- أعتقد أنَّ تقلب أحوال المرء نعمة من النعم ، خاصة إذا كان التقلب من السىء إلى الحسن كما هو حالى اليوم ، وحتى لو كان تقلب من حسن إلى سىء فهو محمود ، حيث أن الإنسان غالباً ما لا يدرك قيمة النعمة إلا بعد فقدانها ، فى أحيان كثيرة أعتقد أن تأخر نجاحى فى عملى ربما كان لصالحى ، فحيث أننى كنت أثق بشدة فى رجاحة عقلى وفى حسن تقديرى للأمور ، وكنت أزعم أننى أفطن إلى أشياء كثيرة لا يلحظها أغلبية الناس ، فإذا كنت نجحت وأنا تحت تأثير تلك القناعات .. لربما كنت أصبحت قارون آخر ، لا أقصد بقارون هو كثرة المال أو محاربته للمؤمنين ، ولكنى أقصد به هو أن أنسب نجاحى لنفسى ولما أتمتع به من مميزات مثل قارون الذى ادعى أنه قد جمع ماله على علم منه فخسف الله به وبماله ليكون عبرة لجميع البشر فى كل الأزمنة.
- أنا لم أفقد ثقتى فى نفسى ولكننى بالطبع فقدت جزء من مميزاتى بل وجزء كبير منها ، فالآن إذا وفقت فى حياتى فأنا على يقين أننى لا دخل لى بهذا النجاح بل هو هبة من الله سبحانه وتعالى ، فعندما كنت أمتلك ولنفترض خمسين نقطة بمقياس مقومات النجاح .. ورغم ذلك لم أحقق أى شىء ، فعندما أنجح الآن وأنا أمتلك فقط عشرة نقاط فكيف تكون تلك المقومات هى السبب ؟ هذا بالإضافة إلى أنَّ الإنسان بكل ما يملكه من مقومات هو هبة من الله ، أحياناً أيضاً أعتقد أننى لازلت أمتلك جزء من هذا الغرور البشرى لذلك فلم يحن الوقت بعد لييسر لى الله من أمرى.
- أيضاً بالنسبة للزواج فرغم أننى أقدس الحياة الزوجية طوال عمرى ، ولم أفكر مطلقاً أن أخوض تجربة عاطفية خارج الإطار الشرعى ، ولكن ربما يكون سبب تأخرى حتى الآن لإصلاح عيب فى لا أعرفه ، ربما التأخير جعلنى عاطفى أكثر رغم أننى عاطفى طوال عمرى ، وربما يكون هذا التأخير بسببك ! ولا أقصد إلقاء اللوم عليك ، بل ما أقصده .. أنه لا يوجد من يمكن أن أرتبط بها سواك ، فربما منذ وقت مضى لم تكونى مستعدة للزواج بسبب عدم انتهائك من دراستك أو بسبب صغر سنك أو لأسباب مشابهة ، فإنَّ أهم شىء هو أن نصادف الشخص المناسب فى الوقت المناسب.
- آمل فى أنَّ شعورى الحالى بالأمل والهدوء يظلان معى لفترة طويلة أتمكن خلالها من تحسين أوضاعى ، فالأمر يحتاج للتحرك من جانبى مع هدوء نفسى وظروف خارجية مواتية ، ومع مرور الوقت واندماجى مع المجتمع من جديد ربما تعود لى قدرتى على تحمل المساوئ مثل باقى الناس ، فأنا الآن ومع أى طارئ أجدنى أعود أدراجى على الفور ، ومن يعلم فربما نتذكر هذه الأيام فيما بعد ونحمد الله على مرورها بسلام وأنها لم تترك أى أثر يذكر.
- لقد تبقى أقل من أسبوعين على موعد لقائنا المنتظر ، أتمنى أن يمضيا سريعاً ليتحقق ما أحلم به ، هل حان الوقت لتبدأ حياتى من جديد ؟ أم سأنتظر لفترة أطول ؟ أدعو الله أن يحدث الأفضل لنا فأنا لا أعلم ما هو ؟ فهل من الأفضل أن نتقابل الآن وبمساعدتك نبدأ حياتنا سوياً ؟ أم من الأفضل أن أقف على قدمى أولاً ثم نتقابل فيما بعد كى لا أحمّلك متاعبى الحالية ؟ لا أعلم أيهما الأفضل ، ولكن ما أعلمه أننا بإذن الله سنتقابل فى الموعد الأفضل لكلٍ منا ، وليعيننى الله على الصبر حتى هذا الموعد والذى لا أعرف متى هو ؟ ولكننى أتمنى من كل قلبى أن يكون فى أسرع ما يمكن.
- أعلم جيداً أننى أثقل عليك بسرد همومى ، ولكننى أريد أن تلمى بكل ظروفى .. بل وتتعرفى على كل ما هو خاص بى فقد أصبح خاص بك ، إننى أتوق وبشدة لمعرفة كل شىء عنك بل وكل لحظة مرت بك قبل أن نتقابل ، هناك من يرددون بأن الحاضر والمستقبل من حق الطرف الآخر بينما الماضى لا ، إذا كان التعرف على الماضى من أجل المحاسبة فأنا أتفق معهم فى الرأى ، ولكن رغبتى فى المعرفة سببها الحب الشديد ، فعندما يحب الإنسان فإنه يستمتع بكل تفصيلة فى محبوبه ، وينتشى من كل خاصية يتفرد محبوبه بها ، ويرغب فى أن يرجع بهما الزمن .. ليعيش مع محبوبه حياته كلها بدءاً من مولد المحبوب وطفولته ولتشمل كل مراحل حياته ، بل وأرغب بأن أحتفظ فى ذاكرتى بكل لحظة مرت بك سواء كنت تتعلمين المشى أو الكلام ، أرغب أن أرى سعادتك عند نجاحك فى دراستك ، أتمنى مشاركتك لحظات استمتاعك بهواياتك ، أود أن أحيا معك ماضيك وحاضرك ومستقبلك.
- لهذا فقد بدأت بسردى لحياتى ، ولكنى أسلط الضوء أكثر على جوانبها السلبية كى لا تندمى فى يومٍ ما على الاقتران بى ، وأرجوك أن تسألينى عن كل ما تريدين معرفته أو توضيحه عندما نتقابل ، أما أنا فمضطرلأنتظر حتى نتقابل وعندئذٍ سوف أستمع لك وأنت تروى كل ما تريدين سرده عن حياتك وعن أحلامك وأفكارك ، أريد منك أن تصحبينى فى رحلة إلى ماضيك .. حتى نعود منها وكأننى صاحبتك فيها منذ مولدك وحتى الآن ، أرجو منك أن تدعونى لأستكشف معك أفكارك وطموحاتك ، وأيضاً أريد أن أشاركك كل أحلامك ، قد يرى البعض أن هذا الأسلوب يِؤثر على استقلالية الفرد ، ولكننى لم أبحث أبداً عن الاحتلال أو الاستقلال بل كل ما أبحث عنه هو إنسانة أتوحد معها ، أبحث عن نصفى المفقود .. والذى أكون أنا أيضاً بالنسبة لها نصفها المفقود ، أبحث عن إلتقاء روحين ، فبينما يقترب الجسدان من بعضهما تتوحد الروحان ليظلا معاً حتى ولو ابتعد الجسدان لفترة ، ما أرجوه هو أن نهب أنفسنا لكائن جديد يتكون من جسدين وروح واحدة ، إننى أؤمن بأنه لا يوجد ما يسمى بحبيبين يجمعهما الحب بل هما شخص واحد منقسم لنصفين والحب يقوم فقط بإذابة الفاصل بين هذين الشطرين ، التوحد هو ما أبحث عنه وأحلم به طوال حياتى.
- لا أعرف كيف سنتقابل أو كيف سأبدأ الحديث معك ؟ كما أخبرتك من قبل إننى أريد أن تبدأ حياتنا معاً بمباركة أسرتك لذا لا أعرف كيف سنلتقى وكيف ستجرى الأمور ؟ كل ما أصبو إليه هو أن يتم اللقاء سريعاً وأن يكلل بالنجاح ، فإن أخر ما أرغب أن أتعرض له هو الفشل فى الحب .. فالحب بالنسبة لى طوق نجاة ، وترهبنى فكرة أن يصبح ثقل يسحبنى لأغرق ، فعندها ستكون أخر أحزانى حيث ستنتهى بى الحياة قبل أن تبدأ ، وستكون أشد آلامى عندئذ هى أننى فارقت الحياة بدون أن أكون قد أحببت.
Saturday, April 8, 2017
تسعة عشر يوما(اليوم السابع)(يوسف محمد)
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment