- مع اقتراب موعد اللقاء لا أستطيع التفكير فى أى شىء آخر ، هل حقاً سأجدك فى هذا اليوم ؟ وهل ستشعرين بصدق حبى ؟ وهل ستبادليننى إياه على الفور ؟ هل سيكون معك أحد ؟ وهل سيتفهم الموقف ؟ وهل سيساعدنا فى الاقتران رسمياً ؟ هل سأقابل والدك فى نفس اليوم ؟ وهل سيقبلنى زوجاً لابنته ؟ هل يمكن أن تقبلنى أسرة كزوج لابنتهم وأنا على حالى هذا ؟ وهل سيمهلونى الوقت للإصلاح من وضعى الحالى ؟ هل يمكن أن أعطيك هذه الكتابات فى أول لقاء؟ وهل ستقرأيها حتى النهاية ؟ هل ستتجاوز الكلمات عينك لتصل إلى قلبك؟ وهل سيصلك كل حرف فيها ؟ أتمنى أن تكون إجابات كل تلك الأسئلة بنعم .. فإيجاب كل سؤال سيعنى لى الحياة بأسرها .. بينما لا واحدة ستنهى الحياة تماماً.
- أواجه أسئلة كثيرة لا يمكننى حصرها ، بل كل لحظة أجد سؤال جديد يتدافع إلى رأسى ، فكيف سنتقابل ؟ وكيف سأبدأ الحديث معك ؟ كيف سيكون رد فعلك ؟ وكيف ستسير الأمور بعد ذلك ؟ كيف .. ؟ وكيف .. ؟ لا أريد التفكير فى هذا .. فالوقت وحده كفيل بتوفير تلك الإجابات ، فقط أدعو الله أن يختار لنا الأفضل ، وسأتقبل كل ما سيحدث ومهما كان ، سواء حدث ما أتمناه أو لم يحدث فإننى سأحمد الله عليه ، وسأوقن أن الأفضل للجميع هو ما تم بالفعل.
- لا أستطيع أن أنكر أننى أريد بشدة أن يتم لقائنا وأن يكلل بالنجاح ، ولكن ليس لى حيلة ، لذا سأحاول من الآن أن أستعد لكل الاحتمالات ، هل أخطأت عندما تمنيت وحلمت بهذا اللقاء ؟ لا أعتقد هذا ، فرغم شبه استحالة اللقاء ولكن كما يقولون إنَّ الغريق يتعلق بقشة ، وأنا كنت ومازلت غارق فى بحور من اليأس والإحباط والفشل ، ومنذ فترة طويلة لم أستطع أن أبث فى نفسى أى أمل ، لم أقدر منذ زمن بعيد أن آمل فى أى شىء حسن ولو ليوم واحد ، ربما لقائك بعد يومين تكون إمكانية حدوثه مستحيلة ولكن الحلم به استمر الآن لأكثر من أسبوعين ، ربما لشدة رغبتى فى حدوثه ، أو لأننى أعلم أنَّ حدوث هذا اللقاء هو الحل الوحيد الذى يمكن أن يغير من حالى إلى الأفضل.
- فأنا لست فى حاجة مثلاً لمن يقرضنى مال ولكنى فى حاجة لمن يبث فى الأمل لأعاود البحث عن عمل ، إننى فى حاجة للعودة لحب الحياة والرغبة بها ولن يساعدنى فى ذلك أفضل من إيجادى للإنسانة التى دائماً ما كنت أحلم بها ، إننى فى حاجة لأشياء كثيرة لا أريد أن أذكرها الآن كى لا أزد من همومى ، ولكن كل ما أقدر على قوله هو أن كل تلك الأشياء ستتحقق بوجودك بجانبى.
- أحياناً وأنا أكتب إليك أتوقف ولا أستطيع الاستمرار ، فإحساس القصور التام يمنعنى من الكتابة ، وينتابنى شعور بالوهن وأننى اُحمِّلك ما لا طاقة لك به ، فكيف أواجهك وأنا على هذا الحال ؟ كيف أطلب منك الارتباط بشخص لا يملك أى حاضر ولا يقوى على السعى من أجل المستقبل ؟ أشعر بتأنيب الضمير الشديد بسبب اقتحامى لحياتك على هذا النحو ، وأشعر أن كل ما أقوم به نحوك هو خطأ بل ومحرَّم أيضاً ، فكيف أطلب الاقتران بك وأنا لا أملك أى شىء بل غير قادر على إعالة نفسى ؟ كيف أطلب منك أن تساعدينى وأنا لا أساعد نفسى ؟ وكيف ستتقبلنى أسرتك ووضعى الحالى لا أقدر حتى على ذكره ؟ لذا .. أحياناً كثيرة أرغب فى عدم إكمال الكتابة ، ولكن عندما تتملكنى تلك الرغبة تتملكنى أيضاً كل الأفكار والمشاعر السلبية والتى تحطم ما تبقى من حطامى.
- بعد يومين سأتوقف عن الكتابة وأنتظر الواقع بفرحه وحزنه ، سأنتظر حدوث المعجزة التى أتمناها وسأنتظر أيضاً اللاشىء أو السىء الذى يحدث لى غالباً ، سأتوقف عن الكتابة ولكننى لن أستطيع التوقف عن حلم اللقاء ، ربما يكون اللقاء بعد عام أو عشرة ولكننى سأبقى فى حاجة للقائك ، ربما سيكون وقتها فات الأوان كى أصلح ما أفسدته الحياة ولكن على الأقل سأكون قد رأيتك .. ولو لمرة واحدة قبل مغادرة تلك الحياة ، وربما عندما أقابلك حينها يكون الله قد أعاننى وتخلصت من عيوبى بنفسى ونجحت فى حياتى ، وعندها سيكون لقائنا خالى من الأحزان .. وبدون أن أثقل عليك بهمومى ، فليختار لنا الله سبحانه وتعالى الأفضل وليعيننى على تقبله مهما كان.
- تمضى حياة الإنسان ما بين سعادة وشقاء ، وكل ما كنت أسعى إليه من قبل هو بعض السعادة بدلاً من تلال الشقاء ، ولكن ما آمل فيه الآن هو استبدال تلال الشقاء بجبال من السعادة ، استبدال اليأس بالأمل والموت بالحياة ، بالطبع هناك من يتعرضوا لظروف أسوأ منى .. ولكنهم يجدون من يشاركهم مشاكلهم ، فالوحدة هى المشكلة الأولى لدىَّ خصوصاً مع فقدانى لمختلف أنواع الأمل ، ربما تجدينى مبالغ فى وصف سوء حالى ولكن للأسف هذا هو حالى بالفعل بل ومع عدم ذكر الكثير مما أمر به ، فهناك بعض الأشياء التى لا يمكن أن أذكرها وبعض الأشياء لن أتمكن من وصفها ، إلى جانب أن أغلب وصفى يكون مختصر ولا أتمكن من التعبير كما أشعر بالضبط.
- يوم آخر مر ولم أستطع أن أذكر لك أى شىء مما أريد ذكره ، يوم آخر مَرّ ليقربنى أو يبعدنى مما أحلم به ، يوم آخر مَرّ ولم أضف لنفسى أو لمن حولى أى جديد ، يوم آخر مَرّ لأنتظر الفرج فى اليوم التالى ، يوم آخر ضاع من عمرى.
- لقد قضيت أغلب اليوم وأنا نائم ومنتظراً أن تزورينى فى أحلامى ، أريد أن أراك ، أريد أن أرى ما يثبت لى أننى لا أتوهم ، ولكن لم يحدث شىء ، هل ذلك معناه أننى أتوهم ؟ بمجرد أن يثار هذا التساؤل بداخلى فإننى أصبح شخص لا يريد أى شىء ، أصبح فى الحالة الأسوأ بين كل الحالات التى تمر بى ، وهذا هو حالى الآن .. لذا لا أستطيع التفكير فى شىء أو القيام بأى شىء ، أعتذر عن اِثقالى عليك بهمومى ، وأرجو ألّا أقوم بهذا مرة أخرى ، أتمنى لك الأفضل فى كل شىء ومن كل النواحى ، أتمنى لك كل طيب وأن يبتعد عنك كل خبيث ، وأتمنى لك التوفيق فى كل اختياراتك.
- سأحاول الآن إغلاق عينى لفترة طويلة .. فربما أتمكن من رؤية صورتك عبر جزء روحك المصاحب لى ، أرجوك أن تمنحينى هذه الهبة وألّا تذهبى بعيداً ، فأنا أحتاج الآن وبشدة أن أراك الآن ولو بواسطة الأرواح.
- يوسف محمد
Monday, April 17, 2017
تسعة عشر يوما (اليوم السابع عشر)(يوسف محمد)
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment