Sunday, November 25, 2012

مصرنة الأوضاع


فى سبعينات القرن الماضى ظهر مصطلح اللبننة للحديث عن الحرب الأهلية اللبنانية وقام بعد المفكرين آن ذاك بصك أن ذلك ما سوف يحدث لكافة الدول العربية تباعا وأن هذا مخطط وانتهت مرحلة اللبننة باحتلال أول عاصمة عربية من قبل إسرائيل فى مطلع الثمانينات والتى اطلق عليها محمد حسنين هيكل نهاية حرب الثلاثين عاما ولا داعى للتذكرة بمذابح صبرا وشاتيلا.
وحينما بدأت المعركة فى الجزائر بين الجيش والإسلاميين والتى راح ضحيتها منذ نهاية الثمانيانات مرورا بالتسعينات من القرن الماضى ما يزيد عن مائة الف مواطن تم الحديث عن مصطلح جزئرة الإوضاع وبدأت عمليات على نفس النمط فى مصر ، لكن آن ذاك تصدت الداخلية المصرية التى نقاتلها الآن فى شوارعنا منذ عامان لأنها حمت مصر فى ذلك الوقت من ارهاب حقيقى كانت ذرروته فى حادث الأقصر.
وحينما دخلت الصومال نفق القبائل المظلم منذ سنوات ظهرت كلمة صوملة الاوضاع ، أما حينما تم التمهيد لاحتلال العراق عبر مسرحيات حرب الخليج الأولى والثانية ثم تفكيك الجيش العراقى ومن ثم تفكيك العراق ذاته واصبح المسمى عرقنة الاوضاع.
اما اليوم فمصر تواجه نفس مصير التفتيت على يد حفنة من ابناءها واصبح الشارع هو الحكم من لديه القدرة على حشد الاتباع والبلطجية هو من سيكسب فى معركة تدمير الوطن ، اعتقد أن مصر الآن فى حالة "مصرنة" وليس المقصود بتلك الحالة هو التمصير أو الانتماء لمصر لكن اعتقد أن مصارين الوطن خرجت لتتصارع والضحية هو الوطن نفسه.
مرة اخرى الدماء التى تسيل فى كل انحاء الوطن دماء مصرية سواء بالإهمال او بالقتال العبثى يستوى فى ذلك عسكرى الأمن المركزى الذى حمى مصر فى السابق مع حتى ما يطلقون على انفسهم ثوريين ومن يطلقون على انفسهم  اسلاميين كلها دماء مصرية.
النداء موجه للجميع كفاكم عبثا بمقدرات الوطن ، احقنوا الدماء وكفاكم مهاترات لن تجدوا مكان للقتال ولن يتبقى الإ أشلاء الوطن ولن ينفع البكاء عليها فى ذلك الوقت.
فى بعض الأوقات تكون القراءة ازمة لاننى اذكر حينما كنت صغيرا فى مطلع الثمانينات وأقرأ عن مصطلح اللبننة وأرى وطنى العربى يتمزق والجميع لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم فالجهل أنور فى هذه المرحلة من المعرفة

تجار الموت



  • توصف عادة تجارة السلاح وتجارة المخدرات بأنها تجارة الموت  , لكن  الآن فى مصر هناك نوع جديد من تجارة الموت اعتقد أنها تجارة الفضائيات واننى اعتقد أن ما وصلت إليه مصر من فوضى هم بسبب هؤلاء التجار.
  •  فالمصريين طوال الليل واطراف من النهار اصبحوا مشغولين بمتابعة هؤلاء التجار على الفضائيات فى برامج ما   يسمى التوك شو وقد نقلت هذه البرامج عن امريكا وساهمت فى جذب العديد من المشاهدين لقضايا عديدة ،     لكنها فى نفس الوقت تسود الحياة أمام المصريين وكل تاجر منهم له مريديه ويقبض فى النهاية ثمن مصر من الإعلانات
  • ولكى يبقى كل واحد منهم متربعا على عرش فضائية فإنه يتاجر بقضايا مصر يزعق ملئ صوته عن دماء الشهداء والثكالى وعلى مستوى الفقر فى مصر بينما جيبه ينتفخ آخر الليل من رصيد الإعلانات فى ارقام تتجاوز الملايين ، ويغردوا بتجارتهم منقولين من فضائية إلى أخرى متاجرين بقضايا وآلام الوطن حاصدين جوئزاهم على هدم الوطن.
  • يرقصون  على ما تبقى من جسد الوطن هم والنخبة السياسية الفاشلة وجروا الوطن إلى تلك المواجهات التى تجرى فى كل ربوع مصر ، هم من شجعوا كل الناس على العصيان فى كل نواحى الحياة فى مصر.
  • كل تاجر له بضاعة السوء الذى يظهر بها ليلا هم يساهموا بكل بساطة فى تقطيع اوصال الوطن عبر مجموعة من السفهاء نصبوا لهم مناصب ووظائف فهذا محلل سياسى وهذا خبير استراتيجى وهذا ناشط سياسى ولا أعرف من أعطى لكل واحد منهم تلك الوظائف.
  • ارحموا مصر من بضاعتكم واتركوا ما تبقى من هذا الوطن يعيش سوف تجروا مصر إلى حرب أهلية وسوف تقطع اوصال الوطن على ايديكم وانتم تظنون أنكم تحسنون الصنع بهذا الوطن ، ارجو أن تقبلوا دعوتى وتتركوا مصر فى حالها لمدة اسبوع سودوا شاشتكم لمدة اسبوع واحد ربما يعيش ما تبقى من اشلاء هذا الوطن.

Saturday, November 24, 2012

مرسى موته


لم انتخب الرئيس مرسى فى أى من مراحل الانتخابات ، ولا اقصد من هذا العنوان التجريح أو الإهانة ولا حتى مشاركة فى الحملات الصحفية التى تستهدف الرجل حتى ولو كان على حق.
ولكن العنوان مجرد دعابة قد يعتبرها البعض دعابة سخيفة ، وهو على منط سخرية المصريين من آلامهم واحزانهم ومثل ما كنا ندعو الرئيس السابق مبارك بالبقرة الضاحكة او بأنه مثل الساعة الاوميجا التى لا تقدم ولا تأخر.
يتداول المصريين على صفحات التواصل الاجتماعى أن الرئيس مرسى اصبح شرارة وأنه لا يحط فى مكان إلا ونزل به العذاب ، ربما لأن طائر نهضته اعرج ولذك رأيت أن العنوان المناسب على نمط الفيلم الذى حصد كافة الإيرادات للأسف "عبده موته "... !!!
فى الواقع هذه السخرية لا اعرف انها طريقة المصريين لمواجهة الحياة ، أو أنهم لا يأبهون بأى شئ والموضوع ليس جديد على المصريين ولا احد يقول أنه حصاد الثلاثين ولا الستين لكنه قديم حتى أن ابن خلدون وصف المصريين وكأنهم شعب قد فرغ من الحساب !!! لا يكترثون بالواقع من حولهم ،هل السخرية إيجابية أم نوع من السلبية التى اصحبت تغلف حياتنا.
ويجب على الرئيس أن يتحمل هذا النقد لأنه للاسف هو من اعطى اسقف احلام عالية ولم يقل للناس أن عليهم العمل واغرقهم بالإحلام الوردية ، ثم نقصت العهود بعد مائة يوم ، ثم تحلق من حوله الزبانية الذين زينوا لمن قبله الباطل واصبح يفعلون الأمر نفسه معه وبالتالى تحدث عن المانجه وبدأ فى افتتاح مشاريع سبق افتتاحها على نفس النهج القديم.



Wednesday, November 21, 2012

المتاهة الثورية



حينما تدخل إلى المتاهة الثورية  سوف تجد المشاهد العبثية التى مرت بها مصر خلال العامين الماضيين وفى النهاية سوف تجد المصريين يقاتلوا بعض دون هدف واضح

مشهد الافتتاح العبثى للثورة " جمعة الغضب " غضب من مين وعلشان ايه موش عارفين المهم أن كل مقارات الشرطة اصبحت اهداف واصبح قتال الشرطة أمر لا يجب الرجوع عنه ويقف الثورى الحق رافعا علامة النصر بجوار عربات الشرطة المحترقة دليلا على انه كان هناك فى معركة تحرير مصر من قوات الشرطة.

والنتيجة الحتمية بعد مهاجمة من 70 إلى 140 هدف شرطى فى الفترة من 28 يناير حتى 31 يناير انسحاب رجال الشرطة ، واصبحت الشرطة فى اجازة واعتقد أن الراحة عبجتهم لحد دلوقتى.

مشهد آخر للعبث القتال فى شارع محمد محمود ، المرة الأولى والثانية ، يتعمد المتظاهرين الاحتكاك بالشرطة ، الميدان مفتوح لكل انواع التظاهرات لكن احنا لازم نتظاهر فى محمد محمود ولازم نحدف عليهم طوب ومولوتوف وبعدين لما يضربنونا لو متنا احنا شهداء ولا تعورنا يبقى احنا عايزين حقنا واضحى بعينى التانية وابقى ثورى حق واولول طول الليل على كل الفضائيات عينى اللى راحت اللى انا موش عارف هى راحت فى سبيل ايه بالظبط ، مجرد عبث لا طائل من ورائه.

القضية الآن لماذا هذه المشاهد العبثية وما هى المصلحة اليومية لمصر مما يحدث فى محمد محمود ، ما معنى أن نعلم الشباب الصاعد أن قتال الدولة فرض ؟ الشباب متحمسون للقتال كأنهم يقاتلون كفار ، ارجو أن لا يزايد احد ويتكلم عن تجاوزات الشرطة والاستخدام المفرط للقوة وعدم تغير الشرطة وكل هذا العبث الذى ليس له أى معنى واضح ، حصاد عامان هو المربع صفر من ينظر إلى جمعة الغضب سوف يجد المشاهد متكررة بنفس السياق فى كل المعارك الوهمية العبثية التى لا نصر لأحد فيها حيث أن دماء الشرطى والشاب دماء مصرية فى النهاية والجميع ضحايا لمنظومة الفشل والإهمال والآن نحن فى تلك المتاهة التى لا طائل منها معارك عبثية فى كل من "التحرير ، محمد محمود ، العباسية ، السفارة ، والآن محمد محمود الجزء الثانى الذى إضيف له مصطفى الجندى والقصر العينى الجزء الثانى بعد نجاح الجزء الأول بحرق المجمع العلمى " ارحمونا من هذا العبث واخرجونا من المتاهة..

 

 

 

Sunday, November 18, 2012

يوم أسود أخر



فى 17 نوفمبر 1997 اليوم الأول الذى فكرت أن اهاجر من البلد نهائيا ، اليوم الذى لم اتحمل فيه مشاهد القتل والدم الذى فخر به القتلة وأسمو انفسهم كتيبة الارهاب والدمار ، حينما قتلوا ما يزيد عن 90 سائحا كل جرمهم أنهم زاروا معبدا فى مدينة الأقصر لم افخر فى هذا اليوم أننى مصرى وانتمى إلى هؤلاء القتلة.واليوم وبعد خمسة عشر عاما يأتى علينا يوم أسود جديد ، ببساطة شديدة الضحايا هم ضحايا الإهمال المصرى والفهلوة وبحسبة اخرى الضحايا أكثر من ضحايا حرب تجرى على غزة ، لاننا بكل بساطة نتواكل ولا نقوم بما ينبغى علينا القيام به ثم تأتى الكارثة ونبحث عن كباش الفداء ، نعزل وزير أو نقبل استقالة ، القضية ليست فساد مالى ولا اخلاقى القضية هى فساد عام مستشرى لدينا ما يزيد عن 6 مليون موظف لا احد طلب منهم أن يعملوا وهم معذرون لأنهم ليس عليهم أى رقابة.

 الدماء سوف تظل تنزف مالم يتم تسخير كل جهد فى كل موقع لرفعة هذا الوطن ، لا يجب أن نأخذ برامج الجودة على الورق ، يجب أن يتم تسيير رحلات آمنة للسكة الحديد ولغيرها ، الاحصاءات تقول أن مصر تخسر اكثر من 6000 شخص سنويا فى حوادث الطرق فقط غير الجرحى مسجلة بذلك أعلى معدل عالمى لحوادث الطرق وهذه الارقام اعلى مما خسرته اسرائيل فى حرب اكتوبر.
 
قيمة الروح الإنسانية تذهب هباءا بالإهمال ، كل منا سوف يحاسب على تلك الدماء الذكية ، لا اريد أن ادخل فى هذه الحرب التى لا طائل منها حول عزل وزير او زارة ، القضية ياسادة قيمة العمل فى مصر الجميع يحتقر العمل ولا يعرف قيمته كل سائق فى هيئة السكة الحديد يجب أن تكون نفس قيمة الطيار يجب أن يفهم طبيعة عمله ، عمال التحويلات المعزولون فى اكشاكهم عن العمل يجب أن يعرفوا مسئولياتهم ويجب علينا أن نعرف اهميتهم ، لا نريد أن نرمى التهم جزافا أو نلقى بآخرين فى السجون ، ثم تأتى كارثة أخرى ونحاول أن نتحرك ثم نلف حول انفسنا بلا طائل.
الجميع الآن بعد الثورة يعرف حقوقه ويقاتل عليها ويغلق الطرقات ويعطل مصالح الآخرين ، لكن لا احد يعرف واجباته ، الكلمات المسكوبة هنا لن تجدى نفعا مالم تكن هناك عقول تريد أن تصنع العمل ، القضية ليست مرسى ولا شفيق ولا اسلامى ولا علمانى ، القضية هل تريدون أن تعملوا لنهضة هذا البلد أم نغسل جميعا ايدينا من دماء هؤلاء ونترحم عليهم ونقاتل انفسنا هباءا منثورا.
وفى النهاية لا أملك إلا أن اقدم خالص العزاء لآسر الضحايا ، وادعو الله أن يلهمهم الصبر والسلوان ، وادعو لهم بالمغفرة ، وادعوا  الله أن لا تصبح تلك الكلمات المسكوبة على هذه الأوراق كتلك الدماء الزكية هباءا منثورا.

 

Sunday, November 4, 2012

الرحلة


  • سوف تسافر إلى ما تظنه أخر العالم لكنك فى النهاية سوف تقابل نفسك مرة اخرى ... حينما كنت اعد لتلك الرحلة كانت تسبقنى الامانى والإمنيات فى اوقات كثيرة كنت ارغب أن لا تأتى وكانت الرحلة تقترب حتى اظن أنها اقرب من حبل الوريد ، واحيانا اخرى تبتعد حتى اظن أنها لن تاتى أبدا وانها مجرد احلام ضائعة. وفى النهاية وجدتنى هناك اركب الطائرة لأول مرة فى حياتى ، لأوقات طويلة كنت اعرف انواع كثيرة من الطائرات ، بل كانت افلامى المفضلة تلك الافلام الخاصة بالمطارات والتى غالبا ما تتعرض فيها الطائرة للاختطاف وخلافه ، لفترات طويلة كنت احاول أن اعرف اى طائرة مقاتلة من شلكها او بمجرد النظر حتى أن هناك نوع من الطائرات الهليكوبتر اعرفه من مجرد صوته ، بل أننى قضيت بعض من فترات دراستى وانا اتصور كل فتاة او سيدة اعرفها مجرد طائرة ودوما اعطيها نوع ما هذه طائرة متعددة المهام وهذه لا تصلح إلا لطائرة نقل سواء نقل ثقيل أو خفيف. وجلست فى طائرة الشركة الوطنية كان امامى أن اختار من اكثر من شركة لكننى فى النهاية اخترت الشركة الوطنية البعض أثنى على هذا الاختيار وآخرين قالوا اننى وطنى بطبعى ودعابات كثيرة سمعتها عن ذلك. لا احاول أن اكتب تأريخا لتلك الرحلة لكننى احاول أن اتذكر لحظات مرت اراها الآن كانها حلم قصير مضى تعبر كفلاشات الآن ، ندما على أننى عدت أو فرحا بأننى كنت اقرب الى النجوم .. ارانى جالسا هناك بلغتى الإنجليزية التى توصف بأنها تهتهه فى بعض الأحيان ثم فجأة ارانى ادير حديثا يتجاوز الساعة فى بعض الأحيان فى اكثر من مناسبة للحظات تصورت أننى لست أنا .. وأوقات اخرى كان الاحباط يسيطر ، ايام تجد الرحلة تتسرب من بين يديك ، تغوص فى العمل دون أن تشعر بأن ميعاد سندريلا قادم لا محالة وانك عليك المغادرة حيث لم يعد فى الوقت بقية .. تتمنى أن تقف عقارب الساعات عن تلك اللحظات ترى نفسك فى قرية عالمية صغيرة ترى شخوصا يمثلون دولا ، وتجد نفسك محاصرا تتصور نفسك سفيرا لبلدك ، لحظات تفخر بمصريتك واوقات تلعن أنك ولدت فى تلك المنطقة الموبوءة من العالم .. تشعر بعاطفتك تجاه بلاد فى مثل حالك تتصور أنك تفهمهم ، تبحث عن اشخاص تتصور أنهم يمثلون تلك المنطقة تجلس مع الصديق وتحاور من تظن أنه العدو.... تشعر بأنك لست أنت تسير الأيام بين يديك دون وقت معين ويضيع الحلم وتجد نفسك راكبا طائرة اخرى عائدا إلى احضان الوطن !!!!! او اوهامه..