Saturday, August 7, 2010

البحث عن حلم


  • حاول كثيرا أن يشارك فى ذلك الاحتفاء الجماهيرى الغير عادى بصعود امريكى اسود إلى سدة الحكم لكنه لم يستطع ليس لأنه عنصرى ولكن لفشله فى الهروب من كل مشاكله اليومية والحياتية للمشاركة فى الاحتفاء سواء على المستوى الاعلامى أو حتى على مستوى زملاء العمل أو الاصدقاء الذى بالكاد يتواصل معهم تليفونيا ، خيل اليه فى مرحلة من المراحل انه سوف يفتح صنبور المياه صباحا وسوف يخبره خرير المياه لماذا جاء "باراك اوباما" للحكم.
  • تصاعدت أثار الحملة عليه وهو يجلس فى مساء ذلك اليوم التاسع عشر من يناير حيث نسى العالم كل ما حدث فى غزة الذى لم يبرد بعد دماء شهدائها وتذكر أهمية وصول أمريكى أسود إلى الحكم ، حاول جاهدا أن يجد قوة للجلوس مع زوجته للحوار أمام شاشة التلفاز لكنها اعفته من المحاولة حينما أومأت إليه بأنها غير قادرة على السهر – لم تكن دوما قادرة ولا هو ايضا- والقت عليه التوجيهات المعتادة بضرورة عدم النوم امام التليفزيون حتى لا تضطر أن تقوم ليلا لغلقه وايقاظه ، ولم يجد بد من الاستمرار هو الآخر حيث تحولت كل البرامج إلى تلك الحملة الاحتفالية المسعورة ، أوى سريعا إلى الفراش ولدهشته وجد زوجته فى نوم عميق رغم أنه لم يستغرق خمس دقائق للحاق بها ، القى نظرة على ابنته فى مهدها الصغير بجوارهم ربما نظر اليها راجيا أن لا توقظهم ليلا أو على الاقل لا توقظ زوجته... القى نظرة على وجه زوجته الملائكى النائم بجواره تذكر الايام الأولى لخطبتهم حينما كان يحاول جاهدا أن يخطف نظرات من ذلك الوجه ، الآن يمتلك الحق فى أن ينظر الى ذلك الوجه ليل نهار لكنه لا يجد وقتا ليتأمله فكر فى أن يطبع قبلة على جبينها لكنه لم يرد أن يقلقها فقد كان يعلم أنها تستيقظ من أقل لمسة لكنه اكتفى بأن بقى متأملا وجهها محاورا جمالها النائم حتى غابت عينيه فى النوم .....
  • لم يدر كم من الوقت استغرق فى النوم لكنه استيقظ ككل يوم خلال العامان ونصف العام منذ زواجه يتساءل أين هو ، ثم يمر به شريط الذكريات سريعا متذكرا أنه اصبح زوجا وأبا ، ولم يطل شريط الذكريات طويلا فقد سمع صوت حركة من جانبه التفت وجد ابنته تحاول التعلق بمهدها وتلتفت نحوه بابتسامة دخلت زوجته ملقية عليه تحية الصباح ومشيرة إليه انه عليه أن يفعل......... مجرد جدول يومى لا تغيب عن سرده ، يعلم علم اليقين إنها لا تلقى إليه التوجيهات أو التعليمات لكن آلية كلماتها هو ما يوحى له بذلك فهو يحفظ جيدا ما سوف تقوله وفق برنامج سرد قد يتغير وفقا للظروف فعليه القيام سريعا .. الفطار.. هل سيتولى توصليها لأن اتوبيس المدرسة قد فاتها أم سيأخذ البنت إلى الحضانة أم هى من تقوم بذلك ، آلية ... تجعله يشعر بأنه مجرد سطور فى برنامج حاسب آلى مما يتعامل معهم ليل نهار فى عمله.
  • يتحرك وفقا لما تفرضه تلك الآلية الحياتية هو فقط ينفذ تعليمات برنامج الحياة ولا يحيد عنه ، لا يميل إلى الفلسفة لم يفكر أهو مسير أم مخير لكنه يريد أن يعيش ولا تعطيه الحياة فرصة لكى يقف ليفكر فيما يفعل ، بالإضافة إلى حبها له تجد زوجته أن أهم ما يميزه هو حبه للحياة وطموحه .. تدعم طموحه بحبها وصابرة معه تعطيه كل الدعم ، يحبها لكنه يشعر دوما بأنهم لا يعيشون بل يتحركون كآلات بلا معنى للحياة يخشى أن يجد وقتا لا يستطيع أن يمضى فى هذا الطريق..
  • يتحرك كترس صغير داخل تلك الماكينة العملاقة للحياة تدور تلك المعانى فى عقله وهو كترس يدور فى فلك الحياة لم يشعر بالافطار أو كيف تركع للصلاة أو كيف وجد نفسه داخل ملابسه ، يركب سيارته يلقى تحية الصباح على زوجته تتعلق به ابنته يضعها بكرسيها فى السيارة بجانبه ، غير وضعها فى السيارة أكثر من مرة فقد كان مغرما بأن يضعها معه أثناء القيادة بحيث تبقى دائما قريبه منه ، انتبه فى أحد المرات لأحد أصدقائه وهو يذم هؤلاء الآباء الذين يضعون ابناءهم معهم اثناء القيادة وخطورة هذا على الطفل ، لم يقل له أنه من هؤلاء الآباء لكنه اصبح يضعها فى الكرسى الخلفى لزيادة الأمان ولكنها تبكى فى هذا المكان رغم اجتهاده فى مداعبتها وقد استقر به الأمر فى النهاية أن يضعها على الكرسى المجاور له ويعكس اتجاه كرسى الاطفال الخاص بها حتى تبقى متعلقة بنظره ومتعلق بها ، عليه أن يذهب بها للحضانة ربما تلك البسمة والبراءة الطفولية هى ما تجعله ينبض بالحياة من جديد ، كثيراً يتمنى أن يترك كل شئ وراءه ويعود للمنزل لكى يقضى اليوم معها. ينفطر قلبه كثيرا حينما يتركها على باب الحضانة لم تعد تبكى حينما يتركها لكنها تتطلع له بعينيها بنظرة تطعنه طعنة نجلاء يقرأ فيها كلمات كثيرة .. يشعر بذنب كبير أن يتركها هنا ويذهب كذلك والدتها المشغولة معه فى توفير الحد الأدنى للطفو فى بحور الحياة...
  • لم تتركه السيارة كثيرا فى تأملاته الحزينة فهى منذ تزوج لم يعد يعرف كم مرة يذهب بها إلى الميكانيكى والكهربائى وكافة العاملين فى مجال السيارات ، كان يفخر بما يقوله اصدقائه دوما عن سيارته بأنه يحس بها من صوتها وأى صوت غريب يستطيع أن يجيب عن مصدره ويعرف العيب ... لكنه الآن لم يعد يستطيع أن يحدد الآمها التى تزيد من اعباءه .. ارتسمت على شفتيه ابتسامة أن السيارة تغير من زوجته لذلك فهى تنقلب عليه هى الأخرى ، وتوقف ليرى ماذا ألم بها .. عبث قليلا بالأسلاك .. وحمد الله أنها استجابت واستمرت فى السير قرر أن يكافئ نفسه وادار الإذاعة عليه أن يصل الاسلاك وهو يقود لكى يعمل الراديو ... واخذ ينصت وهو يفادى الديناصورات من حوله –اصبح يفكر مثل زوجته فهى تطلق ذلك على سيارات النقل- دهش أن محطة الاغانى الوحيدة التى تعمل فى راديو السيارة لا تذيع اغانى لكنها تتأهب لنقل احتفال تنصيب الرئيس الامريكى .. وأحد المعلقين يسهب أن وجود أمريكى أسود قد حقق حلم مارتن لوثر كينج فى الحرية والمساواة... مر بخاطره مقولة مارتن لوثر كينج ... "لدى حلم"...تلك المقولة الذى رددها فى احدى خطبه المشهورة التى تحولت فيما بعد إلى أيقونة لكثيرين فى تحقيق احلامهم ، وقد جمعه حوار مع زوجته وترجمت له مقاطع تحفظها من تلك الخطبة فى فترة الخطوبة ورد عليها بكلمات اغنية اجنبية تحمل نفس الكلمات "لدى حلم ، اغنية اغنيها لكى اتغلب على اى شئ" ردد معها ذلك حتى تحقق ما وصلا اليه ، لكنه يتسائل الآن أين حلمه الآن .. هل وئد تحت تروس الماكينة العملاقة للحياة....
  • دوما يذهب مبكرا عن موعد العمل لأن الطريق من المدينة الجديدة التى يسكن فيها إلى قلب المدينة يغلق عن الثامنة يوميا لمدة نصف ساعة تقريبا توطئة لمرور مسئول كبير ، وهو حريص أن يتحرك قبل غلق الطريق للموكب والذى يتم يوميا دون أدنى تفكير أن تلك النصف ساعة تجعل السكتة المرورية المزمنة فى الطريق جلطة تصيب المرور بالشلل لساعات بعدها ، يقضى وقت الانتظار فى أحدى المقاهى بالقرب من العمل ، سمع الاخبار وهو يجلس على المقهى بنصف تركيز وضع عم عبده القهوة أمامه وهو مكتئبا وهو يعلق " قربوا يوقفوا الضرب " كان يقصد على ما يحدث لغزة تطلع إلى شاشة التليفزيون المشهد على تلك الوجوه العفنة التى تتابع النجاح فى قتل الاطفال والنساء وتصدير الابتسامات للعجزة الذين يكتفون بمتابعة المذابح على الشاشات والصياح فيما بينهم ، لفت نظره أنهم جميعا يجلسون وظهورهم للحائط على مائدة صغيرة وهى قاعة اجتماعات مجلس وزراء..!!! قارن فى ذهنه حجم القاعات التى اقتطعت من مكاتب الموظفين فى عملية تطوير مبنى المصلحة التى يعمل بها أنها قاعات يحتاج من يتحدث فيها إلى وجود وسائل سمعية لكى يصل صوته إلى الآخرين كلفت مبالغ طائلة ، جر ذهنه إلى الاستعدادات التى مازالت جارية لاستقبال المسئول الذى سوف يفتتح المبنى بعد التطوير ، تصب بيانات الإدارات امامه على شاشات الحاسب الألى وتمر أمامه أرقام الملايين التى انفقت فى التطوير ويتصور أن هذه الأموال كانت تستطيع أن تبنى مبنى اضعاف حجم هذا المبنى ، وأنه لو كان يعمل فى المكاتب الأمامية التى تخدم الجمهور فى المصلحة واعطوه جزء من آلاف الاجزاء من هذه الأموال طوال عمره الوظيفى لكان حمل المواطنين على يديه حتى يتم قضاء مصلحتهم ، يعلق احدهم على ذلك "احنا فراعنة وح نفضل فراعنة طول عمرنا" يتحدثون عن بيئة العمل وتحديثها لكنهم لم يلقوا بحفنة من تلك الملايين لتدريب الموظفين أو تحسين احوالهم لكى يعاملوا الناس بأدمية .. فرق كبير بين العمارة وعمران النفوس ، يدلف إلى المبنى بتركيبته الجديدة مظاهر الابهه "رخام ، نجف ..الخ" ويتذكر بالأمس المذكرة الهامة التى كان يجب اخذ الموافقة عليها وتعليق مديره بأنه يجب أن يغير تنسيق الخطوط لأن أهم ما يميز مديرة المبنى هو اهتمامها بالشكل وأهمية تنميق الخطوط ، رغم أن ما كتبه كان سوف يوفر الكثير لكن الموافقة لن تأتى إلا على الشكل وتعبير مديره "أهم حاجة شكل المذكرة يفتح النفس" ، يعلم أن مراجعة ديكورات المبنى تمت اكتر من مرة وانفقت أموال طائلة من اجل الشكل !!!! .. كان تعليق أحد زملاءه على هذا العبث "إنه زمن تمكين المرأة" .. لم يكن من المعترضين على عمل المرأة ولا دورها فى الحياة فزوجته أمرأة عاملة وتجدف معه ليسير المركب فى بحر الحياة المتلاطم الامواج ، لكن المسألة أصبحت شكل عام ، كان يعلم منذ البداية أن هذه السيدة منذ كانت احدى مديري العموم سوف تأتى كمديرة للمصلحة لا توجد مؤهلات حقيقية لها سوى أنها سيدة ويجب وجود سيدة فى منصب قيادى فى المصلحة كتكملة للإطار الشكلى العام ..
  • حينما وصل إلى مكتبه وقرر أن يراجع برنامج عمله اليومى ، دهش أن التعليقات من حوله ليست عن مصاعب الحياة ولا على استمرار جريمة غزة ، مرة أخرى نفس المتابعة للحلم الأمريكى ... شعر بأن ما يحدث غسيل دماغ اعلامى له شخصيا..
  • لكنه لم يدم فى افكاره فقد وجد استدعاء عاجل من مديره انه يحضر مبكرا هذه الايام فى اطار متابعة الزيارة المنتظرة الميمونة ، ربما سوف يراجع العرض الذى سوف يتم تقديمه أمام المسئول ...
  • تنحى جانبا أمام مكتب مديره فقد وجد مديره يودع أحد ضباط الأمن حتى الباب لكنه ليس من العاملين بالمبنى .. فحجم الرتب الموضوعة على كتفيه كثير ، هو لا يعرف ماذا يعنى وجود نجمة بجوار نسر فقط يعرف أن كلاهما يحلق فى الفضاء وربما هذا هو السبب فى تعالى رجال الأمن على الجميع بدعاوى أمنية..وربما المقص هو الألة الحادة التى تخيف الناس منهم ..
  • بادره مديره "أهلا يا باشمهندس"... واستطرد "محمد باشا كان عندنا علشان ترتيبات الزيارة أكيد متعرفهوش" ده مدير المراسم فى الوزارة – يعرف أن الالقاب توزع بلا قيود لم يعد عليك أن تدفع كثيرا لتحصل على لقب مثل "باشمهندس" فهى تلخص كل المهن فى مهنة واحدة والباشا والبيه ترمز لنفوذ ما لا يدرك معناه بدأت مع رجال الشرطة ثم وزعت على كل الناس دون تفرقة حسب ما تجود به نفسك وتقديرك لمن امامك-.. علشان كده أنا استدعيتك لأن هناك بعض الأجراءات الهامة الذى يجب أن نتخذها لمراجعة ترتيبات الزيارة.
  • واستكمل أنا عاوزك تلغى فكرة العرض الحى أمام المسئول ، وبدا اكثر جديا وهو يضيف لنفسه مزيد من الأهمية : الزيارة لن تحتاج إلى وجود كل العاملين فى المبنى ومحمد باشا استعرض بعض الترتيبات التى قد تحتاج أن نغلق اجهزة الحاسب العملاقة الموجودة فى المبنى لأنها تؤثر على الترتيبات الأمنية ، لم يستوعب ما قاله فما يطلبه يعنى توقف العمل فى اغلب المكاتب المرتبطة بالحاسب الرئيسى بالمبنى فى عدد من المحافظات .. لكن مديره استكمل هامسا "فى الحقيقة المسئول اللى جاى ربما يكون أكبر مما نتوقع" والزيارة سوف تكون خلال الايام القليلة القادمة ، ربما عند هذه النقطة تحديدا قرر أن يتوقف عن التفكير فيما يقوله وتركه يسرد مزيد من المبررات والمخاوف والايماءات الخفية حتى توقف ثم طلب سماع رأيه..
  • إن ما يطلبه هو البسيط فقد قام بهذا الأمر اكثر من مرة فى التحضيرات التى تجرى فرد على مديره بكل بساطة كل ما تريده سوف يتم تنفيذه قبل الثانية عشر ظهر اليوم واستقبل الرجل كلامه بالفرحة الغامرة معقبا لو ده أكيد ابلغهم من اجل تحديد اقرب ميعاد للزيارة وطبعا لا اريدك أن تقلق فجهدك أنت وفريق العمل محفوظ...
  • خرج من مكتب مديره تتصارعه الافكار لم يعد يعى لماذا لا يرى الجميع الصواب ليس من المعقول أن يكون هو العاقل الوحيد فى هذه العالم ، لكنه رضخ ونفذ ما طلب منه وفكر فى أن يطلب أيضا أن يكون خارج مجموعة العمل أثناء الزيارة ويأخذ وقتا للراحة والتفكير بعيدا عن كل هذا الهراء ...
  • قبل الثانية عشر كان فى مكتب المدير الذى استقبله بالترحاب الشديد ، ولم يمض وقت طويلا حتى عرض عليه كل التفاصيل ، وقد بدا المدير سعيدا جدا بالسرعة فى الانجاز ولكنه تأسف له أن طاقم العمل خلال الزيارة سوف يكون فريق هندسى تابع للأمن يدير الأمر كله وعليه فقد حصل على الاجازة التى كان يريد أن يطلبها دون عناء وحصل فوقها على وعود سخية أخرى لم يأبه بها بسبب ما يدور فى عقله من أفكار...وقرر أن يخرج من كل هذا ويعيش حياته البسيطة.. طلب رقم زوجته التى انزعجت لطلبه لها حيث لم يتعود أن يفعل ذلك كأيام خطوبتهم الذى كانت تليفوناته فيها لاتتوقف... بدت منزعجه لكنه طمئنها ولكن صوته جعلها أكثر قلقا وجاء طلبه مؤكدا حقها فى القلق ولكنه لم يتركها تسترسل فى أفكارها وكان قاطعا أنه يحتاج إلى اجازة..حاولت المناقشة لكنه كان هذه المرة حادا وهو يعلق انه يعرف أنها مواعيد امتحانات نصف العام والدروس واردف حاسما "دبرى مواعيدك احنا محتاجين اجازة" اغلقا الخط على أمل أن ترتب مواعيدها وتعيد الاتصال به مرة أخرى ، ولم يبق من مكالمته إلا صدى صوت يتردد داخلها : "محتاجين اجازة" ، لم تعارض لأنه لخص مشاعرها فى تلك الكلمة البسيطة ، لأنه تحدث عنهم ككيان واحد منذ وقت طويل لم يفعلها ، انها تريد تلك الاجازة فعلا فقد نسيت أخر مرة جمعهم حوار ما ، غير تلك الحوارات التى تقتضيها ساقية الحياة التى باتت تشعر معها دوما بأنهم تحت الماء ولا يصعدون سوى لأخذ نفس يساعدهم على الغطس مرة أخرى.. حتى حياتهم الإنسانية اصبحت تؤدى كواجب مبتور دون تلك المشاعر أو الأحاسيس التى كانت تملئ أيام الزواج الأولى حيث كانت تشعر بالفرحة والأمان وأنها امتلكت العالم بأحضانه.
  • وقعت فى "حسبة برما" لكى تستطيع أن تدبر مواعيدها ، ورغم تدبيرها المحكم وجدت أن ترتيبها يعتمد على كثيرين فيجب أن تلبى تلك المواعيد مواقف تلاميذها أو أن توافق مديرة المدرسة على الاجازة من الاساس ، ثم أن عليها أن تبقى يوما أخر قبل الامتحانات تقوم فيه بمراجعة نهائية ، لم تكن متأكدة أنه سوف يوافق عليه أو حتى أنه سوف يوافق على رحلة اليوم المكوكية لاتمام كافة الدروس ، دارت أسئلة كثيرة : هل تبدأ بموافقته ؟ أم تبدأ بموافقة المديرة ؟ أم أولياء الأمور؟!... ، وفى النهاية استقرت على أن تبدأ بمديرة المدرسة التى تفهمت حاجتها لأجازة وفى ظل عدم التزام الطلبة قبل أيام الامتحانات ، وتبقى أولياء الأمور التى استطاعت بعد عناء شديد أن تقنعهم بالمواعيد وابلغته ووافق على القيام بالرحلة المكوكية لاتمام دروس اليوم ، ونجحا فى الحصول على اجازة لكنهم لا يعرفون إلى متى سوف يبحثون عن حلمهم وسط دوامة الحياة.