالت ، إننى أردت أن أعيش حلم لأحاول تحقيقه ، ولكننى وبعد مرور خمسة أيام لم أبدل فى نفسى أى شىء ، ولم أقم بأى شىء إيجابى.
- لقد استمتعت بكتابتى إليك ، ولكننى أيضاً تعذبت منها ، ففكرة أننى فى حلم لن يتحقق تعذبنى أكثر من عدم وجود حلم ، فثانية تمر بى وأنا مُدرك أننى لن أراك أسوأ مئة مرة من ساعات أتخيلها وأنا معك ، فمنذ فترة وأنا مطارَد من قِبَل مشاعرى التى تريد أن تخرج للحياة ، تريد أن تلامس أحد وتعود بمشاعره تجاهى ، منذ فترة وأنا أتخيل اجتماعى بحبيبتى وتوحدى معها ، لا أعرف أى شىء عنها سوى أننى سوف أحبها وتحبنى ، إننى أطلب من الله دائماً أن يهبنى الزوجة الصالحة وفى أثناء دعائى هذا أشعر بأن قلبى يَتَفَتَّح ، أحس حينها بأنها ستكون صاحبة كل الصفات التى أحبها بل وبكل تفصيلة دقيقة أحلم بها ، وأشعر وقتها أنها ستمتلك أيضاً صفات محببة لم أكن قد صادفتها من قبل ولم أحس بروعتها قبل ذلك ، فعندما أدعو الله أعرف أنه سبحانه وتعالى يعلم تماماً مكنون نفسى بل ويعلم ما لا أعلمه عن نفسى ، وحينها وأثناء الدعاء يتوقف عقلى ليكمل قلبى الدعاء لأنتهى من الدعاء وقد هدأت روحى تماماً.
- إنَّ دموعى توقفت منذ برهة .. أمّا الآن فقد هدأتُ تماماً ، الحمد لله على جزيل نعمه والتى منها الدعاء ، أعلم أن الدعاء يحتاج إلى العمل وهذا ما أرجو أن أبدأه ، أتمنى أن يتغير حالى إلى الأفضل وأعلم جيداً أننى يجب أن أبدأ هذا التغيير ، ولكنى أدعو الله أن يمدّنى بدَفعة تساعدنى ، لا أعلم بالضبط ماهى هذه الدَفعة ؟ ولكن أتمنى فقط أن أشعر بها وأستثمرها فى بناء حياتى من جديد.
- لقد تأخر الوقت لذا سأخلد الآن إلى النوم وكلى أمال فى حياة جديدة تبدأ غداً مع إشراقة الشمس ، أتمنى أن تتحقق أمنياتى على الوجه الأفضل والذى يرضاه لى ربى ، أودّعك الآن على أمل اللقاء فى القريب العاجل وفى ظروف تسمح لنا ببدء حياة سعيدة يملؤها الحب ويرضى عنها كل من نعرفهم ، أتمنى أن يكون اليوم هو الأخير الذى أواجه فيه شياطين اليأس والكآبة ، وأدعو الله أن يعيننى عليها.
Wednesday, April 5, 2017
تسعة عشر يوما (اليوم الخامس)(يوسف محمد)
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment